المشكلة بين السعودية وتايلند
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 5:41 pm
الجزء الاول
في الأول من آب اغسطس من عام 1994 ميلادي كان احد من رجال الشرطة التايلندية ويدعى (سنبنغ دونمون ) يحاول التغطية على انين صبي لم يتجاوز الرابعة عشرة برفع صوت المذياع في الشاحنة التي كان يستقلها عند منعطف طريق سريع في مقاطعة (سارابوري ) فيما كان احد زملائه يقضي على الصبي بضربة على رقبته بعدما قضى على والدته بقضيب معدني ,
ونقل ( سونبنغ ) ورفاقه الجثتين الى سيارتهما المرسيدس ووضعوا الأم خلف المقود وابنها في المقعد الخلفي واوقفوا السيارة في طريق فرعي وحاولوا صدمها من الخلف لتضليل التحقيق والايهام بأن وفاتهما ناجمة عن حادثة مرور .
كان تقرير الطبيب الشرعي ( الميجور جنرال ثاسنا سوانشوتا ) الذي كشف على الضحيتين اكد ان الوفاة ناجمة عن جريمة قتل ومع نشر التقرير في الصحف المحلية وربط اسم الضحيتين بقضية المجوهرات التي سرقها خادم تايلندي من قصر خاص في السعودية تراجع ( سوانشوتا ) عن افادته وقال ان الوفاة ناجمة عن حادث مرور إثر اصطدام سيارة السيد دارويدي زوجة تاجر المجوهرات التايلندي المعروف ( سانتي سريثانكان ) بشاحنة ضخمة
وتقول اوساط تايلنديه على معرفة دقيقة يقضية المجوهرات التي بات يطلق عليها (سرقة العصر) ان سانتي سريثانكات يعرف قصة المجوهرات وتفاصيلها اكثر من اي شخص اخر اذ ان كل ضباط الشرطة الذين تقاسموا هذا (الكنز) كانوا يتصلون به ليقيم لهم ما لديهم كما ان بعضهم باعه قسما من المجوهرات باسعار بخسة ومع مرور الوقت اكتشف بعض كبار الضباط اهمية ماباعوه من حلى ثمينة فحاولوا ابتزازه في حين حاول بعضهم الأخر الضغط عليه لئلا يكشف اسماء مالكي المجوهرات المسروقة .
وتضيف الأوساط ان ماجرى من اعتقالات اثر التحقيق في مقتل زوجة سانتي وابنه اكد ان مجموعة من رجال الشرطة خطفت السيدة ( دارويدي ) ونجلها بعد مغادرتهما منزلهما بلحظات اذ اوقفت المرسيدس على بعد امتار وطلب ضابط كبير من السيد ان تلحق به بعدما حذرها من عدم اللحاق وهددها بإطلاق النار عليها ولدى وصولها وابنها الى فندق صغير في ضواحي بانكوك طلب منها مرافقته وهناك بدأ بإستجوابها مع مساعدين له ثم اتصل بزوجها مطالبا بدفع فدية في مقابل اطلاق زوجته وابنه واوضح سانتي ان الفدية كانت مبلغا مقداره حوالي 200 الف دولار وانه اعتذر عن عدم امتلاكة المبلغ مبديا استعداده لدفعه على اقساط لكن العرض لم يرض الخاطفين فأخذوا السيدة وابنها الى مزرعة مجاورة واجهزوا عليها .
