- السبت ديسمبر 10, 2011 3:12 am
#41593
كانت العلاقة بين روسيا والدولة العثمانية متسمه بقدر كبير من العداء والدموية, اذ ان روسيا كانت تطمع في الاراضي العثمانية وان تكون دولة كبرى على ساحة السياسة الأوروبية والدولية وخالطت هذه الاطماع عواطف دينيه متعصبه للأرثوذكس والسيطرة على الاماكن المقدسة في الدولة العثمانية.
وكان الروس مقتنعين ان تحقيق هذه الاطماع لن يتم الا بعد التخلص من الدولة العثمانية وتفكيكها خاصة من الجهة الجنوبية لـ روسيا وهي جزء من اسيا وملاصقه لـ روسيا وسوف تكون مكسب قوي لهم وتمهيدا لوصول روسيا الى المياه الدافئة وهذا الحلم الذي ظل يراودها فترة طويلة من الزمن وانه لن يتحقق الا بوجود قدر من التوافق بين روسيا والدول الأوروبية الكبرى.
وفي حالة الضعف العثمانية وقعت عشرات الحروب بين العثمانيين والروس دامت اكثر من ثلاث قرون, ورأت فرنسا وبريطانيا ان في هذه الحروب الطويله بين الجانبين تحقيقاً لمصالحهما , من حيث اضعاف روسيا وردعها عن التدخل الفاعل في السياسة الأوروبية وابعادها عن المنافسة في المجال الاستعماري, وكذلك اضعاف الدولة العثمانية التي تمتد مساحتها في 3 قارات وتمهيدا لتقسيمها بطريقة لا تؤثر على التوازن في السياسة الدولية.
الدولة التي كانت تقف حاجزا دون تقسيم الدولة العثمانية والقضاء عليها في ذلك الوقت هي بريطانيا التي رأت في القضاء على (رجل أوروبا المريض-الدولة العثمانية-) تهديدا لمصالحها وامن مستعمراتها في الهند, وايضا القضاء على دولة كانت تقف سداً منيعاً بين روسيا والمياه الدافئة ومن ثم مزاحمه بريطانيا في اماكن نفوذها.
في عام 1853م عرضت روسيا على بريطانيا رسميا مشروعا لتقيم الدولة العثمانية إذ تأخذ روسا بمقتضاه البسفور وتحتل الاستانة مؤقتاً, بينما بريطانيا تأخذ مصر وجزيرتي قبرض وكريت, اما صربيا , وبلغاريا , والافلاق والبغدان فتتحد في دولة مستقلة تحت النفوذ الروسي.
كان من الطبيعي ان ترفض بريطانيا هذا العرض لعدة أسباب :
1- ان هذا التقسيم لا يتفق مع سياسة بريطانيا التقليدية التي تحافظ على الدولة العثمانيةا والحيلولة دون استيلا الروس على البسفور والمضائق.
2-ان الدولة العثمانية قد طورت تجارتها مع بريطانيا فأصبحت من كبار المشترين للمنتجات الانجليزية المصنعة ومن كبار الموردين للمواد الغذائية.
بعدما رفضت بريطانيا المشروع الروسي طلب القيصر نقولا الأول من السلطان العثماني عبدالمجيد عقد معاهدة بين الدولتين تعترف بمقتضاها الدولة العثمانية لروسيا بحق حماية الرعايا الأرثوذكس في الدولة, وذلك يعطي روسيا مبررا قانونيا للتدخل في الشئون الداخلية للدولة العثمانية, وأيضا طلب القيصر سحب الامتيازات الممنوحة للرهبان الكاثوليك في الاماكن المقدسة في فلسطين واعطاء تلك الامتيازات للأرثوذكس, وطلبت روسيا تحالف دفاعي بين الدولتين.
وافق السلطان العثماني على منح الرهبان الارثوذكس امتيازات معينه في بعض الأماكن المقدسة, ولكنه رفض الاعتراف بحق روسيا في حماية الارثوذكس أو عقد تحالف دفاعي معها.
بدأت الحرب العثمانية الروسية(حرب القرم) في يوليو1853م بعدما دخلت الجيوش الروسية من جهة نهر بروث واحتلت الافلاق والبغدان( رومانيا) وقالت روسيا انها ابلغت الدول الأوروبية الكبرى انها لن تدخل في حرب شاملة, وان مافعلته هو ضغط على الدولة العثمانية لكي تعترف بحقوق الارثوذكس فيها وانها ستنسحب فور الاعتراف بحقوقهم.
