By فيصل الوادعي - الجمعة ديسمبر 16, 2011 2:55 pm
- الجمعة ديسمبر 16, 2011 2:55 pm
#42413
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع قرأته من خلال تصفحي بالمواقع واحببت نقله لتعم الفائده
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
.
.
.
.
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
مقدمه
يَقُول الله تَعَالَى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
ويقول جَلَّ شأنه: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
وَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار )
= = = == = = = = = = = = =
المأساة
الليبرالية والحرية والديمقراطية
كثيراً ما نسمع فِي وقتنا الحاضر من المنتسبين إِلَى الإسلام من يجهر بانتسابه إِلَى الليبرالية، أو يدعو إِلَيْهَا، أو يدافع عَنْهَا ..
ولا أريد الخوض فِي مَعْنَى الليبرالية الأصلي، ولا من هُوَ واضعها ومؤسسها، ولا فِي مدارسها وأنواعها ولكن سأتكلم يسيراً عن الليبرالية وفقاً لما يعرفها بِهَا من ذكرت حالهم ..
فلا تسمع لداع من دعاة الليبرالية إلا وَقَالَ لك معرفاً الليبرالية: بأنها الحرية!!!
فالمعادلة عِنْدَهُم: الليبرالية = الحرية = الديمقراطية
والواقع أن لفظة "الحرية" فضفاضة ومطاطة ..
فهناك من يبيح الكفر وَالشِّرْك، ويجعل لأي شخص الحَقّ فِي اختيار دينه أو مذهبه الحَقّ أو الباطل باسم الحرية..
وهناك من يبيح احتلال الدول، وقمع أهلها باسم الحرية ونشر الحرية..
وهناك من يسب الأنبياء وَالمُرْسَلِيْنَ باسم الحرية ..
وهناك من يسب الله تَعَالَى، وينكر وجوده أو وحدانيته باسم الحرية..
وهناك من يبيح الزنا والفجور والتعري والاختلاط وكشف العورات باسم الحرية ..
وهكذا فِي مفاهيم مختلفة بين دعاة الليبرالية والحرية حتى أنك لا تكاد تجد ليبرالِيَّيْنِ يتفقان عَلَى حدود للحرية الَّتِي يَدَّعُونها..
فالنتيجة الَّتِي يشهد لَهَا الواقع أن الحرية لا ضابط لَهَا عِنْدَ الليبراليين ..
بل غاية أمرهم أن يجعلوا الحرية مقيدةً بقانون بلادهم ..
فالدنماركيون تتسع الحرية والليبرالية عِنْدَهُم لسب نبينا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلم، ولا تتسع حريتهم للطعن فِي المحارق اليهودية فِي ألمانيا!!
وفي فرنسا تتسع الحرية عِنْدَهُم للفجور والفساد من إباحة زنا ولواط ونحو ذَلِكَ، ولا تتسع حريتهم السماح للمسلمات بارتداء غِطَاء عَلَى رؤوسهن فِي المدارس!!!
فعادت الحرية عِنْدَ تلك الدول وسيلة لتقييد الحريات ومنع النَّاس من حقوقهم!!!
فلا توجد دولة من دول العالم تطبق الحرية بالمعنى الَّذِي يحلم بِهِ الليبراليون ..
فما هُوَ حلم الليبراليين؟
= = = == = = = = = = = = =
الحلم الليبرالي
يتخيل الليبرالي مجتمعاً حراً طليقاً، يفعل ما يشاء، يأكل ما يشاء، يشرب ما يشاء، يمشي مع من يشاء فِي جو من الخيال الواسع الخالي من القيود...
وحقيقة هَذَا الخيال فِي واقع الأمر موجود عِنْدَ فئة من النَّاس تعيش بيننا وهم من بني آدم فمن هَؤُلاءِ؟
إنهم المجانين!!!
فالمجنون الَّذِي لا عقل لَهُ ليس عِنْدَهُ قيود، فتراه يَخْرُجُ فِي الشارع متعرياً، وتجده يسب من يشاء، ويأكل ما يشاء، ويشرب ما يشاء حتى يشرب بوله أكرمكم الله!!، وربما رأى عِنْدَهُ نشوة ليقفز من فوق جبل أو عمارة! أو يقف أمام سيارة ليتلذذ بدهسها لَهُ!!
