صفحة 1 من 1

قوانين النجاح

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 10:57 pm
بواسطة محمد الدوسري 1
قوانين النجاح

في معادلة الحياة اتفق الحكماء على أنّ قانون (المدرسة) - القائم على الحلول السريعة - قانون هش لا يجدي نفعاً ولا يصنع مجداً ولا يبني صروحاً قوية، ولو أعطى نتائج سريعة فمصيرها للاضمحلال والتهاوي والتراجع، فلا نجاح للعقلية التي تطلب شيئاً مقابل لا شيء، والتي تعتقد أنها ستأخذ أكثر مما تعطي وتريد أن تحصل على الكثير دون دفع الثمن! فنحن نعيش في عالم منتظم بقوانين ومبادئ قوية لن يستطيع البشر خرقها، فالمشكلات العميقة المتراكمة لا يجدي معها أساليب المصالحة السريعة، بل تحتاج إلى فترات طويلة من العلاج، وصناعة الشخصية الناجحة المتميزة يحتاج إلى وقت طويل للبناء والإعداد وهو ما يسمّى بقانون (المزرعة)، فالمزارع لا يبذر صباحاً ويأكل مساء، فهناك رحلة من سهر وتعب وجهد وبذل ووقت حتى يقطف الثمرة.



لا يدرك المجد إلا سيد فطن

بما يشق على السادات فعال

وتلك بعض الأمثلة لبعض السلوكيات التي يفكر أصحابها بقانون (المدرسة) التي تمثل خرقاً لقوانين الحياة:

- لا تعتبر (المشكلة) بعينها الصعوبة الأكبر التي تواجهنا في مجال الاستشارات، بل العقبة الكئود تتمثل في العقلية التي يفكر بها بعض أصحاب المشكلات! فالكثير من المسترشدين يعتقد أنه وبمجرد انتهاء المكالمة مع المستشار أو قراءة الرد أنّ تحولاً كبيراً سيحدث في حياته بعدها أو بمجرد التطبيق الجزئي لاقتراحات وتوجيهات المستشار، وهذا ضرب من خيال وأمنيات من سراب.

- في مجال التربية لا يكفي أن يجتهد الأب في تقديم موعظة أو نصيحة في دقائق ليستقيم ابنه ويلتزم بالخلق الحسن والسلوك الطيب، ولو كان الأمر بتلك البساطة لما وجدت عاقاً ولا منحرفاً!

- في مجال العلاقة لا يكفي أن تبتسم في وجه أحدهم أو أن تدعوه إلى مناسبة أو تقابله بجميل العبارات ومعسول الكلمات لبناء أرضية متينة من الثقة والألفة، يقول د. أكرم رضا: قد تنجح في العلاقات الخاطفة أو القصيرة بسحر (التذاكي، الفهلوة، الابتسامة الصفراء)، ولكن إن لم يكن هناك دوافع حقيقة، فإنّ الانهيار هو مصير تلك العلاقات، ويقول ستيفن كوفي: لن تستطيع حسم أي مشكلة ما لم تصلح من سلوكك ولن تستطيع كسب الثقة لأحد ما لم تكن جديراً بها!

- على مستوى الذات لن يكفيك حضور دورة أو سماع شريط لتصبح شخصاً واثقاً من نفسه ومتحدثاً بارعاً أو شخصية ذات كاريزما وجاذبية! وفي مجال الثقافة لا يكفي أن تقرأ كتاباً واحداً لتكون مثقفاً.

- وفي مجال الصحة لن ينفعك تناول بعض العقاقير التي يروّج لها تجار الوهم في إعادة الرشاقة في لحظات وتجاوز السنوات الطوال التي انكببت فيها على التهام الحلويات والدهون والأكلات السريعة.

يقول سيدني بريمير: إن قوانين (الطبيعة) ثابتة وراسخة بشكل لا يمكن تجاوزه والإخلال به، فقانون السبب والنتيجة هو القانون الدقيق والمطلق للطبيعة. فعندما نفشل في إيجاد التوازن الخاص بنا، كأمم وأفراد، فلأننا لم نتعلم بعد أن هذه القوانين تعمل بنفس القوة في الحياة الإنسانية والمجتمع كما تعمل في الطبيعية!

وتذكّر دائماً أيها العزيز أنّ الأشخاص الناجحين والسعداء والأصحاء والعظماء هم الذين وضعوا أيديهم على تلك المبادئ التي تحكم الكون وصاغوا حياتهم بحيث تنسجم معها فكن منهم ولا تخرق القوانين!

ومضة قلم

لنجاح أكبر تذكر أن:

- كل الأعمال العظيمة تم إنجازها على طريقة النمل، شيئا فشيئا.

- المستحيل غالبا ما يكون هو الشيء الذي لم تحاول فعله.

د.خالد المنيف