حوار في العمق حول القضية السورية
مرسل: الاثنين ديسمبر 12, 2011 7:01 pm
حوار في العمق حول القضية السورية
صلاح بدر الدين
أين وصلت الإنتفاضة - وماذا عن التعاون بين مجاميعها - هل تمسكت بزمام المبادرة – ما هي الأخطار المحدقة بها – وماذا تنتظرها من مهام؟
ص . ب – الانتفاضة الوطنية السورية السلمية مستمرة في جميع المناطق والمدن والبلدات حتى تحقيق هدفها الرئيسي : اسقاط النظام وهي كما نعلم اندلعت في ظروف شرق أوسطية تشهد العديد من الانتفاضات الشعبية وكوسيلة مثلى في بداية القرن الواحد والعشرين لاجراء التغيير الديموقراطي وفي غضون أربعة اشهر من حدوثها اجتازت الامتحان بنجاح وكان الثمن غاليا : حوالي ألفي شهيد وآلاف الجرحى وخمسة عشر ألف معتقل وأكثر من 25 ألف مهجر ومشرد الى تركيا ولبنان والأردن أعتقد أن العملية الثورية الجارية بقيادة الشباب السوريين كادت تصل الى خواتمها السعيدة بازالة نظام الاستبداد في وضع وجدوا لهم موقعا معتبرا ومكانة مرموقة لدى شعبنا السوري واكتسبوا الشرعية الوطنية عن جدارة وينالون الآن احترام الرأي العام واعجاب الأحرار اقليميا ودوليا .
هناك حسب اطلاعي درجة مقبولة من التنسيق والتعاون بين مجاميع الانتفاضة وتنسيقياتها المحلية ومجالسها واتحاداتها على الصعيد الوطني وقد تتطلب الظروف والأيام والأسابيع القادمة تطويرا في طرق ووسائل التعاون والتشاور لأن النظام يجند كل طاقاته من أجل النيل منها عبر العنف والوسائل الأخرى .
نعم الانتفاضة التي تشارك فيها عمليا فئات من مختلف الطبقات الوطنية وخاصة الوسطى انتقلت من مرحلة رد الفعل الى الفعل المبادر مثلا لاتكتفي بالتظاهرات أيام الجمعة فقط بل تبادر الى تنظيم تظاهرات أيام الأسبوع الأخرى وكذلك تسيير مسيرات الشموع المسائية وأحيانا تنفيذ الاضرابات وأصبحت أجهزة السلطة في وضع رد الفعل من جهة أخرى لايمكن لأية خطط وبرامج حكومية حول مايسمى بالحوار أن تتحقق وتنال رضى الشعب والرأي العام الخارجي من دون موافقة الانتفاضة وهي قررت على أي حال بعدم الحوار مع النظام وهكذا الحال في الجانب الآخر فلايمكن لأي مشروع من جانب - المعارضة - التقليدية في الداخل والخارج أن ينجح بدون مباركة الانتفاضة الا اذا كان من أجل دعم الانتفاضة .
الخطر الأساسي من نظام الاستبداد وحلوله الأمنية وجرائمه ومحاولاته في اثارة العنصرية والطائفية واستدعائه لقوى ايرانية وغيرها لمساعدته في ضرب السوريين ومخططه في توريط الجيش لضرب الشعب والمخاطر الأخرى تأتي من محاولات بعض – الأحزاب والتنظيمات – والشخصيات التقليدية داخل البلاد وخارجها في زرع العراقيل أمام مسيرتها والعمل من وراء ظهرها في التواصل مع السلطة أو بعض القوى الخارجية حسب أجندة معينة ليست لصالح عملية التغيير وأخيرا هناك مخاطر الخلافات والتفكك في صفوف الانتفاضة خاصة عندما يخرج أعضاء كانوا من منسقيات معينة ووصلوا الى خارج البلد عن الخط العام ويتخذوا مواقف أو يزكوا أفراد ومجموعات بالخارج خصوصا من دون استشارة جميع الممثليات لذلك من المهام الملحة تعزيز اتحاد وتعاون جميع قوى ومجاميع الانتفاضة في جميع المناطق .
- ما دمنا بمحور الإنتفاضة ماذا عن جانبها الكوردي – التحديات الخاصة التي تواجهها – رسالتكم إلى مجاميعها – من سيقرر مصير الساحة الوطنية الكوردية؟
ص . ب – هناك وضع مقبول ومشرف للحالة العامة لشباب الانتفاضة في المناطق الكردية وفي مواقع التواجد الكردي على المستوى الوطني وحسب علمي هناك تعاون وتواصل بين جميع المناطق والمواقع وآمل وأتمنى أن تتوحد كل اللجان والهيئات في القامشلي وعامودا ورأس العين – سري كاني – والدرباسية وديريك وكوباني وعفرين وكذلك في حلب وجامعة حلب ودمشق وضواحيها وخاصة حي الأكراد حيث قدم الجمعة الماضية خمسة شهداء وريفها وجامعتها واحيي هنا كل الشباب الكرد المنتفضين والنشطاء من جميع تلك الأماكن الذين رفعوا رؤوسنا عالية ومثلوا شعبهم وقضيتهم خير تمثيل وآمل أن يتوصل الجميع بما فيهم الأعزاء في – سوا – واتحاد تنسيقيات الشباب الكرد – وغيرهما الى وحدة حقيقية وقيادة ميدانية جماعية لأن الهدف واحد والمهام واحدة وأن يستفيدوا من تجربة الحركة السياسية الكردية منذ أكثر من نصف قرن وحتى الآن وما أفرزت من أمراض ومظاهر سلبية لم تساعد على التعاون والاتحاد من جهة أخرى من حق هؤلاء الشباب علينا جميعا أن نكون معهم والى جانبهم في كل المجالات .
