- الأربعاء ديسمبر 14, 2011 9:01 am
#42175
ما أن استلم عثمان زمام الأمور ، حتّى أخذ يقرّب الذين لعنهم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، من أمثال : مروان بن الحكم ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وغيرهما حيث يغدق عليهم من بيت مال المسلمين ويقطعهم المقاطعات .
أمّا ما فعله بالصحابة المخلصين ، فإنّه قام بنفي الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري إلى منطقة الربذة ، لأنّه كان يعترض على ممارساته الظالمة ، كما بطش بعبد الله بن مسعود ، لكونه يعترض على سياسته المالية ، وقصّته مع عمّار بن ياسر معروفة ، عندما قام بضربه ضرباً شديداً ، حتّى أغمي عليه ، وفاتته صلوات الظهر والعصر والمغرب .
استمر عثمان على سياسته ، ممّا أدى إلى ازدياد سخط الناس عليه ، وروي أنّ ناساً خرجوا من مصر ، وعددهم ألفين ، متّجهين نحو المدينة المنوّرة ، وكانوا يميلون لعلي ( عليه السلام ) ، وناس من الكوفة ، وعددهم ألفين ، وكانوا يميلون إلى الزبير ، وناس من أهل البصرة لم يُعرف عددهم ، وكانوا يميلون إلى طلحة بن عبيد الله ، فنزل المصريّون ذا خشب ـ اسم منطقة ـ وكانوا مصمّمين على قتل عثمان ، وتخليص المسلمين من شرّه وشر حاشيته .
فلمّا علم بخبرهم جاء إلى منزل الإمام علي ( عليه السلام ) ، فقال : يا ابن عم أنّ قرابتي منك قريبة ، ولي عليك حق ، وقد جاء ما ترى من هؤلاء القوم ، وهم مصبحي ولك عند الناس قدر ، وهم يسمعون منك ، وأحب أن تركب إليهم وتردّهم عنّي ، فإنّ في دخولهم عليّ وهناً لأمري ، وجرأة عليّ .
فقال له الإمام علي ( عليه السلام ) : ( على أي شيءٍ أردّهم ؟ ) قال : على أن أصير إلى ما أشرت به ورأيته لي ، فقال ( عليه السلام ) : ( إنّي قد كلّمتك مرّة بعد أخرى ، فكل ذلك تخرج وتقول وتعد ، ثمّ ترجع ، وهذا من فعل مروان ، ومعاوية ، وابن عامر ، وعبد الله بن سعد ، فإنّك أطعتهم وعصيتني ) .
فقال عثمان : إنّي أعصيهم وأطيعك ، فأمر علي ( عليه السلام ) الناس أن يركبوا معه ، فركب ثلاثون رجلاً من المهاجرين والأنصار ، فأتوا المصريين فكلّموهم ، فكان الذي يكلّمهم الإمام علي ( عليه السلام ) ، ومحمّد بن مسلمة ، فسمعوا منهما ورجعوا إلى مصر ، ثمّ عاد الإمام علي ( عليه السلام ) وجماعته .
وقد روى أغلب المؤرّخين : أنّ علياً ( عليه السلام ) ، لمّا ردّ المصريين عادوا بعد ثلاثة أيّام ، فاخرجوا صحيفة في أنبوبة رصاص ، وقالوا : وجدنا غلام عثمان على بعير ، ففتشنا متاعه لأنّا شككنا في أمره ، فوجدنا فيه هذه الصحيفة ، ومضمونها : أنّ عثمان يأمر والي مصر ، بجلد عبد الرحمن بن عديس ، وعمرو بن الحمق ، وحلق رؤوسهما ولحاهما ، وحبسهما ، وقتل قوم آخرين من أهل مصر ، وسألوا علياً ( عليه السلام ) أن يدخل إلى عثمان ، ويستفسر منه عمّا ورد في الرسالة ، فسأل عثمان عن ذلك ، وأقسم بالله أنّه لم يكتب تلك الرسالة ، ولا علم له بها .