فحقيقة الحرية المتخيلة موجودة عِنْدَ المجانين..
والمجتمع المثالي لليبراليين هُوَ مستشفى المجانين!!
وَهَذَا والله لا أقوله متهكماً ولا مستهزءاً ولكنه الواقع فأقوله وأحكيه متعجباً ..
= = = == = = = = = = = = =
إنصاف الليبراليين!!
ولكن لابد من وقفة إنصاف لهؤلاء القوم الَّذِينَ لا يتحقق مطلبهم إلا بالالتحاق بمستشفى المجانين!
الليبراليون فِي افتتانهم بالحرية وطعمها الجميل البديع، وما يكسوها من حلة براقة يصطدمون بالواقع، فهم لا يُحِبُّونَ أن يعيشوا مجانين! ولا مع المجانين! بل يريدون مجتمعاً فِيهِ قسط كبير من الحرية متنازلين عن باقي الحرية لأجل تعايشهم مع غَيْرِهِمْ من البشر والكائنات الحية بل حتى الجامدة!!
فتجد بعضهم يجعل حدود الليبرالية أن لا تتعارض مع الثوابت الإسلامية!!
ولا تنس أيها القارئ اللبيب أن الثوابت الإسلامية أصبحت عِنْدَهُم فضفاضة فَكُلُّ ليبرالي عِنْدَهُ ثوابت تختلف عن ثوابت غيره!!
= = = == = = = = = = = = =
وتجد بعضهم يجعل حدود الليبرالية أن لا تعتدي عَلَى غيرك ..
وَهَؤُلاءِ وسعوا دائرة الحرية ومع ذَلِكَ ما هُوَ ضابط الاعتداء؟!!
فهل سب نبينا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِيهِ اعتداء عَلَى الغير أم لا؟
فستجدهم فِي مأزق مع الليبراليين فِي الدنمارك..
وفرنسا لما منعت الحجاب فِي المدارس فما هُوَ هَذَا الاعتداء بلبس الحجاب؟!!
= = = == = = = = = = = = =
والقدوة عِنْدَ الليبراليين والمثال الحسن فِي تطبيق الليبرالية والحرية هُمْ أوروبا وأمريكا ..
ولكنهم يعودون فيصدمون بالواقع ويجدون أن الغرب كَثِيْراً ما يخرق الحرية، ويجعلها منوطة بمصلحة المتنفذين من علية القوم فِي تلك البلاد!!!
= = = == = = = = = = = = =
وسبب حيرة أولئك الليبراليين المنتسبين للإسلام هُوَ تعلقهم بمدأ غربي نشأ بين أمة لا تدين بدين الإسلام، وتعيش فِي ضياع وعمى ..
فمهما حاول الليبراليون تحسين صورة الليبرالية أو إلباسها ثوب الإسلام فستبقى الليبرالية قبيحة منابذة للعقل، منابذة للشرع ..
= = = == = = = = = = = = =
وغالباً ما تستخدم الليبرالية لتضييع بعض الثوابت الإسلامية أو لإدخال بعض الأفكار التغريبية الدخيلة عَلَى المُسْلِمِينَ، وتمريرها عَلَى المُسْلِمِينَ...
وكثيراً ما يَكُون الدافع لتلك الأفعال أو الانتساب إِلَى الليبرالية هُوَ الشهوة الحيوانية أو الشبهة الشيطانية والتي تسبب زيغ القَلْب والانحراف العقدي والفكري والسلوكي..
لذلك لا يشتهر الشخص بالليبرالية إلا إذا كَانَ شاذاً عن جماعة المُسْلِمِينَ ومفارقاً لَهُم..
وإذا أردت معرفة حَقِيقَة الليبرالية وأنها مذهب هدام فانظر هنا:
الليبرالية : مذهب هدام يدمِّر العقيدة ويؤيد التفجير والتكفير والفساد
= = = == = = = = = = = = =
ما الرحم الذي تكونت فيه الليبرالية؟
من المعلوم أن أعظم من يطالب بالديمقراطية أو الحرية هم الذين يعيشون في مجتمع لا يُسْمَحُ لهم فيه بنشر أفكارهم ومعتقداتهم ...