ومع ان ( سانتي سريثانكان ) لم يتمكن من المشاركة في تشييع زوجته وابنه فقد بقي في حراسة الشرطة خوفا على حياتة في وقت قتل حوالي 18 شخصا لإرتباطهم بشكل او بأخر بعملية المجوهرات او لمعرفتهم بسارقيها ويتظر الكثير من التايلنديين والأجانب الذين يعيشون في بانكوك بإستغراب الى سبب بقاء( سلنتي ) حيا حتى هذه اللحظة على رغم ان عدد حراسة المزودين بنادق رشاشة قد تضاعف
ويقول هؤلاء ان ( سانتي ) قد يكون محقا في صمته
لأن الذين يعرفهم من المتورطين في قضية المجوهرات هم في مواقع نفوذ وتأثير ورأى وسمع عن الأشخاص الذين قتلوا لأنهم تفوهوا بكلمات كادت ان تكشف من حصل على هذه السبيكة او الخاتم او الساعة او العقد
18 ضحية
=======
ويفسر آخرون سبب وجوده حيا بانه بات ضرورة بعدما اساءت قضية المجوهرات الى سمعة الشرطة التايلندية وسلوكها خصوصا وان المجوهرات كانت موجودة بكاملها حتى اللحظة التي وضعت الشرطة التايلندية يدها عليها في الثامن والتاسع من كانون الثاني (يناير)1990 وبعدما ذهب ضحيتها 18 شخصا بينهم خمسة سعوديين (اربعة ديبلوماسيين و رجال اعمال)وسبعة سنغفوريين وستة تايلنديين بينهم ضابط برتبة كولونيل يدعى ( انانات يوبانونات ) والرئيس السابق لغرفة التجارية في بانكوك ( سومساك تكباترابون ) وسائقه وعريف في الشرطة يلقب ب (نوت) والسيدة (دارويدي ) ونجلها (سيري )
وكشفت مصادر في الشرطة التايلندية تفاصيل عن خلفيات عمليات القتل واوضحت ان كولونيل ( انانات ) قتل في حادث سير عمدا اثناء قيادته لسيارته المرسيدس عندما حاولت شاحنة ضخمة اجباره على الخروج عن الطريق العام وجاءت الحادثة بعد تعيينه رئيسا للجنة تتولى البحث عن المجوهرات السعودية لإعادتها الى اصحابها واضافت ان (انانات ) كان يعرف من هم كبار الضباط الذين اخفوا المجوهرات ونسبت الى عضو في اللجنة قوله ان الكولونيل ابلغها بعض الأسماء قبل وقت قصير من وقوع حادث السير الذي ادى الى مقتله .
وتابعت المصادر نفسها ان تسعة تجار مجوهرات سنغافوريين يعملون في تايلند قتل منهم سبعة فيما بقي اثنان يلقبان ب (جيمي)
و (ويليام) وهما مهددان باستمرار
واشارة الى ان هؤلاء التجار التسعة سبق لهم ان اشتروا قسما من المجوهرات المسروقة من ضباط في الشرطة وان عمليات القتل غالبا ما كانت تتم بعد الشراء بوقت قصير اما ( سانتي ) وزوجته فتقول المصادر ان ضباط الشرطة الذين قتلوا السنغافوريين هم انفسهم تعاملوا مع الزوجين التايلنديين وان ( دارويدي ) كانت تحتفظ باسماء الذين اشتروا المجوهرات والأماكن التي خبئ فيها قسم من الحلى المسروقة وعندما علم هؤلاء بامر القائمة التي تملكها حاولوا خطفها مع زوجها لتدلهم الى المجوهرات خصوصا الماسة الزرقاء التي تزن 70 قيراطا ولاتقدر بثمن اما الشرطي العريف ورئيس غرفة التجارة وسائقه فقتلوا لكشفهم اسم الفندق الذي احتجزت فيه ( دارويدي ) ونجلها بعد خطفها الأمر الذي ادى الى معرفة اسماء رجال الشرطة منفذي عملية القتل
الجزء الثاني
وتحدث السيد محمد سعيد خوجه القائم بأعمال سفارة المملكه العربيه السعوديه ( فى تلك الفتره ) في بانكوك عن القضيه فروى :
ان القصه بدأت فى حزيران ( يونيو ) 1989 ميلادي
حين اقدم خادم تايلندي يدعى ( كرنكراي تيشمونغ ) من سكان قرية (بينميبا ) شمال البلاد على سرقة كميه من المجوهرات يزيد وزنها على 90 كيلو غرام اضافة الى نصف مليون دولار ومليون ريال سعودي وحوالي مئتى جنيه من الذهب اضافة الى ميداليات من قصر خاص فى الرياض .
