صفحة 1 من 1

ليون تروتسكي

مرسل: السبت ديسمبر 17, 2011 9:54 pm
بواسطة حسين فلاح السهلي
ليون تروتسكي (اسمه الحقيقي ليف دافيدوفيتش برونشتاين) (بالروسية: Лев Давидович Троцкий)أكتوبر 26 (O.S.) = نوفمبر 7 (N.S.), 1879 - أغسطس 21, 1940)هو ماركسي بارز واحد زعماء ثورة أكتوبر في روسيا عام 1917 إضافة إلى الحركة الشيوعية العالمية في النصف الأول للقرن الماضي ومؤسس التروتسكية بصفتها احدى فصائل الشيوعية التي تدعو إلى الثورة العالمية الدائمة وهو أيضا مؤسس الجيش الاحمر وعضو المكتب السياسي في الحزب البلشفي ابان حكم لينين.[2]



[عدل] حياته المبكرةولد ليف برونشتاين في 25 أكتوبر/تشرين الاول عام 1879 في أوكرانيا بالامبراطورية الروسية في عائلة يهودية من أصحاب العقارات. واجاد ليون في طفولته اللغتين الروسية والاوكرانية بالإضافة إلى لهجة الإقليم الألماني الشمالي. وأمضى السنوات التسع الأولى من حياته في مزرعة العائلة وترعرع في ايام شبابه ودراسته بالمدارس الثانوية في مدينتي "أوديسا" و"نيكولاييف" (اعوام 1889 – 1895) في عائلة ابن خاله صاحب دار النشر والطباعة.[3]

[عدل] بداية نشاطه السياسيعام 1896 وقبل أن يتخرج من مدرسة "نيكولاييف" كان تروتسكي قد انضم الي احدى الجمعيات الثورية بمدينة نيكولايف الأوكرانية والتي قامت بالدعاية للافكار الثورية بين العمال. كما شارك عام 1897 بتأسيس اتحاد العمال في جنوب روسيا. وتم اعتقاله عام 1898 بتهمة الاشتراك في قيادة عدد من التظاهرات والإضرابات العمالية وطبع الكتابات الممنوعة في "نيكولاييف". احتجز في السجن مدة سنتين ثم نفي إلى مقاطعة إركوتسك في سيبيريا لمدة أربع سنوات بدون محاكمة. تزوج في المنفى من ألكسندرا سوكولوفسكايا وولد لهما طفلتان، نينا وزينا، في سيبريا. وفي المنفى أيضا انضم تروتسكي إلى "الاتحاد الاشتراكي-الديموقراطي في سيبريا" واشتهر باسمه المستعار "آنتيد-أوتو" كمعلق سياسي ومحلل اجتماعي وناقد أدبي [4]، هرب من المنفى عام 1902 إلى خارج روسيا حيث سمى نفسه ب"تروتسكي" أثناء هروبة حيث كان اسم تروتسكي هواسم حارس السجن الذي أودع فيه في سيبريا ولبى دعوة لينين في الذهاب إلى لندن حيث التحق بمجموعة الماركسيين التي كانت تصدر صحيفة "ايسكرا" (الشرارة) إلى جانب لينين وبليخانوف وأكسلرود وزاسوليتش ومارتوف وبتروزوف. ثم التحق بالحزب الاشتراكي الديموقراطي الروسي الذي انضم أثناء انعقاد مؤتمره الثاني الذي عقد في بروكسيل ولندن عام 1903 والذي حدث فيه الانشقاق التاريخي بين البلاشفة والمنشفيك. انظم تروتسكي إلى جناحه اليميني المنشفيك لفترة ثم انفصل عنهم واتخذ موقفا مستقلا عن كلا الجناحين. تعرف في باريس عام 1904 على "ناتاليا سيدوفا" التي أصبحت فيما بعد زوجته الثانية.[5]

