ياسر عرفات . من هو ياسر عرفات. شخصيات من التاريخ
مرسل: السبت ديسمبر 17, 2011 10:45 am
مقدمة وبداية
أحد أشهر رجالات الانتفاضة الفلسطينية والممثل السياسي للفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم هو ياسر عرفات وهو ( أبو عمار ) واسمه الحقيقي هو محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني ولكنه اشتهر باسم ياسر عرفات وبلقب أبو عمار، ولا يعرف محل ولادته ولكن على الأرجح أنه ولد في القاهرة في 24 أغسطس عام 1929 وهي السنة التي اشتد فيها القتال بين المقاومين العرب الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال البريطاني وحلفائها من اليهود من جهة أخري ، وكان والده يعمل في التجارة وكان ياسر عرفات هو الابن السادس له وهاجر والده إلى القاهرة عام 1927 وعاش هناك في حي السكاكيني وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره أرسله والده إلى القدس ليشهد بعينيه أحداث ثورة 1936 علماَ بأن عرفات هو اسم جده، والقدوة هو اسم عائلته، والحسيني هو اسم عشيرته.
عرفات في القاهرة
عاد ياسر عرفات مرة أخرى إلى القاهرة في عام 1937 ليعيش مع عائلته وهناك انضم إلى جامعة الملك فؤاد ( تسمى القاهرة حاليا ) حيث تخصص هناك في دراسة الهندسة المدنية، ليعمل بعد تخرجه في إحدى الشركات المصرية ... وخلال سنوات الدراسة كون ياسر عرفات مع رفاقه رابطة الخريجين الفلسطينيين من قبل وسائل الإعلام المصرية آنذاك، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين واتحاد الطلاب الفلسطيني، حيث كان رئيسا له من عام 1952 إلى عام 1956 وهناك في القاهرة أنشأ ياسر عرفات علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفا بمفتي القدس واشترك ياسر عرفات مع الجيش المصري في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
عرفات والعمل في الكويت
سافر ياسر عرفات بعدها إلى دولة الكويت عام 1957 للعمل مهندساً، والتقى هناك بصديقه ورفيق دربه خليل الوزير (أبو جهاد) الذي كوّن معه خلية ثورية أطلق عليها اسم "فتح" وهي اختصار ل (حركة تحرير فلسطين)، وأصدر هناك مجلة تعبر عن هموم القضية الفلسطينية أطلق عليها اسم "فلسطيننا"، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1964 مارس عبره نشاطاً دبلوماسياً.
عرفات والمقاومة والعمل الفدائي
برز اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية ففي الثالث والعشرين من يونيو 1967 عقدت قيادة فتح اجتماعاً في دمشق برئاسة عرفات حيث صدر قرار باستئناف الكفاح المسلح من خلال نقل القيادات إلى الأراضي المحتلة، وفي نهاية الصيف تسلل عرفات إلى الضفة الغربية وبقي فيها بضعة أسابيع، ومع أنه لم يكن معروفاً إلا أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية كان يعرفه ويحاول اعتقاله لكنه كان يتنقل من مكان إلى آخر بمساعدة الخلايا السرية التي تشكلت هناك، وفي رام الله ونابلس قضى معظم وقته وأقام شبكة من النشطاء، وفي هذه الأثناء تجلت شجاعته وقدرته على المناورة والتنكر واستخدام بطاقات مزورة «ولم تكن هويات سكان المناطق قد صدرت بعد من قبل الحاكم العسكري».
بعد ذلك برز ياسر عرفات بقوة كممثل للشعب الفلسطيني وقيادي بارز بها واستطاع في العام التالي أن يحصل على اعتراف كبير ومن شخصية عربية بارزة آنذاك حيث اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلاً للشعب الفلسطيني ، وفي عام 1969 انتخب المجلس الوطني الفلسطيني ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964 خلفاً ليحيى حمودة، وبدأ مرحلة جديدة من الكفاح والقتال الدبلوماسي والعسكري .
