صفحة 1 من 1

أصداء عربية

مرسل: الجمعة ديسمبر 16, 2011 1:58 pm
بواسطة محمد الغفيلي 3
منذ أن بدأت كتابة الأعمدة الصحافية قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً كنت ملتزماً بأصول كتابة العمود الصحافي التي تقضي بتحديد القضية المراد طرحها بغرض التركيز وعدم تشتيت ذهن القارئ الكريم.

هذا ما علمنا إياه أساتذتنا الذين سبقونا في هذا الميدان ولكنني أجد نفسي اليوم أمام سلسلة من الموضوعات التي لا تحتمل التأجيل على اعتبار أنها مرتبطة بالحدث الرياضي العربي الذي تدور رحاه هذه الأيام على أرض عاصمة الرياضة العربية الدوحة.
دعوني أبدأ ببشائر الفرح والسعادة التي غمرت البحرين بفضل التألق اللافت لأبطال وبطلات الرماية الذين شرفوا الرياضة البحرينية أيما تشريف ورفعوا رايات المملكة خفاقة في سماء الدوحة من خلال حصدهم لسبع ميداليات حتى يوم أمس من أصل 8 ميداليات حققتها البعثة البحرينية حتى الآن من بينها ذهبيتان وفضيتان وثلاث برونزيات من نصيب الرماية بالإضافة لبرونزية البطل عبدالعزيز بومجيد في كمال الأجسام.
منتخب الرماية بكل منتسبيه كان مثالاً للفريق المنضبط والمترابط في كل تحركاته وهو الأمر الذي أسهم في اعتلائه لمنصات التتويج في أكثر من مسابقة ولايزال يطمح لتحقيق المزيد من الميداليات.

على الوجه الآخر فوجئنا بغياب أبطال كمال الأجسام المعروفين على المستوى الآسيوي والعالمي، من أمثال سامي الحداد بطل أبطال العالم، كما فوجئنا بغياب النخبة العالمية من أبطالنا في ألعاب القوى، من أمثال مريم جمال ويوسف سعد كامل وهما اللذان يمثلان الكوكبة التي باستطاعتها أن تضع البحرين على منصات التتويج في الدورة العربية التي تحظى باهتمام كبير جداً من قبل القيادة الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك المفدى.

إن لم تكن هذه الغيابات مرتبطة بالإصابة فإنني أرى بأنها تشكل خسارة كبيرة للرياضة البحرينية التي تتخذ من الرياضة العربية معياراً رئيسياً لقياس قدراتها، وقد جاء قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى باعتبار هذه الدورة محطة تأهيلية لاولمبياد لندن 2012 تأكيداً لأهمية المشاركة في الدورة. وبعيداً عن معمعة المنافسات الميدانية العربية فوجئت بتكرار تغييب الإعلام الرياضي البحريني من الحفل التكريمي الذي أقامه الاتحاد العربي للصحافة الرياضية على هامش الدورة وشمل كل أطياف الإعلام الرياضي العربي من الرواد الذين أسسوا الحركة الإعلامية الرياضية العربية ومن بينهم زملاء ورفقاء درب يقلون من حيث عمرهم الإعلامي عن عدد من الإعلاميين الرياضيين البحرينيين الذين تكررت عملية تغييبهم وتهميشهم!!

لا أدري إن كان الاتحاد العربي للصحافة الرياضية يتعمد تغييب وتهميش الإعلاميين البحرينيين بغرض الضغط باتجاه كيان معتمد يمثلهم أسوة ببقية الدول العربية وفي هذه الحالة فإن الاتحاد يهضم حقوق جيل من الإعلاميين الرياضيين البحرينيين الذين قضوا سنوات طويلة من عمرهم في أروقة صاحبة الجلالة ولايزالون يقدمون عصارة خبراتهم في مختلف وسائل الإعلام البحرينية والخليجية!

أما إذا كان الاتحاد العربي للصحافة الرياضية قد خاطب جمعية الصحافيين البحرينية -التي يفترض أن تحتضن الإعلام الرياضي- ولم يتلق منها أي ترشيح لأي اعلامي بحريني لنيل حق التكريم فإن المصيبة أعظم !

القضية يجب أن لا تمر مرور الكرام على جمعية الصحافيين البحرينية التي لم نلمس منها حتى الآن ما وعدتنا به إبان الانتخابات من أنها ستتبنى الصحافيين الرياضيين وستفعل كيانهم تحت مظلتها فهل كانت تلك الوعود مجرد ترويج انتخابي وهل ستبقى الصحافة الرياضية البحرينية تائهة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟!

محمد لوري