صفحة 1 من 1

العراق وسورية..ومستقبلهما مع إيران!!

مرسل: الأحد ديسمبر 18, 2011 12:54 pm
بواسطة عبدالعزيزالشنفري3
يوسف الكويليت

إيران، بين سورية والعراق، أيهما الذي يحظى بالأهمية الاستراتيجية الطويلة، وكيف ترى نفسها تقترن بزواجٍ مقبول في العراق مع الأغلبية الشيعية، ومرفوضٍ من الأكثرية السنية في سورية؟

العراق يسير في الدائرة الإيرانية، لأن الحكومة وأحزابها يرونها الحضن الآمن لبقائهم، وثروات هذا البلد مغرية جداً لأي قوة إقليمية أو دولية، ومن هنا بدأ الصراع بين أمريكا وإيران، ليس على من يحكم ويوالي، بل من لديه القدرة بتحريك تلك الثروات واستثمارها وقد تكون الصيغة القادمة، اتفاقاً بينهما إذا ما وجدت مصالحهما فرص سياسة جديدة تتفق مع الدخول للكنز الثمين بشراكة استراتيجية تغير العداوات إلى صداقات مصالح..

قد تطول قبضة إيران على العراق، لكن التنافر قد يحدث لأسباب غير متوقعة وخاصة الرؤية، المتباعدة بين العربي، والفارسي من خلال صراع تاريخي، لا تخفي إيران، في أدبيات ما بعد الثورة، احتقارها للعرب، والمناداة بإخلاء قاموسها اللغوي من مفردات اللغة العربية، وإنهاء الخط ببديل آخر، وهذا ما سيجسد الخلاف، إضافة إلى النظرة الفوقية حتى لمن ينتمي منهم إلى المذهب المشترك، والجانب العراقي، مهما طالت المدة، كشأن أي شعب، لايمكن قبول سيادة عليه بأي عذر، وكلّ ما يجري هو إرهاصات لظروف أخرى قد تخلق أسبابها بمفاهيم ومصدات سياسية أخرى..

الوجود الإيراني في العراق، يعني وجوداً على حدود عربية أخرى، وشهدنا كيف كان الموقف الرسمي لحكومة بغداد من أحداث البحرين عندما استخدمت نفس المفردات والكلمات التي ظهرت من إيران، وترسم خطة معها لحماية النظام السوري من السقوط، لأن ذلك يعني جبهة أخرى قد تنفتح عليه وتتسبب في قلاقل للعراق وإيران معاً..

سورية اعتقدت أن حكومات الملالي، هي الإطار الذي يجعل تحركها وتحالفها نحو هذا البلد يعطيها ميزة تغيير النظام في لبنان، ليصبح سلسلة الظهر لها سواء مع تركيا أو إسرائيل، أو الأردن وغيرها، وعملية التمسك بنظام الأسد ليس حليفاً، بل قاعدة أساسية في حلم تمدد الامبراطورية الإيرانية، لازالت تداعب مخيلة الملالي، وأن انتهاء حكم يتناغم معها في المذهب والتطلعات، يعني كسر تلك الحلقة الأساسية في السلسلة الطويلة، وأهميتها مع العراق إن كلا البلدين عمقٌ جغرافي وبشري، وثروات مساندة لذلك الحلم..

العراق ما بعد جلاء القوات الأمريكية مرشح لعدم الاستقرار، وهناك من يحاول استغلال هذا الظرف بإعلان حكومات أقاليم للابتعاد عن المركز وتسلطه وفساده، والخشية أن تستقل تلك الأقاليم بقرارها أسوة بالشمال الكردي..

سورية تواجه وضعاً لا يخفى على شعبها أن النظام يجب أن ينتهي مهما كانت أنهر الدماء، ويستعصي على إيران والعراق حماية حكم يعاديه شعبه، ثم إن بعض العلويين ليسوا على خط الدولة، وبالتالي فالانتصار، بدعم خارجي مهما بلغ من السخاء المادي والتسليح، لا يحمي نظاماً آيلاً للسقوط، وبنهايته سينتهي الحلم الإيراني بعقد تحالف مع بلدين عربيين مهمين..