[عدل] التوهج الثوريفي عام 1905 وضع تروتسكي نظرية الثورة الدائمة التي تدعو إلى اشعال ثورات متتالية في بلدان مختلفة لتقوم الثورة العالمية. اشاد فلاديمير لينين بنشاط تروتسكي الثوري وعينه عضوا في هيئة تحرير صحيفة "اسكرا" (الشرارة) التي كانت توزع بطريقة سرية بين عمال روسيا في مدنها الكبرى.[6]

في عام 1905 اندلعت الثورة في روسيا وعاد تروتسكي إلى الامبراطورية ليترأس مجلس نواب العمال في مدينة سانت بطرسبرج. ألقي القبض على تروتسكي عام 1907 بعد فشل الثورة وأصدرت المحكمة حكمها بنفيه إلى سيبريا وبتجريده من جميع حقوقه المدنية، غير أنه ما لبث أن هرب إلى أوروبا الغربية. وخلال وجوده في السجن، انتهى من صياغة نظريته عن "الثورة الدائمة" في مقالة بعنوان "نتائج وتوقعات".[7] أمضى الفترة ما بين عام 1907 و1914 مع ناتاليا سيدوفا وولديهما ليون وسيرجي في فيينا[8] حيث أصدر مجلة برافدا (الحقيقة).[9]

بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى نزح تروتسكي إلى سويسرا ومنها إلى فرنسا حيث عمل مراسلا لصحيفة يومية كبيرة يصدرها الليبراليون في روسيا كما أصدر صحيفة "ناشيه سلوفو"[10]

كان تروتسكي أحد الدعاة إلى عقد مؤتمر زيمروالد عام 1915[11] الذي أدان الحرب العالمية ووصفها بانها حرب امبريالية موجهة ضد العمال والطبقات الفقيرة في العالم كله، أدت دعوته لمعارضة الحرب ولتأسيس "الأممية الثالثة" إلى تقارب في وجهات النظر بينه وبين لينين بعد سنوات طويلة من الخلاف بينهما.[12]

في عام 1916 قامت السلطات الفرنسية بتهجير تروتسكي إلى اسبانيا لاتخاذه الموقف الموالي لألمانيا على حد وصفها. ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.[12]

[عدل] خلال الثورة الروسية 1917بعد قيام ثورة فبراير عام 1917 في روسيا قرر تروتسكي العودة إلى الوطن.[13]. لكن السلطات العسكرية البريطانية اشتبهت في كونه سياسيا قد يؤثر سلبا على تطور الاحداث في روسيا. لذلك احتجزته وارسلته إلى سفينة احتجز فيها البحارة التجاريون الالمان. إلا أن الحكومة المؤقتة وجهت برقية إلى السلطة البريطانية بطلب الافراج عنه باعتباره مناضلا ضد القيصر. فاطلق سراحه، وعاد تروتسكي إلى روسيا في 4 مايو/آيار عام 1917 وأصبح يتخذ موقفا معاديا للحكومة المؤقتة فاعتقلته الحكومة واتهمته بالتجسس لصالح ألمانيا[14]، شأنه شأن لينين وأنصاره الذين اضطروا إلى الاختفاء وممارسة النشاط السري طول صيف عام 1917 [15]. شهد المؤتمر السادس للحزب الاشتراكي الديموقراطي الروسي (الحزب البلشفي) الذي عقد في شهر يوليو/تموز عام 1917 التوحيد بين انصار لينين وأنصار تروتسكي الذي ما زال سجينا في سجن سانت بطرسبرج بتهمة التجسس. وتم انتخاب تروتسكي عضوا في اللجنة المركزية للحزب البلشفي. وبعد فشل محاولة الانقلاب برئاسة الجنرال كورنيلوف تم الافراج عن تروتسكي بكفالة. وفي 20 سبتمبر/ايلول تم انتخابه رئيسا لمجلس نواب العمال والجنود في سانت بطرسبرج الذي لعب دورا رئيسيا في الانقلاب على حكومة كيرينسكي.

