- الخميس ديسمبر 08, 2011 8:30 am
#41372
عربيا، وغربيا، بدأت تتعالى أصوات تقول بأن قوة أو نفوذ إيران في المنطقة، وتحديدا في العراق، إلى انحسار، وبرزت هذه المواقف مع إعلان واشنطن سحب قواتها من العراق نهاية هذا العام. ولمعرفة ما إذا كان الدور الإيراني في انحسار، لا بد من طرح سؤال جوهري هو: ما هي قوة إيران؟
إذا عرفنا قوة إيران في العراق، أو المنطقة، حينها سنعرف هل انحسرت تلك القوة فعليا أم لا؟ وللإجابة على السؤال، فإن قوة إيران الحقيقية تكمن في التخريب، ومن خلال الميليشيات الشيعية في العراق، وغيرها من الأحزاب الدينية الشيعية المحسوبة على إيران في العراق والمنطقة، من حزب الله بلبنان والحوثيين في اليمن إلى الوفاق بالبحرين، وغيرهم من الجماعات سواء بالكويت أو السعودية، وهكذا. فقوة إيران طوال عمر نظامها الحاكم بعد الثورة الخمينية ليست في اقتصاد إيران أو ثقافتها، على غرار ما يعرف بالقوة الناعمة، وليست حتى من خلال القوة العسكرية الضاربة مثلا، بل من خلال التخريب. فعندما دافع وزير خارجية إيران علي صالحي في مقابلته مع هذه الصحيفة عن قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالقول بأنه لا يملك عصا موسى بالعراق، خصوصا مقابل مائة وخمسين ألف جندي أميركي، فذلك يعد من قبيل الفذلكة السياسية الإيرانية والتذاكي. فالقوات الأميركية هدفها فرض الأمن والنظام في العراق بينما هدف فيلق القدس الإيراني خلق الفوضى والقلاقل، والمثل يقول إن «حجرا يرميه مجنون يرهق مائة عاقل» ورامي الحجر الإيراني ليس بمجنون، بل صاحب هدف واضح وهو تشتيت العراقيين وإشعال نار الفتنة الطائفية بينهم. وهنا لا بد من أن يجيبنا أحد على سؤال محدد هو: لماذا تم استهداف الطيارين، ودكاترة الجامعات، والنخب السياسية، وقيادات العشائر، منذ سقوط نظام صدام حسين، وحتى من استهدفوا تنظيم القاعدة مثل أبو ريشة، بل وحتى استهداف قيادات شيعية عراقية وطنية، مثل الخوئي؟
بالطبع ليس في القصة ما يحير، فكل من يتتبع الأسلوب الإيراني بالمنطقة يجد أن قوة إيران لا تكمن في ترسانتها المسلحة، ولا حتى في قوتها الناعمة، اقتصاديا وثقافيا، فإيران ليست أميركا للمنطقة، ولا الصين، ولا حتى تركيا، بل إن قوة طهران تكمن في التخريب. وعلينا أن نتذكر أن من يهدم ليس كمن يبني، والنظام الإيراني يعمد إلى استغلال إذكاء الحس الطائفي في المنطقة، وبناء التحالفات على ذلك الأساس، بل إن طهران لا تتوانى حتى عن استغلال الجماعات الأصولية السنية بالمنطقة، ومنها تنظيم القاعدة، فهدف إيران بالمنطقة، وتحديدا العالم العربي، ليس البناء، بل الهدم، والفارق واضح وكبير.
ولذا، فإن كل المؤشرات الماثلة أمامنا تقول إن خطورة إيران لا تزال حاضرة، لأن الهدف الإيراني واضح وبسيط، وهو مفاوضة الغرب على مساحة نفوذ طهران بالمنطقة التي تستخدمها إيران، وتستخدم قضاياها، ككروت تفاوض مع الغرب، لا أكثر ولا أقل.
