بكم يتحدث الرئيس؟؟
مرسل: الأربعاء نوفمبر 19, 2008 5:24 pm
قرأت لهذا اليوم مقال جدا أعجبني وحبيت أطلعكم عليه...........
بكم يتحدث الرئيس؟؟
منذ فترة طويلة لاحظتُ أن الموظفين يضحكون لنكتة المدير - حتى وإن كانت رديئة - أكثر من نكتة الفراش أو حارس الأمن.. وأن الناس عموما يتظاهرون بالإصغاء لأصحاب الكراسي والمناصب بصرف النظر عما يقولون (ومالا يقولون).. وفي حين تصبح طلباتهم أوامر وكلماتهم قوانين نتعامل مع صاحب المنزلة الوضيعة كرجل إن تحدث لم يسمع وإن قال لم يلتفت إليه (رفع الله من قدر الجميع) !
وأذكر قبل سنوات أنني استمعت للمحاضرة التي القاها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في منتدى جدة الاقتصادي.. وفي حين نمت خلالها نال فخامته مليون ريال "كاش" مقابل كلام عام ونصائح مطاطة (يعتقد أننا لا نعرفها) !!
وكان (بيلي) قد كسب من محاضراته بنهاية عام 2006خمسة أضعاف المدة التي قضاها في البيت الابيض. وخلال الاربعة اشهر الماضية فقط ادخل في حسابه 10ملايين دولار (غير 30مليون دولار كسبها منذ بداية العام). وهو يتعامل مع مؤسسة علاقات متخصصة في تنظيم المحاضرات والندوات للمشاهير - ويقدر انه تلقى حتى الآن 1500دعوة لايقل عائدها عن 150مليون دولار - .
وبطبيعة الحال لم يأت كلينتون بفعل جديد؛ فقد سبقه في هذا النهج سياسيون متقاعدون ساهموا في قيادة العالم. فالرئيس السابق جيمي كارتر ورونالد ريغان ومارجريت ثاتشر وجون ميجر وميخائيل غورباتشوف والرئيس الفرنسي السابق ميتران ؛ كسبوا بعد تقاعدهم مبالغ تفوق التي حصلوا عليها خلال فترة رئاستهم.. وبالطبع لايمكن لهذه الظاهرة ان تحدث في عالمنا العربي لأنه - يارب لك الحمد - الخير كثير ولا يحتاج زعيم عربي لمثل هذه (الطفاسات) !!
ويمكن القول ان هنري كيسنجر (وزير خارجية أمريكا السابق) هو أول من رسم الخطوط العريضة لهذه الصناعة. فخبرته الاكاديمية السابقة (كأستاذ في العلوم السياسية) اتاحت له الحصول على 80000دولار مقابل كل محاضرة سياسية يلقيها. أما في اوروبا فقد عمل الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان على تقاضى 75ألف دولار لتلبية أي دعوة من هذا النوع - وكان شرطه الوحيد عدم سؤاله عن الألماس الذي تلقاه هدية من بوسكار زعيم أفريقيا الوسطى.. أما في ألمانيا فيتقاضى المستشار السابق كوول 50ألف دولار عن كل محاضرة يلقيها داخل البلاد و 100الف خارج اوروبا - غير مصاريف الإقامة والتنقل.. وبعد انتهاء حرب الخليج كانت وسائل الاعلام الأمريكية قد سوقت بشكل جيد نورمان شوارتسكوف (قائد قوات التحالف) بحيث رفع سعر محاضراته من خمسة آلاف دولار فقط الى 210آلاف بعد انتهاء الحرب !!
... ومن المشاهير الذين تخصصوا في هذا العمل الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان الذي حدد سعرا لمحاضراته لا يقل عن 170ألف دولار - غير تخصيص طائرة خاصة وجناح في أفخر الفنادق.. وهذه الأيام هناك رئيس الوزراء السابق توني بلير الذي يتقاضى 70ألف دولار عن كل محاضرة في أوربا، ونائب الرئيس الأمريكي الحالي ديك تشيني الذي يتقاضى حتى اليوم 130ألف دولار عن كل محاضرة يلقيها كلما أنهى دوامه في البيت الأبيض !!