- ماذا عن موقف النظام – وكيف تقرأون إدارته للأزمة – هل سيستمر بالحل الأمني – هل النظام متماسك – كيف ترون ما سُمي باللقاء التشاوري في صحارى – وهل سينجح النظام في مشروعه حول مؤتمر الحوار – هل هناك بوادر إنشقاق في الجيش والسلطة والحزب الحاكم – هل النظام في عزلة وما هي خياراته النهائية؟
ص . ب – مازال الحل الأمني يطغي على موقف النظام وجرائمه في قتل المدنيين تزداد يوما بعد يوم رغم معرفته المسبقة بأنه اسلوب فاشل لن يجديه نفعا كما لم يجدي نفعا للرئيسن المخلوعين بن علي ومبارك وماقام به من تحايل تكتيكي في دعوته للتشاور ماهو الا محاولة لكسب الوقت وهناك انشقاقات في السلطة وستشهد الأيام القادمة المزيد منها حسب معلوماتنا كما أن هناك تململ في أوساط الجيش والسلك الدبلوماسي وأصبح النظام في وضع عربي واقليمي ودولي معزول ولولا المليارات من الدولارات التي تقدم اليه شهريا من نظام طهران لانهار الاقتصاد تماما ولتوقفت الحياة المعاشية للمواطنين ولاخيار أمامه سوى الرحيل أمام قرار الشعب السوري باسقاطه وتعاظم الانتفاضة وتصاعد الضغوط الدولية وخاصة من الأمم المتحدة وغالبية أعضاء مجلس الأمن .
كيف ترون الموقفين الإقليمي والدولي – ماذا عن الدور التركي ؟
ص . ب – كماذكرت هناك مواقف اقليمية ودولية متطورة بشكل عام ولو ببطىء باتجاه تفهم ارادة الشعب السوري والتعاطف مع محنة السوريين في ظل هذا النظام المستبد القاتل وكما هو معلوم المواقف الخارجية تنبع من مصالح الدول والأطراف ورغم التقدم الطفيف في مواقف تركيا وأوروبا وأمريكا هناك آمال معقودة على أن تقوم هذه الأطراف بحسم مواقفها وهل هي مع الحرية أم مع الاستبداد وكذلك الأمر مع الصين وروسيا أما الموقف العربي الرسمي والجامعة فمخجل حقا ويشوبه السكوت والتجاهل من جهة ليس هناك من يحبذ نظام الأسد ومن الجهة الأخرى هناك تخوف من انتصار الانتفاضة وتحقيق التغيير الديموقراطي وانتصار ارادة الشعب .
- ما هو تعريفكم للمعارضة السورية الراهنة – وأين تكمن الشرعية الوطنية في هذه المرحلة - وما هو الخيار الأفضل في ظل تكاثر وسيولة المشاريع والدعوات في الداخل والخارج ؟
ص . ب – طبعا كل شيء في طور التبدل في هذه المرحلة بالشرق الأوسط بعد موجات التغيير الناجزة هناك جيل جديد بفكر جديد وأساليب ووسائل جديدة تتصدر حركات المعارضة الوطنية بعد انتهاء مفعول القوى التقليدية وعجزها عن تحقيق ارادة الشعوب في الحرية والخلاص من الاستبداد وتماشيا مع هذه الحقيقة وذلك التطور التاريخي علينا اعادة تعريف – المعارضة – من جديد فهي لم تعد محصورة بأحزاب وتنظيمات تخلفت عن الركب ولم تعد تقتصر على شخصيات ورموز بل تعود الآن الى الشباب المحميين المدعومين من الجماهير الواسعة بمختلف انتماءاتها الاجتماعية وهم الغالبية الساحقة في مجتمعاتنا والذين وفي حالتنا السورية يقودون الانتفاضة ويفدون بأرواحهم ويحققون المعجزات وهؤلاء وعن جدارة اكتسبوا الشرعية الوطنية في الداخل والخارج ولاشك أن حراكهم الانتفاضي بدأ يشكل مركز الاستقطاب ونرى أن كل اللقاءات والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك تبقى هامشية وغير حاسمة بشأن المصير الوطني ويبقى القرار الأخير رهن الانتفاضة وقياداتها الميدانية .
لماذا لم تشاركوا في " مؤتمر الإنقاذ " بأستانبول ولم تستجيبوا للدعوة ؟
ص . ب – منذ البداية لم أكن مرتاحا من فكرة هذا المؤتمر لأسباب عديدة ومنها : الشعور بأن فكرة – حكومة الظل – لم تكن مدروسة وجاءت متسرعة ومن أشخاص معدودين ومن دون علم وموافقة تنسيقيات الانتفاضة خاصة وأن مثل هذه الأمور المصيرية يجب أن تنال الاجماع الوطني كما جاءت في وقت متزامن مع تسريبات واشاعات عن تمييز رأس النظام من السلطة وقبول البعض بحكومة يرأسها الأسد ( الذي صرح المالح بأنه لايملك ارادة التغيير ولم يقل لايريد التغيير ) ويتقلص دور حزب البعث وينكفىء بعض رموز الأمن والفساد وقيل أن أطرافا اقليمية ودولية وراء هذا المشروع تماما مثل السيناريوو الذي رسم للعراق قبل سقوط الطاغية وتسارعت الأحداث حيث سمح للسيد هيثم المالح بالسفر في وقت يحرم – المعارضون – الآخرون من هذا الحق ويقتل شباب الانتفاضة ثم توافق الأجهزة الأمنية على طلب اقامة اجتماع في منطقة القابون باعتراف السيد وليد البني مكملا لمؤتمر استانبول الذي تحول بقدرة قادر الى اجتماع للاخوان المسلمين المعروفين بحملهم لأجندة خارجية وفكر طائفي مقيت ولهم سوابق بالتواصل مع نظام الأسد بوساطات عديدة بينها التركية ولهم مواقف ملتبسة من المعارضة واكتملت الصورة بزرع فتنة بالصف الوطني في اقصاء الطيف الكردي من مؤتمر استانبول واتخاذ موقف شوفيني قد يكون متماشيا ومنسجما مع موقف النظام انني أفهم طرح – حكومة الظل – رغم التراجع عنها شكلا والتعويض بصيغة أخرى وهي لاتغير من الموضوع شيئا وافسره بأن تكون بديلة لشرعية الانتفاضة .
