المستقبل للإسلام
مرسل: الأحد ديسمبر 18, 2011 7:23 pm
كما أن الظمأ للماء يدل على وجود الماء ,كذلك الظمأ للدين يدل على وجود هذا الدين.
والدين الحق هو الدين الذي يقدّم تصوّراً صادقاً عن الوجود ,وعن مركز الإنسان فيه , وعن غاية وجود هذا الإنسان ..
الدين الحق هو الذي يستطيع أن يروي ظمأ الأسئلة الخالدة في تاريخ الإنسان : من أين أتيت ؟ ولماذا أعيش؟ وإلى أين أذهب ؟ . هذه الأسئلة الكبرى في الحياة التي تسكن أعماقنا ولا مفر لنا من مواجهتها , شئنا أم أبينا !.
الدين الحق هو الذي لا يصادم العقل بل يُقنعه , ولا يجفو العاطفة بل يُمتعها , ولا يقف أبداً في وجه فطرة الإنسان .
الدين الحق هو الذي يربط حياتنا بالوجود كله , ويقيم الجسور بين عالم الغيب وعالم الشهادة , ويربط بين السماء والأرض , وبين الحياة والمصير , وبين السياسة والاقتصاد والأخلاق..ويقيم التوازن بين الفرد والمجتمع , وبين الضرورة والجمال , وبين الواقع والمثال ..
الدين الحق هو الذي يأخذ النفس من أقطارها , فيخاطب كل أبعاد الإنسان, عقلاً وروحاً وجسداً وينمّيها كلها , ويرتقي بها صُعداً إلى أقصى درجات الكمال , فلا يُفقد العقل توهّجه , ولا يحرم القلب حرارته ، ولا يمنع الجسد حق البهجة في الحياة .. فيُلبّي كل تطلعات الإنسان وأشواقه الأصيلة , في صورة رائعة من العد ل والانسجام و التنظيم ..ويُحقق كل المُمكنات الخيّرة في حياة الإنسان , ويفجّر كل الطاقات الكامنة في أعماقه ..
الدين الحق هو الذي يتّسع فيشمل كل نشاط الإنسان في كل حقول الحياة , فيرفع الجسد إلى مستوى الروح ويجعل الصلاة عبادة , والعمل عبادة , والنوم عبادة , والزواج عبادة .. ويجعل العبودية لله تمتد خيوطها في الحياة الإنسانية امتداد الشرايين وامتداد الأعصاب .
الدين الحق هو " دين الكتاب والميزان والحديد " . أي دين العلم والعدل والقوة ..
الدين الحق منهاج حياة , ومنظومة قيم , لا تتحكم به الرغبات والأهواء , بل ينسجم مع قوانين الكون والحياة ..
وفي الإسلام تصبح الحياة كلها محراباً للعبادة .. بومضة الفكر .. بخطرة القلب .. بخلجة النفس .. بسجدة الجبين .. بعزمة الساعد سواء بسواء…
وفي الإسلام منهاج حياة .. وسكينة روح .. ومنازل شوق .. ووقود حضارة .. ووعي بالوجود وبالمصير .
وفي الإسلام حوار دائم فعّال بين السماء والأرض .. وائتلاف بين الروح والجسد .. وأُخوّة بين العقل والوجدان .. وتوازن بين التسامح والاعتزاز ..
فالإســلام ديــن للحيـاة .. دين للنّماء ..دين تطابق تكاليفه فطرة الإنسان .. إذ يأخذ بيدها خطوة خطـوة , ويصعد بهـا برفـق وحيويـة في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة ..
لا يغفل الإسلام لحظة واحدة عن فطرة الإنسان وحدود طاقاته . أما باقي المذاهب فتحاول معاكسة الفطرة لتتحطم تحت مطارق هذه الفطرة ..
وإن الإنسان المسلم يعيش حياة الاستقرار والسكينة والسلام .. فهو معصوم من التمزق والحيرة والضياع .. إذ ليس ثمة أي عداء في الإسلام بين الروح والجسد (( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا )) (1).. (( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))(2) .
فالزينة مع الصلاة , ومع الطعام والشراب , ومع العدل والتوازن !.
لا انصداع في حياة المسلم , بل أمن وإيمان .. فالإسلام – من اسمه- تسليم لله وسلام .. سلام في الفكر .. وسلام في الروح .. وسلام في الضمير ..وسلام في الحياة .. وسلام في المصير..
