- الخميس ديسمبر 15, 2011 4:30 pm
#42307
البعثات الدبلوماسية : تعرف البعثات الدبلوماسية منذ القدم إذ كانت الدول والشعوب تتواصل فيما بينها وتتحاور فيما يمس أمنها وسيادتها، وكانت البعثات الدبلوماسية في تلك الأزمان صعبة في التواصل والتفاهم ولكن مع تقدم الدول وتطورها أصبح تواصلها سهلاً وتفأهمها أقرب ولذلك تم وضع نظام يخص هذه العلاقة وهذا التواصل ليتم عن طريقة حل كل نزاعات الدول عن طريقة وهو اتفاقية فيينا للبعثات الدبلوماسية في عام 1961 م ثم أعقبها اتفاقية فيينا للبعثات القنصلية في عام 1963م، وسبب تسمية الدبلوماسية بهذا الاسم هي أنها : كلمة يونانية اشتقت من كلمة دبلوم أو ومعناها طبق أو طوى أو ثنى فلقد كانت تختم جميع جوازات السفر ورخص المرور على طرق الامبراطورية الرومانية و قوائم المسافرين والبضائع على صفائح معدنية ذات وجهين مطبقين ومخيطين سوياً بطريقة خاصة وكانت تذاكر المرور هذه تسمى (دبلومات) واتسعت كلمـــــــة دبلوما حتى شملت وثائق رسمية غير معدنية التي تمنح المزايا أو تحتوي على اتفاقات مع جماعات أو قبائل أجنبية.
و للدبلوماسية عدة معاني:
عنصر 1- الدبلوماسية في اللاتينية : تعني الشهادة الرسمية أو الوثيقة التي تتضمن صفة المبعوث
والمهمة الموفد بها، والتوصيات الصادرة بشأنه من الحاكم يقصد تقديمه وحسن استـقباله أو تسير انتقاله بين الأقاليم المخـــــتلفة وكانت هذه الشهادات أو الـوثائق عبارة عن أوراق تمسكها قطع من الحديد (تسمى دبلوما).
عنصر 2- أما المعنى الثاني : الذي استعمله الرومان لكلمة دبلوماسية والذي كان يفيد عن طباع
المبعوث أو السفير وقصدت باللاتينية (بمعنى الرجل المنافق ذي الوجهين).
ويقصد بالدبلوماسية : فن التفاوض وإدارة العلاقات الدولية بالحوار والنقاش الهادف إلى توطيد وتحسين العلاقات بين الدول.
البعثات الدبلوماسية قبل الإسلام : إن من نعم الله على عبادة أن أرسل لهم الرسل وأنزل الكتب ليهتدوا ويتّبعوا الطريق السوي للنجاة، ولذلك كان الرسل عليهم السلام قبل فجر الإسلام يُرسِلون برسائلهم إلى الملوك بشتى بقاع الأرض وهو ما يطلق عليه اليوم بالبعثات الدبلوماسية، وخير مثال لنا في ذلك الزمن قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع ملكة اليمن (سبأ) إذ بعث لها مع الهدهد رسالة النبوة (إذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَإذَا يَرْجِعُونَ) وقد بادلته سبأ بالتحية والهدية بعد أن استشارت كبار قومها في ذلك الأمر (قالت ياأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون * قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين *قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون *وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون (وإن حكمة الملكة قد فاقت حكمة كبار قومها في هذا، إذ هذا ما يجب أن يتحلى ويتصف به الرجل الدبلوماسي من حكمة وفطنة وفراسة لأن المهام الملقاة على عاتقة تمس أمن الدولة وسيادتها. والقصة ذكرت بالقرآن الكريم بسورة النمل.