فقال محمّد بن مسلمة : صَدَق عثمان ، إنّه من عمل مروان ! فقال عثمان : لا أدري ، فقال المصريون له : كيف يجترأ عليك مروان ؟ ويبعث غلامك على جمل من إبل الصدقة ، ويقوم بتزوير إمضائك ، ويرسل تلك الرسالة الفظيعة ، إلى واليك على مصر ، وأنت لا تدري ؟ فإن كنت كاذباً ، فقد استحققت الخلع ، لما أمرت به بغير حق ، وإن كنت صادقاً استحققت الخلع ، لضعفك وعدم صلاحيتك للخلافة ، وارتفع الصياح واللغط .
فقام الإمام علي ( عليه السلام ) واخرج أهل مصر وذهب إلى منزله ؛ إلاّ أنّ الواقدي يقول : أحاط المصريون والبصريون بعثمان وحصوره ، ويروي الطبري : أنّ عثمان اضطر إلى أن يكتب إلى معاوية ـ وإليه على الشام ـ وابن عامر ، وقادة الجيش يطلب منهم النجدة ، فتربّص به معاوية .
وكان عثمان قد استشار نصحاءه في أمره ، فنصحوه في أمره ، فنصحوه أن يرسل إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، ويطلب منه أن يرد الناس ، ويعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم ـ يماطلهم لغرض كسب الوقت ـ حتّى تأتي الإمدادات ، فقال عثمان : إنّهم لا يقبلون التعليل ، وقد كان منّي في المرّة الأولى ما كان .
فقال مروان : أعطهم ما سألوك ، وطاولهم ما طاولوك ، فإنّهم قوم قد بغوا عليك ولا عهد لهم ، فدعا عثمان علياً ( عليه السلام ) ، وقال له : قد ترى ما كان من الناس ، ولست آمنهم على دمي فارددهم عنّي ، فإنّي أعطيهم ما يريدون من الحق من نفسي ، ومن غيري .
فقال ( عليه السلام ) : ( إنّ الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك ، وإنّهم لا يرضون إلاّ بالرضا ، وقد كنت أعطيتهم من قبل عهداً فلم تف به ، فلا تغرر في هذه المرّة ، فإنّي معطيهم عنك الحق ) ، قال : أعطهم فو الله لأفينّ لهم .
فخرج ( عليه السلام ) إلى الناس فقال : ( إنّكم إنّما تطلبون الحق وقد أعطيتموه ، وأنّه منصفكم من نفسه ) ، فسأله الناس أن يستوثق لهم ، وقالوا : إنا لا نرضى بقول دون فعل ، فدخل إليه ( عليه السلام ) واعلمه ، فطلب عثمان أجلاً لمدّة ثلاثة أيّام ، وكتب للناس كتاباً أوعدهم فيه برد كل مظلمة ، وعزل كل عامل أو والٍ يكرهوه ، فكف الناس عنه ، لكنّه أخذ يستعد للقتال ويجمع الجند .
ولمّا انقضت الأيّام الثلاثة ، ولم يغيّر عثمان شيئاً ، وأخلّ بوعده ثار الناس ، وحاصروه ومنعوا عنه الماء ، فأرسل إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، وقال : إنّهم منعونا الماء ، فتكلّم معهم ( عليه السلام ) ووعظهم ، ولكنّهم لم يستجيبوا له ، ولمّا رأى ( عليه السلام ) منهم التعنت رمى بعمامته في دار عثمان ـ وهو محاصر ـ يُعلمه أنّه قد نهض وعاد .
وروى ابن سعد والطبري في كيفية مقتل عثمان ما يأتي : رفع أحد الذين حاصروا بيت عثمان واسمه ( كنانة بن بشر ) مشاقص كانت في يده فوجا بها في اصل أُذن عثمان ، فمضت حتّى دخلت في حلقه ، ثمّ علاه بالسيف حتّى قتله ، وكان ذلك في الثامن عشر من ذي الحجّة عام ( 35 هـ ) .
بقي عثمان ثلاثة أيّام بدون دفن ، فكلّم حكيم بن حزام ، وجبير بن مطعم علياً ( عليه السلام ) في الإذن بدفنه ففعل ، لمّا سمع الناس بذلك قعد له قوم في الطريق ، فرشقوا جنازته بالحجارة ، وخرج جماعة من خاصّة عثمان ، ومعهم الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وعبد الله بن الزبير ليلاً فدفنوه في حش كوكب ، خارج مقبرة البقيع في المدينة .
