نصف الشهر والعشرة أشهر
مرسل: الأحد ديسمبر 18, 2011 12:59 pm
تركي عبدالله السديري
قبل عشر سنوات وعبر زيارة سياحية لاستراليا، لفت انتباهي معلومة جيدة للغاية.. تقول هذه المعلومة: إن الموظف الأجنبي من دول العمالة الآسيوية أي ممن يكون مرتب العامل الواحد سائقاً، أو طباخاً، أو منظفاً، أو عاملاً في عدة مجالات.. ما بين مئتي دولار أو ثلاثمئة في الدول الأخرى قد جعلوا مرتبه مرتفعاً يتجاوز ألف وخمسمئة دولار.. لماذا؟ حتى لا يكون انخفاض مرتبه مغرياً لإبعاد المواطن المحلي عن شغل هذه الوظائف.. الأمر الذي سيجعل صاحب مقر العمل يختار المواطن على غيره ما دام ليس هناك انخفاض للأجنبي.. وهناك فائدة أخرى؛ وهي توجيه صاحب العمل إذا ما اضطر للتعاقد من الخارج لأن يختار صاحب كفاءة يوضحها حجم المرتب..
هذه المعلومة عرفتها قبل عشر سنوات..
ثم أخيراً قامت الهند بمنع عقود أصحاب التخصصات الصناعية أو كفاءة الإدارة أو تنوع القدرة حتى تكسبهم في الوظائف المحلية، ونحن نعرف أن الهند تزدحم بأكثر من مليار مواطن.. كيف وصلت إلى هذه الكفاءة في تجهيز فرص العمل.. الذي فرضت به وجود المواطنة..
الصين التي تزدحم بأكثر من مليار وثلاثمئة مليون وموجودة تقريباً في معظم دول العالم لكن ليس لها حضور رخيص بل مرموق، وعرفت كيف تفرض تواصلاً مهنياً بين موظف الداخل والخارج، واستطاعت أن تحرج أمريكا ومعها بعض دول أوروبية بخفض المنتجات الصناعية بما لا يقل عن ٨٠٪ وماكينات الحلاقة خير شاهد..
براعة الصين جعلت الناس يتداولون نكتة تقول: إن دولة في وسط أفريقيا انتشر فيها مرض الإيدز بنسبة ٥٠٪، بما يعني أنها بعد سنوات ستكون خالية من السكان، الأمر الذي حرض الصين أن تهجر إلى هذه الدولة ما يقارب من عدد سكانها.. الصينيون يتوالدون فيكثرون والأفارقة يتساقطون فتغيب مواطنتهم ووقتها تصبح دولة صينية..
إن كل سكان العالم العربي لا يصلون إلى ربع سكان الصين أو الهند، فلماذا هم معاقون إما بربيع ميادين، أو صيف إطلاق نار، أو مظلة عزلة كما في سوريا، أو توسعة ميادين المبارزة كما في اليمن.. نحن أفضل الجميع واقعاً وإمكانيات، لكن ما نريده من تميز توظيف لا نريده أن يقارن بأوضاع عربية ولكن بخطوات جبارة انتهجتها دول بناءة ورائدة ابتعدت تماماً عن فقرها وبطالتها..
يجب أولاً أن نتدخل في طبيعة الدوام المحلي.. كيف يجوز أن تتجمد معاملة حقوق مهمة لأن موظف الصادر والوارد ذهب لزيارة جدته، أو أن مدير الإدارة أصابه صداع ففضل أن يأخذ الشاي في بيته، والأسوأ أن يوجد من يخفي المعاملة ثم يطلب مكافأة سرية لو عثر عليها..
أنا أذكر أن معاملة عادية تماماً استغرق عبورها إدارات العمل ما لا يقل عن عشرة أشهر، بينما لو كانت في أي بلد غير عربي لما استغرقت أكثر من خمسة عشر يوماً..
ما سبق يوضح عجز التنفيذ وروتينية العمل، حيث لا يوجد تقارب تكافؤ بين ما تكاثرت به قرارات ومشاريع الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله - من أجل دعم التوظيف ورفع مستويات المعيشة مقارن كل ذلك بمستوى جهات التنفيذ، ولا أعني الموظفين الصغار وإنما أعني كل جهاز العمل.