في التجربة السورية نشهد مظاهر مناقضة للتجارب السابقة وللمنطق ايضا : الشباب مع الاستمرارية والتريث حتى اسقاط النظام والمعارضة التقليدية ورموزها من الذين تجاوزوا الثمانين من أعمارهم أكثر تعجلا وتسرعا فمن مخططات النظام السوري دفع المنتفضين لحمل السلاح أو تنفيذ أجندة خارجية أو دعوة التدخلات العسكرية أو اقامة كيانات على الورق بقيادات تشتبه في طائفيتها أو لونها الواحد على غرار النظام مثل – حكومة الظل – حتى يجري الفرز الطائفي والتعبئة للانقسام والحرب الأهلية في حين أن الميزة الوحيدة للانتفاضات الظافرة : العفوية والنزاهة والبعد عن الآيديولوجيا الشمولية بشقيها العلماني والديني .
- لقد كنتم أول من كتب عن مشروع إقامة – حكومة ظل – في مقالة بعنوان ( احذروا الفوضى الغبية ) بوجهة نظر مخالفة هل مازلتم على موقفكم – وماهو البديل برأيكم –؟
ص . ب – نعم مازلت على موقفي وتراجع الآخرون ولو شكليا وكما ذكرت سابقا فالانتفاضة التي أضعفت النظام الى حد الانهاك والسقوط المحتم بامكانها القيام بمهام الاستلام والتسليم عندما يحين الوقت بعيدا عن الوسطاء والصفقات والمخططات التي ترسم في الظلام .
- من مآخذكم على ورقة المبادىء المعلنة حول – حكومة الظل – تجاهلها للكورد والقضية الكوردية هل يمكن التوضيح أكثر –؟
ص . ب – الشق الأول من السؤال أجبت عليه أما مايتعلق بالقضية الكردية السورية وبخلاف ما تردد عن خروج المجتمعين في استانبول عن – ورقة المبادىء – بخصوص الملف الكردي أقول أمامي الآن نص الورقة بالكامل التي أذاعها رئيس المؤتمر السيد المالح في مؤتمره الصحفي ونقلتها الفضائيات وهي تخلو من أية اشارة الى الكرد وجودا وقضية ومطالب ولذلك فان المؤتمرين بموقفهم الكردي التزموا بالورقة جملة وتفصيلا وبذلك لم يخرج – مؤتمر الانقاذ – عن الخط السياسي للقائي استانبول وبروكسل اللذين تما باشراف الاخوان المسلمين وبعض القومويين بعكس – مؤتمر التغيير – في أنتاليا الذي لم يكن للاخوان والقومويين نفوذ عليه وخرج بنتائج متقدمة وموقف واضح من الكرد والمكونات الأخرى غير العربية وحقوقهم وبالتالي تميز بمشاركة كردية فاعلة وكان لي الشرف بالقاء كلمة المكون الكردي واذا كان البعض يزعم بأنه جرى تحريف لمضمون ورقة المبادىء فلماذا سكت هذا البعض يومين كاملين أو ثلاثة أيام عندما اعلنها المالح في الاعلام ونشرت بالفيسبوك والصحف منذ الرابع عشر من الشهر .
- قبل " مؤتمر التغيير " في أنتاليا الذي ألقيتم فيه كلمة المكون الكوردي أعلنتم أنكم توافقتم مع الداعين إليه من الممولين بضرورة التركيز على دعم الإنتفاضة لماذا وكيف –؟
ص . ب – نعم كانت مشاركتي مشروطة بوجوب دعم الانتفاضة كمهمة رئيسية للمؤتمر وعدم الاقدام على تشكيل مجالس انقاذ وماشابه من وراء ظهر الشباب وقد استجاب الممولون وهم رجال اعمال سوريين شرفاء كما لم يتدخلوا بسير اعمال المؤتمر التي خرجت بنتائج مقبولة .
- قبيل الإنتفاضة السورية بأشهر طرحتم على النقاش مشروع دستور سوريا الجديد للناشط أنور البني ومنذ إندلاع الإنتفاضة توقفتم عن ذلك لماذا؟
ص . ب – كنت وما زلت أرى بضرورة طرح كل القضايا الوطنية السورية على بساط البحث والنقاش مثل الدستور والقضية الكردية وشكل النظام البديل وضمانات حقوق المكونات القومية والدينية والمذهبية حتى قبيل اسقاط النظام لتسهيل العمل في المرحلة الانتقالية القادمة أما أن يقدم البعض على تقرير مصير النظام السياسي القادم وتشكيل الحكومات ووزارات الدفاع والخارجية واقامة المجالس التشريعية ثم يطالبوا الكرد بالسكوت وتأجيل قضيتهم فنقول لمثل هؤلاء : كفاكم تضليلا وقفزا فوق الحقائق فأنتم لاتمثلون ارادة الشعب العربي السوري وشباب الانتفاضة والتنسيقيات العربية منكم براء .