وقال الدبلوماسي السعودي الذى سبق له ان عمل فى عواصم عده ان الخادم الذى بدأ العمل فى الرياض فى العام 1985 ميلادي حاز على ثقة مخدوميه وبات محل ثقه حراس القصر . وفى احد أيام صيف حزيران من العام 1989 حضر ( كونكراي ) الى القصر وتوقف عند زميل فلبيني له كان يعنى بجهاز الانذار الاوتوماتيكي للقصر . وسأله عما يفعل . وتمكن من حفظ الأرقام السريه التى توقف الجهاز عن العمل على رغم جهله باللغه الانجليزيه . وحضر ( كرنكراي ) مساء اليوم التالى الى القصر وعطل جهاز الانذار ودخل احدى الغرف التى كان يشرف علي العنايه بها . وفتح الخزنه الحديديه من دون ان يثير انتباه احد . وتناول خمسه خواتم مرصعه بالماس وعاد الى سكنه .
ونقل السيد ( خوجه ) عن ( كرنكراي ) الذى التقاه بعد ما امضى عقوبة فى سجن تايلندى لمدة سنتين وسبعة اشهر . من اصل خمسه سنوات لحصوله على عفو ملكي نظرا الى ( حسن سلوكه فى السجن )
انه لم يعرف النوم فى تلك الليله لأنه لم يسرق كميه كبيره من المجوهرات .
فكرر فعلته فى اليوم التالي وظل يتردد طوال شهرين على الخزنه
مستغلا وجود اصحاب القصر خارج الرياض .
ومع نهاية ( آب ) كان الخادم التايلندي افرغ الخزنه من محتوياتها ونقلها الى مستودع فى دارة مجاوره قبل ان يشحنها الى بلاده بواسطة شركة للطرود البريديه او بواسطة شركه للشحن الجوي .
وتابع الدبلوماسي السعودي ان ( كرنكراي ) ابقى حوالي عشرين كيلو غراما من المجوهرات فى حوزته ونقلها معه الى بانكوك فى الطائره .
وحين اوقفه موظف الجمارك التايلندي ليحقق معه اعطاه سبعة آلاف بات اى حوالي مئتين وثمانين دولار امريكيا . وتابع سيره
نحو قريته فى شمال البلاد .
ودفن فور وصوله الى مسقط رأسه قسما كبيرا من المجوهرات والنقود فى حديقة خلف منزله .
فيما اخذ يعرض قسما آخر على جيرانه وباع بعض القطع بمبلغ 120 الف دولار امريكي .
وفى النصف الثانى من تشرين الثانى ( نوفمبر ) 1989 ميلادي عاد اصحاب القصر من اجتازتهم واكتشفوا اختباء المجوهرات والاموال التى كانت فى الخزنه فابلغوا الجهات المعنيه التى بادرت بعدما حامت الشكوك حول الخادم الى الاتصال بالحكومه التايلنديه
التى اقدمت فى العاشر من كانون الثاني (يناير 1990 ميلادي ) على اعتقال ( كرنكراي ) فاعترف فورا باقترافه السرقه وسلم كل ما بقي لديه من مجوهرات ونقود .
وكشف اسماء الاشخاص الذين اشتروا بعض المصاغ والحلى .
وكان على رأس رجال الشرطة الذين اعتقلوا الخادم التايلندي .
( اللفتنانت كولونيل كالور كيرديت ) وقد اصبح اسمه لاحقا فى قائمة كبار رجال الشرطة الذين اخفوا قسما كبيرا من المجوهرات .
الشرطة تتقاسم المجوهرات :
واقام فريق المحققين وعلى رأسهم ( كالور ) وفى حوزتهم المجوهرات كامله بأستثناء بعض القطع فى ( فندق بلازا ) على الطريق المؤدي الى مطار بانكوك .
وكان يفترض ان يسلم (كالور ) المجوهرات الى مركز الشرطه الرئيسي . لكنه تقاسم القطع الثمينه مع عدد من اعوانه و... شخصيات سياسية
وفى الخامس عشر من الشهر نفسه دعت قيادة الشرطه فى بانكوك وسائل الاعلام الى مؤتمر صحفي اعلنت فيه ( نصرها ) والقبض على السارق وكان بعض وسائل الاعلام بدأ يلمح الى ان قطعا ثمينه اختفت بالفعل ولم تصل الى خزائن الشرطة . وكانت المعلومات الاستخبارتية التى تصل الى السفارة السعوديه فى بانكوك تشير الى حصول ( تلاعب )
وفى اليوم الاول من شباط ( فبراير ) اي بعد اسبوعين من عرض الشرطه المجوهرات فى مؤتمر صحافي اغتيل ثلاثه دبلوماسيين سعوديين هم :
1- عبدالله بصري
2_ فهد الباهلي
3_ واحمد السيف
وبعد اسبوعين تعرض رجل اعمال سعودى هو : عبدالله الرويلي لعملية خطف على ايدى مجموعه من رجال الشرطه قبل اقل من اربعه وعشرين ساعه من موعد عودته الى السعوديه .
