- الاثنين ديسمبر 12, 2011 7:15 pm
#41902
الحاجة إلى مفكرين
كنت قد أعرضت عن فكرة هذا المقال لاعتبارات كثيرة.. غير أن الذي حفّزني على إعادة الحياة للفكرة الملغاة ما قرأته في صحيفة «الوطن» العدد (2905) للشيخ أحمد بن باز، ابن شيخنا الجليل عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- من آراء قيمة وجريئة وقوله:
«نحن بحاجة إلى مفكرين ومربين أكثر من حاجتنا إلى مفتين».
نعم، فبلادنا والحمد لله تزخر بكم وافر من الفقهاء الثقاة والذين هم محل تقديرنا وإعجابنا ولكننا «فقراء» إلى المفكرين الذين يمكنهم أن يسوقوا سماحة الإسلام وقدرته على التعامل مع المتغيرات التي طرأت على بنية المجتمعات.. كما هو الحال بالنسبة لبلدان إسلامية أخرى تزخر بقامات مديدة من المفكرين الإسلاميين الذين يضيفون للإسلام بطروحاتهم وآرائهم فضاء خلاباً يبرهن على حيوية الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان.
ولكن برغم هذا فإنني ألمح في أقلام وطروحات بدأت تفرض نفسها لعلماء أفاضل وتشي بقدرتهم على أن يوجدوا لأنفسهم مكاناً مرموقاً في ساحة الفكر الإسلامي المعاصر البعيد عن التقليد والانغلاق، وسأضرب مثلاً بالدكتور سلمان العودة والذي تدل مقالاته وبرامجه وطروحاته المختلفة على قدرته في أن يكون رمزاً فكرياً أصيلاً يقدم لنا ما نحتاجه في زمن التحولات الكبرى التي يشهدها زمننا الحالي.. كما أن الدكتور «عايض القرني» بثقافته الموسوعية وعلمه الشرعي يشكل منجماً فكرياً قادراً على أن يطرح نفسه كفارس أصيل في هذا الميدان.. وهناك أسماء كثيرة ما أحوجنا إلى أن تلعب دورها لتبرهن للعالم أن بلادنا تملك مفكرين إسلاميين لا يقلون شأناً عن الآخرين.
الفقه كما أرى علم تخصصي يغوص في المسائل العقدية متكئاً على آراء فقهاء سابقين عاشوا في أزمان مضت.. بينما الفكر يذهب بك بعيداً في المسائل العامة، وبقدر ما يكون المفكر مطلعاً على ثقافات الشعوب وأنماط حياتهم.. بقدر ما يعطي النتائج المتوخاة في طريقة التعامل مع الآخر.
حينما أقرأ للمفكر/ محمد عمارة أو للجابري أو غيرهما أشعر أننا أمام مفهوم متطور لحياة المسلم الذي لا فكاك له من التعامل مع معطيات الحضارات الأخرى.
ففي اعتقادي أن الآراء الفقهية التي يصدرها «عالم شرعي» عاش في القرن الثالث أو الرابع أو غيرها من الأعوام المتقدمة.. ينبغي أن تخضع لإعادة القراءة لاختلاف الزمان والظروف الحياتية المتغيرة في عالم اليوم، فمشكلتنا ليست في النص القرآني المقدس ولا في الأحاديث الصحيحة.. بل في تفسير هذا النص الذي يختلف من عالم إلى آخر باعتبارهم بشراً تحتمل آراؤهم الصواب والخطأ.
ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن الإسلام ليس ديناً خاصاً بقوم أو فئة معينة، كما هو الحال لرسالات أخرى.. بل هو دين أنزله الرب سبحانه وتعالى على نبيه الكريم لعموم البشر، وفي شتى بقاع الأرض.
لذا.. فإن حاجتنا إلى وجود مفكرين إسلاميين متسلحين بالعلم الشرعي وبالعلوم العصرية الأخرى ضرورة تتطلبها المرحلة لتبيان عالمية الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان.. وبالله التوفيق.
