عن «أمريكا الأوبامية».. دعونا ننتظر !
مرسل: الاثنين ديسمبر 12, 2011 7:11 pm
عن «أمريكا الأوبامية».. دعونا ننتظر !
موجة الفرح الغامرة التي سيطرت على الإعلام العربي من خلال مئات المقالات والتحليلات ابتهاجاً باختيار الرئيس الأمريكي المنتخب (باراك أوباما) لا أظن أن لها ما يبررها، فالحكم على أي نظام أو رئيس جديد لا يكون من خلال شعاراته الانتخابية بل من خلال الممارسة والنتائج.. خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن أمريكا ليست دولة من دول العالم الثالث، بل هي دولة مؤسسات لها أجندتها وأهدافها ونظمها. ويبدو أننا كعرب لا يوجد لدينا «منطقة وسطى» ما بين الحب والكراهية، ما بين المتوقع والأمنيات.. حتى بالنسبة للانتخابات الإسرائيلية والصراع بين حزبي العمل وليكود، فالكثيرون ينساقون خلف التمني بفوز حزب العمل في الوقت الذي أثبتت الأحداث أن أغلب الحروب والمصائب حلت بنا إبان تولي هذا الحزب لقيادة الدولة العبرية.
إذن.. «باراك أوباما» لا يعني بالضرورة أنه سيحدث تغييراً جذرياً في السياسة الأمريكية إزاء القضايا العربية والإسلامية؛ ونغمة التغيير التي أطلقها لا تعدو أن تكون شعاراً انتخابياً براقاً قد يحدث أو لا يحدث في ظل وجود مؤسسات هي صاحبة القرار في الشأن الأمريكي.
في رأيي.. إذا كان هناك انتصار فهو بالطبع ليس للعرب.. بل هو للشعب الأمريكي نفسه، ولديمقراطيته التي استطاعت أن تبرهن أنها «ديموقراطية» حقيقية لا مكان فيها للتزوير، وشراء الذمم بل لصناديق الاقتراع، ويمكنني أن أقول بتجرد إن فوز «أوباما» أعطى الدليل على أن الشعب الأمريكي شعب متسامح ومتفتح ومتحضر، ويحقق طموحات أبنائه بعيداً عن مسألة الدين والعرق واللون.. بدليل اعتلاء ابن مهاجر كيني مسلم سدة الرئاسة.
هو ذا التغيير الذي حصل على نمط التفكير الشعبي الأمريكي، والذي لم يكن ليحدث في ستينات القرن الماضي مثلاً.. إبان التمييز العنصري المحتدم رغم وجود قيادات سوداء بارزة كداعية الحقوق المدنية (لوثر كنج).
وأعتقد أن ما حدث في أمريكا.. لا يمكن أن يحدث في دولة من الدول الأوروبية التي تتشدق بالمساواة والديمقراطية.. إذ مازالت رهينة لمفاهيم استعمارية قديمة تقف حائلاً دون وصول أي ملون ذي جذور عربية أو افريقية إلى كرسي الرئاسة.
أمريكا انتصرت بفوز (باراك أوباما).. فقد أثبتت الانتخابات قدرة الشعب الأمريكي على تغيير صورة الفرز العنصري الذي سيطر على الناخب الأمريكي في ما مضى.