- قرأنا في وسائل الإعلام بلاغاً عن لقاء وطني كنتم أحد المشاركين فيه هل يمكن شرح الموضوع أكثر؟
ص . ب – نعم تمت لقاءات طويلة ومناقشات واسعة مع أصدقاء عرب يمثلون قطاعا وطنيا هاما في مجتمعنا السوري ويطلقون على حراكهم اسم " كتلة الأحرار " وتوافقنا على خارطة طريق للتغيير تتضمن موقفا سياسيا ومبدئيا سليما من الكرد والقضية الكردية في سوريا وباقي المكونات سننشر الوثيقة بالمستقبل القريب ويمكن أن تشكل الخارطة منطلقا برنامجيا لنضالنا الوطني المشترك وصيغة مثلى للعلاقات العربية الكردية خلال الانتفاضة وبعد اسقاط النظام .
- قرأنا أيضاً مشروعاً بعنوان " اللجنة الكردية لدعم الإنتفاضة السورية " وتردد عن علاقة ما لكم به كيف تردون؟
ص . ب – المشروع محاولة لتنظيم سبل دعم الانتفاضة على الساحة الكردية خصوصا والسورية بشكل عام وهو ليس تنظيما حزبيا أو تكتلا موازيا أو منافسا لأحد بل عمل تطوعي لنصرة الانتفاضة الكردية بدون التمييز بين مجاميعها .
- هناك جهات – تتهمكم – بأنكم – متورطون – مع إنتفاضة الشباب الكورد في المناطق الكوردية كيف تردون على هذه الإتهامات؟
ص . ب – اولا هذا ليس اتهاما بل شرف عظيم لاأدعيه وهو تورط حميد اذا كان صحيحا وموقفي معلن حتى قبل اندلاعها ولااخفي تعاطفي مع الشباب وأرى فيهم استمرارية للنهج الذي كنت أسير عليه منذ شبابي مرورا بكونفرانس الخامس من آب عام 1965 وحتى الآن وسأقف الى جانبهم من دون أي تدخل في شؤونهم ومن دون أية رغبة في تمثيلهم أو النطق باسمهم وهم يعلمون ذلك فطوبى لهؤلاء الشباب الشجعان ولي الشرف أن أكون عضوا عاملا تحت قيادتهم .
تسربت أنباء عن ضغوط تتعرضون لها الآن من جانب أطراف معينة من هي هذه الأطراف ولماذا؟
ص . ب – الأطراف معروفة ولاتحتاج الى عناء التفكيرفهي اما أجهزة سورية أو ايرانية .
- بإعتباركم من القادة التاريخيين للحركة الكوردية السورية والمتابعين فكرياً وسياسياً وثقافياً ماذا تقترحون بشأن الوضع الكوردي الراهن؟
ص . ب – بايجاز شديد أقترح أن يلتحق الجميع بالانتفاضة وعلى ضرورة صيانتها وتعزيز صفوفها وعدم زرع العراقيل أمامها وتخويل قياداتها الشبابية الميدانية – وهي اكتسبت الشرعية الوطنية منذ أمد – بتمثيل الشعب الكردي في هذه المرحلة حتى اسقاط النظام حينها ستنفتح الآفاق للعملية السياسية الديموقراطية وقد تنشأ حركة سياسية كردية جديدة وصناديق الانتخابات هي الفيصل .
ماهي الصيغة التي ترونها مناسبة لحل القضية الكوردية مابعد الأستبداد؟
ص . ب – حل وطني ديموقراطي توافقي حسب ارادة الغالبية الكردية في تقرير مصيرها الاداري والسياسي في اطار الدولة السورية التعددية وبضمانة الدستور الجديد باعتبار الكرد من الشعوب الأصلية المقيمة على أرضها التاريخية ومن القومية الرئيسية الثانية بعد القومية العربية وعلى قاعدة الشراكة العادلة في السلطة والثروة .
- أنعقد في مدينة دورتموند الألمانية قبل عدة أيام لقاء كوردي شبيه بمؤتمر مصغر حضره عدة شخصيات سياسية، تم الإتفاق فيه على الدعوة لمؤتمر معارضة شامل في بروكسل- يستثني فيه حسب معلوماتنا حضوركم و بعض الشخصيات السياسية الأخرى - كيف تقييمون هذا المؤتمر المزمع إنعقاده بشكل عام، و كيف تردون على إستبعاد الشخصيات السياسة البارزة عن المشاركة فيه؟
ص . ب – لم أسمع به وانا لست من هواة حضور المؤتمرات التي تفوح منها الرائحة الحزبوية الشللية الضيقة في الخارج ولم ألبي العديد من الدعوات ما أنا عليه وما أقوم به يكفيني واتمنى للجميع الموفقية .
- كيف تنظرون إلى إنعقاد مؤتمرات المعارضة السورية بين الفينة و الأخرى، دون أن تكون مترابطة معاً في الفكر و الأهداف، هل تشتت المطاليب تصب في مصلحة الشعب أم جهات أخرى؟
ص . ب – فلتعقد المؤتمرات وتلتئم اللقاءات في الخارج اذا كانت بهدف دعم الانتفاضة وانني شخصيا أعتبر أن تلك الاجتماعات بمثابة تظاهرات وطنية فيها الصالح والطالح وينتهي مفعولها بعد صدور البيان الختامي لأنها لاتمثل الاجماع الوطني في الداخل والخارج بل تعبر عن فئات وتيارات محددة ولكن الطريق لنصرة الانتفاضة تبقى مفتوحة امام من يريد كما أرى أن هناك امكانية لتداعي كل المراكز واللجان والهيئات لعقد مؤتمر وطني عام يمثل الحراك الخارجي ويخرج بصيغة جبهوية تحالفية واسعة .