ولقد انذر السلطان العثماني القيصر بضرورة الجلاء عن الافلاق والبغدان, ولكن القيصر رفض ذلك, واعلن السلطان الحرب على روسيا في أكتوبر عام 1853م.
وفي مارس 1854 اعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على روسيا بعد ان دمرت روسيا الأطول العثماني في ميناء سينوب على البحر الأسود ورفضت الانذار الفرنسي البريطاني بالجلاء عن الأفلاق والبغدان مما اعتبرته الدولتان اشاره الى احتمال سيطرة روسيا على البحر الاسود.
دخول فرنسا في تلك الحرب كان بسبب ان روسيا تريد انهاء امتيازات الكاثوليك في فلسطين وهم يتبعون فرنسا, وان نابليون الثالث كان يرغب في إخراج فرنسا من القيود التي فرضها عليها مؤتمر فيينا, وكان يرى في هذا التدخل فرصة للإنتقام من روسيا واستعاده نفوذ فرنسا الدولية, اما بروسيا والنمسا فقد التزما بموقف الحياد من هذه الحرب, فبروسيا لم يكن لها مصالح مباشرة في الحرب, لكن موقف النمسا الحيادي يبدو غريبا لأن روسيا قد ساعدت النمسا عام 1849م على اخماد الحركة الإستقلالية المجرية, وتفسير لهذا الحياد هو ان النمسا لم تكن راضية على احتلال روسيا للأفلاق والبغدان الملاصقتين لحدودها وانها كانت تحرص على حرية الملاحة في نهر الدانوب وهو يمر في هاتين الولايتين, وكانت حرية الملاحة مهمة للتجارة النمساوية.
في أغسطس 1854م اتفقت النمسا مع بريطانيا وفرنسا على مشروع للتسوية مع روسيا يتكون من أربع نقاط:
1-تنازل روسيا عن نفوذها في الأفلاق والبغدان.
2-تخليها عن مطالبها برعاية الارثوذكس في الدولة العثمانية.
3-أن يكون هناك ضمان جماعي تمنحة روسيا للدول الكبرى.
4-ضمان حرية الملاحة في مصاب نهر الدانوب.
دارت الحرب بين الدولة العثمانية وبريطانيا وفرنسا من ناحية وروسيا من ناحية أخرى وقد دارت الحرب سجالا لفترة طويلة في شبه جزيرة القرم وفي البحر الأسود دون حسم نهائي, وفي تلك الاثناء طلب الكونت كافور رئيس وزارة مملكة سردينيا الدخول في الحرب بجانب بريطانيا وفرنسا أملا في نيل دعمهما لقضية الوحدة الإيطالية, ورفضت بريطانيا وفرنسا هذا الطلب حتى لا تغضب النمسا ولكن في النهاية وافقوا بعد إصرارالنمسا على عدم دخول الحرب معهم, وفي مارس 1855م توفى القيصر الروسي نيقولا الأول وخلفه القيصر اسكندر الثاني واخذ يجنح نحو السلام نظرا لصعوبة الإنتصار في الحرب, بالاضافة لسقوط ميناء روسيا الوحيد على البحر الاسود في يد قوات الحلفاء.
وأمام شعور النمسا بأن نهاية الحرب باتت وشيكة , وخوفا من ميل الفرنسيين والانجليز نحو مساعدة سردينيا في قضية الوحدة الإيطالية هددت النمسا بدخول الحرب , فأرسلت الى روسيا انذاء بقبول مشروع التسوية, قبلت بها روسيا في يناير 1856م.
في 30 مارس 1856م عقد مؤتمر سلام في باريس الذي انتهى بمعاهدة باريس وتنص أهم شروطها على:
1-إعادة جميع أقاليم الروس إلى الروس وإعادة جميع أقاليم الدولة العثمانية إليها.
2- ضم بسارابيا الى الأفلاق والبغدان.
3-تتمتع الأفلاق والبغدان بالاستقلال الذاتي في إطار السيادة العثمانية, ولا يحقل للسطان التدخل فيها عسكريا دون موافقه الدول الكبرى.