بعد قيام ثورة أكتوبر في روسيا وتولي البلاشفة السلطة في سانت بطرسبرج شغل تروتسكي منصب وزير الحربية[16] ورئيس المجلس العسكري الثوري في جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية. واتخذ تروتسكي خطوات رامية إلى استعادة القدرة القتالية للجيش الأحمر الذي انهار إثر توقيع اتفاقية السلام الانفصالية مع ألمانيا. كان تروتسكي منظرا رئيسيا لسياسة الأرهاب الاحمر [16] التي رأها بمثابة اداة اساسية لقمع طبقة محكوم عليها بالموت على حد تعبيره. ومارس تروتسكي مبادئ الصراع الطبقي على كافة الاصعدة.[17]

[عدل] العزلكان تروتسكي يسعى دوما إلى تولي زمام السلطة في الحزب والدولة[17]. لكن لينين الذي حظي في مرحلة الثورة والحرب الاهلية بشعبية أكبر منه حال دون وقوع ذلك.[18][19]

الا انه بعد موت لينين عام 1924 احتدم الصراع من اجل السلطة بينه وبين ستالين الذي تمكن من التحالف مع زينوفييف وكامنييف وبوخارين وغيرهم بل وتمكن أيضا من عزل انصار تروتسكي في الحزب واشعال خلافات بينه من جهة وانصاره من جهة أخرى.[20]

في عام 1926 تم اعفاء تروتسكي عن العضوية في المكتب السياسي في الحزب البلشفي بتهمة النشاط المعادي للحزب'[21]

[عدل] تروتسكي خارج الأتحاد السوفيتيتم تهجيره عام 1929 خارج الأتحاد السوفيتي إلى تركيا. اما انصاره في الحزب الذين اعترفوا باخطائهم مثل زينوفيف وكامينيف وراديك وانتونوف اوفسينكو وغيرهم فاعدمهم كلهم ستالين في ثلاثينات القرن الماضي.

في عام 1932 تم نزع تروتسكي عن جنسية الأتحاد السوفيتي، فانتقل إلى فرنسا ثم إلى الدنمارك والنرويج عام 1935.

اعتقلت حكومة النرويج تروتسكي وصادرت مؤلفاته كلها خشية لتأثيره السلبي على الوضع الداخلي في البلاد. واضطر إلى مغادرة البلاد خوفا من تلسيمه إلى الحكومة السوفيتية.[22]

في عام 1936 هاجر تروتسكي إلى المكسيك حيث اقام في منزل الفنان ديوغو ريفيرا.[23]

[عدل] أعلان قيام الأممية الرابعةأعلن تروتسكي عام 1938 قيام الأممية الرابعة[24] (المنظمة تضم الاحزاب التروتيكية في العالم كله) التي لا تزال قائمة لحد الآن[25]. ويحظى نشطاءها بنوع من الشعبية في بعض الدوائر الشبابية لبعض دول العالم وخاصة في أمريكا اللاتينية. وتجدر الإشارة إلى دور لعبه التروتسكيون في الاضطرابات الطلابية عام 1968 في باريس.[26][27]

[عدل] الوفاةاقيمت عام 1937 في الأتحاد السوفيتي المحاكمة على تروتسكي التي اصدرت بحقه حكم الاعدام الغيابي.[28]

تعرض تروتسكي في مايو/آيار عام 1940 لمحاولة الاغتيال الفاشلة[29] التي ترأسها المكسيكي سيكيروس الستاليني والفنان المعروف. في اغسطس/آب عام 1940 قام عنصر المخابرات الستالينية رامون ميركادير باغتيال تروتسكي في المكسيك [30][31]. واصيب تروتسكي بجرح خطير في رأسه على يد مركادر ومات في المستشفى يوم 21 اغسطس/أب عام 1940.[32]