صفحة 1 من 1

محاولة الانقلاب في الاتحاد السوفيتي عام 1991

مرسل: الجمعة ديسمبر 16, 2011 8:22 pm
بواسطة عايد العنزي 3
لمحاولة الانقلابية في الاتحاد السوفيتي 1991 وهي انقلاب فاشل وقع يوم 19 اغسطس/آب عام 1991 وبدأ بمحاولة اقصاء رئيس البلاد ميخائيل غورباتشوف عن الحكم. ورأي أعضاء لجنة الدولة لحالة الطوارئ التي ضمت ممثلي الحكومة واعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ان النهج السياسي الذي كان غورباتشوف يتبعه أدى إلى انهيار المستوى المعيشي للسكان وتشجيع السوق السوداء، بالإضافة إلى انه خلق نزعات خطيرة من شأنها ان تفكك الدولة.

تاريخ الموضوع

جرى في مارس/آذار عام 1991 الاستفتاء الشعبي حيث صوتت أغلبية الناس تأييدا للحفاظ على الاتحاد السوفيتي باستثناء الجمهوريات الست، وهي لتوانيا ولاتفيا واستونيا وجورجيا ومولدافيا وارمينيا، التي كانت قد اعلنت استقلالها. وفي 17 يونيو/حزيران قام الرئيس غورباتشوف وزعماء الجمهوريات التسع، وهي روسيا الاتحادية واوكرانيا وبيلوروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزيا وأذربيجان وتركمانستان، قاموا بتنسيق مشروع معاهدة تشكيل اتحاد الدول المستقلة كفيدرالية لا مركزية. وكان من المقرر ان تنضم تلك الدول يوم 20 اغسطس/آب إلى المعاهدة. اثارت المعاهدة استياء لدى المسؤولين عن الدفاع والامن في مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي، وبينهم دميتري يازوف وزير الدفاع وبوريس بوغو وزير الداخلية وفلاديمير كريوتشكوف رئيس لجنة امن الدولة (كي جي بي).

معارضة لجنة الدولة لحالة الطوارئ

اعلنت وسائل الاعلام السوفيتية في 19 اغسطس/آب حالة الطوارئ في البلاد. كما اعلنت عجز الرئيس غورباتشوف عن أداء مهامه لحالته الصحية السيئة وانتقال السلطة إلى لجنة الدولة لحالة الطوارئ. وتم في الوقت نفسه ادخال القوات إلى موسكو. واعلن ان ممثلي المعارضة الديمقراطية سيخضعون للاعتقال في حال العثور عليهم. وتضمنت المعارضة للجنة الدولة لحالة الطوارئ قيادة روسيا الاتحادية بصفتها احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي حينذاك برئاسة بوريس يلتسين رئيس الجمهورية وايفان سيلاييف رئيس الحكومة الروسية وروسلان حزبولاتوف رئيس مجلس السوفيت الأعلى. وقام يلتسين بنشر دعوة إلى مواطني روسيا الاتحادية، حيث وصف اعمال لجنة الدولة لحالة الطوارئ بانها انقلاب حكومي ووقع مرسوما حول عدم شرعية اللجنة. كما دعا الشعب إلى الوقوف إلى جانب الديمقراطية الروسية الفتية. واجتمعت بالقرب من "البيت الابيض" (مبنى مجلس السوفيت لروسيا الاتحادية) مجموعة كبيرة من أنصار الرئيس الروسي الذي كانوا يعبرون عن احتجاجهم ولم ينصرفوا حتى في الليل. وبدأوا يقيمون المتاريس في موسكو ويوزعون المنشورات. وانتقلت وحدات فرقة "تامانسكايا" إلى جانب المدافعين عن المجلس الأعلى. اما الدبابات التي وجهتها لجنة الدولة لحالة الطوارئ إلى مبنى البرلمان فتم حصارها بحشود من الناس. ولقي 3 اشخاص مصرعهم جراء وقوع اشتباكات. ورفضت الوحدة الخاصة "ألفا" اقتحام البيت الأبيض. وفي هذه الظروف اصدر وزير الدفاع امرا بسحب القوات من موسكو.في 22 اغسطس/آب عاد ميخائيل غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي من القرم فتم اعتقال اعضاء لجنة الدولة لحالة الطوارئ. واعلن في موسكو الحداد على الشهداء. كما اعلن يلتسين انه اتخذ قرارا بجعل العلم الأبيض- الاحمر - الازرق علما للدولة الروسية.
وفي 23 اغسطس/آب وقع يلتسين مرسوما آخر يقضي بوقف نشاط الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي. وفي واقع الامر فان الاحتجاج على اقصاء رئيس الاتحاد السوفيتي عن السلطة تحول إلى دعم استقلال روسيا الاتحادية برئاسة بوريس يلتسين، الذي كان قد انتخب في يونيو/حزيران رئيسا لروسيا الاتحادية. اما سيادة روسيا الاتحادية فكانت قد اعلنت في 12 يونيو/حزيران عام 1990 خلال انعقاد المؤتمر الأول لنواب الشعب في جمهورية روسيا الاتحادية الفيدرالية الاشتراكية.

نتائج محاولة انقلاب اغسطس/آب

تم اعتقال اعضاء لجنة الدولة لحالة الطوارئ. وانتحر وزير الداخلية بوريس بوغو وتبعه مارشال الاتحاد السوفيتي سيرغي اخرومييف الذي عمل مستشارا لرئيس الاتحاد السوفيتي والذي أصبح تفكك الاتحاد السوفيتي بالنسبة له، شأنه شأن الكثير من المواطنين السوفيت، أصبح كارثة شخصية. لكن مجلس الدوما الروسي اتخذ في 23 فبراير/شباط عام 1994 قرارا بالعفو عن اعضاء لجنة الدولة لحالة الطوارئ والافراج عنهم. لم يعترف اعضاء اللجنة بذنبهم إذ اعتبروا انهم عملوا للحفاظ على وحدة الدولة، وحاولوا الحيلولة دون تفككها. تم البدء بعملية تفكيك الاتحاد السوفيتي قبل ذلك بكثير، علما ان الجمهوريات االاتحادية الأولى كانت قد اعلنت سيادتها في عام 1988. لكن بعد 19 اغسطس/آب عام 1991 بالذات شهدت البلاد اعلان الاستقلال للكيانات الجديدة بشكل جماعي. وفي 26 ديسمبر/كانون الأول عام 1991 تم عقد الاتفاق بين رؤساء كل من روسيا وبيلوروسيا واوكرانيا حول الانهاء الرسمي للاتحاد السوفي. وأصبحت كل جمهورياته جراء ذلك مستقلة.