4- تتعهد الدول الأوروبية باحترام استقلال الدولة العثمانية مع مشاركتها في الاتفاق الاوروبي.
5-حرية الملاحة في نهر الدانوب.
6-اعلان حياد البحر الاسود.
وكان الروس مقتنعين ان تحقيق هذه الاطماع لن يتم الا بعد التخلص من الدولة العثمانية وتفكيكها خاصة من الجهة الجنوبية لـ روسيا وهي جزء من اسيا وملاصقه لـ روسيا وسوف تكون مكسب قوي لهم وتمهيدا لوصول روسيا الى المياه الدافئة وهذا الحلم الذي ظل يراودها فترة طويلة من الزمن وانه لن يتحقق الا بوجود قدر من التوافق بين روسيا والدول الأوروبية الكبرى.
وفي حالة الضعف العثمانية وقعت عشرات الحروب بين العثمانيين والروس دامت اكثر من ثلاث قرون, ورأت فرنسا وبريطانيا ان في هذه الحروب الطويله بين الجانبين تحقيقاً لمصالحهما , من حيث اضعاف روسيا وردعها عن التدخل الفاعل في السياسة الأوروبية وابعادها عن المنافسة في المجال الاستعماري, وكذلك اضعاف الدولة العثمانية التي تمتد مساحتها في 3 قارات وتمهيدا لتقسيمها بطريقة لا تؤثر على التوازن في السياسة الدولية.
الدولة التي كانت تقف حاجزا دون تقسيم الدولة العثمانية والقضاء عليها في ذلك الوقت هي بريطانيا التي رأت في القضاء على (رجل أوروبا المريض-الدولة العثمانية-) تهديدا لمصالحها وامن مستعمراتها في الهند, وايضا القضاء على دولة كانت تقف سداً منيعاً بين روسيا والمياه الدافئة ومن ثم مزاحمه بريطانيا في اماكن نفوذها.
في عام 1853م عرضت روسيا على بريطانيا رسميا مشروعا لتقيم الدولة العثمانية إذ تأخذ روسا بمقتضاه البسفور وتحتل الاستانة مؤقتاً, بينما بريطانيا تأخذ مصر وجزيرتي قبرض وكريت, اما صربيا , وبلغاريا , والافلاق والبغدان فتتحد في دولة مستقلة تحت النفوذ الروسي.
كان من الطبيعي ان ترفض بريطانيا هذا العرض لعدة أسباب :
1- ان هذا التقسيم لا يتفق مع سياسة بريطانيا التقليدية التي تحافظ على الدولة العثمانيةا والحيلولة دون استيلا الروس على البسفور والمضائق.
2-ان الدولة العثمانية قد طورت تجارتها مع بريطانيا فأصبحت من كبار المشترين للمنتجات الانجليزية المصنعة ومن كبار الموردين للمواد الغذائية.
بعدما رفضت بريطانيا المشروع الروسي طلب القيصر نقولا الأول من السلطان العثماني عبدالمجيد عقد معاهدة بين الدولتين تعترف بمقتضاها الدولة العثمانية لروسيا بحق حماية الرعايا الأرثوذكس في الدولة, وذلك يعطي روسيا مبررا قانونيا للتدخل في الشئون الداخلية للدولة العثمانية, وأيضا طلب القيصر سحب الامتيازات الممنوحة للرهبان الكاثوليك في الاماكن المقدسة في فلسطين واعطاء تلك الامتيازات للأرثوذكس, وطلبت روسيا تحالف دفاعي بين الدولتين.
وافق السلطان العثماني على منح الرهبان الارثوذكس امتيازات معينه في بعض الأماكن المقدسة, ولكنه رفض الاعتراف بحق روسيا في حماية الارثوذكس أو عقد تحالف دفاعي معها.
بدأت الحرب العثمانية الروسية(حرب القرم) في يوليو1853م بعدما دخلت الجيوش الروسية من جهة نهر بروث واحتلت الافلاق والبغدان( رومانيا) وقالت روسيا انها ابلغت الدول الأوروبية الكبرى انها لن تدخل في حرب شاملة, وان مافعلته هو ضغط على الدولة العثمانية لكي تعترف بحقوق الارثوذكس فيها وانها ستنسحب فور الاعتراف بحقوقهم.
