صفحة 1 من 1

إذابة الشريعة في نظم الغرب

مرسل: الأحد ديسمبر 18, 2011 10:18 am
بواسطة فيصل الحمدان
1. إذابة الشريعة في نظم الغرب
يقول المفكر الكافر .ا.ر. قب في كتابه ( إلى أين يتجه الإسلام ) [ whither islamic] ص 328 :


" إن مستقبل التغريب والدور الذي سيلعبه في العالم الإسلامي لا يتوقف على المظاهر الخارجية للتأثر والإقتباس، لأن الصورة مظاهر ثانوية، وكلما كان التقليد في المظاهر أكمل كان أمتزاج الشيء المنقول بنفس المقلدين أقل .......... ( أنتبه ) .


لأن فهم الروح والأصول التي تنطوي عليهما المظاهر الخارجية فهماً كاملاً لابد أن يصحبه إدراك التعديلات التي تتطلبها الظروف المحلية.


ويمكن أن يزولَ من العالم الإسلامي كثير من النظم الغربية التي نراها فيه الأن، ثم لايكون مع ذلك أقلَ حظاً من الإستغراب، بل ربما كان أوفر حظاً .


وإذا أردنا أن نعرف المقياس الصحيح للنفوذ الغربي ولمدى تغـلغـل الثقافة الغربية في الإسلام كان علينا أن ننظر إلى ماوراء هذه المظاهر السطحية، عليييينا أن نبحث عن الأراء الجديدة والأفكار والحركات المستحدثة التي أُبتكرت بدافع من التأثر بالغرب وأساليبه" انتهى .



كثير من مثقفي المسلمين والعرب خاصة المشتغلين بالسياسة، يتحدثون عن أهمية التطوير والحاجة إليه، ومايتبع ذلك من قوانين ونظم، وتطويرهم غالباً مايهدفُ إلى تطوير الشريعة الإسلامية بجعلها ملائمة لأنظم الغرب، أو لإنماط حياتنا المنقولة عن الغرب المسيحي أو اللاديني ... لافرق .


هم يريدون تشكيل الشريعة الإسلامية بشكل هذه الحياة بدلاً من أن تشكل الحياة بشكل الشريعة ! أي أن الواحد منهم يحكَّم هذه الأنماط الغربية في الشريعة بدلاً من أن يحكم الشريعة فيها، وبعبارة أخرى هو يعرض الشريعة على واقع الحياة وليس العكس .


وهو مع ذلك لايميز بين الشريعة الإسلامية المنزلة من عند الله وبين القانون الغربي الذي صنعته الأهواء والمصالح، بل الذي صنعته اليهودية العالمية في بعض الأحيان، كما هو الشأن في القانون الفرنسي الذي أُستمدت منه القوانين العربية المعاصرة.


...


وببساطة إن الذي يعتريه شك في أن الشريعة الإسلامية - كما هي في القران والسنة - ليست منزلة من عندالله فهو كافر، والذي يؤمن بأنها منزلة من عند الله لايعتريه شك في صلاحيتها لكل مكان وزمان، لأن الله يعلم الماضي والحاضر والمستقبل، قد أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداً، كما وصف نفسه - سبحانه - بذلك في محكم كتابه وبذلك يؤمن المسلمون .


...


ولاشك أن أن تفاعل الشريعة لإسلامية السماوية مع شرائع الغرب الوضعية الوضيعة هو شر مما لو أستعرنا القانون الغربي كله أو بعضه .


لأن من الممكن التخلص من الدخيل بهذه الحالة، أما في حالة الإندماج والتفاعل فإن إدراك الحدود بينهما صعب، وتخليص الشريعة الإسلامية مما دخلها من أسباب الزيغ والهلاك والإنحراف يكاد يتعذر بعد أن تتغـلغـل الروح الغربية في كيانها، ويصبح الناتج شيئاً جديداً معقد التركيب، تختلف خصائصه وصفاته عن كل العنصرين المكونين له .


ثم إن الناس يدركون إدراكاً واضحاً أن القانون الذي يحتكمون إليه هو قانون دخيل أما في الحالة الثانية فقد يتوهمون أن القانون الذي يحكمهم هو قانون إسلامي ولهذا يسعى عتاولة التغريب والفرنجة وأذنابهم في بلاد المسلمين ليل نهار بلا كلل أو ملل .