والإسلام دين ينقل الإنسان نقلة فريدة من العمر المبذّر العابث , إلى حياة ذات معنى .. دين تبرأ من نتائج هوى الإنسان وجهل الإنسان , وبذا يُحقق سعادة الإنسان .. دين يحقق كرامة الإنسان ويمنحه الحرية الحقيقية , فالمسلم في سجوده لله وحده لا يعرف أبداً السجود للعبيد ..
وإن حاجة الإنسانية اليوم إلى الإسلام أكبر من تشويه المسلمين له , وأكبر من حقد الحاقدين عليه .. ولقد علّمنا التاريخ أن الهجوم على الإسلام كلما كان أعتى وأشد ازداد الإسلام جلاء و انتصاراً .. فالشك مقدمة اليقين .. وأحلك الساعات هي تلك التي تسبق طلوع الفجر ..
يقول د.عبد الكريم بكار : "إن عصا المعول التي تهدم في صرح الإسلام , تحمل في أحشائها نواة لوريقة تحن إلى دين التوحيد وتصدح به"(3).
فالإسلام هو رسالة السماء , فهو فوق مقاييس النصر والهزيمة بالمعنى المادي , فرسالة السماء لا تنهزم , ولن تنهزم أبداً .
وإن الذي يمسك الإسلام أن يزول , هو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا .. أرأيت لو زالت الشمس أو الجاذبية من هذا الكون , كم يكون الاضطراب؟! فكذلك وجود الإسلام في الحياة.
فالإسلام والشمس والقمر والجاذبية من سنن الكون التي يتحتّم وجودها .. لكنها سنة لن يراها إلا صاحب ضمير سليم , كما لا يرى الجاذبية إلا صاحب عقل عليم ..
والإسلام يجعل المسلم صديقاً للكون والسنن المبثوثة فيه , إذ يوجه وجهه لخالق الكون مع الكائنات . حتى ليمكننا أن نسأل : هل يسجد جبين المسلم لله على الأرض ؟ أم تسجد الأرض لله على جبين المسلم؟!.
الأرضُ تسـجدُ والجبينْ *** للهِ ، في حُـــبٍّ و ديــــنْ
فالحبُّ دنـيـا أشــرقـتْ *** آفاقُــهـــا بالسـّــاجدينْ
الحــبُّ جيـــلٌ مســـلمٌ *** يمضي بركبِ المرسلينْ
الحـــبُّ قلــبٌ ظامــئٌ *** للمصطفى في كلِّ حـينْ
والحـبُّ كـونٌ ســاجـدٌ *** لله ربِّ العالـــمـــــــين(4)
وإن أمة الإسلام قد تشكلت تاريخياً وحضارياَ من خلال كتاب اشتُقّ اسمه من القراءة .. وأول كلمة فيه هي " اقرأ " .. وأول أداة ذكرت فيه هي القلم .. وأول حرب خاضتها هي الحرب ضد الجاهلية , وضد الجهل الذي ينصب الأصنام ..
وإن أمة (اقرأ) بدأت من جديد تقرأ , وبدأت تتطهر بتوبة فكرية ستُنهي بإذن الله زمن انطفاء الفاعلية , وستُفعّل انطلاقة المسلم الحضارية ..
إن أمتنا تقف الآن على مفترق الأقدار .. وإن أمل الإنسانية مذخور في روح هذه الأمة وليس في مكان سواه .. والإسلام –رغم جهل المسلمين به – لا زال مقيما في ضمير المسلمين .. ولن يخلو زمان من أوس ومن خزرج .. ومن دعاة راشدين يجمعون الإخلاص مع الصواب, وإن دين الله لن يحمله –كما يقول القرضاوي- إلا " جيل واقعي لا يسبح في البر , ولا يحرث في البحر , ولا يبذر في الصخر ..
جيل يتجاوز العشوائية , و يحتكم إلى الحقائق , ولا ينسى وهو يتطلع إلى السماء أنه واقف على الأرض
جيل يرنو إلى شاطئ الأحلام , ولكنه يتوقع هياج البحر ..
جيل يراعي قوانين الله في كونه , كما يراعي أحكامه في شرعه ..
جيل يؤمن بالعلم , ويحترم العقل .. تعلم من القرآن والسنة أن التفكير فريضة , وأن التأمل عبادة , وأن طلب العلم جهاد ..
جيل لا يقف عند التغني بأمجاد الماضي , ولا عند النواح على هزائم الحاضر , ولا عند التمني لانتصارات المستقبل "(5) .
يقول الدكتور عماد الدين خليل : " لن يكون انتشار الإسلام السريع , وسريانه كالنور وسط الجماعات البشرية أمراً محيراً يثير الدهشة بقدر ما هو المصير المفروض في دين كهذا الدين .. إنها لمعادلة متكاملة الأطراف : أن يملك هذا الدين القدرة على الانتشار في كل زمان ومكان .. وأن يلتقي مع مطالب الإنسان وأشواقه وحاجاته الأصيلة في إفريقيا وفي أمريكا على السواء ..وأن يحمل قدرته على الحركة والامتداد في قرن سابع أو قرن عشرين ..ولقد كان الإسلام وسيظل الصيغة الوحيدة للتعامل مع إنسانية الإنسان , ليس من قبيل الكلام ولكنها التجربة المُعاشة التي شهدتها وتشهدها و ستشهدها باستمرار أقطار العالم ..
هذا الدين ما جاء للعربي وحده ولكنه جاء للإنسان أنّى وحيثما كان , وهو الدين الذي سيظل يتميز بقدرته الأبدية على الاستجابة لمطالب الإنسان في القرن السابع الميلادي أو القرن السبعين !! وسيظل الإسلام رغم اختلال التكافؤ , بل انعدامه أحياناً قديراً على الانتشار في كل زمان وفي كل مكان"(6).
بلى ففي مرآة المستقبل يلوح وجه الإسلام , وستسلم الإنسانية لخالقها , وستشرق الأرض بنور ربها.
يد بيد .. وأرواحنا بالإسلام تمتد .. لنعلن ونحن واثقون بتصاريف القضاء .. بما بشّرنا خبر السماء أن " المستقبل للإسلام" .
أخي في العقيدة لن نيأســا *** قريباً سيجلو الصباحُ المسا
وسـوف يزفُّ إلى العالمين *** بشـــائرَ تُنسي ظلام الأسى
فإنّا مع الفجــــر في موعدٍ *** عســـاه يكون قريباً ..عسى(7)
* * *
" من كتاب " ربحت محمدا ولم أخسر المسيح "
ابو رعدمحمد السبيعي
والدين الحق هو الدين الذي يقدّم تصوّراً صادقاً عن الوجود ,وعن مركز الإنسان فيه , وعن غاية وجود هذا الإنسان ..
الدين الحق هو الذي يستطيع أن يروي ظمأ الأسئلة الخالدة في تاريخ الإنسان : من أين أتيت ؟ ولماذا أعيش؟ وإلى أين أذهب ؟ . هذه الأسئلة الكبرى في الحياة التي تسكن أعماقنا ولا مفر لنا من مواجهتها , شئنا أم أبينا !.
الدين الحق هو الذي لا يصادم العقل بل يُقنعه , ولا يجفو العاطفة بل يُمتعها , ولا يقف أبداً في وجه فطرة الإنسان .
الدين الحق هو الذي يربط حياتنا بالوجود كله , ويقيم الجسور بين عالم الغيب وعالم الشهادة , ويربط بين السماء والأرض , وبين الحياة والمصير , وبين السياسة والاقتصاد والأخلاق..ويقيم التوازن بين الفرد والمجتمع , وبين الضرورة والجمال , وبين الواقع والمثال ..
الدين الحق هو الذي يأخذ النفس من أقطارها , فيخاطب كل أبعاد الإنسان, عقلاً وروحاً وجسداً وينمّيها كلها , ويرتقي بها صُعداً إلى أقصى درجات الكمال , فلا يُفقد العقل توهّجه , ولا يحرم القلب حرارته ، ولا يمنع الجسد حق البهجة في الحياة .. فيُلبّي كل تطلعات الإنسان وأشواقه الأصيلة , في صورة رائعة من العد ل والانسجام و التنظيم ..ويُحقق كل المُمكنات الخيّرة في حياة الإنسان , ويفجّر كل الطاقات الكامنة في أعماقه ..
الدين الحق هو الذي يتّسع فيشمل كل نشاط الإنسان في كل حقول الحياة , فيرفع الجسد إلى مستوى الروح ويجعل الصلاة عبادة , والعمل عبادة , والنوم عبادة , والزواج عبادة .. ويجعل العبودية لله تمتد خيوطها في الحياة الإنسانية امتداد الشرايين وامتداد الأعصاب .
الدين الحق هو " دين الكتاب والميزان والحديد " . أي دين العلم والعدل والقوة ..
الدين الحق منهاج حياة , ومنظومة قيم , لا تتحكم به الرغبات والأهواء , بل ينسجم مع قوانين الكون والحياة ..
وفي الإسلام تصبح الحياة كلها محراباً للعبادة .. بومضة الفكر .. بخطرة القلب .. بخلجة النفس .. بسجدة الجبين .. بعزمة الساعد سواء بسواء…
وفي الإسلام منهاج حياة .. وسكينة روح .. ومنازل شوق .. ووقود حضارة .. ووعي بالوجود وبالمصير .
وفي الإسلام حوار دائم فعّال بين السماء والأرض .. وائتلاف بين الروح والجسد .. وأُخوّة بين العقل والوجدان .. وتوازن بين التسامح والاعتزاز ..
فالإســلام ديــن للحيـاة .. دين للنّماء ..دين تطابق تكاليفه فطرة الإنسان .. إذ يأخذ بيدها خطوة خطـوة , ويصعد بهـا برفـق وحيويـة في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة ..
لا يغفل الإسلام لحظة واحدة عن فطرة الإنسان وحدود طاقاته . أما باقي المذاهب فتحاول معاكسة الفطرة لتتحطم تحت مطارق هذه الفطرة ..
وإن الإنسان المسلم يعيش حياة الاستقرار والسكينة والسلام .. فهو معصوم من التمزق والحيرة والضياع .. إذ ليس ثمة أي عداء في الإسلام بين الروح والجسد (( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا )) (1).. (( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))(2) .
فالزينة مع الصلاة , ومع الطعام والشراب , ومع العدل والتوازن !.
لا انصداع في حياة المسلم , بل أمن وإيمان .. فالإسلام – من اسمه- تسليم لله وسلام .. سلام في الفكر .. وسلام في الروح .. وسلام في الضمير ..وسلام في الحياة .. وسلام في المصير..
والإسلام دين ينقل الإنسان نقلة فريدة من العمر المبذّر العابث , إلى حياة ذات معنى .. دين تبرأ من نتائج هوى الإنسان وجهل الإنسان , وبذا يُحقق سعادة الإنسان .. دين يحقق كرامة الإنسان ويمنحه الحرية الحقيقية , فالمسلم في سجوده لله وحده لا يعرف أبداً السجود للعبيد ..
وإن حاجة الإنسانية اليوم إلى الإسلام أكبر من تشويه المسلمين له , وأكبر من حقد الحاقدين عليه .. ولقد علّمنا التاريخ أن الهجوم على الإسلام كلما كان أعتى وأشد ازداد الإسلام جلاء و انتصاراً .. فالشك مقدمة اليقين .. وأحلك الساعات هي تلك التي تسبق طلوع الفجر ..
يقول د.عبد الكريم بكار : "إن عصا المعول التي تهدم في صرح الإسلام , تحمل في أحشائها نواة لوريقة تحن إلى دين التوحيد وتصدح به"(3).
فالإسلام هو رسالة السماء , فهو فوق مقاييس النصر والهزيمة بالمعنى المادي , فرسالة السماء لا تنهزم , ولن تنهزم أبداً .
وإن الذي يمسك الإسلام أن يزول , هو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا .. أرأيت لو زالت الشمس أو الجاذبية من هذا الكون , كم يكون الاضطراب؟! فكذلك وجود الإسلام في الحياة.
فالإسلام والشمس والقمر والجاذبية من سنن الكون التي يتحتّم وجودها .. لكنها سنة لن يراها إلا صاحب ضمير سليم , كما لا يرى الجاذبية إلا صاحب عقل عليم ..
والإسلام يجعل المسلم صديقاً للكون والسنن المبثوثة فيه , إذ يوجه وجهه لخالق الكون مع الكائنات . حتى ليمكننا أن نسأل : هل يسجد جبين المسلم لله على الأرض ؟ أم تسجد الأرض لله على جبين المسلم؟!.