صلاح بدر الدين
أين وصلت الإنتفاضة - وماذا عن التعاون بين مجاميعها - هل تمسكت بزمام المبادرة – ما هي الأخطار المحدقة بها – وماذا تنتظرها من مهام؟
ص . ب – الانتفاضة الوطنية السورية السلمية مستمرة في جميع المناطق والمدن والبلدات حتى تحقيق هدفها الرئيسي : اسقاط النظام وهي كما نعلم اندلعت في ظروف شرق أوسطية تشهد العديد من الانتفاضات الشعبية وكوسيلة مثلى في بداية القرن الواحد والعشرين لاجراء التغيير الديموقراطي وفي غضون أربعة اشهر من حدوثها اجتازت الامتحان بنجاح وكان الثمن غاليا : حوالي ألفي شهيد وآلاف الجرحى وخمسة عشر ألف معتقل وأكثر من 25 ألف مهجر ومشرد الى تركيا ولبنان والأردن أعتقد أن العملية الثورية الجارية بقيادة الشباب السوريين كادت تصل الى خواتمها السعيدة بازالة نظام الاستبداد في وضع وجدوا لهم موقعا معتبرا ومكانة مرموقة لدى شعبنا السوري واكتسبوا الشرعية الوطنية عن جدارة وينالون الآن احترام الرأي العام واعجاب الأحرار اقليميا ودوليا .
هناك حسب اطلاعي درجة مقبولة من التنسيق والتعاون بين مجاميع الانتفاضة وتنسيقياتها المحلية ومجالسها واتحاداتها على الصعيد الوطني وقد تتطلب الظروف والأيام والأسابيع القادمة تطويرا في طرق ووسائل التعاون والتشاور لأن النظام يجند كل طاقاته من أجل النيل منها عبر العنف والوسائل الأخرى .
نعم الانتفاضة التي تشارك فيها عمليا فئات من مختلف الطبقات الوطنية وخاصة الوسطى انتقلت من مرحلة رد الفعل الى الفعل المبادر مثلا لاتكتفي بالتظاهرات أيام الجمعة فقط بل تبادر الى تنظيم تظاهرات أيام الأسبوع الأخرى وكذلك تسيير مسيرات الشموع المسائية وأحيانا تنفيذ الاضرابات وأصبحت أجهزة السلطة في وضع رد الفعل من جهة أخرى لايمكن لأية خطط وبرامج حكومية حول مايسمى بالحوار أن تتحقق وتنال رضى الشعب والرأي العام الخارجي من دون موافقة الانتفاضة وهي قررت على أي حال بعدم الحوار مع النظام وهكذا الحال في الجانب الآخر فلايمكن لأي مشروع من جانب - المعارضة - التقليدية في الداخل والخارج أن ينجح بدون مباركة الانتفاضة الا اذا كان من أجل دعم الانتفاضة .
الخطر الأساسي من نظام الاستبداد وحلوله الأمنية وجرائمه ومحاولاته في اثارة العنصرية والطائفية واستدعائه لقوى ايرانية وغيرها لمساعدته في ضرب السوريين ومخططه في توريط الجيش لضرب الشعب والمخاطر الأخرى تأتي من محاولات بعض – الأحزاب والتنظيمات – والشخصيات التقليدية داخل البلاد وخارجها في زرع العراقيل أمام مسيرتها والعمل من وراء ظهرها في التواصل مع السلطة أو بعض القوى الخارجية حسب أجندة معينة ليست لصالح عملية التغيير وأخيرا هناك مخاطر الخلافات والتفكك في صفوف الانتفاضة خاصة عندما يخرج أعضاء كانوا من منسقيات معينة ووصلوا الى خارج البلد عن الخط العام ويتخذوا مواقف أو يزكوا أفراد ومجموعات بالخارج خصوصا من دون استشارة جميع الممثليات لذلك من المهام الملحة تعزيز اتحاد وتعاون جميع قوى ومجاميع الانتفاضة في جميع المناطق .
- ما دمنا بمحور الإنتفاضة ماذا عن جانبها الكوردي – التحديات الخاصة التي تواجهها – رسالتكم إلى مجاميعها – من سيقرر مصير الساحة الوطنية الكوردية؟
ص . ب – هناك وضع مقبول ومشرف للحالة العامة لشباب الانتفاضة في المناطق الكردية وفي مواقع التواجد الكردي على المستوى الوطني وحسب علمي هناك تعاون وتواصل بين جميع المناطق والمواقع وآمل وأتمنى أن تتوحد كل اللجان والهيئات في القامشلي وعامودا ورأس العين – سري كاني – والدرباسية وديريك وكوباني وعفرين وكذلك في حلب وجامعة حلب ودمشق وضواحيها وخاصة حي الأكراد حيث قدم الجمعة الماضية خمسة شهداء وريفها وجامعتها واحيي هنا كل الشباب الكرد المنتفضين والنشطاء من جميع تلك الأماكن الذين رفعوا رؤوسنا عالية ومثلوا شعبهم وقضيتهم خير تمثيل وآمل أن يتوصل الجميع بما فيهم الأعزاء في – سوا – واتحاد تنسيقيات الشباب الكرد – وغيرهما الى وحدة حقيقية وقيادة ميدانية جماعية لأن الهدف واحد والمهام واحدة وأن يستفيدوا من تجربة الحركة السياسية الكردية منذ أكثر من نصف قرن وحتى الآن وما أفرزت من أمراض ومظاهر سلبية لم تساعد على التعاون والاتحاد من جهة أخرى من حق هؤلاء الشباب علينا جميعا أن نكون معهم والى جانبهم في كل المجالات .