والمتأمل في نشأة الديمقراطية أو الليبرالية أو الدعوة إلى الحرية يجد أنها نشأت في وسط غربي كان الحكم فيه للقساوسة والبابوات، وكان الحكم فيه قاسياً على المخالف لا سيما من أصحاب النزعات العقلانية والفلسفية أو من يعاني من اضطهاد الكنيسة من أصحاب المذاهب المختلفة أو الأقليات الدينية أو الضعفاء والفقراء..
فوجد أولئك في الدعوة إلى الليبرالية والديمقراطية والعلمانية المتنفس الوحيد، والوسيلة الوحيدة لإسقاط سيطرة الكنيسة على أمتهم ...
فالحقيقة والواقع أن الليبرالية والديمقراطية والحرية إنما كانت ردة فعل على أوضاع معينة ثم أصبحت سلاحاً يحارب به الحق، وتحارب به الفضيلة، وتنشر عن طريقه البدعة والفسق والرذيلة ...
= = = == = = = = = = = = =
لماذا يطالب الليبراليون والعلمانيون وكثير من المشبوهين بالحرية والليبرالية؟
معلوم أن البلاد العربية بلاد ينتشر فيها الإسلام، ومعظم سكانها مسلمون ينقادون لتعاليم الإسلام ..
والإسلام دين سماوي حق، جاء بالهداية والطمأنينة لكل من ينتمي إليه أو يدخل تحت سلطانه ..
وهو دين العدل والحياء، والعلم والفضيلة، والرحمة والوصيلة ...
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ}
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
ووجد في أوساط المجتمعات الإسلامية –العربية وغير العربية- من يحب الرذيلة والهوى، ومن افتتن بما عليه الكفار من إباحة للخمر وتعري النساء وخلع جلباب الحياء..
ووجدوا أنفسهم في مجتمعات تمنعهم من البوح بما يعتقدون، والإعراب عما يكتمون، والتنفيس عما يكبتون ..
فلم يجدوا وسيلة تجعلهم يتكلمون بما في صدورهم من الظلم والفساد إلا عن طريق الدعوة إلى كلمة براقة يتقبلها عامة الناس، وتنفس عن شيء مما يكبتونه في صدورهم من ضيق حال أو جور بعض السلاطين..
فنشروا بين الناس الدعوة إلى الحرية والديمقراطية والليبرالية، وأقنعوا أنفسهم وأقنعوا بعض الناس أن هذه الحرية والديمقراطية والليبرالية هي الدواء لأمراضهم وأسقامهم، وأن هذه الحرية ستجعلهم يمتلكون السلاح النووي، والصعود إلى المريخ لا إلى القمر فحسب!!!!
والحقيقة أننا لم نستفد من هذه الليبرالية والديمقراطية والحرية شيئاً لا في الدين ولا في الدنيا ..
فلم ترفع الليبرالية دولة، ولم نصنع بها سلاحاً، ولا صعدنا بها جواً..
بل ما زال الليبراليون عالة على الغرب، ومتطفلين عليهم، ويعانون منهم { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}
بل انتشرت الأفكار الغربية، والآراء الإباحية، وتجرأ الجهلة والسفهاء على العلم والعلماء، وعلى الإسلام والمسلمين، وعلى الحكام والمحكومين ..
بل صارت الليبرالية قنطرة للأفكار الإرهابية والتدميرية ..
= = = == = = = = = = = = =
الليبرالية قنطرة الإرهابيين ..
إن دعاة الليبرالية والديمقراطية يعممون في دعوتهم للحرية حتى تشمل جميع أفراد المجتمع، فيريدونه أن يكون حراً في التعبير عن رأيه، والبوح بأفكاره!