أمّا ما فعله بالصحابة المخلصين ، فإنّه قام بنفي الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري إلى منطقة الربذة ، لأنّه كان يعترض على ممارساته الظالمة ، كما بطش بعبد الله بن مسعود ، لكونه يعترض على سياسته المالية ، وقصّته مع عمّار بن ياسر معروفة ، عندما قام بضربه ضرباً شديداً ، حتّى أغمي عليه ، وفاتته صلوات الظهر والعصر والمغرب .
استمر عثمان على سياسته ، ممّا أدى إلى ازدياد سخط الناس عليه ، وروي أنّ ناساً خرجوا من مصر ، وعددهم ألفين ، متّجهين نحو المدينة المنوّرة ، وكانوا يميلون لعلي ( عليه السلام ) ، وناس من الكوفة ، وعددهم ألفين ، وكانوا يميلون إلى الزبير ، وناس من أهل البصرة لم يُعرف عددهم ، وكانوا يميلون إلى طلحة بن عبيد الله ، فنزل المصريّون ذا خشب ـ اسم منطقة ـ وكانوا مصمّمين على قتل عثمان ، وتخليص المسلمين من شرّه وشر حاشيته .
فلمّا علم بخبرهم جاء إلى منزل الإمام علي ( عليه السلام ) ، فقال : يا ابن عم أنّ قرابتي منك قريبة ، ولي عليك حق ، وقد جاء ما ترى من هؤلاء القوم ، وهم مصبحي ولك عند الناس قدر ، وهم يسمعون منك ، وأحب أن تركب إليهم وتردّهم عنّي ، فإنّ في دخولهم عليّ وهناً لأمري ، وجرأة عليّ .
فقال له الإمام علي ( عليه السلام ) : ( على أي شيءٍ أردّهم ؟ ) قال : على أن أصير إلى ما أشرت به ورأيته لي ، فقال ( عليه السلام ) : ( إنّي قد كلّمتك مرّة بعد أخرى ، فكل ذلك تخرج وتقول وتعد ، ثمّ ترجع ، وهذا من فعل مروان ، ومعاوية ، وابن عامر ، وعبد الله بن سعد ، فإنّك أطعتهم وعصيتني ) .
فقال عثمان : إنّي أعصيهم وأطيعك ، فأمر علي ( عليه السلام ) الناس أن يركبوا معه ، فركب ثلاثون رجلاً من المهاجرين والأنصار ، فأتوا المصريين فكلّموهم ، فكان الذي يكلّمهم الإمام علي ( عليه السلام ) ، ومحمّد بن مسلمة ، فسمعوا منهما ورجعوا إلى مصر ، ثمّ عاد الإمام علي ( عليه السلام ) وجماعته .
وقد روى أغلب المؤرّخين : أنّ علياً ( عليه السلام ) ، لمّا ردّ المصريين عادوا بعد ثلاثة أيّام ، فاخرجوا صحيفة في أنبوبة رصاص ، وقالوا : وجدنا غلام عثمان على بعير ، ففتشنا متاعه لأنّا شككنا في أمره ، فوجدنا فيه هذه الصحيفة ، ومضمونها : أنّ عثمان يأمر والي مصر ، بجلد عبد الرحمن بن عديس ، وعمرو بن الحمق ، وحلق رؤوسهما ولحاهما ، وحبسهما ، وقتل قوم آخرين من أهل مصر ، وسألوا علياً ( عليه السلام ) أن يدخل إلى عثمان ، ويستفسر منه عمّا ورد في الرسالة ، فسأل عثمان عن ذلك ، وأقسم بالله أنّه لم يكتب تلك الرسالة ، ولا علم له بها .
فقال محمّد بن مسلمة : صَدَق عثمان ، إنّه من عمل مروان ! فقال عثمان : لا أدري ، فقال المصريون له : كيف يجترأ عليك مروان ؟ ويبعث غلامك على جمل من إبل الصدقة ، ويقوم بتزوير إمضائك ، ويرسل تلك الرسالة الفظيعة ، إلى واليك على مصر ، وأنت لا تدري ؟ فإن كنت كاذباً ، فقد استحققت الخلع ، لما أمرت به بغير حق ، وإن كنت صادقاً استحققت الخلع ، لضعفك وعدم صلاحيتك للخلافة ، وارتفع الصياح واللغط .