ولقد انذر السلطان العثماني القيصر بضرورة الجلاء عن الافلاق والبغدان, ولكن القيصر رفض ذلك, واعلن السلطان الحرب على روسيا في أكتوبر عام 1853م.
وفي مارس 1854 اعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على روسيا بعد ان دمرت روسيا الأطول العثماني في ميناء سينوب على البحر الأسود ورفضت الانذار الفرنسي البريطاني بالجلاء عن الأفلاق والبغدان مما اعتبرته الدولتان اشاره الى احتمال سيطرة روسيا على البحر الاسود.
دخول فرنسا في تلك الحرب كان بسبب ان روسيا تريد انهاء امتيازات الكاثوليك في فلسطين وهم يتبعون فرنسا, وان نابليون الثالث كان يرغب في إخراج فرنسا من القيود التي فرضها عليها مؤتمر فيينا, وكان يرى في هذا التدخل فرصة للإنتقام من روسيا واستعاده نفوذ فرنسا الدولية, اما بروسيا والنمسا فقد التزما بموقف الحياد من هذه الحرب, فبروسيا لم يكن لها مصالح مباشرة في الحرب, لكن موقف النمسا الحيادي يبدو غريبا لأن روسيا قد ساعدت النمسا عام 1849م على اخماد الحركة الإستقلالية المجرية, وتفسير لهذا الحياد هو ان النمسا لم تكن راضية على احتلال روسيا للأفلاق والبغدان الملاصقتين لحدودها وانها كانت تحرص على حرية الملاحة في نهر الدانوب وهو يمر في هاتين الولايتين, وكانت حرية الملاحة مهمة للتجارة النمساوية.
في أغسطس 1854م اتفقت النمسا مع بريطانيا وفرنسا على مشروع للتسوية مع روسيا يتكون من أربع نقاط:
1-تنازل روسيا عن نفوذها في الأفلاق والبغدان.
2-تخليها عن مطالبها برعاية الارثوذكس في الدولة العثمانية.
3-أن يكون هناك ضمان جماعي تمنحة روسيا للدول الكبرى.
4-ضمان حرية الملاحة في مصاب نهر الدانوب.
دارت الحرب بين الدولة العثمانية وبريطانيا وفرنسا من ناحية وروسيا من ناحية أخرى وقد دارت الحرب سجالا لفترة طويلة في شبه جزيرة القرم وفي البحر الأسود دون حسم نهائي, وفي تلك الاثناء طلب الكونت كافور رئيس وزارة مملكة سردينيا الدخول في الحرب بجانب بريطانيا وفرنسا أملا في نيل دعمهما لقضية الوحدة الإيطالية, ورفضت بريطانيا وفرنسا هذا الطلب حتى لا تغضب النمسا ولكن في النهاية وافقوا بعد إصرارالنمسا على عدم دخول الحرب معهم, وفي مارس 1855م توفى القيصر الروسي نيقولا الأول وخلفه القيصر اسكندر الثاني واخذ يجنح نحو السلام نظرا لصعوبة الإنتصار في الحرب, بالاضافة لسقوط ميناء روسيا الوحيد على البحر الاسود في يد قوات الحلفاء.
وأمام شعور النمسا بأن نهاية الحرب باتت وشيكة , وخوفا من ميل الفرنسيين والانجليز نحو مساعدة سردينيا في قضية الوحدة الإيطالية هددت النمسا بدخول الحرب , فأرسلت الى روسيا انذاء بقبول مشروع التسوية, قبلت بها روسيا في يناير 1856م.
في 30 مارس 1856م عقد مؤتمر سلام في باريس الذي انتهى بمعاهدة باريس وتنص أهم شروطها على:
1-إعادة جميع أقاليم الروس إلى الروس وإعادة جميع أقاليم الدولة العثمانية إليها.
2- ضم بسارابيا الى الأفلاق والبغدان.
3-تتمتع الأفلاق والبغدان بالاستقلال الذاتي في إطار السيادة العثمانية, ولا يحقل للسطان التدخل فيها عسكريا دون موافقه الدول الكبرى.
4- تتعهد الدول الأوروبية باحترام استقلال الدولة العثمانية مع مشاركتها في الاتفاق الاوروبي.
5-حرية الملاحة في نهر الدانوب.
6-اعلان حياد البحر الاسود.