ولا يستطيع الليبرالي أن يمنع أحداً من البوح بعقيدته بل صرح كثير منهم بأن الشخص حر في عقيدته حتى لو كان يعتنق اليهودية أو النصرانية أو البوذية فالمهم هو نشر المذهب الإنساني والتعايش بين المذاهب والأديان في جو من الود والصفاء والحرية والإخاء كما أشرت إليه سابقاً من مجتمع لا يوجد إلا في مستشفى المجانين!!
وعرف عن عدد لا بأس به من الليبراليين انتقاد القطاعات الحكومية وانتقاد العلماء والوزراء والهيئات والمؤسسات في الصحف والمجلات والفضائيات باسم حرية الرأي والإصلاح!!!
فالليبرالي لا بأس أن يتكلم في الأمير الفلاني أو الوزير الفلاني أو الهيئة الفلانية أو العالم الفلاني باسم النقد العلمي والبناء والحرية والديمقراطية!!
وفي كل ما سبق يدعي الليبرالي أنه لا يجرح الأشخاص، ولا يعتدي على حقوقهم بل يظهر نفسه بأنه مسكين ما أراد إلا الإصلاح والنقد البناء وربما زل لسانه أو شطح بنانه .!
المهم أنه معذور!!
إن هذه الحالة الليبرالية التي يتلبس بها بعض المثقفين ممن همه الظهور، والتواجد في وسائل الإعلام باسم النقد البناء، والكتابة الصحفية المتميزة، لم تكن بمنأى عن صنف آخر وشريحة أخرى في المجتمع تضمر أفكاراً ومعتقدات تكفيرية وتدميرية، لم تكن تستطيع أن تبوح بها لمخالفتها لما عليه أهل العلم، ولما تجده من صرامة الدولة في التعامل مع تلك الإفكار والمعتقدات..
وسواء كان أولئك ينتسبون إلى أهل السنة أو إلى الشيعة فكل أولئك المفتونين بالتكفير والتدمير وجدوا وسيلة يتوددون بها إلى الناس، وينشرون بها أفكارهم عن طريق الحرية والديمقراطية وهو السلاح الذي يستخدمه الليبراليون ...
فإذا قام شخص بنقد فلان الليبرالي أو تكفيره أو نقد الدولة أو العلماء احتج بحرية الرأي وحرية الصحافة، والديمقراطية ..
مع أن قضية النقد بالضوابط الشرعية قد كفلها الإسلام، ولا يُعترض عليها، وإنما الكلام حول النقد الذي يخالف الشرع والذي يتعدى فيه الحد المشروع.
ووجدنا بعض الشيعة ممن ينتمون إلى مذهب الروافض بدأ ينشر أفكاره وسمومه عبر الصحف والمجلات والفضائيات باسم الحرية الدينية، والديمقراطية والليبرالية ...
وأصبحت بعض القنوات الفضائية والمنتديات الإنترنتية منبراً للإفكار الليبرالية، وداعية لتحرير المرأة، ونشر الفتنة والفساد..
وأصبحت بعض القنوات الفضائية والمنتديات الإنترنتية منبراً للإفكار المتطرفة تحارب بلاد التوحيد، وتستضيف كل عدو شرير لبلاد التوحيد، وبينها وبين تنظيم القاعدة مودة وعلاقة وتستضيف كل صاحب فكر مشبوه يبرر التفجير والتدمير في بلاد المسلمين..
كل أولئك يعملون أعمالهم، وينشرون أفكارهم باسم الحرية والديمقراطية والليبرالية..
فأصبحت الليبرالية والديمقراطية والحرية وسيلة لنشر الفساد بشتى صوره، ولتمكين الأقلية من الظهور بمظهر قوي ينافس ما عليه الأكثرون ..
وإن كان وصف الليبرالية غالباً ما يتوجه إلى ذوي الأفكار التغريبية، وأصبح المتعارف عليه أن الليبرالي هو الشخص التغريبي.
والحقيقة أن الليبرالية والديمقراطية والعلمانية سرطان يفتك بالمجتمعات، ويهلك الحرث والنسل، ووجود تلك الإفكار والمعتقدات في بلاد المسلمين ما هو إلا صورة من صور الحرب المعلنة من قبل أعداء الإسلام المتربصين به..
فالواجب محاربة العقائد الفاسدة، والإفكار الهدامة وبيان عوارها للناس، وأن الهدى حق الهدى في الكتاب والسنة..