لذا، فعلينا عرباً ومسلمين أن نؤجل حالة الفرح والتفاؤل حتى نرى ما يمكن أن يحدثه الرئيس الجديد في نسق السياسة الأمريكية وانعكاساته الإيجابية على قضايانا العربية، وقدرته على وضع حد للممارسات اليهودية في فلسطين.. ناهيك عن تحسين صورة أمريكا الخارجية.. فالعبرة دائماً ما تكون بالنهاية وبالتطبيق العملي للشعارات الانتخابية لا بالأمنيات والكلمات البراقة، وقديماً قال شاعرنا اليعربي:
ربّ يوم بكيتُ منه فلما
أصبحت في غيره بكيت عليه
لذا.. دعونا ننتظر..!؟
موجة الفرح الغامرة التي سيطرت على الإعلام العربي من خلال مئات المقالات والتحليلات ابتهاجاً باختيار الرئيس الأمريكي المنتخب (باراك أوباما) لا أظن أن لها ما يبررها، فالحكم على أي نظام أو رئيس جديد لا يكون من خلال شعاراته الانتخابية بل من خلال الممارسة والنتائج.. خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن أمريكا ليست دولة من دول العالم الثالث، بل هي دولة مؤسسات لها أجندتها وأهدافها ونظمها. ويبدو أننا كعرب لا يوجد لدينا «منطقة وسطى» ما بين الحب والكراهية، ما بين المتوقع والأمنيات.. حتى بالنسبة للانتخابات الإسرائيلية والصراع بين حزبي العمل وليكود، فالكثيرون ينساقون خلف التمني بفوز حزب العمل في الوقت الذي أثبتت الأحداث أن أغلب الحروب والمصائب حلت بنا إبان تولي هذا الحزب لقيادة الدولة العبرية.
إذن.. «باراك أوباما» لا يعني بالضرورة أنه سيحدث تغييراً جذرياً في السياسة الأمريكية إزاء القضايا العربية والإسلامية؛ ونغمة التغيير التي أطلقها لا تعدو أن تكون شعاراً انتخابياً براقاً قد يحدث أو لا يحدث في ظل وجود مؤسسات هي صاحبة القرار في الشأن الأمريكي.
في رأيي.. إذا كان هناك انتصار فهو بالطبع ليس للعرب.. بل هو للشعب الأمريكي نفسه، ولديمقراطيته التي استطاعت أن تبرهن أنها «ديموقراطية» حقيقية لا مكان فيها للتزوير، وشراء الذمم بل لصناديق الاقتراع، ويمكنني أن أقول بتجرد إن فوز «أوباما» أعطى الدليل على أن الشعب الأمريكي شعب متسامح ومتفتح ومتحضر، ويحقق طموحات أبنائه بعيداً عن مسألة الدين والعرق واللون.. بدليل اعتلاء ابن مهاجر كيني مسلم سدة الرئاسة.
هو ذا التغيير الذي حصل على نمط التفكير الشعبي الأمريكي، والذي لم يكن ليحدث في ستينات القرن الماضي مثلاً.. إبان التمييز العنصري المحتدم رغم وجود قيادات سوداء بارزة كداعية الحقوق المدنية (لوثر كنج).
وأعتقد أن ما حدث في أمريكا.. لا يمكن أن يحدث في دولة من الدول الأوروبية التي تتشدق بالمساواة والديمقراطية.. إذ مازالت رهينة لمفاهيم استعمارية قديمة تقف حائلاً دون وصول أي ملون ذي جذور عربية أو افريقية إلى كرسي الرئاسة.
أمريكا انتصرت بفوز (باراك أوباما).. فقد أثبتت الانتخابات قدرة الشعب الأمريكي على تغيير صورة الفرز العنصري الذي سيطر على الناخب الأمريكي في ما مضى.
لذا، فعلينا عرباً ومسلمين أن نؤجل حالة الفرح والتفاؤل حتى نرى ما يمكن أن يحدثه الرئيس الجديد في نسق السياسة الأمريكية وانعكاساته الإيجابية على قضايانا العربية، وقدرته على وضع حد للممارسات اليهودية في فلسطين.. ناهيك عن تحسين صورة أمريكا الخارجية.. فالعبرة دائماً ما تكون بالنهاية وبالتطبيق العملي للشعارات الانتخابية لا بالأمنيات والكلمات البراقة، وقديماً قال شاعرنا اليعربي:
ربّ يوم بكيتُ منه فلما
أصبحت في غيره بكيت عليه
لذا.. دعونا ننتظر..!؟