كنت قد أعرضت عن فكرة هذا المقال لاعتبارات كثيرة.. غير أن الذي حفّزني على إعادة الحياة للفكرة الملغاة ما قرأته في صحيفة «الوطن» العدد (2905) للشيخ أحمد بن باز، ابن شيخنا الجليل عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- من آراء قيمة وجريئة وقوله:
«نحن بحاجة إلى مفكرين ومربين أكثر من حاجتنا إلى مفتين».
نعم، فبلادنا والحمد لله تزخر بكم وافر من الفقهاء الثقاة والذين هم محل تقديرنا وإعجابنا ولكننا «فقراء» إلى المفكرين الذين يمكنهم أن يسوقوا سماحة الإسلام وقدرته على التعامل مع المتغيرات التي طرأت على بنية المجتمعات.. كما هو الحال بالنسبة لبلدان إسلامية أخرى تزخر بقامات مديدة من المفكرين الإسلاميين الذين يضيفون للإسلام بطروحاتهم وآرائهم فضاء خلاباً يبرهن على حيوية الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان.
ولكن برغم هذا فإنني ألمح في أقلام وطروحات بدأت تفرض نفسها لعلماء أفاضل وتشي بقدرتهم على أن يوجدوا لأنفسهم مكاناً مرموقاً في ساحة الفكر الإسلامي المعاصر البعيد عن التقليد والانغلاق، وسأضرب مثلاً بالدكتور سلمان العودة والذي تدل مقالاته وبرامجه وطروحاته المختلفة على قدرته في أن يكون رمزاً فكرياً أصيلاً يقدم لنا ما نحتاجه في زمن التحولات الكبرى التي يشهدها زمننا الحالي.. كما أن الدكتور «عايض القرني» بثقافته الموسوعية وعلمه الشرعي يشكل منجماً فكرياً قادراً على أن يطرح نفسه كفارس أصيل في هذا الميدان.. وهناك أسماء كثيرة ما أحوجنا إلى أن تلعب دورها لتبرهن للعالم أن بلادنا تملك مفكرين إسلاميين لا يقلون شأناً عن الآخرين.
الفقه كما أرى علم تخصصي يغوص في المسائل العقدية متكئاً على آراء فقهاء سابقين عاشوا في أزمان مضت.. بينما الفكر يذهب بك بعيداً في المسائل العامة، وبقدر ما يكون المفكر مطلعاً على ثقافات الشعوب وأنماط حياتهم.. بقدر ما يعطي النتائج المتوخاة في طريقة التعامل مع الآخر.
حينما أقرأ للمفكر/ محمد عمارة أو للجابري أو غيرهما أشعر أننا أمام مفهوم متطور لحياة المسلم الذي لا فكاك له من التعامل مع معطيات الحضارات الأخرى.
ففي اعتقادي أن الآراء الفقهية التي يصدرها «عالم شرعي» عاش في القرن الثالث أو الرابع أو غيرها من الأعوام المتقدمة.. ينبغي أن تخضع لإعادة القراءة لاختلاف الزمان والظروف الحياتية المتغيرة في عالم اليوم، فمشكلتنا ليست في النص القرآني المقدس ولا في الأحاديث الصحيحة.. بل في تفسير هذا النص الذي يختلف من عالم إلى آخر باعتبارهم بشراً تحتمل آراؤهم الصواب والخطأ.
ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن الإسلام ليس ديناً خاصاً بقوم أو فئة معينة، كما هو الحال لرسالات أخرى.. بل هو دين أنزله الرب سبحانه وتعالى على نبيه الكريم لعموم البشر، وفي شتى بقاع الأرض.
لذا.. فإن حاجتنا إلى وجود مفكرين إسلاميين متسلحين بالعلم الشرعي وبالعلوم العصرية الأخرى ضرورة تتطلبها المرحلة لتبيان عالمية الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان.. وبالله التوفيق.