{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين
موضوع قرأته من خلال تصفحي بالمواقع واحببت نقله لتعم الفائده
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
.
.
.
.
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
مقدمه
يَقُول الله تَعَالَى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
ويقول جَلَّ شأنه: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
وَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار )
= = = == = = = = = = = = =
المأساة
الليبرالية والحرية والديمقراطية
كثيراً ما نسمع فِي وقتنا الحاضر من المنتسبين إِلَى الإسلام من يجهر بانتسابه إِلَى الليبرالية، أو يدعو إِلَيْهَا، أو يدافع عَنْهَا ..
ولا أريد الخوض فِي مَعْنَى الليبرالية الأصلي، ولا من هُوَ واضعها ومؤسسها، ولا فِي مدارسها وأنواعها ولكن سأتكلم يسيراً عن الليبرالية وفقاً لما يعرفها بِهَا من ذكرت حالهم ..
فلا تسمع لداع من دعاة الليبرالية إلا وَقَالَ لك معرفاً الليبرالية: بأنها الحرية!!!
فالمعادلة عِنْدَهُم: الليبرالية = الحرية = الديمقراطية
والواقع أن لفظة "الحرية" فضفاضة ومطاطة ..
فهناك من يبيح الكفر وَالشِّرْك، ويجعل لأي شخص الحَقّ فِي اختيار دينه أو مذهبه الحَقّ أو الباطل باسم الحرية..
وهناك من يبيح احتلال الدول، وقمع أهلها باسم الحرية ونشر الحرية..
وهناك من يسب الأنبياء وَالمُرْسَلِيْنَ باسم الحرية ..
وهناك من يسب الله تَعَالَى، وينكر وجوده أو وحدانيته باسم الحرية..
وهناك من يبيح الزنا والفجور والتعري والاختلاط وكشف العورات باسم الحرية ..
وهكذا فِي مفاهيم مختلفة بين دعاة الليبرالية والحرية حتى أنك لا تكاد تجد ليبرالِيَّيْنِ يتفقان عَلَى حدود للحرية الَّتِي يَدَّعُونها..
فالنتيجة الَّتِي يشهد لَهَا الواقع أن الحرية لا ضابط لَهَا عِنْدَ الليبراليين ..
بل غاية أمرهم أن يجعلوا الحرية مقيدةً بقانون بلادهم ..
فالدنماركيون تتسع الحرية والليبرالية عِنْدَهُم لسب نبينا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلم، ولا تتسع حريتهم للطعن فِي المحارق اليهودية فِي ألمانيا!!
وفي فرنسا تتسع الحرية عِنْدَهُم للفجور والفساد من إباحة زنا ولواط ونحو ذَلِكَ، ولا تتسع حريتهم السماح للمسلمات بارتداء غِطَاء عَلَى رؤوسهن فِي المدارس!!!
فعادت الحرية عِنْدَ تلك الدول وسيلة لتقييد الحريات ومنع النَّاس من حقوقهم!!!
فلا توجد دولة من دول العالم تطبق الحرية بالمعنى الَّذِي يحلم بِهِ الليبراليون ..
فما هُوَ حلم الليبراليين؟
= = = == = = = = = = = = =
الحلم الليبرالي
يتخيل الليبرالي مجتمعاً حراً طليقاً، يفعل ما يشاء، يأكل ما يشاء، يشرب ما يشاء، يمشي مع من يشاء فِي جو من الخيال الواسع الخالي من القيود...
وحقيقة هَذَا الخيال فِي واقع الأمر موجود عِنْدَ فئة من النَّاس تعيش بيننا وهم من بني آدم فمن هَؤُلاءِ؟
إنهم المجانين!!!
فالمجنون الَّذِي لا عقل لَهُ ليس عِنْدَهُ قيود، فتراه يَخْرُجُ فِي الشارع متعرياً، وتجده يسب من يشاء، ويأكل ما يشاء، ويشرب ما يشاء حتى يشرب بوله أكرمكم الله!!، وربما رأى عِنْدَهُ نشوة ليقفز من فوق جبل أو عمارة! أو يقف أمام سيارة ليتلذذ بدهسها لَهُ!!