خطاب عرفات التاريخي في الأمم المتحدة
من المواقف المشهودة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أنه ألقى خطاباً تاريخياً هاماً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، وأكد عرفات في كلمته أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية والوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد خلال الخطاب ممثلي كل الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بإنشاء دولته المستقلة على ترابه الوطني وناشد مطالباً بحق العودة للفلسطينيين المهاجرين من ديارهم ، وفي ختام كلمته قال عرفات : "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ، الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين".
عرفات في عمّان ومذبحة أيلول الأسود
وقعت اشتباكات بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني عام 1970 أسفرت عن سقوط ضحايا كثر من كلا الجانبين فيما عرف بأحداث "أيلول الأسود" حيث أنه في أوائل شهر سبتمبر من سنة 1970م هزت العالم العربي مأساة هائلة لا ينساها التاريخ العربي حيث وقعت تحت السمع والبصر العربي وفي عاصمة عربية هي عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية مأساة ومذبحة "أيلول الأسود" التي قتل فيها عدد غفير من أبناء فلسطين وفي فترة زمنية قصيرة هي ثلاثة أيام، وبرصاص الجيش الأردني ، وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي برئاسة ياسر عرفات الخروج من الأردن لتحط الرحال مؤقتاً في الأراضي اللبنانية.
عرفات في لبنان
شنت إسرائيل هجمات عنيفة وقوية على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان في الفترة ما بين عامي 1978 و1982، حيث دمرت القوات اليهودية الغاشمة عام 1978 بعض قواعد المقاومة وأقامت شريطاً حدودياً بعمق يتراوح بين أربعة وستة كيلومترات أطلقت عليه اسم ( الحزام الأمني ) ثم كان الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت والذي دمرت إسرائيل فيه أجزاء كبيرة من بيروت عام 1982، وفرضت حصاراً لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية، واضطر ياسر عرفات بعدها على الموافقة على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية بتاريخ 21 أغسطس من نفس العام وانتهت المسألة بخروج عرفات ومعه 12 ألف مقاتل كانوا تابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا وبعض الدول العربية الأخرى وذهب بعدها رئيس المنظمة ياسر عرفات ورفاقه إلى تونس المقر الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية.
عرفات في تونس
كانت المحطة الثالثة للمقاومة الفلسطينية بعد العاصمة الأردنية عمان والعاصمة اللبنانية بيروت في تونس بعيداً عن منطقة الشرق الأوسط الملتهبة وحتى مع هذا البعد ظلت إسرائيل تلاحق عرفات ورفاقه فاغتالت أبرز العناصر المؤثرة في المنظمة، حيث اغتيل خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) وتميزت تلك الفترة بمحاولات عرفات الحثيثة لم الشمل الفلسطيني والمحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية وتماسكها وفي الأول من أكتوبر عام 1985 قام الطيران الإسرائيلي بقصف مقر منظمة التحرير في تونس وكأن إسرائيل تريد أن تجعل المنظمة كاللعنة التي تضرب الأرض التي تحل فيها !!
إعلان الدولة الفلسطينية
اتخذ المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر/ تشرين الثاني 1988 قراراً بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف استناداً إلى الحقوق التاريخية والجغرافية لفلسطين، وأعلن كذلك في العاصمة الجزائرية عن تشكيل حكومة مؤقتة.
الاعتراف بإسرائيل ومبادرة جديدة
شهد عقد الثمانينيات تغيرات كبيرة في فكر المنظمة، حيث ألقى ياسر عرفات مرة أخرى خطاباً شهيراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1988 أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، وأعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش بسلام وبعد هذا الإعلان توالت اعترافات العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة.
عرفات رئيساً للدولة الفلسطينية
وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة في إبريل/ نيسان من عام 1989، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص.
موقف عرفات في حرب الخليج الثانية
اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990 موقفاً غريباً في حرب الخليج الثانية حينما اجتاح صدام حسين دولة الكويت وظهر عرفات في الصورة وكأنه مؤيد للعراق في غزوه للكويت التي وقفت معه وساندته مادياً ومعنوياً وسياسياً فجعل هذا الموقف الكويت تقطع معوناتها ومساعداتها وتتخذ موقفاً أشبه بالمحايد من القضية الفلسطينية بعد أن كانت تدعمها بالمال وتؤوي آلاف الفلسطينيين فيها وهذا اثر بالفعل على سير الانتفاضة الفلسطينية التي كانت في أوج اشتعالها في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1987.