للكاتب المبدع ...فهد عامر الأحمدي
بكم يتحدث الرئيس؟؟
منذ فترة طويلة لاحظتُ أن الموظفين يضحكون لنكتة المدير - حتى وإن كانت رديئة - أكثر من نكتة الفراش أو حارس الأمن.. وأن الناس عموما يتظاهرون بالإصغاء لأصحاب الكراسي والمناصب بصرف النظر عما يقولون (ومالا يقولون).. وفي حين تصبح طلباتهم أوامر وكلماتهم قوانين نتعامل مع صاحب المنزلة الوضيعة كرجل إن تحدث لم يسمع وإن قال لم يلتفت إليه (رفع الله من قدر الجميع) !
وأذكر قبل سنوات أنني استمعت للمحاضرة التي القاها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في منتدى جدة الاقتصادي.. وفي حين نمت خلالها نال فخامته مليون ريال "كاش" مقابل كلام عام ونصائح مطاطة (يعتقد أننا لا نعرفها) !!
وكان (بيلي) قد كسب من محاضراته بنهاية عام 2006خمسة أضعاف المدة التي قضاها في البيت الابيض. وخلال الاربعة اشهر الماضية فقط ادخل في حسابه 10ملايين دولار (غير 30مليون دولار كسبها منذ بداية العام). وهو يتعامل مع مؤسسة علاقات متخصصة في تنظيم المحاضرات والندوات للمشاهير - ويقدر انه تلقى حتى الآن 1500دعوة لايقل عائدها عن 150مليون دولار - .
وبطبيعة الحال لم يأت كلينتون بفعل جديد؛ فقد سبقه في هذا النهج سياسيون متقاعدون ساهموا في قيادة العالم. فالرئيس السابق جيمي كارتر ورونالد ريغان ومارجريت ثاتشر وجون ميجر وميخائيل غورباتشوف والرئيس الفرنسي السابق ميتران ؛ كسبوا بعد تقاعدهم مبالغ تفوق التي حصلوا عليها خلال فترة رئاستهم.. وبالطبع لايمكن لهذه الظاهرة ان تحدث في عالمنا العربي لأنه - يارب لك الحمد - الخير كثير ولا يحتاج زعيم عربي لمثل هذه (الطفاسات) !!
ويمكن القول ان هنري كيسنجر (وزير خارجية أمريكا السابق) هو أول من رسم الخطوط العريضة لهذه الصناعة. فخبرته الاكاديمية السابقة (كأستاذ في العلوم السياسية) اتاحت له الحصول على 80000دولار مقابل كل محاضرة سياسية يلقيها. أما في اوروبا فقد عمل الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان على تقاضى 75ألف دولار لتلبية أي دعوة من هذا النوع - وكان شرطه الوحيد عدم سؤاله عن الألماس الذي تلقاه هدية من بوسكار زعيم أفريقيا الوسطى.. أما في ألمانيا فيتقاضى المستشار السابق كوول 50ألف دولار عن كل محاضرة يلقيها داخل البلاد و 100الف خارج اوروبا - غير مصاريف الإقامة والتنقل.. وبعد انتهاء حرب الخليج كانت وسائل الاعلام الأمريكية قد سوقت بشكل جيد نورمان شوارتسكوف (قائد قوات التحالف) بحيث رفع سعر محاضراته من خمسة آلاف دولار فقط الى 210آلاف بعد انتهاء الحرب !!
... ومن المشاهير الذين تخصصوا في هذا العمل الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان الذي حدد سعرا لمحاضراته لا يقل عن 170ألف دولار - غير تخصيص طائرة خاصة وجناح في أفخر الفنادق.. وهذه الأيام هناك رئيس الوزراء السابق توني بلير الذي يتقاضى 70ألف دولار عن كل محاضرة في أوربا، ونائب الرئيس الأمريكي الحالي ديك تشيني الذي يتقاضى حتى اليوم 130ألف دولار عن كل محاضرة يلقيها كلما أنهى دوامه في البيت الأبيض !!
للكاتب المبدع ...فهد عامر الأحمدي