فحقيقة الحرية المتخيلة موجودة عِنْدَ المجانين..
والمجتمع المثالي لليبراليين هُوَ مستشفى المجانين!!
وَهَذَا والله لا أقوله متهكماً ولا مستهزءاً ولكنه الواقع فأقوله وأحكيه متعجباً ..
= = = == = = = = = = = = =
إنصاف الليبراليين!!
ولكن لابد من وقفة إنصاف لهؤلاء القوم الَّذِينَ لا يتحقق مطلبهم إلا بالالتحاق بمستشفى المجانين!
الليبراليون فِي افتتانهم بالحرية وطعمها الجميل البديع، وما يكسوها من حلة براقة يصطدمون بالواقع، فهم لا يُحِبُّونَ أن يعيشوا مجانين! ولا مع المجانين! بل يريدون مجتمعاً فِيهِ قسط كبير من الحرية متنازلين عن باقي الحرية لأجل تعايشهم مع غَيْرِهِمْ من البشر والكائنات الحية بل حتى الجامدة!!
فتجد بعضهم يجعل حدود الليبرالية أن لا تتعارض مع الثوابت الإسلامية!!
ولا تنس أيها القارئ اللبيب أن الثوابت الإسلامية أصبحت عِنْدَهُم فضفاضة فَكُلُّ ليبرالي عِنْدَهُ ثوابت تختلف عن ثوابت غيره!!
= = = == = = = = = = = = =
وتجد بعضهم يجعل حدود الليبرالية أن لا تعتدي عَلَى غيرك ..
وَهَؤُلاءِ وسعوا دائرة الحرية ومع ذَلِكَ ما هُوَ ضابط الاعتداء؟!!
فهل سب نبينا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِيهِ اعتداء عَلَى الغير أم لا؟
فستجدهم فِي مأزق مع الليبراليين فِي الدنمارك..
وفرنسا لما منعت الحجاب فِي المدارس فما هُوَ هَذَا الاعتداء بلبس الحجاب؟!!
= = = == = = = = = = = = =
والقدوة عِنْدَ الليبراليين والمثال الحسن فِي تطبيق الليبرالية والحرية هُمْ أوروبا وأمريكا ..
ولكنهم يعودون فيصدمون بالواقع ويجدون أن الغرب كَثِيْراً ما يخرق الحرية، ويجعلها منوطة بمصلحة المتنفذين من علية القوم فِي تلك البلاد!!!
= = = == = = = = = = = = =
وسبب حيرة أولئك الليبراليين المنتسبين للإسلام هُوَ تعلقهم بمدأ غربي نشأ بين أمة لا تدين بدين الإسلام، وتعيش فِي ضياع وعمى ..
فمهما حاول الليبراليون تحسين صورة الليبرالية أو إلباسها ثوب الإسلام فستبقى الليبرالية قبيحة منابذة للعقل، منابذة للشرع ..
= = = == = = = = = = = = =
وغالباً ما تستخدم الليبرالية لتضييع بعض الثوابت الإسلامية أو لإدخال بعض الأفكار التغريبية الدخيلة عَلَى المُسْلِمِينَ، وتمريرها عَلَى المُسْلِمِينَ...
وكثيراً ما يَكُون الدافع لتلك الأفعال أو الانتساب إِلَى الليبرالية هُوَ الشهوة الحيوانية أو الشبهة الشيطانية والتي تسبب زيغ القَلْب والانحراف العقدي والفكري والسلوكي..
لذلك لا يشتهر الشخص بالليبرالية إلا إذا كَانَ شاذاً عن جماعة المُسْلِمِينَ ومفارقاً لَهُم..
وإذا أردت معرفة حَقِيقَة الليبرالية وأنها مذهب هدام فانظر هنا:
الليبرالية : مذهب هدام يدمِّر العقيدة ويؤيد التفجير والتكفير والفساد
= = = == = = = = = = = = =
ما الرحم الذي تكونت فيه الليبرالية؟
من المعلوم أن أعظم من يطالب بالديمقراطية أو الحرية هم الذين يعيشون في مجتمع لا يُسْمَحُ لهم فيه بنشر أفكارهم ومعتقداتهم ...