اتفاق أوسلو الشهير
يعتبر اتفاق أوسلو منعطفا مهما في مسار القضية الفلسطينية، فقد أنهى النزاع المسلح بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ورتب لإقامة سلطة وطنية فلسطينية وفي نفس الوقت اعترافاً بالوجود الإسرائيلي كدولة فكان لاتفاق أوسلو الذي وقعه ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام 1993 نتائج هامة وخطيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكان بداية حقيقية لما يسمى الآن بالسلطة الوطنية الفلسطينية وهي أشبه بالدولة التي لها حكم وسلطة ولكنها تحت التعنت والجبروت والهيمنة الإسرائيلية ... وقد أرسل ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية إلى إسحق رابين قبل توقيع اتفاق أوسلو خطابا تعترف فيه المنظمة بإسرائيل وحقها في العيش في أمن وسلام، ويؤكد فيه التزام المنظمة بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذ الإرهاب، وإلزام جميع عناصر المنظمة بذلك فيما بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين خطابا إلى السيد ياسر عرفات تعترف فيه إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلةً للشعب الفلسطيني، رداً على رسالة ياسر عرفات التي تعترف فيها المنظمة بإسرائيل، وذلك قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وأرسل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في نفس الوقت خطابا إلى وزير الخارجية النرويجي يوهان هولست الذي لعبت النرويج فيه دورا رئيسيا في التوصل إلى اتفاق أسلو الشهير بين إسرائيل والمنظمة، وتعهد الرئيس عرفات فيه بمحاربة العنف والإرهاب والتطبيع مع إسرائيل ، وفي القاهرة وقع ياسر عرفات على الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي لتنفيذ الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا.
الحصول على جائزة نوبل
وفي العام التالي الذي يلي اتفاقية أوسلو الشهيرة (1994) حصل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وشمعون بيريز وزير خارجيته فيما مازال الشعب الفلسطيني يقبع تحت وطأة الاحتلال حتى يومنا الحاضر !!
Re
أحد أشهر رجالات الانتفاضة الفلسطينية والممثل السياسي للفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم هو ياسر عرفات وهو ( أبو عمار ) واسمه الحقيقي هو محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني ولكنه اشتهر باسم ياسر عرفات وبلقب أبو عمار، ولا يعرف محل ولادته ولكن على الأرجح أنه ولد في القاهرة في 24 أغسطس عام 1929 وهي السنة التي اشتد فيها القتال بين المقاومين العرب الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال البريطاني وحلفائها من اليهود من جهة أخري ، وكان والده يعمل في التجارة وكان ياسر عرفات هو الابن السادس له وهاجر والده إلى القاهرة عام 1927 وعاش هناك في حي السكاكيني وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره أرسله والده إلى القدس ليشهد بعينيه أحداث ثورة 1936 علماَ بأن عرفات هو اسم جده، والقدوة هو اسم عائلته، والحسيني هو اسم عشيرته.
عرفات في القاهرة
عاد ياسر عرفات مرة أخرى إلى القاهرة في عام 1937 ليعيش مع عائلته وهناك انضم إلى جامعة الملك فؤاد ( تسمى القاهرة حاليا ) حيث تخصص هناك في دراسة الهندسة المدنية، ليعمل بعد تخرجه في إحدى الشركات المصرية ... وخلال سنوات الدراسة كون ياسر عرفات مع رفاقه رابطة الخريجين الفلسطينيين من قبل وسائل الإعلام المصرية آنذاك، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين واتحاد الطلاب الفلسطيني، حيث كان رئيسا له من عام 1952 إلى عام 1956 وهناك في القاهرة أنشأ ياسر عرفات علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفا بمفتي القدس واشترك ياسر عرفات مع الجيش المصري في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
عرفات والعمل في الكويت
سافر ياسر عرفات بعدها إلى دولة الكويت عام 1957 للعمل مهندساً، والتقى هناك بصديقه ورفيق دربه خليل الوزير (أبو جهاد) الذي كوّن معه خلية ثورية أطلق عليها اسم "فتح" وهي اختصار ل (حركة تحرير فلسطين)، وأصدر هناك مجلة تعبر عن هموم القضية الفلسطينية أطلق عليها اسم "فلسطيننا"، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1964 مارس عبره نشاطاً دبلوماسياً.
