صفحة 1 من 1

فلنصحح ما يتوهمونه فينا

مرسل: السبت ديسمبر 10, 2011 9:53 pm
بواسطة عبدالعزيزالشنفري3
تركي عبدالله السديري

الزميل أيمن الحماد مثّل «الرياض» في اجتماع إعلامي عقد في ألمانيا بعد منتصف الشهر الماضي، وكان ذلك الاجتماع الذي حضره صحفيون عرب، ولكن بعدد محدود، يناقش أوضاع العالم العربي بعد ظاهرة «الربيع العربي» وإلى متى سوف يستمر وهل سيؤدي إلى إساءة علاقات بين العرب وأوروبا بصفة عامة، وكانت هناك محاذير من وصول فئات معينة إلى واجهات السلطة العربية.. وقد تم عقد الاجتماع تمهيداً لنشر الأفكار في مجلة متخصصة..

ما سبق ليست له الأهمية الأولى التي سنجدها في آراء صحفيين غربيين تحدثوا مع الزميل الحماد مستفسرين ما إذا كان التطرف الديني سيتواصل في المملكة.. وتساءلت صحفية ألمانية قائلة: أنا مسيحية هل يجوز أن أزور إعلامياً بلادكم؟.. سؤال أهم: مشاريع وخطط الملك عبدالله ليست بالسهلة بل هي منطلقات وصول إلى تقدم حضاري وعلمي واقتصادي فهل لن يؤثر التطرف الديني على هذه المنطلقات؟..

هذه الآراء ليست موجودة في ألمانيا فقط، أنا شخصياً استمعت إلى ما يماثلها في أكثر من بلد غربي.. هي بالطبع لم تأت من فراغ، لكن ليس صحيحاً أن لها قدرة إعاقة مشاريع التطوير أو أن لها تقبلاً في عقول الأكثرية المثقفة.. ويجب أن أشير بأن هذا التطرف لم يكن وليد ماضينا البعيد، وإنما هو استحداث انغلاق تم في فترة حضور الانغلاق الذي بشّر به جهيمان.. ربما قبله أيضاً بسنوات قليلة.. ونظام القاعدة الدموي هو إفراز من ذلك الانغلاق..

لا أقول إننا بحاجة إلى مواجهته، فذلك قد تم، ومشاريع التطوير علمياً واقتصادياً وتعليمياً متجهة إلى غاياتها بنجاحات متواصلة، ويكفي أن يكون لنا في دول كثيرة ما يزيد على المئة وخمسة وثلاثين ألف سفير وعْي كطلبة ابتعاث.. لكننا نحتاج إلى مهمتين بالغتي الأهمية:

الأولى: إلزام هيئة الأمر بالمعروف بمعاقبة من يتدخلون في مسار حريات الناس الموضوعية بإجراءات معلنة، وتنظيف الهيئة من أي عناصر انغلاق، والتأكيد بأن المرأة ليست قطعة شيكولاته مهملة في شارع، لكن في مستوى ديني وعقلي يفوق بعضهم..

الثانية: أننا نحتاج وباستمرار إلى استضافة صحفيين متعددي الجنسيات.. من اليابان.. ودول أوروبا وأمريكا كي يرى هؤلاء أن المملكة في الأولوية العربية ليس في مستويات المعيشة فقط، ولكن أيضاً في مستويات تقدم الوعي حيث الربيع عندنا ليس ظرفاً طارئاً لكنه واقع تقدم معيشي ومهني وعلمي مشهود..

أعرف أن مؤسسات كبيرة تعمل بها نساء متفوقات وبالذات في البنوك.. لدينا في جريدة «الرياض» أكثر من ثلاثين سيدة بعضهن أفضل قدرة من بعض الشباب.. قدراتنا العلمية متعددة وناجحة.. لا نعرف نظام مظاهرات يؤلب فئة على أخرى، فمنذ البداية وباب الدولة والمحكمة مفتوحان أمام أي مطالب بحقوق..