والمتأمل في نشأة الديمقراطية أو الليبرالية أو الدعوة إلى الحرية يجد أنها نشأت في وسط غربي كان الحكم فيه للقساوسة والبابوات، وكان الحكم فيه قاسياً على المخالف لا سيما من أصحاب النزعات العقلانية والفلسفية أو من يعاني من اضطهاد الكنيسة من أصحاب المذاهب المختلفة أو الأقليات الدينية أو الضعفاء والفقراء..
فوجد أولئك في الدعوة إلى الليبرالية والديمقراطية والعلمانية المتنفس الوحيد، والوسيلة الوحيدة لإسقاط سيطرة الكنيسة على أمتهم ...
فالحقيقة والواقع أن الليبرالية والديمقراطية والحرية إنما كانت ردة فعل على أوضاع معينة ثم أصبحت سلاحاً يحارب به الحق، وتحارب به الفضيلة، وتنشر عن طريقه البدعة والفسق والرذيلة ...
= = = == = = = = = = = = =
لماذا يطالب الليبراليون والعلمانيون وكثير من المشبوهين بالحرية والليبرالية؟
معلوم أن البلاد العربية بلاد ينتشر فيها الإسلام، ومعظم سكانها مسلمون ينقادون لتعاليم الإسلام ..
والإسلام دين سماوي حق، جاء بالهداية والطمأنينة لكل من ينتمي إليه أو يدخل تحت سلطانه ..
وهو دين العدل والحياء، والعلم والفضيلة، والرحمة والوصيلة ...
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ}
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
ووجد في أوساط المجتمعات الإسلامية –العربية وغير العربية- من يحب الرذيلة والهوى، ومن افتتن بما عليه الكفار من إباحة للخمر وتعري النساء وخلع جلباب الحياء..
ووجدوا أنفسهم في مجتمعات تمنعهم من البوح بما يعتقدون، والإعراب عما يكتمون، والتنفيس عما يكبتون ..
فلم يجدوا وسيلة تجعلهم يتكلمون بما في صدورهم من الظلم والفساد إلا عن طريق الدعوة إلى كلمة براقة يتقبلها عامة الناس، وتنفس عن شيء مما يكبتونه في صدورهم من ضيق حال أو جور بعض السلاطين..
فنشروا بين الناس الدعوة إلى الحرية والديمقراطية والليبرالية، وأقنعوا أنفسهم وأقنعوا بعض الناس أن هذه الحرية والديمقراطية والليبرالية هي الدواء لأمراضهم وأسقامهم، وأن هذه الحرية ستجعلهم يمتلكون السلاح النووي، والصعود إلى المريخ لا إلى القمر فحسب!!!!
والحقيقة أننا لم نستفد من هذه الليبرالية والديمقراطية والحرية شيئاً لا في الدين ولا في الدنيا ..
فلم ترفع الليبرالية دولة، ولم نصنع بها سلاحاً، ولا صعدنا بها جواً..
بل ما زال الليبراليون عالة على الغرب، ومتطفلين عليهم، ويعانون منهم { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}
بل انتشرت الأفكار الغربية، والآراء الإباحية، وتجرأ الجهلة والسفهاء على العلم والعلماء، وعلى الإسلام والمسلمين، وعلى الحكام والمحكومين ..
بل صارت الليبرالية قنطرة للأفكار الإرهابية والتدميرية ..
= = = == = = = = = = = = =
الليبرالية قنطرة الإرهابيين ..
إن دعاة الليبرالية والديمقراطية يعممون في دعوتهم للحرية حتى تشمل جميع أفراد المجتمع، فيريدونه أن يكون حراً في التعبير عن رأيه، والبوح بأفكاره!
ولا يستطيع الليبرالي أن يمنع أحداً من البوح بعقيدته بل صرح كثير منهم بأن الشخص حر في عقيدته حتى لو كان يعتنق اليهودية أو النصرانية أو البوذية فالمهم هو نشر المذهب الإنساني والتعايش بين المذاهب والأديان في جو من الود والصفاء والحرية والإخاء كما أشرت إليه سابقاً من مجتمع لا يوجد إلا في مستشفى المجانين!!