- ماذا عن موقف النظام – وكيف تقرأون إدارته للأزمة – هل سيستمر بالحل الأمني – هل النظام متماسك – كيف ترون ما سُمي باللقاء التشاوري في صحارى – وهل سينجح النظام في مشروعه حول مؤتمر الحوار – هل هناك بوادر إنشقاق في الجيش والسلطة والحزب الحاكم – هل النظام في عزلة وما هي خياراته النهائية؟
ص . ب – مازال الحل الأمني يطغي على موقف النظام وجرائمه في قتل المدنيين تزداد يوما بعد يوم رغم معرفته المسبقة بأنه اسلوب فاشل لن يجديه نفعا كما لم يجدي نفعا للرئيسن المخلوعين بن علي ومبارك وماقام به من تحايل تكتيكي في دعوته للتشاور ماهو الا محاولة لكسب الوقت وهناك انشقاقات في السلطة وستشهد الأيام القادمة المزيد منها حسب معلوماتنا كما أن هناك تململ في أوساط الجيش والسلك الدبلوماسي وأصبح النظام في وضع عربي واقليمي ودولي معزول ولولا المليارات من الدولارات التي تقدم اليه شهريا من نظام طهران لانهار الاقتصاد تماما ولتوقفت الحياة المعاشية للمواطنين ولاخيار أمامه سوى الرحيل أمام قرار الشعب السوري باسقاطه وتعاظم الانتفاضة وتصاعد الضغوط الدولية وخاصة من الأمم المتحدة وغالبية أعضاء مجلس الأمن .
كيف ترون الموقفين الإقليمي والدولي – ماذا عن الدور التركي ؟
ص . ب – كماذكرت هناك مواقف اقليمية ودولية متطورة بشكل عام ولو ببطىء باتجاه تفهم ارادة الشعب السوري والتعاطف مع محنة السوريين في ظل هذا النظام المستبد القاتل وكما هو معلوم المواقف الخارجية تنبع من مصالح الدول والأطراف ورغم التقدم الطفيف في مواقف تركيا وأوروبا وأمريكا هناك آمال معقودة على أن تقوم هذه الأطراف بحسم مواقفها وهل هي مع الحرية أم مع الاستبداد وكذلك الأمر مع الصين وروسيا أما الموقف العربي الرسمي والجامعة فمخجل حقا ويشوبه السكوت والتجاهل من جهة ليس هناك من يحبذ نظام الأسد ومن الجهة الأخرى هناك تخوف من انتصار الانتفاضة وتحقيق التغيير الديموقراطي وانتصار ارادة الشعب .
- ما هو تعريفكم للمعارضة السورية الراهنة – وأين تكمن الشرعية الوطنية في هذه المرحلة - وما هو الخيار الأفضل في ظل تكاثر وسيولة المشاريع والدعوات في الداخل والخارج ؟
ص . ب – طبعا كل شيء في طور التبدل في هذه المرحلة بالشرق الأوسط بعد موجات التغيير الناجزة هناك جيل جديد بفكر جديد وأساليب ووسائل جديدة تتصدر حركات المعارضة الوطنية بعد انتهاء مفعول القوى التقليدية وعجزها عن تحقيق ارادة الشعوب في الحرية والخلاص من الاستبداد وتماشيا مع هذه الحقيقة وذلك التطور التاريخي علينا اعادة تعريف – المعارضة – من جديد فهي لم تعد محصورة بأحزاب وتنظيمات تخلفت عن الركب ولم تعد تقتصر على شخصيات ورموز بل تعود الآن الى الشباب المحميين المدعومين من الجماهير الواسعة بمختلف انتماءاتها الاجتماعية وهم الغالبية الساحقة في مجتمعاتنا والذين وفي حالتنا السورية يقودون الانتفاضة ويفدون بأرواحهم ويحققون المعجزات وهؤلاء وعن جدارة اكتسبوا الشرعية الوطنية في الداخل والخارج ولاشك أن حراكهم الانتفاضي بدأ يشكل مركز الاستقطاب ونرى أن كل اللقاءات والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك تبقى هامشية وغير حاسمة بشأن المصير الوطني ويبقى القرار الأخير رهن الانتفاضة وقياداتها الميدانية .
لماذا لم تشاركوا في " مؤتمر الإنقاذ " بأستانبول ولم تستجيبوا للدعوة ؟
ص . ب – منذ البداية لم أكن مرتاحا من فكرة هذا المؤتمر لأسباب عديدة ومنها : الشعور بأن فكرة – حكومة الظل – لم تكن مدروسة وجاءت متسرعة ومن أشخاص معدودين ومن دون علم وموافقة تنسيقيات الانتفاضة خاصة وأن مثل هذه الأمور المصيرية يجب أن تنال الاجماع الوطني كما جاءت في وقت متزامن مع تسريبات واشاعات عن تمييز رأس النظام من السلطة وقبول البعض بحكومة يرأسها الأسد ( الذي صرح المالح بأنه لايملك ارادة التغيير ولم يقل لايريد التغيير ) ويتقلص دور حزب البعث وينكفىء بعض رموز الأمن والفساد وقيل أن أطرافا اقليمية ودولية وراء هذا المشروع تماما مثل السيناريوو الذي رسم للعراق قبل سقوط الطاغية وتسارعت الأحداث حيث سمح للسيد هيثم المالح بالسفر في وقت يحرم – المعارضون – الآخرون من هذا الحق ويقتل شباب الانتفاضة ثم توافق الأجهزة الأمنية على طلب اقامة اجتماع في منطقة القابون باعتراف السيد وليد البني مكملا لمؤتمر استانبول الذي تحول بقدرة قادر الى اجتماع للاخوان المسلمين المعروفين بحملهم لأجندة خارجية وفكر طائفي مقيت ولهم سوابق بالتواصل مع نظام الأسد بوساطات عديدة بينها التركية ولهم مواقف ملتبسة من المعارضة واكتملت الصورة بزرع فتنة بالصف الوطني في اقصاء الطيف الكردي من مؤتمر استانبول واتخاذ موقف شوفيني قد يكون متماشيا ومنسجما مع موقف النظام انني أفهم طرح – حكومة الظل – رغم التراجع عنها شكلا والتعويض بصيغة أخرى وهي لاتغير من الموضوع شيئا وافسره بأن تكون بديلة لشرعية الانتفاضة .
