- الاثنين ديسمبر 12, 2011 7:17 pm
#41903
في مسألة الحوار.. ومحاكمة النوايا !
أزعم أننا نعيش -كمجتمع- أزمة فكرية حقيقية تتمثل في عدم قدرتنا على فهم بعضنا البعض وبالقدر الذي يجعلنا نؤمن بأحقية كل منا في طرح رؤيته للأشياء انطلاقاً من مرجعيتنا الفكرية التي تشرب كل منا بها، من هنا تعرض بعضنا، والمعنيون بالشأن الفكري تحديداً إلى جملة من الاتهامات المجانية من أناس لا همَّ لهم إلا توزيع التهم والتصنيفات، ومحاولة مصادرة حق الآخرين في إبداء ما يرونه ضرورياً للارتقاء بمجتمعهم، والذي يدخل في صلب رسالتهم التنويرية.
أقول قولي هذا.. لا وصاية على أولئك الناس الذين يخالفوننا الرأي.. فهذا حقهم، ولكن دحراً واستهجاناً لمبدأ التصنيف كأن يُقال: إن فلانا من الكتاب (علماني) وآخر (ليبرالي، وثالث (ظلامي) أو (تكفيري)..!
ولعل من المهم، بل المهم جداً أن تتسع رؤيتنا للأشياء، فنؤمن بأن الاختلاف هو سنة الحياة، وهو دليل إيجابي على حرص كل منا على أن يقدم ما يراه متوائماً مع توجهاته لخدمة هذه البلاد، وخدمة الأجيال القادمة التي نرى أن من حقها علينا أن نصدقها القول باعتبار مستقبلها ومستقبل الوطن أمانة مقدسة في أعناقنا لا ينبغي أن نحيد عن معالجة ما نعتقد أنه حق ويتفق مع تطلعاتنا كشعب ينشد الارتقاء، ويرنو إلى أن يدخل العصر الجديد وهو متسلح بالأدوات اللازمة التي تخلق منا أفراداً منتجين، قادرين على التعامل مع متطلباته.
ولعل من المفيد أن نتعلم الدروس الحقيقية التي عن طريقها يمكن أن نشكل رأياً حضارياً قادراً على الصمود في وجه التحديات المعاصرة، فلم يعد من المنطقي أن نتشبث بنظرية (المؤامرة) والتقوقع بل العوم ضد التيار، والتي تؤدي إلى أن تشكّل منا (طابوراً) هامشياً يعيش خارج الزمن وخارج الجغرافيا.. فنحن شئنا أم أبينا نعيش مع الآخرين في عالم واحد، ينتصر فيه المؤمنون بحقهم في الوجود، وحقهم في المنافسة عن طريق الإنتاج المتميز، والإقناع الواعي لا غير.
ولعل من عاداتي (القروية) السيئة ربما، عدم الإذعان لمن يحاول أن يجرني إلى مستنقع الجدل (البيزنطي) أو الحوارات (السفسطائية) لولا رسالة (فاكسية) بعثها أحد القراء -غفر الله لنا وله- لم يترك فيها تهمة جائرة كالانحراف الفكري، والدعوة إلى تحرير المرأة لتصبح سلعة تباع وتشترى، إلا وألبسها للكتاب الذين يقرأ لهم ناهيك العمالة للغرب ومحاولة الترويج للأفكار المنحلة.. وغير ذلك من الشتائم التي لا يمكن نشرها لأنها تخدش الذوق العام والفطرة السليمة!
والحق أنني أعجب من أولئك «الناس» الذين يشترون المطبوعات المختلفة لا للاستفادة أو الاطلاع، ولكن لمحاكمة «نوايا الكتّاب»، الذي أزعم أنهم مواطنون مؤمنون، يحبون وطنهم.. لنا أن نقبل منهم ونرد عليهم بموضوعية و«حسن ظن».. فالكلمة أمانة، والخلاف في الرؤية لا تعني الاختلاف في الهدف الأسمى.. خاصة في ما يتعلق بثوابتنا وقيمنا.
المطلوب منا كمجتمع مسلم متحضر يؤمن بحتمية التغيير والإصلاح في كل المعوقات التي تعترض مسيرة التنمية والازدهار، أن نتفق على أنه ليس من حق أحد الوصاية علينا في ما يتعلق بديننا وهويتنا الوطنية التي نراها فوق كل اعتبار.. وعلينا أن نعي أن مساحة الرأي تتسع لكل الطروحات المخلصة التي تهدف إلى مصلحة المجموع، كما أن فضيلة الحوار المفضي إلى الحقيقة باتت مطلباً ملحاً وضرورياً للخروج من ربقة الأحكام الجاهزة، والأفكار المبتسرة. من هنا كان لزاماً علينا أن نتعامل مع الآخر وفق منظور حضاري لا يلغي فيه أحد أحداً، بل يجلّه ويقدره، ويؤمن بحقه في مخالفته.. فالاختلاف قيمة متطورة ما أحوجنا إلى أن نتعلمها ونؤمن بها!!
