عودة العنف إلى العراق
مرسل: الأحد ديسمبر 18, 2011 7:51 pm
عودة العنف إلى العراق
مشهد العنف المتصاعد في العراق بُعيد الانسحاب المزعوم للقوات الأمريكية من المدن العراقية، يذكرنا بأحداث السنة الأولى للاحتلال وما تبعها من عمليات إرهابية، كان هدفها محاولات إشعال الفتنة الطائفية في العراق، من خلال استهداف اماكن العبادة لهذه الطائفة واستهداف أماكن العبادة للطائفة الأخرى وبالتناوب، حتى تبدو وكأنها ردة فعل من هذه الطائفة أو تلك، وقد دلت الوقائع أن هذه العمليات كانت ضمن مخطط احتلالي صهيوني من تدبير فرق خاصة كانت تسمى (فرق الموت)، كان يقودها ضابطان امريكيان هما جيمس ستيل وستيف كاستيل، الضابطان المختصان بالارهاب، واللذان خدما في امريكا اللاتينية لمكافحة الحركات الثورية في نيكاراكوا وبوليفيا.
عودة أحداث العنف إلى العراق تجد من السلطات الحاكمة في بغداد تفسيراً وحيداً يلصق بالقاعدة، التي تعتبرها الحكومة واحزاب الاحتلال ارهابا مستوردا فكرا وتنفيذا، اضافة الى شماعة (الإرهاب البعثي)، الذي يمكن اعتباره وصفة جاهزة لكل عمل ارهابي يقع على الارض العراقية ،مع العلم ان تصريحات قادة الاحتلال وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تؤكد اندحار القاعدة وتراجع عملها في العراق.
فما حقيقة الامر في عودة العنف الى العراق وفي هذه المرحلة بالذات؟.
قبل البدء في شرح دوافع عودة العنف واطرافها ،لابد من التذكير أن الاتفاقية الامنية الامريكية التي وقعتها حكومة المنطقة الخضراء، لم تكن رغبة حكومية عراقية، بل هي نتاج الفعل المقاوم الذي اجبر قوات الاحتلال الى الاختباء في قواعد خارج المدن وهو امر اتى عكس مايشتهيه قادة الاحتلال الميدانيون، حيث ظهرت تصريحات من هؤلاء يؤكدون انهم سيتراجعون عن هذا الفعل في حال عودة العنف الى مدن العراق، وعدم قدرة القوات العراقية على حفظ الامن فيها، وهذا ما اكده نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في زيارته الاخيرة الى بغداد، حيث المح إلى عودة القوات الامريكية الى المدن في حال عودة العنف، لذا فان قوات الاحتلال لها مصلحة حقيقة في عودة العنف، وهي الأقدر على تنفيذه بوسائلها المتاحة وبتخطيط مع السي اي ايه، وبانتشاره تجد الذريعة للبقاء الطويل في العراق ،اضافة الى ان جهاز الموساد الذي يتواجد بقوة في شمال العراق وباقي المدن العراقية، وبتسميات شتى، منها الشركات الامنية والتجارية وشركات الاعمار، له مصلحة حقيقة في عودة العنف لتنفيذ مخطط صهيوني قديم، وقد يكون ضالعا وبقوة في تنفيذها، والتي ستنتهي الى حرب طائفية تؤدي الى تمزيق العراق وتقسيمه، يشاركهم بذلك الحزبان الكرديان الحاكمان في شمال العراق، واللذان يسعيان للانفصلال عن العراق ،ويبحثان عن تكوين فيدراليات في باقي اجزاء البلد المنكوب بالاحتلال، لتأخذ فيدراليتهم الشرعية في وجودها و استمرارها ،وبالتالي فان عودة العنف الى العراق يؤسس لانقسام المجتمع العراقي على اساس مذهبي اوعرقي، ويسهل تشكيل الفيدراليات العرقية او المذهبية.