في التجربة السورية نشهد مظاهر مناقضة للتجارب السابقة وللمنطق ايضا : الشباب مع الاستمرارية والتريث حتى اسقاط النظام والمعارضة التقليدية ورموزها من الذين تجاوزوا الثمانين من أعمارهم أكثر تعجلا وتسرعا فمن مخططات النظام السوري دفع المنتفضين لحمل السلاح أو تنفيذ أجندة خارجية أو دعوة التدخلات العسكرية أو اقامة كيانات على الورق بقيادات تشتبه في طائفيتها أو لونها الواحد على غرار النظام مثل – حكومة الظل – حتى يجري الفرز الطائفي والتعبئة للانقسام والحرب الأهلية في حين أن الميزة الوحيدة للانتفاضات الظافرة : العفوية والنزاهة والبعد عن الآيديولوجيا الشمولية بشقيها العلماني والديني .
- لقد كنتم أول من كتب عن مشروع إقامة – حكومة ظل – في مقالة بعنوان ( احذروا الفوضى الغبية ) بوجهة نظر مخالفة هل مازلتم على موقفكم – وماهو البديل برأيكم –؟
ص . ب – نعم مازلت على موقفي وتراجع الآخرون ولو شكليا وكما ذكرت سابقا فالانتفاضة التي أضعفت النظام الى حد الانهاك والسقوط المحتم بامكانها القيام بمهام الاستلام والتسليم عندما يحين الوقت بعيدا عن الوسطاء والصفقات والمخططات التي ترسم في الظلام .
- من مآخذكم على ورقة المبادىء المعلنة حول – حكومة الظل – تجاهلها للكورد والقضية الكوردية هل يمكن التوضيح أكثر –؟
ص . ب – الشق الأول من السؤال أجبت عليه أما مايتعلق بالقضية الكردية السورية وبخلاف ما تردد عن خروج المجتمعين في استانبول عن – ورقة المبادىء – بخصوص الملف الكردي أقول أمامي الآن نص الورقة بالكامل التي أذاعها رئيس المؤتمر السيد المالح في مؤتمره الصحفي ونقلتها الفضائيات وهي تخلو من أية اشارة الى الكرد وجودا وقضية ومطالب ولذلك فان المؤتمرين بموقفهم الكردي التزموا بالورقة جملة وتفصيلا وبذلك لم يخرج – مؤتمر الانقاذ – عن الخط السياسي للقائي استانبول وبروكسل اللذين تما باشراف الاخوان المسلمين وبعض القومويين بعكس – مؤتمر التغيير – في أنتاليا الذي لم يكن للاخوان والقومويين نفوذ عليه وخرج بنتائج متقدمة وموقف واضح من الكرد والمكونات الأخرى غير العربية وحقوقهم وبالتالي تميز بمشاركة كردية فاعلة وكان لي الشرف بالقاء كلمة المكون الكردي واذا كان البعض يزعم بأنه جرى تحريف لمضمون ورقة المبادىء فلماذا سكت هذا البعض يومين كاملين أو ثلاثة أيام عندما اعلنها المالح في الاعلام ونشرت بالفيسبوك والصحف منذ الرابع عشر من الشهر .
- قبل " مؤتمر التغيير " في أنتاليا الذي ألقيتم فيه كلمة المكون الكوردي أعلنتم أنكم توافقتم مع الداعين إليه من الممولين بضرورة التركيز على دعم الإنتفاضة لماذا وكيف –؟
ص . ب – نعم كانت مشاركتي مشروطة بوجوب دعم الانتفاضة كمهمة رئيسية للمؤتمر وعدم الاقدام على تشكيل مجالس انقاذ وماشابه من وراء ظهر الشباب وقد استجاب الممولون وهم رجال اعمال سوريين شرفاء كما لم يتدخلوا بسير اعمال المؤتمر التي خرجت بنتائج مقبولة .
- قبيل الإنتفاضة السورية بأشهر طرحتم على النقاش مشروع دستور سوريا الجديد للناشط أنور البني ومنذ إندلاع الإنتفاضة توقفتم عن ذلك لماذا؟
ص . ب – كنت وما زلت أرى بضرورة طرح كل القضايا الوطنية السورية على بساط البحث والنقاش مثل الدستور والقضية الكردية وشكل النظام البديل وضمانات حقوق المكونات القومية والدينية والمذهبية حتى قبيل اسقاط النظام لتسهيل العمل في المرحلة الانتقالية القادمة أما أن يقدم البعض على تقرير مصير النظام السياسي القادم وتشكيل الحكومات ووزارات الدفاع والخارجية واقامة المجالس التشريعية ثم يطالبوا الكرد بالسكوت وتأجيل قضيتهم فنقول لمثل هؤلاء : كفاكم تضليلا وقفزا فوق الحقائق فأنتم لاتمثلون ارادة الشعب العربي السوري وشباب الانتفاضة والتنسيقيات العربية منكم براء .
