- الاثنين ديسمبر 12, 2011 7:09 pm
#41899
عن أي تميز تتحدث وزارة الصحة؟
محمد الصالحي
والسؤال بالأعلى هو ما سينتهي إليه النقاش حين تتحدث مع أطباء في بعض مستشفيات وزارة الصحة التي منحها مجلس اعتماد جودة المنشآت الصحية (شهادة تزكية) ترفعها إلى الصف الأول بجوار أرقى المؤسسات الصحية في العالم. وتلك الشهادة لا تسمح كلتا الجهتين بالتشكيك فيها رغم أن العاملين في تلك المستشفيات لا يجدون حرجا في التصريح بأنها ليست سوى (مجاملة) لا أحد يعرف أسبابها، فهم لا يرون أنهم يستحقونها!.
وطالما أن (الوزارة والمجلس) قد احتفلا وانتهيا بتبادل شهادات الجودة والتحيات، فالأفضل هنا أن أغلق ذاك الموضوع وننتظر سويا مجموعة المستشفيات الأخرى والتي وعد رئيس المجلس، الذي هو وكيل الوزارة أيضا، بالبدء في إجراءات تزكيتها قريبا لصالح الوزارة لعلها تجيب عن السؤال التائه: أين التميز؟، وأيضا لكي تكون إنجازا تسارع وزارة الصحة بتضمينه لكتاب إنجازاتها السنوي الذي تهتم بطباعته كثيرا، وحشوه بالأرقام المليونية والمليارية.. وبالوعود المستقبلية.
ولكن لحظة.. قبل إغلاق الموضوع، فإن فرضية مجاملة الوزارة لنفسها خلال الأشهر الأخيرة، تشغل البال حقا!، فهل ذلك منطقي؟، وهل صحيح أن الوزارة تحاول أن تصنع الإنجاز، شكلا بلا مضمون، لتصفق لنفسها وتدعو من حولها ليحتفل لها ويشكرها دون أية أفعال حقيقية ومرضية؟، وبشكل عام: هل الرضا الموهوم عن النفس يهيئها لإخفاقات مستقبلية؟.
حسنا إنها مجرد أسئلة لا تنتظر إجابات. ولكن الذي يهم كثيرا هو انزعاج رئيس هيئة الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، من النقص الحاد في أساسات طب الطوارئ في المستشفيات السعودية بحسب ما قاله للزميلة «الوطن» قبل أيام. فإن كانت وزارة الصحة تهمل حتى اللحظة معالجة أوضاع الطوارئ التي تعد من أهم أركان الرعاية الصحية فبأي شهادات وجودة كانت تحتفل قبل أيام؟، وإن كانت بعض مستشفياتها لا زالت تفتقر إلى اسطوانات الأكسجين وأجهزة أشعة صالحة للعمل ــ بحسب الأمير أيضا ــ فأية معايير عالمية يقول مسؤولوها إنها طبقت؟، يبدو أن الوزارة اهتمت كثيرا بتلميع الوجه، ونسيت بقية الجسد مهملا. بل يبدو أنها ضاقت ذرعا بالإعلام خلال الأشهر الماضية.. فحاولت، هي بنفسها، أن تصنع الخبر وتطبخه وتبثه.. علها تصنع بالمجاملة إنجازا.
محمد الصالحي
والسؤال بالأعلى هو ما سينتهي إليه النقاش حين تتحدث مع أطباء في بعض مستشفيات وزارة الصحة التي منحها مجلس اعتماد جودة المنشآت الصحية (شهادة تزكية) ترفعها إلى الصف الأول بجوار أرقى المؤسسات الصحية في العالم. وتلك الشهادة لا تسمح كلتا الجهتين بالتشكيك فيها رغم أن العاملين في تلك المستشفيات لا يجدون حرجا في التصريح بأنها ليست سوى (مجاملة) لا أحد يعرف أسبابها، فهم لا يرون أنهم يستحقونها!.
وطالما أن (الوزارة والمجلس) قد احتفلا وانتهيا بتبادل شهادات الجودة والتحيات، فالأفضل هنا أن أغلق ذاك الموضوع وننتظر سويا مجموعة المستشفيات الأخرى والتي وعد رئيس المجلس، الذي هو وكيل الوزارة أيضا، بالبدء في إجراءات تزكيتها قريبا لصالح الوزارة لعلها تجيب عن السؤال التائه: أين التميز؟، وأيضا لكي تكون إنجازا تسارع وزارة الصحة بتضمينه لكتاب إنجازاتها السنوي الذي تهتم بطباعته كثيرا، وحشوه بالأرقام المليونية والمليارية.. وبالوعود المستقبلية.
ولكن لحظة.. قبل إغلاق الموضوع، فإن فرضية مجاملة الوزارة لنفسها خلال الأشهر الأخيرة، تشغل البال حقا!، فهل ذلك منطقي؟، وهل صحيح أن الوزارة تحاول أن تصنع الإنجاز، شكلا بلا مضمون، لتصفق لنفسها وتدعو من حولها ليحتفل لها ويشكرها دون أية أفعال حقيقية ومرضية؟، وبشكل عام: هل الرضا الموهوم عن النفس يهيئها لإخفاقات مستقبلية؟.
حسنا إنها مجرد أسئلة لا تنتظر إجابات. ولكن الذي يهم كثيرا هو انزعاج رئيس هيئة الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، من النقص الحاد في أساسات طب الطوارئ في المستشفيات السعودية بحسب ما قاله للزميلة «الوطن» قبل أيام. فإن كانت وزارة الصحة تهمل حتى اللحظة معالجة أوضاع الطوارئ التي تعد من أهم أركان الرعاية الصحية فبأي شهادات وجودة كانت تحتفل قبل أيام؟، وإن كانت بعض مستشفياتها لا زالت تفتقر إلى اسطوانات الأكسجين وأجهزة أشعة صالحة للعمل ــ بحسب الأمير أيضا ــ فأية معايير عالمية يقول مسؤولوها إنها طبقت؟، يبدو أن الوزارة اهتمت كثيرا بتلميع الوجه، ونسيت بقية الجسد مهملا. بل يبدو أنها ضاقت ذرعا بالإعلام خلال الأشهر الماضية.. فحاولت، هي بنفسها، أن تصنع الخبر وتطبخه وتبثه.. علها تصنع بالمجاملة إنجازا.