وعرف عن عدد لا بأس به من الليبراليين انتقاد القطاعات الحكومية وانتقاد العلماء والوزراء والهيئات والمؤسسات في الصحف والمجلات والفضائيات باسم حرية الرأي والإصلاح!!!
فالليبرالي لا بأس أن يتكلم في الأمير الفلاني أو الوزير الفلاني أو الهيئة الفلانية أو العالم الفلاني باسم النقد العلمي والبناء والحرية والديمقراطية!!
وفي كل ما سبق يدعي الليبرالي أنه لا يجرح الأشخاص، ولا يعتدي على حقوقهم بل يظهر نفسه بأنه مسكين ما أراد إلا الإصلاح والنقد البناء وربما زل لسانه أو شطح بنانه .!
المهم أنه معذور!!
إن هذه الحالة الليبرالية التي يتلبس بها بعض المثقفين ممن همه الظهور، والتواجد في وسائل الإعلام باسم النقد البناء، والكتابة الصحفية المتميزة، لم تكن بمنأى عن صنف آخر وشريحة أخرى في المجتمع تضمر أفكاراً ومعتقدات تكفيرية وتدميرية، لم تكن تستطيع أن تبوح بها لمخالفتها لما عليه أهل العلم، ولما تجده من صرامة الدولة في التعامل مع تلك الإفكار والمعتقدات..
وسواء كان أولئك ينتسبون إلى أهل السنة أو إلى الشيعة فكل أولئك المفتونين بالتكفير والتدمير وجدوا وسيلة يتوددون بها إلى الناس، وينشرون بها أفكارهم عن طريق الحرية والديمقراطية وهو السلاح الذي يستخدمه الليبراليون ...
فإذا قام شخص بنقد فلان الليبرالي أو تكفيره أو نقد الدولة أو العلماء احتج بحرية الرأي وحرية الصحافة، والديمقراطية ..
مع أن قضية النقد بالضوابط الشرعية قد كفلها الإسلام، ولا يُعترض عليها، وإنما الكلام حول النقد الذي يخالف الشرع والذي يتعدى فيه الحد المشروع.
ووجدنا بعض الشيعة ممن ينتمون إلى مذهب الروافض بدأ ينشر أفكاره وسمومه عبر الصحف والمجلات والفضائيات باسم الحرية الدينية، والديمقراطية والليبرالية ...
وأصبحت بعض القنوات الفضائية والمنتديات الإنترنتية منبراً للإفكار الليبرالية، وداعية لتحرير المرأة، ونشر الفتنة والفساد..
وأصبحت بعض القنوات الفضائية والمنتديات الإنترنتية منبراً للإفكار المتطرفة تحارب بلاد التوحيد، وتستضيف كل عدو شرير لبلاد التوحيد، وبينها وبين تنظيم القاعدة مودة وعلاقة وتستضيف كل صاحب فكر مشبوه يبرر التفجير والتدمير في بلاد المسلمين..
كل أولئك يعملون أعمالهم، وينشرون أفكارهم باسم الحرية والديمقراطية والليبرالية..
فأصبحت الليبرالية والديمقراطية والحرية وسيلة لنشر الفساد بشتى صوره، ولتمكين الأقلية من الظهور بمظهر قوي ينافس ما عليه الأكثرون ..
وإن كان وصف الليبرالية غالباً ما يتوجه إلى ذوي الأفكار التغريبية، وأصبح المتعارف عليه أن الليبرالي هو الشخص التغريبي.
والحقيقة أن الليبرالية والديمقراطية والعلمانية سرطان يفتك بالمجتمعات، ويهلك الحرث والنسل، ووجود تلك الإفكار والمعتقدات في بلاد المسلمين ما هو إلا صورة من صور الحرب المعلنة من قبل أعداء الإسلام المتربصين به..
فالواجب محاربة العقائد الفاسدة، والإفكار الهدامة وبيان عوارها للناس، وأن الهدى حق الهدى في الكتاب والسنة..
{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين