خطب البيكادلي وتركيبة السعوديين
مرسل: الأحد ديسمبر 18, 2011 3:24 pm
الأن تختلف معي أو أختلف معك في الرأي، لا مشكلة، أن تنتقد أدائي العملي أو أنتقد أداءك، لا مشكلة أيضاً، فالله جل وعلا خلق البشر مختلفين في التفكير وفي النظر إلى الأمور، وخلقهم متبايني القدرات والإمكانات والهيئات، وهذه مسلمات لا يمكن الجدل حولها.
لكن المشكلة في الاختلاف والنقد تكمن بوضوح في أمرين: أولهما، الهدف فإن كان الهدف من الاختلاف والنقد الوصول إلى نتيجة إيجابية أفضل، أي إصلاح خلل ما في الواقع، أو تقييم اعوجاج في تفكير أو اعتقاد، فلا أظن أحداً يرفض ذلك، أما إن كان الهدف الإدانة والتشهير والشماتة وما هو أخطر وأفدح من ذلك، فالأمر لا يحتاج إلى تعليق.
الأمر الثاني: المنطلق، وأقصد الأرضية التي نقف عليها جميعاً حين نختلف أو ننتقد بعضنا بعضاً، إذ هناك ثوابت راسخة، وقيم عميقة، وأخلاقيات متأصلة، فإن كنا متفقين على تلك الأرضية والجذور بثوابتها وقيمها وأخلاقياتها، فإن اختلافنا، ونقدنا لبعضنا بعضاً سيصل إلى الهدف النبيل المتوخى من الاختلاف والنقد، أمّا إن كنا مختلفين أصلاً في المنطلق فإن الوصول إلى الهدف السامي يصبح مستحيلاً، بل لا يمكن تحديد هدف أصلاً، والمشكلة هنا تكبر وتتضخم حين يتنكر البعض في هذه النقطة أننا أبناء بيئة واحدة، وتربة تربوية واحدة، ويحاول أن يطبق على اختلافنا ونقدنا لبعضنا بعضاً معايير، إما مستوردة من بيئة أخرى لها ثوابتها وقيمها المختلفة وسباقاتها المنسجمة مع مرجعياتها وجذورها، أو معايير مفتعلة انفعالية لا يمكن أن يقبلها هو أصلاً، لو حاولت تطبيقها عليه، وهو محق في رفضه لها، لكنه في حميّا التعصب لرأيه ووجهة نظره ينسى أنه لا يقبلها على نفسه، وتراه يقفز على هذه الحقيقة ويتجاهلها، ويتحول إلى “دكتاتور” أشر، فإما أن تقبل منه ما لا يقبله على نفسه أو تتحول إلى الشيطان الأكبر عنده.
وقد يقول قائل الآن ساخراً أو مستنكراً وكيف أعرف – يا حكيم الزمان – أن الهدف نبيل وأن المنطلق سليم، وأقول جاداً إن أجدادنا العرب منذ قديم الزمان قالوا المرء مخبوء تحت لسانه، وقالوا كاد المريب أن يقول خذوني، وقال شاعرهم ثوب الرياء يشف عما تحته، ولكي أقرب المسألة أكثر أقول إنني قد أقول لك السلام عليكم، فأستنفر كل ما فيك من مشاعر غضب وكره، وربما أستنفر حقدا دفينا، وقد أقول أهلاً يا (…) مما نتداوله من شتائم بريئة فأملأك حبوراً ونشوة وقبولاً، وهذا مثال بسيط، أرجو أن تكون فهمته، وأن تتمكن من تطبيقه على مواقف أكبر وأخطر، وقبل ذلك ومعه، لابد أننا جميعاً ندرك عن قناعة وفهم موضوعي عميق لطبيعة تركيبة مجتمعنا العقلية والنفسية والقيمية أن خطب الـ”بيكادلي” يستحيل أن يقبلها سعودي عاقل في إحدى حدائق “المملكة”، حتى لو كان ممن انتشوا لسماعها هناك أو مارسها فعلاً بنفسه في لحظة اندفاع، أو انتفاع
لكن المشكلة في الاختلاف والنقد تكمن بوضوح في أمرين: أولهما، الهدف فإن كان الهدف من الاختلاف والنقد الوصول إلى نتيجة إيجابية أفضل، أي إصلاح خلل ما في الواقع، أو تقييم اعوجاج في تفكير أو اعتقاد، فلا أظن أحداً يرفض ذلك، أما إن كان الهدف الإدانة والتشهير والشماتة وما هو أخطر وأفدح من ذلك، فالأمر لا يحتاج إلى تعليق.
الأمر الثاني: المنطلق، وأقصد الأرضية التي نقف عليها جميعاً حين نختلف أو ننتقد بعضنا بعضاً، إذ هناك ثوابت راسخة، وقيم عميقة، وأخلاقيات متأصلة، فإن كنا متفقين على تلك الأرضية والجذور بثوابتها وقيمها وأخلاقياتها، فإن اختلافنا، ونقدنا لبعضنا بعضاً سيصل إلى الهدف النبيل المتوخى من الاختلاف والنقد، أمّا إن كنا مختلفين أصلاً في المنطلق فإن الوصول إلى الهدف السامي يصبح مستحيلاً، بل لا يمكن تحديد هدف أصلاً، والمشكلة هنا تكبر وتتضخم حين يتنكر البعض في هذه النقطة أننا أبناء بيئة واحدة، وتربة تربوية واحدة، ويحاول أن يطبق على اختلافنا ونقدنا لبعضنا بعضاً معايير، إما مستوردة من بيئة أخرى لها ثوابتها وقيمها المختلفة وسباقاتها المنسجمة مع مرجعياتها وجذورها، أو معايير مفتعلة انفعالية لا يمكن أن يقبلها هو أصلاً، لو حاولت تطبيقها عليه، وهو محق في رفضه لها، لكنه في حميّا التعصب لرأيه ووجهة نظره ينسى أنه لا يقبلها على نفسه، وتراه يقفز على هذه الحقيقة ويتجاهلها، ويتحول إلى “دكتاتور” أشر، فإما أن تقبل منه ما لا يقبله على نفسه أو تتحول إلى الشيطان الأكبر عنده.
وقد يقول قائل الآن ساخراً أو مستنكراً وكيف أعرف – يا حكيم الزمان – أن الهدف نبيل وأن المنطلق سليم، وأقول جاداً إن أجدادنا العرب منذ قديم الزمان قالوا المرء مخبوء تحت لسانه، وقالوا كاد المريب أن يقول خذوني، وقال شاعرهم ثوب الرياء يشف عما تحته، ولكي أقرب المسألة أكثر أقول إنني قد أقول لك السلام عليكم، فأستنفر كل ما فيك من مشاعر غضب وكره، وربما أستنفر حقدا دفينا، وقد أقول أهلاً يا (…) مما نتداوله من شتائم بريئة فأملأك حبوراً ونشوة وقبولاً، وهذا مثال بسيط، أرجو أن تكون فهمته، وأن تتمكن من تطبيقه على مواقف أكبر وأخطر، وقبل ذلك ومعه، لابد أننا جميعاً ندرك عن قناعة وفهم موضوعي عميق لطبيعة تركيبة مجتمعنا العقلية والنفسية والقيمية أن خطب الـ”بيكادلي” يستحيل أن يقبلها سعودي عاقل في إحدى حدائق “المملكة”، حتى لو كان ممن انتشوا لسماعها هناك أو مارسها فعلاً بنفسه في لحظة اندفاع، أو انتفاع