ويؤكد القائم بالأعمال السعودى ان خاطف الرويلي هو المقدم
( صومكيت ) وعشره من رجاله ونفذوا عمليتهم على بعد 12 مترا من مكتب الرويلي بعدما اعترضته سياره وقادوه الى فندق صغير فى ضواحى بانكوك.
وضربوه بعدما حاولوا التحقيق معه فيما يعرفه عن قضية المجوهرات .
وعندما اصر على الرفض نقلوه الى مزرعه خارج العاصمه واطلقوا عليه الرصاص ثم احرقوا جثته .
ويروى السيد خوجه ان رجل الاعمال السعودي كان اتصل بشخص صديق له فى الدمام قبل اربعه وعشرين ساعه وحين استفسر منه صديقه عن الضجه المثاره حول المجوهرات اجابه انه يملك معلومات مهمه جدا وانه سيدلي بها حين يصل الى المملكة ويبدوا ان هاتف الرويلي كان يخضع لرقابه بعض من كبار ضباط الشرطة المتورطين ( لأن اشياء مماثله حصلت مع عبدالله بصري وفهد الباهلي اذ ابلغ عبدالله زوجته انه اطلع على معلومات خطيرة ولو بحث فيها هنا سيقتل .
اما الباهلي فقال لخادمته التايلندية قبل مقتله أى انه عرف معلومات عن بلدها لو قالها او عرفوا انه اعلم بها سيتخلصون منه فورا )
وتسآل خوجه ( هل كانت الخادمه تعمل فى مصلحة احد كبار الضباط الضالعين فى قضية
المجوهرات المسروقة ؟
في الأول من آب اغسطس من عام 1994 ميلادي كان احد من رجال الشرطة التايلندية ويدعى (سنبنغ دونمون ) يحاول التغطية على انين صبي لم يتجاوز الرابعة عشرة برفع صوت المذياع في الشاحنة التي كان يستقلها عند منعطف طريق سريع في مقاطعة (سارابوري ) فيما كان احد زملائه يقضي على الصبي بضربة على رقبته بعدما قضى على والدته بقضيب معدني ,
ونقل ( سونبنغ ) ورفاقه الجثتين الى سيارتهما المرسيدس ووضعوا الأم خلف المقود وابنها في المقعد الخلفي واوقفوا السيارة في طريق فرعي وحاولوا صدمها من الخلف لتضليل التحقيق والايهام بأن وفاتهما ناجمة عن حادثة مرور .
كان تقرير الطبيب الشرعي ( الميجور جنرال ثاسنا سوانشوتا ) الذي كشف على الضحيتين اكد ان الوفاة ناجمة عن جريمة قتل ومع نشر التقرير في الصحف المحلية وربط اسم الضحيتين بقضية المجوهرات التي سرقها خادم تايلندي من قصر خاص في السعودية تراجع ( سوانشوتا ) عن افادته وقال ان الوفاة ناجمة عن حادث مرور إثر اصطدام سيارة السيد دارويدي زوجة تاجر المجوهرات التايلندي المعروف ( سانتي سريثانكان ) بشاحنة ضخمة
وتقول اوساط تايلنديه على معرفة دقيقة يقضية المجوهرات التي بات يطلق عليها (سرقة العصر) ان سانتي سريثانكات يعرف قصة المجوهرات وتفاصيلها اكثر من اي شخص اخر اذ ان كل ضباط الشرطة الذين تقاسموا هذا (الكنز) كانوا يتصلون به ليقيم لهم ما لديهم كما ان بعضهم باعه قسما من المجوهرات باسعار بخسة ومع مرور الوقت اكتشف بعض كبار الضباط اهمية ماباعوه من حلى ثمينة فحاولوا ابتزازه في حين حاول بعضهم الأخر الضغط عليه لئلا يكشف اسماء مالكي المجوهرات المسروقة .