البعثات الدبلوماسية في الإسلام : لا ريب أن الإسلام جاء كغيره من الكتب الإلهية هاديا ومرشدا لا سيما وهو أخر الأديان وأعدلها وأكملها (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) سورة المائدة آية 3. لذلك كان النبي علية الصلاة والسلام ينشر رسالة الإسلام وكان يتخذ سفراء معينين لتلك المهمة إذ كان أول سفير في الإسلام هو الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه، إذ كان سفير رسول الله في المدينة قبل الهجرة وبعد بيعة العقبة الأولى، ولما أظهر الله سبحانه وتعالى نور نبوته وصدق رسالته أصبح النبي الكريم يتخذ له سفراء ليقوموا بإيصال رسالة الإسلام إلى بقية الدول والملوك، فمنهم من أكرم سفراء النبي ورحب برسالته ومنهم من أهانهم ومنهم من قتل السفراء، وكان سفراء النبي عليه الصلاة والسلام هم (عبد الله بن حذافة السهمي كان سفيراً إلى كسرى ملك الفرس، ودحيه بن خليفة الكلبي كان سفيراً إلى هرقل ملك الروم، وحاطب بن أبي بلتعة كان سفيراً إلى المقوقس حاكم مصر، وعمرو بن أمية الضميري كان سفيراً إلى النجاشي ملك الحبشة، والعلاء بن الحضرمي إلى أمير البحرين، وعمرو بن العاص كان سفيراً إلى ملكي عُمان جيفر وعبد أبناء الجلندي. وسنتطرق لذكر بعض المواقف التي حصلت لبعض السفراء رضي الله عنهم وأرضاهم ليتبين ما لقيمة السفير لدى الدول والملوك والرسالة التي يحملها من بلاده :
- حاطب بن أبي بلتعه سفير رسول الله إلى المقوقس حاكم مصر : إذ قام باستقباله أحسن استقبال وأكرم بقية الوفد وقال له أنت حكيم جاء من عند حكيم، وقام بإهداء رسول الله جاريتين وكسوة.
- عبد الله بن حذافة السهمي سفير رسول الله إلى كسرى ملك الفرس : لما قام عبد الله بن حذافة رضي الله عنه بتسليم الرسالة إلى كسرى قام بتمزيقها، وأخبر عبد الله بن حذافة النبي بذلك فقال النبي (اللهم مزق ملكه) أو مزق الله ملكه.
- الحارث بن عمير الأزدي سفير رسول الله إلى الغساسنة : لما وصل الحارث إلى الغساسنة وقام بتسليمهم رسالة النبي عليه الصلاة والسلام، قاموا بربطه وقتله ولما علم النبي بذلك أمر بإعلان الحرب عليهم وكانت معركة مؤتة التي انتصر المسلمين فيها بجيش قرابة 3000 ألاف رجل مقابل 200,000 ألف مقاتل، وكانت معركة عظيمة لم يخطر ببال المسلمين يوماً مثل هذا الانتصار العظيم، وإن ما نستفيده من هذه الحرب أنها كانت بسبب قتل سفير بُعث برسالة لملك من الملوك، ولم يُحسن الملك استقباله أو إكرامه. وهذه الأحداث تبين أن للسفراء وضع خاص في الدول المبتعثين لديها وأمام الملوك إذ أن السفير يُعتبر حلقة وصل بين دولته والدولة المبتعث لديها ومتى ما حدث هناك اختلال بتلك العلاقة الدولية يتم استدعاء وتدخل السفير لتوضيح موقف دولته وللحد من اتساع التوتر لاستمرار العلاقة وتهدئة الوضع وتطمين الدولة المبتعث لديها ولإمكانية حل الأوضاع الشائكة.
و للدبلوماسية عدة معاني:
عنصر 1- الدبلوماسية في اللاتينية : تعني الشهادة الرسمية أو الوثيقة التي تتضمن صفة المبعوث
والمهمة الموفد بها، والتوصيات الصادرة بشأنه من الحاكم يقصد تقديمه وحسن استـقباله أو تسير انتقاله بين الأقاليم المخـــــتلفة وكانت هذه الشهادات أو الـوثائق عبارة عن أوراق تمسكها قطع من الحديد (تسمى دبلوما).
عنصر 2- أما المعنى الثاني : الذي استعمله الرومان لكلمة دبلوماسية والذي كان يفيد عن طباع
المبعوث أو السفير وقصدت باللاتينية (بمعنى الرجل المنافق ذي الوجهين).
ويقصد بالدبلوماسية : فن التفاوض وإدارة العلاقات الدولية بالحوار والنقاش الهادف إلى توطيد وتحسين العلاقات بين الدول.