أزعم أننا نعيش -كمجتمع- أزمة فكرية حقيقية تتمثل في عدم قدرتنا على فهم بعضنا البعض وبالقدر الذي يجعلنا نؤمن بأحقية كل منا في طرح رؤيته للأشياء انطلاقاً من مرجعيتنا الفكرية التي تشرب كل منا بها، من هنا تعرض بعضنا، والمعنيون بالشأن الفكري تحديداً إلى جملة من الاتهامات المجانية من أناس لا همَّ لهم إلا توزيع التهم والتصنيفات، ومحاولة مصادرة حق الآخرين في إبداء ما يرونه ضرورياً للارتقاء بمجتمعهم، والذي يدخل في صلب رسالتهم التنويرية.
أقول قولي هذا.. لا وصاية على أولئك الناس الذين يخالفوننا الرأي.. فهذا حقهم، ولكن دحراً واستهجاناً لمبدأ التصنيف كأن يُقال: إن فلانا من الكتاب (علماني) وآخر (ليبرالي، وثالث (ظلامي) أو (تكفيري)..!
ولعل من المهم، بل المهم جداً أن تتسع رؤيتنا للأشياء، فنؤمن بأن الاختلاف هو سنة الحياة، وهو دليل إيجابي على حرص كل منا على أن يقدم ما يراه متوائماً مع توجهاته لخدمة هذه البلاد، وخدمة الأجيال القادمة التي نرى أن من حقها علينا أن نصدقها القول باعتبار مستقبلها ومستقبل الوطن أمانة مقدسة في أعناقنا لا ينبغي أن نحيد عن معالجة ما نعتقد أنه حق ويتفق مع تطلعاتنا كشعب ينشد الارتقاء، ويرنو إلى أن يدخل العصر الجديد وهو متسلح بالأدوات اللازمة التي تخلق منا أفراداً منتجين، قادرين على التعامل مع متطلباته.
ولعل من المفيد أن نتعلم الدروس الحقيقية التي عن طريقها يمكن أن نشكل رأياً حضارياً قادراً على الصمود في وجه التحديات المعاصرة، فلم يعد من المنطقي أن نتشبث بنظرية (المؤامرة) والتقوقع بل العوم ضد التيار، والتي تؤدي إلى أن تشكّل منا (طابوراً) هامشياً يعيش خارج الزمن وخارج الجغرافيا.. فنحن شئنا أم أبينا نعيش مع الآخرين في عالم واحد، ينتصر فيه المؤمنون بحقهم في الوجود، وحقهم في المنافسة عن طريق الإنتاج المتميز، والإقناع الواعي لا غير.
ولعل من عاداتي (القروية) السيئة ربما، عدم الإذعان لمن يحاول أن يجرني إلى مستنقع الجدل (البيزنطي) أو الحوارات (السفسطائية) لولا رسالة (فاكسية) بعثها أحد القراء -غفر الله لنا وله- لم يترك فيها تهمة جائرة كالانحراف الفكري، والدعوة إلى تحرير المرأة لتصبح سلعة تباع وتشترى، إلا وألبسها للكتاب الذين يقرأ لهم ناهيك العمالة للغرب ومحاولة الترويج للأفكار المنحلة.. وغير ذلك من الشتائم التي لا يمكن نشرها لأنها تخدش الذوق العام والفطرة السليمة!
والحق أنني أعجب من أولئك «الناس» الذين يشترون المطبوعات المختلفة لا للاستفادة أو الاطلاع، ولكن لمحاكمة «نوايا الكتّاب»، الذي أزعم أنهم مواطنون مؤمنون، يحبون وطنهم.. لنا أن نقبل منهم ونرد عليهم بموضوعية و«حسن ظن».. فالكلمة أمانة، والخلاف في الرؤية لا تعني الاختلاف في الهدف الأسمى.. خاصة في ما يتعلق بثوابتنا وقيمنا.
المطلوب منا كمجتمع مسلم متحضر يؤمن بحتمية التغيير والإصلاح في كل المعوقات التي تعترض مسيرة التنمية والازدهار، أن نتفق على أنه ليس من حق أحد الوصاية علينا في ما يتعلق بديننا وهويتنا الوطنية التي نراها فوق كل اعتبار.. وعلينا أن نعي أن مساحة الرأي تتسع لكل الطروحات المخلصة التي تهدف إلى مصلحة المجموع، كما أن فضيلة الحوار المفضي إلى الحقيقة باتت مطلباً ملحاً وضرورياً للخروج من ربقة الأحكام الجاهزة، والأفكار المبتسرة. من هنا كان لزاماً علينا أن نتعامل مع الآخر وفق منظور حضاري لا يلغي فيه أحد أحداً، بل يجلّه ويقدره، ويؤمن بحقه في مخالفته.. فالاختلاف قيمة متطورة ما أحوجنا إلى أن نتعلمها ونؤمن بها!!