- الاثنين ديسمبر 12, 2011 7:19 pm
#41904
طروحاتنا الفقهية.. ونغمة التعصب .. !
أتابع باهتمام السجال الدائر بين بعض الفقهاء وطلاب العلم والمثقفين عبر صحفنا حول قضايا الغناء وكشف الوجه وقيادة المرأة للسيارة ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها من القضايا الأخرى، وفي ظني أن الحوار في حد ذاته وبين شرائح من النخب الدينية والفكرية أمر إيجابي دون ريب، ويصب في أقنية الحراك الفكري والعقدي الذي نبحث عنه، ويدل على حيوية المتحاورين وسعة صدورهم، غير أنني ومن خلال متابعتي لما يطرح من آراء في تلك القضايا أرى أنها لا ترتقي إلى الحد الذي ننشده ونبتغي إيراده والخوض فيه هذا إذا استثنينا الحوار الدائر حول مؤسسات المجتمع المدني والذي لم يشبع بالقدر الكافي.. أما القضايا الأخرى كالغناء وكشف الوجه فهي قضايا هامشية ولا تشكل هما مجتمعياً باعتبارها أموراً خلافية منذ العصر الأول للإسلام ولم يترك الأولون للآخرين رأياً نهائياً بل ظهر من خلاله حجم التباين بين العلماء من مؤيد ومعارض وكل لديه الحجة والدليل.. لذا فإن أياً من علمائنا المعاصرين لم يأت بجديد في هذا الشأن بل نقلوا الأدلة التي تشي بالتحريم أو بالجواز والإباحة.
وحري بنا ونحن نعيش في عصر مختلف أن نوجد فقهاً جديداً يأخذ في الاعتبار المتغيرات التي طرأت على الأمة الإسلامية دون أن نلغي الثوابت أو نلوي عنق النص.. وأن يجتمع علماء الأمة الإسلامية بأكملها لمناقشة هذه الأمور بعيداً عن التعصب أو التشنج لرأي أو لمذهب بعينه.
هذه المقدمة التي سقتها ليست -رغم أهميتها- هي ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع.. الذي دفعني حقيقة لكتابة هذه السطور شيء آخر.. يتعلق بما لاحظته من خلال متابعتي لتلك الحوارات وردود بعض العلماء وطلبة العلم على مخالفيهم من فقهاء وطلاب علم ومثقفين من «نغمة» التعصب المذهبي والإقليمي وسأضرب مثالاً واحداً فقط على هذا التعصب من خلال رد أحد طلبة العلم على مخالفيهم وممن استشهد بآراء علماء عظام آخرين من خارج بلادنا في مسألة تحريم الغناء وكشف الوجه.. كالشيخ القرضاوي والعلامة الغزالي والشوكاني وحجة الإسلام ابن حزم والشيخ الطنطاوي والمحدث العالم الألباني وغيرهم والذين أفتوا بإباحة الغناء وكشف الوجه فانبرى صاحبنا -طالب العلم- وبلغة تخلو من أدب الاعتراف بمكانة هؤلاء الأعلام ومقللاً من علمهم واصفاً إياهم بأنهم «خلطوا الحق والباطل» هكذا.. مشيراً إلى أن علماء هذه البلاد قد ردوا عليهم وفي الوقت الذي ذكر فيه العلماء الأفاضل أولئك بأسمائهم المجردة راح يضفي على من رد عليهم من علمائنا لفظ (العلامة الشيخ المحدث.. إلخ)!
نغمة التعصب هذه ما كان لها أن تظهر لو أن طالب العلم هذا عرف أن الإسلام دين عالمي وليس خاصاً بعلماء بلادنا وحدهم ولا ينبغي أن يؤخذ العلم الشرعي إلا منهم وحدهم.. هذه إقليمية ضيقة وتعصب ممقوت نربأ بطلاب العلم من الوقوع في براثنها.
نحن نجل علماءنا ونقدرهم ونفخر بهم.. كما أننا نجل ونقدر علماء الأقطار الإسلامية الأخرى ونعرف فضلهم.. ونعرف أن أغلب علماء وأئمة الأمة الإسلامية الثقات ليسوا من هذه البلاد.. بل بعضهم ليسوا من العرب كالبخاري ومسلم وابن ماجة والمودودي والقائمة تطول.