البعثات الدبلوماسية قبل الإسلام : إن من نعم الله على عبادة أن أرسل لهم الرسل وأنزل الكتب ليهتدوا ويتّبعوا الطريق السوي للنجاة، ولذلك كان الرسل عليهم السلام قبل فجر الإسلام يُرسِلون برسائلهم إلى الملوك بشتى بقاع الأرض وهو ما يطلق عليه اليوم بالبعثات الدبلوماسية، وخير مثال لنا في ذلك الزمن قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع ملكة اليمن (سبأ) إذ بعث لها مع الهدهد رسالة النبوة (إذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَإذَا يَرْجِعُونَ) وقد بادلته سبأ بالتحية والهدية بعد أن استشارت كبار قومها في ذلك الأمر (قالت ياأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون * قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين *قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون *وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون (وإن حكمة الملكة قد فاقت حكمة كبار قومها في هذا، إذ هذا ما يجب أن يتحلى ويتصف به الرجل الدبلوماسي من حكمة وفطنة وفراسة لأن المهام الملقاة على عاتقة تمس أمن الدولة وسيادتها. والقصة ذكرت بالقرآن الكريم بسورة النمل.
البعثات الدبلوماسية في الإسلام : لا ريب أن الإسلام جاء كغيره من الكتب الإلهية هاديا ومرشدا لا سيما وهو أخر الأديان وأعدلها وأكملها (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) سورة المائدة آية 3. لذلك كان النبي علية الصلاة والسلام ينشر رسالة الإسلام وكان يتخذ سفراء معينين لتلك المهمة إذ كان أول سفير في الإسلام هو الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه، إذ كان سفير رسول الله في المدينة قبل الهجرة وبعد بيعة العقبة الأولى، ولما أظهر الله سبحانه وتعالى نور نبوته وصدق رسالته أصبح النبي الكريم يتخذ له سفراء ليقوموا بإيصال رسالة الإسلام إلى بقية الدول والملوك، فمنهم من أكرم سفراء النبي ورحب برسالته ومنهم من أهانهم ومنهم من قتل السفراء، وكان سفراء النبي عليه الصلاة والسلام هم (عبد الله بن حذافة السهمي كان سفيراً إلى كسرى ملك الفرس، ودحيه بن خليفة الكلبي كان سفيراً إلى هرقل ملك الروم، وحاطب بن أبي بلتعة كان سفيراً إلى المقوقس حاكم مصر، وعمرو بن أمية الضميري كان سفيراً إلى النجاشي ملك الحبشة، والعلاء بن الحضرمي إلى أمير البحرين، وعمرو بن العاص كان سفيراً إلى ملكي عُمان جيفر وعبد أبناء الجلندي. وسنتطرق لذكر بعض المواقف التي حصلت لبعض السفراء رضي الله عنهم وأرضاهم ليتبين ما لقيمة السفير لدى الدول والملوك والرسالة التي يحملها من بلاده :
- حاطب بن أبي بلتعه سفير رسول الله إلى المقوقس حاكم مصر : إذ قام باستقباله أحسن استقبال وأكرم بقية الوفد وقال له أنت حكيم جاء من عند حكيم، وقام بإهداء رسول الله جاريتين وكسوة.
- عبد الله بن حذافة السهمي سفير رسول الله إلى كسرى ملك الفرس : لما قام عبد الله بن حذافة رضي الله عنه بتسليم الرسالة إلى كسرى قام بتمزيقها، وأخبر عبد الله بن حذافة النبي بذلك فقال النبي (اللهم مزق ملكه) أو مزق الله ملكه.
- الحارث بن عمير الأزدي سفير رسول الله إلى الغساسنة : لما وصل الحارث إلى الغساسنة وقام بتسليمهم رسالة النبي عليه الصلاة والسلام، قاموا بربطه وقتله ولما علم النبي بذلك أمر بإعلان الحرب عليهم وكانت معركة مؤتة التي انتصر المسلمين فيها بجيش قرابة 3000 ألاف رجل مقابل 200,000 ألف مقاتل، وكانت معركة عظيمة لم يخطر ببال المسلمين يوماً مثل هذا الانتصار العظيم، وإن ما نستفيده من هذه الحرب أنها كانت بسبب قتل سفير بُعث برسالة لملك من الملوك، ولم يُحسن الملك استقباله أو إكرامه. وهذه الأحداث تبين أن للسفراء وضع خاص في الدول المبتعثين لديها وأمام الملوك إذ أن السفير يُعتبر حلقة وصل بين دولته والدولة المبتعث لديها ومتى ما حدث هناك اختلال بتلك العلاقة الدولية يتم استدعاء وتدخل السفير لتوضيح موقف دولته وللحد من اتساع التوتر لاستمرار العلاقة وتهدئة الوضع وتطمين الدولة المبتعث لديها ولإمكانية حل الأوضاع الشائكة.