وتضيف الأوساط ان ماجرى من اعتقالات اثر التحقيق في مقتل زوجة سانتي وابنه اكد ان مجموعة من رجال الشرطة خطفت السيدة ( دارويدي ) ونجلها بعد مغادرتهما منزلهما بلحظات اذ اوقفت المرسيدس على بعد امتار وطلب ضابط كبير من السيد ان تلحق به بعدما حذرها من عدم اللحاق وهددها بإطلاق النار عليها ولدى وصولها وابنها الى فندق صغير في ضواحي بانكوك طلب منها مرافقته وهناك بدأ بإستجوابها مع مساعدين له ثم اتصل بزوجها مطالبا بدفع فدية في مقابل اطلاق زوجته وابنه واوضح سانتي ان الفدية كانت مبلغا مقداره حوالي 200 الف دولار وانه اعتذر عن عدم امتلاكة المبلغ مبديا استعداده لدفعه على اقساط لكن العرض لم يرض الخاطفين فأخذوا السيدة وابنها الى مزرعة مجاورة واجهزوا عليها .
ومع ان ( سانتي سريثانكان ) لم يتمكن من المشاركة في تشييع زوجته وابنه فقد بقي في حراسة الشرطة خوفا على حياتة في وقت قتل حوالي 18 شخصا لإرتباطهم بشكل او بأخر بعملية المجوهرات او لمعرفتهم بسارقيها ويتظر الكثير من التايلنديين والأجانب الذين يعيشون في بانكوك بإستغراب الى سبب بقاء( سلنتي ) حيا حتى هذه اللحظة على رغم ان عدد حراسة المزودين بنادق رشاشة قد تضاعف
ويقول هؤلاء ان ( سانتي ) قد يكون محقا في صمته
لأن الذين يعرفهم من المتورطين في قضية المجوهرات هم في مواقع نفوذ وتأثير ورأى وسمع عن الأشخاص الذين قتلوا لأنهم تفوهوا بكلمات كادت ان تكشف من حصل على هذه السبيكة او الخاتم او الساعة او العقد
18 ضحية
=======
ويفسر آخرون سبب وجوده حيا بانه بات ضرورة بعدما اساءت قضية المجوهرات الى سمعة الشرطة التايلندية وسلوكها خصوصا وان المجوهرات كانت موجودة بكاملها حتى اللحظة التي وضعت الشرطة التايلندية يدها عليها في الثامن والتاسع من كانون الثاني (يناير)1990 وبعدما ذهب ضحيتها 18 شخصا بينهم خمسة سعوديين (اربعة ديبلوماسيين و رجال اعمال)وسبعة سنغفوريين وستة تايلنديين بينهم ضابط برتبة كولونيل يدعى ( انانات يوبانونات ) والرئيس السابق لغرفة التجارية في بانكوك ( سومساك تكباترابون ) وسائقه وعريف في الشرطة يلقب ب (نوت) والسيدة (دارويدي ) ونجلها (سيري )
وكشفت مصادر في الشرطة التايلندية تفاصيل عن خلفيات عمليات القتل واوضحت ان كولونيل ( انانات ) قتل في حادث سير عمدا اثناء قيادته لسيارته المرسيدس عندما حاولت شاحنة ضخمة اجباره على الخروج عن الطريق العام وجاءت الحادثة بعد تعيينه رئيسا للجنة تتولى البحث عن المجوهرات السعودية لإعادتها الى اصحابها واضافت ان (انانات ) كان يعرف من هم كبار الضباط الذين اخفوا المجوهرات ونسبت الى عضو في اللجنة قوله ان الكولونيل ابلغها بعض الأسماء قبل وقت قصير من وقوع حادث السير الذي ادى الى مقتله .