- قرأنا في وسائل الإعلام بلاغاً عن لقاء وطني كنتم أحد المشاركين فيه هل يمكن شرح الموضوع أكثر؟
ص . ب – نعم تمت لقاءات طويلة ومناقشات واسعة مع أصدقاء عرب يمثلون قطاعا وطنيا هاما في مجتمعنا السوري ويطلقون على حراكهم اسم " كتلة الأحرار " وتوافقنا على خارطة طريق للتغيير تتضمن موقفا سياسيا ومبدئيا سليما من الكرد والقضية الكردية في سوريا وباقي المكونات سننشر الوثيقة بالمستقبل القريب ويمكن أن تشكل الخارطة منطلقا برنامجيا لنضالنا الوطني المشترك وصيغة مثلى للعلاقات العربية الكردية خلال الانتفاضة وبعد اسقاط النظام .
- قرأنا أيضاً مشروعاً بعنوان " اللجنة الكردية لدعم الإنتفاضة السورية " وتردد عن علاقة ما لكم به كيف تردون؟
ص . ب – المشروع محاولة لتنظيم سبل دعم الانتفاضة على الساحة الكردية خصوصا والسورية بشكل عام وهو ليس تنظيما حزبيا أو تكتلا موازيا أو منافسا لأحد بل عمل تطوعي لنصرة الانتفاضة الكردية بدون التمييز بين مجاميعها .
- هناك جهات – تتهمكم – بأنكم – متورطون – مع إنتفاضة الشباب الكورد في المناطق الكوردية كيف تردون على هذه الإتهامات؟
ص . ب – اولا هذا ليس اتهاما بل شرف عظيم لاأدعيه وهو تورط حميد اذا كان صحيحا وموقفي معلن حتى قبل اندلاعها ولااخفي تعاطفي مع الشباب وأرى فيهم استمرارية للنهج الذي كنت أسير عليه منذ شبابي مرورا بكونفرانس الخامس من آب عام 1965 وحتى الآن وسأقف الى جانبهم من دون أي تدخل في شؤونهم ومن دون أية رغبة في تمثيلهم أو النطق باسمهم وهم يعلمون ذلك فطوبى لهؤلاء الشباب الشجعان ولي الشرف أن أكون عضوا عاملا تحت قيادتهم .
تسربت أنباء عن ضغوط تتعرضون لها الآن من جانب أطراف معينة من هي هذه الأطراف ولماذا؟
ص . ب – الأطراف معروفة ولاتحتاج الى عناء التفكيرفهي اما أجهزة سورية أو ايرانية .
- بإعتباركم من القادة التاريخيين للحركة الكوردية السورية والمتابعين فكرياً وسياسياً وثقافياً ماذا تقترحون بشأن الوضع الكوردي الراهن؟
ص . ب – بايجاز شديد أقترح أن يلتحق الجميع بالانتفاضة وعلى ضرورة صيانتها وتعزيز صفوفها وعدم زرع العراقيل أمامها وتخويل قياداتها الشبابية الميدانية – وهي اكتسبت الشرعية الوطنية منذ أمد – بتمثيل الشعب الكردي في هذه المرحلة حتى اسقاط النظام حينها ستنفتح الآفاق للعملية السياسية الديموقراطية وقد تنشأ حركة سياسية كردية جديدة وصناديق الانتخابات هي الفيصل .
ماهي الصيغة التي ترونها مناسبة لحل القضية الكوردية مابعد الأستبداد؟
ص . ب – حل وطني ديموقراطي توافقي حسب ارادة الغالبية الكردية في تقرير مصيرها الاداري والسياسي في اطار الدولة السورية التعددية وبضمانة الدستور الجديد باعتبار الكرد من الشعوب الأصلية المقيمة على أرضها التاريخية ومن القومية الرئيسية الثانية بعد القومية العربية وعلى قاعدة الشراكة العادلة في السلطة والثروة .
- أنعقد في مدينة دورتموند الألمانية قبل عدة أيام لقاء كوردي شبيه بمؤتمر مصغر حضره عدة شخصيات سياسية، تم الإتفاق فيه على الدعوة لمؤتمر معارضة شامل في بروكسل- يستثني فيه حسب معلوماتنا حضوركم و بعض الشخصيات السياسية الأخرى - كيف تقييمون هذا المؤتمر المزمع إنعقاده بشكل عام، و كيف تردون على إستبعاد الشخصيات السياسة البارزة عن المشاركة فيه؟
ص . ب – لم أسمع به وانا لست من هواة حضور المؤتمرات التي تفوح منها الرائحة الحزبوية الشللية الضيقة في الخارج ولم ألبي العديد من الدعوات ما أنا عليه وما أقوم به يكفيني واتمنى للجميع الموفقية .
- كيف تنظرون إلى إنعقاد مؤتمرات المعارضة السورية بين الفينة و الأخرى، دون أن تكون مترابطة معاً في الفكر و الأهداف، هل تشتت المطاليب تصب في مصلحة الشعب أم جهات أخرى؟
ص . ب – فلتعقد المؤتمرات وتلتئم اللقاءات في الخارج اذا كانت بهدف دعم الانتفاضة وانني شخصيا أعتبر أن تلك الاجتماعات بمثابة تظاهرات وطنية فيها الصالح والطالح وينتهي مفعولها بعد صدور البيان الختامي لأنها لاتمثل الاجماع الوطني في الداخل والخارج بل تعبر عن فئات وتيارات محددة ولكن الطريق لنصرة الانتفاضة تبقى مفتوحة امام من يريد كما أرى أن هناك امكانية لتداعي كل المراكز واللجان والهيئات لعقد مؤتمر وطني عام يمثل الحراك الخارجي ويخرج بصيغة جبهوية تحالفية واسعة .