لقد شهد العراق في الانتخابات التشريعية الاخيرة تكتلا للاحزاب الدينية ،وتشكل منها مايسمى بالائتلاف العراقي الموحد، واستخدم الدين واسم المرجعية للحصول على اصوات الناخبين، ولم يستطع ان يقدم خلال السنوات الماضية اي شيء للناخبين، الذين بدأت اصواتهم تصدح وعبر شاشات القنوات التي تملكها هذه الاحزاب ،وتندد بالحالة السيئة التي يعيشها المواطن العراقي في عهد حكم (المظلومية) التي صوتوا لها ،اضافة الى ان المكاسب المادية والتنافس على المناصب التي تدر الاموال الطائلة كانت سببا في انفراط عقد هذا الائتلاف، لذا فان الحاجة ضرورية ونحن على ابواب الانتخابات التشريعية الجديدة، لاعادة استمالة هذه الاصوات، من خلال تخويفها بعمليات ارهابية تستهدف هؤلاء ،وتجبرهم على الاحتماء وراء هذه الاحزاب التي فقدت شعبيتها ،وقد تناقلت شبكات الانترنيت وثائق سرية تسربت من مكاتب الميليشيات المسلحة لهذه الاحزاب، تخطط للقيام بمثل هذه العمليات الارهابية ومن خلالها يمكن ان تثقف ابناء طائفتها على ان هناك من يستهدفهم ،وانهم في استمرارهم بالسلطة قادرون على توفير الحماية لهم.
يضاف الى ذلك طرف اخر له مصلحة في عودة العنف الى العراق، وهذا الطرف متمثلا بما يسمى بالصهوات، التي نشأت بنتسيق امريكي حكومي ماليا وتسليحيا، ومارست دورا في اضعاف المقاومة خلال السنتين الماضيتين، بحجة محاربة القاعدة، وفقدت في هذه الايام الدعم الامريكي، وقوبل بعض قادتها بالجحود من الحكومة الحالية، حيث تعرض بعضهم للاعتقال والقتل ،وحُجبت عنهم المخصصات المالية التي كانوا يتقاضونها ،وبالتالي فان عودة العنف الى العراق هي رسالة قد يوجهها هؤلاء الى الحكومة، تثبت لها ان غيابهم شكل فراغا تسلل العنف من خلاله.
تلك هي الاطراف التي تمارس العنف بالعراق ،وقد يكون ذلك بتنسيق بينها او بين بعضها، اما الاتهامات التي توجهها الحكومة وقادة احزاب الاحتلال والقوات الامريكية الى المقاومة، فهو امر لايمكن تقبله لسببين :اولهما ان المقاومة في بياناتها واضحة وصريحة تركز على استهداف الاحتلال وقواته ،وثانيهما ان المقاوم الذي يضحي بدمه من اجل تحرير بلده وعودة الحريه لاهله لايمكن في اي حال من الاحوال ان يقتل اخوته.
مشهد العنف المتصاعد في العراق بُعيد الانسحاب المزعوم للقوات الأمريكية من المدن العراقية، يذكرنا بأحداث السنة الأولى للاحتلال وما تبعها من عمليات إرهابية، كان هدفها محاولات إشعال الفتنة الطائفية في العراق، من خلال استهداف اماكن العبادة لهذه الطائفة واستهداف أماكن العبادة للطائفة الأخرى وبالتناوب، حتى تبدو وكأنها ردة فعل من هذه الطائفة أو تلك، وقد دلت الوقائع أن هذه العمليات كانت ضمن مخطط احتلالي صهيوني من تدبير فرق خاصة كانت تسمى (فرق الموت)، كان يقودها ضابطان امريكيان هما جيمس ستيل وستيف كاستيل، الضابطان المختصان بالارهاب، واللذان خدما في امريكا اللاتينية لمكافحة الحركات الثورية في نيكاراكوا وبوليفيا.
عودة أحداث العنف إلى العراق تجد من السلطات الحاكمة في بغداد تفسيراً وحيداً يلصق بالقاعدة، التي تعتبرها الحكومة واحزاب الاحتلال ارهابا مستوردا فكرا وتنفيذا، اضافة الى شماعة (الإرهاب البعثي)، الذي يمكن اعتباره وصفة جاهزة لكل عمل ارهابي يقع على الارض العراقية ،مع العلم ان تصريحات قادة الاحتلال وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تؤكد اندحار القاعدة وتراجع عملها في العراق.
فما حقيقة الامر في عودة العنف الى العراق وفي هذه المرحلة بالذات؟.