قبل عشر سنوات وعبر زيارة سياحية لاستراليا، لفت انتباهي معلومة جيدة للغاية.. تقول هذه المعلومة: إن الموظف الأجنبي من دول العمالة الآسيوية أي ممن يكون مرتب العامل الواحد سائقاً، أو طباخاً، أو منظفاً، أو عاملاً في عدة مجالات.. ما بين مئتي دولار أو ثلاثمئة في الدول الأخرى قد جعلوا مرتبه مرتفعاً يتجاوز ألف وخمسمئة دولار.. لماذا؟ حتى لا يكون انخفاض مرتبه مغرياً لإبعاد المواطن المحلي عن شغل هذه الوظائف.. الأمر الذي سيجعل صاحب مقر العمل يختار المواطن على غيره ما دام ليس هناك انخفاض للأجنبي.. وهناك فائدة أخرى؛ وهي توجيه صاحب العمل إذا ما اضطر للتعاقد من الخارج لأن يختار صاحب كفاءة يوضحها حجم المرتب..
هذه المعلومة عرفتها قبل عشر سنوات..
ثم أخيراً قامت الهند بمنع عقود أصحاب التخصصات الصناعية أو كفاءة الإدارة أو تنوع القدرة حتى تكسبهم في الوظائف المحلية، ونحن نعرف أن الهند تزدحم بأكثر من مليار مواطن.. كيف وصلت إلى هذه الكفاءة في تجهيز فرص العمل.. الذي فرضت به وجود المواطنة..
الصين التي تزدحم بأكثر من مليار وثلاثمئة مليون وموجودة تقريباً في معظم دول العالم لكن ليس لها حضور رخيص بل مرموق، وعرفت كيف تفرض تواصلاً مهنياً بين موظف الداخل والخارج، واستطاعت أن تحرج أمريكا ومعها بعض دول أوروبية بخفض المنتجات الصناعية بما لا يقل عن ٨٠٪ وماكينات الحلاقة خير شاهد..
براعة الصين جعلت الناس يتداولون نكتة تقول: إن دولة في وسط أفريقيا انتشر فيها مرض الإيدز بنسبة ٥٠٪، بما يعني أنها بعد سنوات ستكون خالية من السكان، الأمر الذي حرض الصين أن تهجر إلى هذه الدولة ما يقارب من عدد سكانها.. الصينيون يتوالدون فيكثرون والأفارقة يتساقطون فتغيب مواطنتهم ووقتها تصبح دولة صينية..
إن كل سكان العالم العربي لا يصلون إلى ربع سكان الصين أو الهند، فلماذا هم معاقون إما بربيع ميادين، أو صيف إطلاق نار، أو مظلة عزلة كما في سوريا، أو توسعة ميادين المبارزة كما في اليمن.. نحن أفضل الجميع واقعاً وإمكانيات، لكن ما نريده من تميز توظيف لا نريده أن يقارن بأوضاع عربية ولكن بخطوات جبارة انتهجتها دول بناءة ورائدة ابتعدت تماماً عن فقرها وبطالتها..
يجب أولاً أن نتدخل في طبيعة الدوام المحلي.. كيف يجوز أن تتجمد معاملة حقوق مهمة لأن موظف الصادر والوارد ذهب لزيارة جدته، أو أن مدير الإدارة أصابه صداع ففضل أن يأخذ الشاي في بيته، والأسوأ أن يوجد من يخفي المعاملة ثم يطلب مكافأة سرية لو عثر عليها..
أنا أذكر أن معاملة عادية تماماً استغرق عبورها إدارات العمل ما لا يقل عن عشرة أشهر، بينما لو كانت في أي بلد غير عربي لما استغرقت أكثر من خمسة عشر يوماً..
ما سبق يوضح عجز التنفيذ وروتينية العمل، حيث لا يوجد تقارب تكافؤ بين ما تكاثرت به قرارات ومشاريع الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله - من أجل دعم التوظيف ورفع مستويات المعيشة مقارن كل ذلك بمستوى جهات التنفيذ، ولا أعني الموظفين الصغار وإنما أعني كل جهاز العمل.