عرفات والمقاومة والعمل الفدائي
برز اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية ففي الثالث والعشرين من يونيو 1967 عقدت قيادة فتح اجتماعاً في دمشق برئاسة عرفات حيث صدر قرار باستئناف الكفاح المسلح من خلال نقل القيادات إلى الأراضي المحتلة، وفي نهاية الصيف تسلل عرفات إلى الضفة الغربية وبقي فيها بضعة أسابيع، ومع أنه لم يكن معروفاً إلا أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية كان يعرفه ويحاول اعتقاله لكنه كان يتنقل من مكان إلى آخر بمساعدة الخلايا السرية التي تشكلت هناك، وفي رام الله ونابلس قضى معظم وقته وأقام شبكة من النشطاء، وفي هذه الأثناء تجلت شجاعته وقدرته على المناورة والتنكر واستخدام بطاقات مزورة «ولم تكن هويات سكان المناطق قد صدرت بعد من قبل الحاكم العسكري».
بعد ذلك برز ياسر عرفات بقوة كممثل للشعب الفلسطيني وقيادي بارز بها واستطاع في العام التالي أن يحصل على اعتراف كبير ومن شخصية عربية بارزة آنذاك حيث اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلاً للشعب الفلسطيني ، وفي عام 1969 انتخب المجلس الوطني الفلسطيني ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964 خلفاً ليحيى حمودة، وبدأ مرحلة جديدة من الكفاح والقتال الدبلوماسي والعسكري .
خطاب عرفات التاريخي في الأمم المتحدة
من المواقف المشهودة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أنه ألقى خطاباً تاريخياً هاماً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، وأكد عرفات في كلمته أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية والوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد خلال الخطاب ممثلي كل الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بإنشاء دولته المستقلة على ترابه الوطني وناشد مطالباً بحق العودة للفلسطينيين المهاجرين من ديارهم ، وفي ختام كلمته قال عرفات : "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ، الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين".
عرفات في عمّان ومذبحة أيلول الأسود
وقعت اشتباكات بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني عام 1970 أسفرت عن سقوط ضحايا كثر من كلا الجانبين فيما عرف بأحداث "أيلول الأسود" حيث أنه في أوائل شهر سبتمبر من سنة 1970م هزت العالم العربي مأساة هائلة لا ينساها التاريخ العربي حيث وقعت تحت السمع والبصر العربي وفي عاصمة عربية هي عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية مأساة ومذبحة "أيلول الأسود" التي قتل فيها عدد غفير من أبناء فلسطين وفي فترة زمنية قصيرة هي ثلاثة أيام، وبرصاص الجيش الأردني ، وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي برئاسة ياسر عرفات الخروج من الأردن لتحط الرحال مؤقتاً في الأراضي اللبنانية.
عرفات في لبنان
شنت إسرائيل هجمات عنيفة وقوية على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان في الفترة ما بين عامي 1978 و1982، حيث دمرت القوات اليهودية الغاشمة عام 1978 بعض قواعد المقاومة وأقامت شريطاً حدودياً بعمق يتراوح بين أربعة وستة كيلومترات أطلقت عليه اسم ( الحزام الأمني ) ثم كان الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت والذي دمرت إسرائيل فيه أجزاء كبيرة من بيروت عام 1982، وفرضت حصاراً لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية، واضطر ياسر عرفات بعدها على الموافقة على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية بتاريخ 21 أغسطس من نفس العام وانتهت المسألة بخروج عرفات ومعه 12 ألف مقاتل كانوا تابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا وبعض الدول العربية الأخرى وذهب بعدها رئيس المنظمة ياسر عرفات ورفاقه إلى تونس المقر الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية.