وعلينا دائما أن نتذكر أنه ومنذ الثورة الخمينية لليوم لم تقدم طهران أي نموذج ناجح للتعاون بينها وبين المنطقة، لا اقتصاديا، ولا حتى ثقافيا، فمهمة إيران التخريب، وهو عامل قوتها.
إذا عرفنا قوة إيران في العراق، أو المنطقة، حينها سنعرف هل انحسرت تلك القوة فعليا أم لا؟ وللإجابة على السؤال، فإن قوة إيران الحقيقية تكمن في التخريب، ومن خلال الميليشيات الشيعية في العراق، وغيرها من الأحزاب الدينية الشيعية المحسوبة على إيران في العراق والمنطقة، من حزب الله بلبنان والحوثيين في اليمن إلى الوفاق بالبحرين، وغيرهم من الجماعات سواء بالكويت أو السعودية، وهكذا. فقوة إيران طوال عمر نظامها الحاكم بعد الثورة الخمينية ليست في اقتصاد إيران أو ثقافتها، على غرار ما يعرف بالقوة الناعمة، وليست حتى من خلال القوة العسكرية الضاربة مثلا، بل من خلال التخريب. فعندما دافع وزير خارجية إيران علي صالحي في مقابلته مع هذه الصحيفة عن قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالقول بأنه لا يملك عصا موسى بالعراق، خصوصا مقابل مائة وخمسين ألف جندي أميركي، فذلك يعد من قبيل الفذلكة السياسية الإيرانية والتذاكي. فالقوات الأميركية هدفها فرض الأمن والنظام في العراق بينما هدف فيلق القدس الإيراني خلق الفوضى والقلاقل، والمثل يقول إن «حجرا يرميه مجنون يرهق مائة عاقل» ورامي الحجر الإيراني ليس بمجنون، بل صاحب هدف واضح وهو تشتيت العراقيين وإشعال نار الفتنة الطائفية بينهم. وهنا لا بد من أن يجيبنا أحد على سؤال محدد هو: لماذا تم استهداف الطيارين، ودكاترة الجامعات، والنخب السياسية، وقيادات العشائر، منذ سقوط نظام صدام حسين، وحتى من استهدفوا تنظيم القاعدة مثل أبو ريشة، بل وحتى استهداف قيادات شيعية عراقية وطنية، مثل الخوئي؟
بالطبع ليس في القصة ما يحير، فكل من يتتبع الأسلوب الإيراني بالمنطقة يجد أن قوة إيران لا تكمن في ترسانتها المسلحة، ولا حتى في قوتها الناعمة، اقتصاديا وثقافيا، فإيران ليست أميركا للمنطقة، ولا الصين، ولا حتى تركيا، بل إن قوة طهران تكمن في التخريب. وعلينا أن نتذكر أن من يهدم ليس كمن يبني، والنظام الإيراني يعمد إلى استغلال إذكاء الحس الطائفي في المنطقة، وبناء التحالفات على ذلك الأساس، بل إن طهران لا تتوانى حتى عن استغلال الجماعات الأصولية السنية بالمنطقة، ومنها تنظيم القاعدة، فهدف إيران بالمنطقة، وتحديدا العالم العربي، ليس البناء، بل الهدم، والفارق واضح وكبير.
ولذا، فإن كل المؤشرات الماثلة أمامنا تقول إن خطورة إيران لا تزال حاضرة، لأن الهدف الإيراني واضح وبسيط، وهو مفاوضة الغرب على مساحة نفوذ طهران بالمنطقة التي تستخدمها إيران، وتستخدم قضاياها، ككروت تفاوض مع الغرب، لا أكثر ولا أقل.
وعلينا دائما أن نتذكر أنه ومنذ الثورة الخمينية لليوم لم تقدم طهران أي نموذج ناجح للتعاون بينها وبين المنطقة، لا اقتصاديا، ولا حتى ثقافيا، فمهمة إيران التخريب، وهو عامل قوتها.