وتابعت المصادر نفسها ان تسعة تجار مجوهرات سنغافوريين يعملون في تايلند قتل منهم سبعة فيما بقي اثنان يلقبان ب (جيمي)
و (ويليام) وهما مهددان باستمرار
واشارة الى ان هؤلاء التجار التسعة سبق لهم ان اشتروا قسما من المجوهرات المسروقة من ضباط في الشرطة وان عمليات القتل غالبا ما كانت تتم بعد الشراء بوقت قصير اما ( سانتي ) وزوجته فتقول المصادر ان ضباط الشرطة الذين قتلوا السنغافوريين هم انفسهم تعاملوا مع الزوجين التايلنديين وان ( دارويدي ) كانت تحتفظ باسماء الذين اشتروا المجوهرات والأماكن التي خبئ فيها قسم من الحلى المسروقة وعندما علم هؤلاء بامر القائمة التي تملكها حاولوا خطفها مع زوجها لتدلهم الى المجوهرات خصوصا الماسة الزرقاء التي تزن 70 قيراطا ولاتقدر بثمن اما الشرطي العريف ورئيس غرفة التجارة وسائقه فقتلوا لكشفهم اسم الفندق الذي احتجزت فيه ( دارويدي ) ونجلها بعد خطفها الأمر الذي ادى الى معرفة اسماء رجال الشرطة منفذي عملية القتل
الجزء الثاني
وتحدث السيد محمد سعيد خوجه القائم بأعمال سفارة المملكه العربيه السعوديه ( فى تلك الفتره ) في بانكوك عن القضيه فروى :
ان القصه بدأت فى حزيران ( يونيو ) 1989 ميلادي
حين اقدم خادم تايلندي يدعى ( كرنكراي تيشمونغ ) من سكان قرية (بينميبا ) شمال البلاد على سرقة كميه من المجوهرات يزيد وزنها على 90 كيلو غرام اضافة الى نصف مليون دولار ومليون ريال سعودي وحوالي مئتى جنيه من الذهب اضافة الى ميداليات من قصر خاص فى الرياض .
وقال الدبلوماسي السعودي الذى سبق له ان عمل فى عواصم عده ان الخادم الذى بدأ العمل فى الرياض فى العام 1985 ميلادي حاز على ثقة مخدوميه وبات محل ثقه حراس القصر . وفى احد أيام صيف حزيران من العام 1989 حضر ( كونكراي ) الى القصر وتوقف عند زميل فلبيني له كان يعنى بجهاز الانذار الاوتوماتيكي للقصر . وسأله عما يفعل . وتمكن من حفظ الأرقام السريه التى توقف الجهاز عن العمل على رغم جهله باللغه الانجليزيه . وحضر ( كرنكراي ) مساء اليوم التالى الى القصر وعطل جهاز الانذار ودخل احدى الغرف التى كان يشرف علي العنايه بها . وفتح الخزنه الحديديه من دون ان يثير انتباه احد . وتناول خمسه خواتم مرصعه بالماس وعاد الى سكنه .
ونقل السيد ( خوجه ) عن ( كرنكراي ) الذى التقاه بعد ما امضى عقوبة فى سجن تايلندى لمدة سنتين وسبعة اشهر . من اصل خمسه سنوات لحصوله على عفو ملكي نظرا الى ( حسن سلوكه فى السجن )
انه لم يعرف النوم فى تلك الليله لأنه لم يسرق كميه كبيره من المجوهرات .
فكرر فعلته فى اليوم التالي وظل يتردد طوال شهرين على الخزنه
مستغلا وجود اصحاب القصر خارج الرياض .
ومع نهاية ( آب ) كان الخادم التايلندي افرغ الخزنه من محتوياتها ونقلها الى مستودع فى دارة مجاوره قبل ان يشحنها الى بلاده بواسطة شركة للطرود البريديه او بواسطة شركه للشحن الجوي .
وتابع الدبلوماسي السعودي ان ( كرنكراي ) ابقى حوالي عشرين كيلو غراما من المجوهرات فى حوزته ونقلها معه الى بانكوك فى الطائره .
وحين اوقفه موظف الجمارك التايلندي ليحقق معه اعطاه سبعة آلاف بات اى حوالي مئتين وثمانين دولار امريكيا . وتابع سيره
نحو قريته فى شمال البلاد .
ودفن فور وصوله الى مسقط رأسه قسما كبيرا من المجوهرات والنقود فى حديقة خلف منزله .
فيما اخذ يعرض قسما آخر على جيرانه وباع بعض القطع بمبلغ 120 الف دولار امريكي .