قبل البدء في شرح دوافع عودة العنف واطرافها ،لابد من التذكير أن الاتفاقية الامنية الامريكية التي وقعتها حكومة المنطقة الخضراء، لم تكن رغبة حكومية عراقية، بل هي نتاج الفعل المقاوم الذي اجبر قوات الاحتلال الى الاختباء في قواعد خارج المدن وهو امر اتى عكس مايشتهيه قادة الاحتلال الميدانيون، حيث ظهرت تصريحات من هؤلاء يؤكدون انهم سيتراجعون عن هذا الفعل في حال عودة العنف الى مدن العراق، وعدم قدرة القوات العراقية على حفظ الامن فيها، وهذا ما اكده نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في زيارته الاخيرة الى بغداد، حيث المح إلى عودة القوات الامريكية الى المدن في حال عودة العنف، لذا فان قوات الاحتلال لها مصلحة حقيقة في عودة العنف، وهي الأقدر على تنفيذه بوسائلها المتاحة وبتخطيط مع السي اي ايه، وبانتشاره تجد الذريعة للبقاء الطويل في العراق ،اضافة الى ان جهاز الموساد الذي يتواجد بقوة في شمال العراق وباقي المدن العراقية، وبتسميات شتى، منها الشركات الامنية والتجارية وشركات الاعمار، له مصلحة حقيقة في عودة العنف لتنفيذ مخطط صهيوني قديم، وقد يكون ضالعا وبقوة في تنفيذها، والتي ستنتهي الى حرب طائفية تؤدي الى تمزيق العراق وتقسيمه، يشاركهم بذلك الحزبان الكرديان الحاكمان في شمال العراق، واللذان يسعيان للانفصلال عن العراق ،ويبحثان عن تكوين فيدراليات في باقي اجزاء البلد المنكوب بالاحتلال، لتأخذ فيدراليتهم الشرعية في وجودها و استمرارها ،وبالتالي فان عودة العنف الى العراق يؤسس لانقسام المجتمع العراقي على اساس مذهبي اوعرقي، ويسهل تشكيل الفيدراليات العرقية او المذهبية.
لقد شهد العراق في الانتخابات التشريعية الاخيرة تكتلا للاحزاب الدينية ،وتشكل منها مايسمى بالائتلاف العراقي الموحد، واستخدم الدين واسم المرجعية للحصول على اصوات الناخبين، ولم يستطع ان يقدم خلال السنوات الماضية اي شيء للناخبين، الذين بدأت اصواتهم تصدح وعبر شاشات القنوات التي تملكها هذه الاحزاب ،وتندد بالحالة السيئة التي يعيشها المواطن العراقي في عهد حكم (المظلومية) التي صوتوا لها ،اضافة الى ان المكاسب المادية والتنافس على المناصب التي تدر الاموال الطائلة كانت سببا في انفراط عقد هذا الائتلاف، لذا فان الحاجة ضرورية ونحن على ابواب الانتخابات التشريعية الجديدة، لاعادة استمالة هذه الاصوات، من خلال تخويفها بعمليات ارهابية تستهدف هؤلاء ،وتجبرهم على الاحتماء وراء هذه الاحزاب التي فقدت شعبيتها ،وقد تناقلت شبكات الانترنيت وثائق سرية تسربت من مكاتب الميليشيات المسلحة لهذه الاحزاب، تخطط للقيام بمثل هذه العمليات الارهابية ومن خلالها يمكن ان تثقف ابناء طائفتها على ان هناك من يستهدفهم ،وانهم في استمرارهم بالسلطة قادرون على توفير الحماية لهم.
يضاف الى ذلك طرف اخر له مصلحة في عودة العنف الى العراق، وهذا الطرف متمثلا بما يسمى بالصهوات، التي نشأت بنتسيق امريكي حكومي ماليا وتسليحيا، ومارست دورا في اضعاف المقاومة خلال السنتين الماضيتين، بحجة محاربة القاعدة، وفقدت في هذه الايام الدعم الامريكي، وقوبل بعض قادتها بالجحود من الحكومة الحالية، حيث تعرض بعضهم للاعتقال والقتل ،وحُجبت عنهم المخصصات المالية التي كانوا يتقاضونها ،وبالتالي فان عودة العنف الى العراق هي رسالة قد يوجهها هؤلاء الى الحكومة، تثبت لها ان غيابهم شكل فراغا تسلل العنف من خلاله.
تلك هي الاطراف التي تمارس العنف بالعراق ،وقد يكون ذلك بتنسيق بينها او بين بعضها، اما الاتهامات التي توجهها الحكومة وقادة احزاب الاحتلال والقوات الامريكية الى المقاومة، فهو امر لايمكن تقبله لسببين :اولهما ان المقاومة في بياناتها واضحة وصريحة تركز على استهداف الاحتلال وقواته ،وثانيهما ان المقاوم الذي يضحي بدمه من اجل تحرير بلده وعودة الحريه لاهله لايمكن في اي حال من الاحوال ان يقتل اخوته.