عرفات في تونس
كانت المحطة الثالثة للمقاومة الفلسطينية بعد العاصمة الأردنية عمان والعاصمة اللبنانية بيروت في تونس بعيداً عن منطقة الشرق الأوسط الملتهبة وحتى مع هذا البعد ظلت إسرائيل تلاحق عرفات ورفاقه فاغتالت أبرز العناصر المؤثرة في المنظمة، حيث اغتيل خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) وتميزت تلك الفترة بمحاولات عرفات الحثيثة لم الشمل الفلسطيني والمحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية وتماسكها وفي الأول من أكتوبر عام 1985 قام الطيران الإسرائيلي بقصف مقر منظمة التحرير في تونس وكأن إسرائيل تريد أن تجعل المنظمة كاللعنة التي تضرب الأرض التي تحل فيها !!
إعلان الدولة الفلسطينية
اتخذ المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر/ تشرين الثاني 1988 قراراً بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف استناداً إلى الحقوق التاريخية والجغرافية لفلسطين، وأعلن كذلك في العاصمة الجزائرية عن تشكيل حكومة مؤقتة.
الاعتراف بإسرائيل ومبادرة جديدة
شهد عقد الثمانينيات تغيرات كبيرة في فكر المنظمة، حيث ألقى ياسر عرفات مرة أخرى خطاباً شهيراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1988 أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، وأعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش بسلام وبعد هذا الإعلان توالت اعترافات العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة.
عرفات رئيساً للدولة الفلسطينية
وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة في إبريل/ نيسان من عام 1989، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص.
موقف عرفات في حرب الخليج الثانية
اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990 موقفاً غريباً في حرب الخليج الثانية حينما اجتاح صدام حسين دولة الكويت وظهر عرفات في الصورة وكأنه مؤيد للعراق في غزوه للكويت التي وقفت معه وساندته مادياً ومعنوياً وسياسياً فجعل هذا الموقف الكويت تقطع معوناتها ومساعداتها وتتخذ موقفاً أشبه بالمحايد من القضية الفلسطينية بعد أن كانت تدعمها بالمال وتؤوي آلاف الفلسطينيين فيها وهذا اثر بالفعل على سير الانتفاضة الفلسطينية التي كانت في أوج اشتعالها في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1987.
اتفاق أوسلو الشهير
يعتبر اتفاق أوسلو منعطفا مهما في مسار القضية الفلسطينية، فقد أنهى النزاع المسلح بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ورتب لإقامة سلطة وطنية فلسطينية وفي نفس الوقت اعترافاً بالوجود الإسرائيلي كدولة فكان لاتفاق أوسلو الذي وقعه ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام 1993 نتائج هامة وخطيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكان بداية حقيقية لما يسمى الآن بالسلطة الوطنية الفلسطينية وهي أشبه بالدولة التي لها حكم وسلطة ولكنها تحت التعنت والجبروت والهيمنة الإسرائيلية ... وقد أرسل ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية إلى إسحق رابين قبل توقيع اتفاق أوسلو خطابا تعترف فيه المنظمة بإسرائيل وحقها في العيش في أمن وسلام، ويؤكد فيه التزام المنظمة بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذ الإرهاب، وإلزام جميع عناصر المنظمة بذلك فيما بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين خطابا إلى السيد ياسر عرفات تعترف فيه إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلةً للشعب الفلسطيني، رداً على رسالة ياسر عرفات التي تعترف فيها المنظمة بإسرائيل، وذلك قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وأرسل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في نفس الوقت خطابا إلى وزير الخارجية النرويجي يوهان هولست الذي لعبت النرويج فيه دورا رئيسيا في التوصل إلى اتفاق أسلو الشهير بين إسرائيل والمنظمة، وتعهد الرئيس عرفات فيه بمحاربة العنف والإرهاب والتطبيع مع إسرائيل ، وفي القاهرة وقع ياسر عرفات على الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي لتنفيذ الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا.
الحصول على جائزة نوبل
وفي العام التالي الذي يلي اتفاقية أوسلو الشهيرة (1994) حصل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وشمعون بيريز وزير خارجيته فيما مازال الشعب الفلسطيني يقبع تحت وطأة الاحتلال حتى يومنا الحاضر !!
Re