منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#43361
ذراع طهران بين اضطهاد الشعب و مغامرات التحدي الدولية !


دلت الأحداث الأخيرة التي عصفت بإيران في أعقاب تزوير الانتخابات لصالح احمدي نجاد طبيعة تصدع القيادات وتناحرها بين عدة معسكرات و تناقض الولاءات ما أجبر حكومة الولي الفقيه على إعادة استقراء الأحداث بشكل صحيح لا على أساس من التظاهر المسرحي في مواجهة الشعوب الإيرانية والرأي العام العالمي بأجراء تغييرات شكلية أو السعي الجدي لتنفيذ تلك المطالب للخروج من عنق زجاجة قمع حريات و حقوق المواطنين بمختلف قومياتهم ومذاهبهم وما طفى على السطح من حقيقة عدم وجود استراتيجية تغيير حكومية واضحة المعالم بدلاً عن القيام بخطوات ترقيع وترميم و وعود مهلهلة بهدف إطالة عمرها للبقاء في سدة الحكم وعرف العالم انه منذ مجيء خميني و حلول الثورة الإسلامية عام 1979 إذ شهدت إيران بعد الشاه العديد من الأحداث الدراماتيكية التي قادت إلى تدهور خطير في بنية البلد لاسيما المعاناة المريرة التي جرت مع بدايات الثورة التي تجاوزت بشكل فاضح على حقوق الإنسان مثل ارتكاب المجازر الدموية ضد المواطنين و زج الآلاف في السجون التي أودت بحياة الكثيرين اثر إعمال التعذيب الوحشية ومن ثم الحرب التي أشعلتها ضد العراق وخرج منها المواطن الإيراني كخاسر أول و أخير. وبعد انتهاء حرائق الحرب وشروع مرحلة إعادة الأعمار التي كانت بمثابة حقنة مخدرات لتخفيف الآم الشعب وما رافقها من استشراء سرطان الفساد المالي والإداري و بروز أورام الفئات الفاسدة وجمع الثروات و الأموال غير المشروعة وترك الشعب يئن جوعاً وفقراً لكن الطامة الكبرى إن الأوضاع المأساوية ما زالت على حالها بوجود الحكومة الحالية حيث ازدادت تحت ظلها القاتم البطالة و الأزمات الاقتصادية والسياسية وانعكست بدورها على الناحية الاجتماعية إذ تلاحظ ارتفاع أسهم معدل البطالة إلى اوجها وبحسب ما اعلنه مركز الاحصاء الإيراني الذي أشار إلى ارتفاع معدل نسب البطالة بين شريحة القوى العاملة البالغة 11.1 % مقارنة بالعام الماضي كما أوضح وصول معدلاتها إلى 20.4% بين فئات اعمار (15-29) عاما في السنة الجارية و بزيادة قدرها 1.8% مقارنة بالعام 2008 فضلا عن المبالغ الطائلة التي انفقها النظام الإيراني على المغامرات الخارجية و تطبيق سياسات التدخل في شؤون دول الجوار و مواجهة عقوبات الدول الكبرى بدلا عن الركون إلى اسس الاحترام المتبادل المنبوذة ايرانياً لإبعاد الأنظار عن طبيعة المشاكل الداخلية خاصة بعد فترة الانتخابات الأخيرة وما نتج عنها من انشقاقات حصلت بين المتنافسين لكل تلك الأمور أصبح النظام الإيراني ممدد الجثة بين مطرقة الهيجان الشعبي العارم المتمثل بالمظاهرات الواسعة المطالبة بتغيير الحكومة و سندان الدول العظمى الساعية للإطاحة بها بسبب سعيها المحموم لامتلاك السلاح النووي الذي يهدد امن و استقرار المنطقة برمتها .. اذ يبرز سؤال خطير مجهول الإجابة يتمثل بامتلاك نظام راديكالي مجنون مصاب بداء التوسع أسلحة دمار شامل قد يضغط على الزناد في أي لحظة يجد نفسه محشوراً في زاوية ضيقة تهدد وجوده الغير مشروع ما ينذر بإحراق العالم و يفتح جبهات حرب عالمية ثالثة طالما اجلتها الدول الكبرى بأعداد سيناريوهات الحرب الإعلامية الباردة بين أطراف النزاع الساعية للهيمنة على مقدرات اكبر عدد من رقعة طاولة الشطرنج الكونية !