الأرضُ تسـجدُ والجبينْ *** للهِ ، في حُـــبٍّ و ديــــنْ
فالحبُّ دنـيـا أشــرقـتْ *** آفاقُــهـــا بالسـّــاجدينْ
الحــبُّ جيـــلٌ مســـلمٌ *** يمضي بركبِ المرسلينْ
الحـــبُّ قلــبٌ ظامــئٌ *** للمصطفى في كلِّ حـينْ
والحـبُّ كـونٌ ســاجـدٌ *** لله ربِّ العالـــمـــــــين(4)
وإن أمة الإسلام قد تشكلت تاريخياً وحضارياَ من خلال كتاب اشتُقّ اسمه من القراءة .. وأول كلمة فيه هي " اقرأ " .. وأول أداة ذكرت فيه هي القلم .. وأول حرب خاضتها هي الحرب ضد الجاهلية , وضد الجهل الذي ينصب الأصنام ..
وإن أمة (اقرأ) بدأت من جديد تقرأ , وبدأت تتطهر بتوبة فكرية ستُنهي بإذن الله زمن انطفاء الفاعلية , وستُفعّل انطلاقة المسلم الحضارية ..
إن أمتنا تقف الآن على مفترق الأقدار .. وإن أمل الإنسانية مذخور في روح هذه الأمة وليس في مكان سواه .. والإسلام –رغم جهل المسلمين به – لا زال مقيما في ضمير المسلمين .. ولن يخلو زمان من أوس ومن خزرج .. ومن دعاة راشدين يجمعون الإخلاص مع الصواب, وإن دين الله لن يحمله –كما يقول القرضاوي- إلا " جيل واقعي لا يسبح في البر , ولا يحرث في البحر , ولا يبذر في الصخر ..
جيل يتجاوز العشوائية , و يحتكم إلى الحقائق , ولا ينسى وهو يتطلع إلى السماء أنه واقف على الأرض
جيل يرنو إلى شاطئ الأحلام , ولكنه يتوقع هياج البحر ..
جيل يراعي قوانين الله في كونه , كما يراعي أحكامه في شرعه ..
جيل يؤمن بالعلم , ويحترم العقل .. تعلم من القرآن والسنة أن التفكير فريضة , وأن التأمل عبادة , وأن طلب العلم جهاد ..
جيل لا يقف عند التغني بأمجاد الماضي , ولا عند النواح على هزائم الحاضر , ولا عند التمني لانتصارات المستقبل "(5) .
يقول الدكتور عماد الدين خليل : " لن يكون انتشار الإسلام السريع , وسريانه كالنور وسط الجماعات البشرية أمراً محيراً يثير الدهشة بقدر ما هو المصير المفروض في دين كهذا الدين .. إنها لمعادلة متكاملة الأطراف : أن يملك هذا الدين القدرة على الانتشار في كل زمان ومكان .. وأن يلتقي مع مطالب الإنسان وأشواقه وحاجاته الأصيلة في إفريقيا وفي أمريكا على السواء ..وأن يحمل قدرته على الحركة والامتداد في قرن سابع أو قرن عشرين ..ولقد كان الإسلام وسيظل الصيغة الوحيدة للتعامل مع إنسانية الإنسان , ليس من قبيل الكلام ولكنها التجربة المُعاشة التي شهدتها وتشهدها و ستشهدها باستمرار أقطار العالم ..
هذا الدين ما جاء للعربي وحده ولكنه جاء للإنسان أنّى وحيثما كان , وهو الدين الذي سيظل يتميز بقدرته الأبدية على الاستجابة لمطالب الإنسان في القرن السابع الميلادي أو القرن السبعين !! وسيظل الإسلام رغم اختلال التكافؤ , بل انعدامه أحياناً قديراً على الانتشار في كل زمان وفي كل مكان"(6).
بلى ففي مرآة المستقبل يلوح وجه الإسلام , وستسلم الإنسانية لخالقها , وستشرق الأرض بنور ربها.
يد بيد .. وأرواحنا بالإسلام تمتد .. لنعلن ونحن واثقون بتصاريف القضاء .. بما بشّرنا خبر السماء أن " المستقبل للإسلام" .
أخي في العقيدة لن نيأســا *** قريباً سيجلو الصباحُ المسا
وسـوف يزفُّ إلى العالمين *** بشـــائرَ تُنسي ظلام الأسى
فإنّا مع الفجــــر في موعدٍ *** عســـاه يكون قريباً ..عسى(7)
* * *
" من كتاب " ربحت محمدا ولم أخسر المسيح "
ابو رعدمحمد السبيعي