وفى النصف الثانى من تشرين الثانى ( نوفمبر ) 1989 ميلادي عاد اصحاب القصر من اجتازتهم واكتشفوا اختباء المجوهرات والاموال التى كانت فى الخزنه فابلغوا الجهات المعنيه التى بادرت بعدما حامت الشكوك حول الخادم الى الاتصال بالحكومه التايلنديه
التى اقدمت فى العاشر من كانون الثاني (يناير 1990 ميلادي ) على اعتقال ( كرنكراي ) فاعترف فورا باقترافه السرقه وسلم كل ما بقي لديه من مجوهرات ونقود .
وكشف اسماء الاشخاص الذين اشتروا بعض المصاغ والحلى .
وكان على رأس رجال الشرطة الذين اعتقلوا الخادم التايلندي .
( اللفتنانت كولونيل كالور كيرديت ) وقد اصبح اسمه لاحقا فى قائمة كبار رجال الشرطة الذين اخفوا قسما كبيرا من المجوهرات .
الشرطة تتقاسم المجوهرات :
واقام فريق المحققين وعلى رأسهم ( كالور ) وفى حوزتهم المجوهرات كامله بأستثناء بعض القطع فى ( فندق بلازا ) على الطريق المؤدي الى مطار بانكوك .
وكان يفترض ان يسلم (كالور ) المجوهرات الى مركز الشرطه الرئيسي . لكنه تقاسم القطع الثمينه مع عدد من اعوانه و... شخصيات سياسية
وفى الخامس عشر من الشهر نفسه دعت قيادة الشرطه فى بانكوك وسائل الاعلام الى مؤتمر صحفي اعلنت فيه ( نصرها ) والقبض على السارق وكان بعض وسائل الاعلام بدأ يلمح الى ان قطعا ثمينه اختفت بالفعل ولم تصل الى خزائن الشرطة . وكانت المعلومات الاستخبارتية التى تصل الى السفارة السعوديه فى بانكوك تشير الى حصول ( تلاعب )
وفى اليوم الاول من شباط ( فبراير ) اي بعد اسبوعين من عرض الشرطه المجوهرات فى مؤتمر صحافي اغتيل ثلاثه دبلوماسيين سعوديين هم :
1- عبدالله بصري
2_ فهد الباهلي
3_ واحمد السيف
وبعد اسبوعين تعرض رجل اعمال سعودى هو : عبدالله الرويلي لعملية خطف على ايدى مجموعه من رجال الشرطه قبل اقل من اربعه وعشرين ساعه من موعد عودته الى السعوديه .
ويؤكد القائم بالأعمال السعودى ان خاطف الرويلي هو المقدم
( صومكيت ) وعشره من رجاله ونفذوا عمليتهم على بعد 12 مترا من مكتب الرويلي بعدما اعترضته سياره وقادوه الى فندق صغير فى ضواحى بانكوك.
وضربوه بعدما حاولوا التحقيق معه فيما يعرفه عن قضية المجوهرات .
وعندما اصر على الرفض نقلوه الى مزرعه خارج العاصمه واطلقوا عليه الرصاص ثم احرقوا جثته .
ويروى السيد خوجه ان رجل الاعمال السعودي كان اتصل بشخص صديق له فى الدمام قبل اربعه وعشرين ساعه وحين استفسر منه صديقه عن الضجه المثاره حول المجوهرات اجابه انه يملك معلومات مهمه جدا وانه سيدلي بها حين يصل الى المملكة ويبدوا ان هاتف الرويلي كان يخضع لرقابه بعض من كبار ضباط الشرطة المتورطين ( لأن اشياء مماثله حصلت مع عبدالله بصري وفهد الباهلي اذ ابلغ عبدالله زوجته انه اطلع على معلومات خطيرة ولو بحث فيها هنا سيقتل .
اما الباهلي فقال لخادمته التايلندية قبل مقتله أى انه عرف معلومات عن بلدها لو قالها او عرفوا انه اعلم بها سيتخلصون منه فورا )
وتسآل خوجه ( هل كانت الخادمه تعمل فى مصلحة احد كبار الضباط الضالعين فى قضية
المجوهرات المسروقة ؟