فقام الإمام علي ( عليه السلام ) واخرج أهل مصر وذهب إلى منزله ؛ إلاّ أنّ الواقدي يقول : أحاط المصريون والبصريون بعثمان وحصوره ، ويروي الطبري : أنّ عثمان اضطر إلى أن يكتب إلى معاوية ـ وإليه على الشام ـ وابن عامر ، وقادة الجيش يطلب منهم النجدة ، فتربّص به معاوية .
وكان عثمان قد استشار نصحاءه في أمره ، فنصحوه في أمره ، فنصحوه أن يرسل إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، ويطلب منه أن يرد الناس ، ويعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم ـ يماطلهم لغرض كسب الوقت ـ حتّى تأتي الإمدادات ، فقال عثمان : إنّهم لا يقبلون التعليل ، وقد كان منّي في المرّة الأولى ما كان .
فقال مروان : أعطهم ما سألوك ، وطاولهم ما طاولوك ، فإنّهم قوم قد بغوا عليك ولا عهد لهم ، فدعا عثمان علياً ( عليه السلام ) ، وقال له : قد ترى ما كان من الناس ، ولست آمنهم على دمي فارددهم عنّي ، فإنّي أعطيهم ما يريدون من الحق من نفسي ، ومن غيري .
فقال ( عليه السلام ) : ( إنّ الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك ، وإنّهم لا يرضون إلاّ بالرضا ، وقد كنت أعطيتهم من قبل عهداً فلم تف به ، فلا تغرر في هذه المرّة ، فإنّي معطيهم عنك الحق ) ، قال : أعطهم فو الله لأفينّ لهم .
فخرج ( عليه السلام ) إلى الناس فقال : ( إنّكم إنّما تطلبون الحق وقد أعطيتموه ، وأنّه منصفكم من نفسه ) ، فسأله الناس أن يستوثق لهم ، وقالوا : إنا لا نرضى بقول دون فعل ، فدخل إليه ( عليه السلام ) واعلمه ، فطلب عثمان أجلاً لمدّة ثلاثة أيّام ، وكتب للناس كتاباً أوعدهم فيه برد كل مظلمة ، وعزل كل عامل أو والٍ يكرهوه ، فكف الناس عنه ، لكنّه أخذ يستعد للقتال ويجمع الجند .
ولمّا انقضت الأيّام الثلاثة ، ولم يغيّر عثمان شيئاً ، وأخلّ بوعده ثار الناس ، وحاصروه ومنعوا عنه الماء ، فأرسل إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، وقال : إنّهم منعونا الماء ، فتكلّم معهم ( عليه السلام ) ووعظهم ، ولكنّهم لم يستجيبوا له ، ولمّا رأى ( عليه السلام ) منهم التعنت رمى بعمامته في دار عثمان ـ وهو محاصر ـ يُعلمه أنّه قد نهض وعاد .
وروى ابن سعد والطبري في كيفية مقتل عثمان ما يأتي : رفع أحد الذين حاصروا بيت عثمان واسمه ( كنانة بن بشر ) مشاقص كانت في يده فوجا بها في اصل أُذن عثمان ، فمضت حتّى دخلت في حلقه ، ثمّ علاه بالسيف حتّى قتله ، وكان ذلك في الثامن عشر من ذي الحجّة عام ( 35 هـ ) .
بقي عثمان ثلاثة أيّام بدون دفن ، فكلّم حكيم بن حزام ، وجبير بن مطعم علياً ( عليه السلام ) في الإذن بدفنه ففعل ، لمّا سمع الناس بذلك قعد له قوم في الطريق ، فرشقوا جنازته بالحجارة ، وخرج جماعة من خاصّة عثمان ، ومعهم الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وعبد الله بن الزبير ليلاً فدفنوه في حش كوكب ، خارج مقبرة البقيع في المدينة .