أتابع باهتمام السجال الدائر بين بعض الفقهاء وطلاب العلم والمثقفين عبر صحفنا حول قضايا الغناء وكشف الوجه وقيادة المرأة للسيارة ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها من القضايا الأخرى، وفي ظني أن الحوار في حد ذاته وبين شرائح من النخب الدينية والفكرية أمر إيجابي دون ريب، ويصب في أقنية الحراك الفكري والعقدي الذي نبحث عنه، ويدل على حيوية المتحاورين وسعة صدورهم، غير أنني ومن خلال متابعتي لما يطرح من آراء في تلك القضايا أرى أنها لا ترتقي إلى الحد الذي ننشده ونبتغي إيراده والخوض فيه هذا إذا استثنينا الحوار الدائر حول مؤسسات المجتمع المدني والذي لم يشبع بالقدر الكافي.. أما القضايا الأخرى كالغناء وكشف الوجه فهي قضايا هامشية ولا تشكل هما مجتمعياً باعتبارها أموراً خلافية منذ العصر الأول للإسلام ولم يترك الأولون للآخرين رأياً نهائياً بل ظهر من خلاله حجم التباين بين العلماء من مؤيد ومعارض وكل لديه الحجة والدليل.. لذا فإن أياً من علمائنا المعاصرين لم يأت بجديد في هذا الشأن بل نقلوا الأدلة التي تشي بالتحريم أو بالجواز والإباحة.
وحري بنا ونحن نعيش في عصر مختلف أن نوجد فقهاً جديداً يأخذ في الاعتبار المتغيرات التي طرأت على الأمة الإسلامية دون أن نلغي الثوابت أو نلوي عنق النص.. وأن يجتمع علماء الأمة الإسلامية بأكملها لمناقشة هذه الأمور بعيداً عن التعصب أو التشنج لرأي أو لمذهب بعينه.
هذه المقدمة التي سقتها ليست -رغم أهميتها- هي ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع.. الذي دفعني حقيقة لكتابة هذه السطور شيء آخر.. يتعلق بما لاحظته من خلال متابعتي لتلك الحوارات وردود بعض العلماء وطلبة العلم على مخالفيهم من فقهاء وطلاب علم ومثقفين من «نغمة» التعصب المذهبي والإقليمي وسأضرب مثالاً واحداً فقط على هذا التعصب من خلال رد أحد طلبة العلم على مخالفيهم وممن استشهد بآراء علماء عظام آخرين من خارج بلادنا في مسألة تحريم الغناء وكشف الوجه.. كالشيخ القرضاوي والعلامة الغزالي والشوكاني وحجة الإسلام ابن حزم والشيخ الطنطاوي والمحدث العالم الألباني وغيرهم والذين أفتوا بإباحة الغناء وكشف الوجه فانبرى صاحبنا -طالب العلم- وبلغة تخلو من أدب الاعتراف بمكانة هؤلاء الأعلام ومقللاً من علمهم واصفاً إياهم بأنهم «خلطوا الحق والباطل» هكذا.. مشيراً إلى أن علماء هذه البلاد قد ردوا عليهم وفي الوقت الذي ذكر فيه العلماء الأفاضل أولئك بأسمائهم المجردة راح يضفي على من رد عليهم من علمائنا لفظ (العلامة الشيخ المحدث.. إلخ)!
نغمة التعصب هذه ما كان لها أن تظهر لو أن طالب العلم هذا عرف أن الإسلام دين عالمي وليس خاصاً بعلماء بلادنا وحدهم ولا ينبغي أن يؤخذ العلم الشرعي إلا منهم وحدهم.. هذه إقليمية ضيقة وتعصب ممقوت نربأ بطلاب العلم من الوقوع في براثنها.
نحن نجل علماءنا ونقدرهم ونفخر بهم.. كما أننا نجل ونقدر علماء الأقطار الإسلامية الأخرى ونعرف فضلهم.. ونعرف أن أغلب علماء وأئمة الأمة الإسلامية الثقات ليسوا من هذه البلاد.. بل بعضهم ليسوا من العرب كالبخاري ومسلم وابن ماجة والمودودي والقائمة تطول.