صفحة 1 من 1

الملف النووي الإيراني

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 11:49 pm
بواسطة خالد ع العتيبي 5
الملف النووي الإيراني
سنتطرق من خلال هذه المقالة إلى الملف النووي الإيراني , حيث أن إنشاء أول مفاعل نووي لتوليد الطاقة يرجع إلى الولايات المتحدة الإمريكية التي إقترحته في بداية الستينيات على نظام الشاه الذي كان حليفها في الحرب الباردة , و كان هدفها من وراء ذالك هو تصدير إيران النفط نحو الخارج خاصة لها .
فأول مفاعل نووي حصلت عليه أيران من الولايات المتحدة الأمريكية كانت طاقته 50ميجاوات , بدأت تشغيله عام 1967 بمركز الأبحاث النووية شمال غرب طهران , إضافة إلى أربعة مفاعلات أبحاث محدودة الطاقة لا تزيد قدرة أكبرها 30كيلووات , تقع في مركز أبحاث أصفهان النووي ,كما توجد مشروعات نووية غير مكتملة في مناطق مختلفة أهمها منطقة بوشهرة , وكل هذه المراكز تخضع إلى رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
وفي السبعينيات وقع نظام الشاه إتفاقية مع ألمانيا الغربية من أجل بناء المنشأة النووية و أختارو مدينة بو شهرة جنوب إيران على مياه الخليج , فشرع الألمان في بناءها لكنهم إصطدموا بقيام الثورة الإسلامية ضد نظام الشاه في 1979 , و بعدها نشوب الحرب العراقية الإيرانية , كل هذه الأسباب أدت ألى إيقاف العمل ببناء المنشأة . لكن بعد إنتهاء الحرب طلبت إيران من ألمانيا بمتابعة بناء المنشأة النووية حسب الإتفاق , فالحصار الأروبي الأمريكي على إيران كان سببا في رفض ألمانيا إكماله ,هذا ما جعل إيران تتجه نحو روسيا لأكمال بناء المفاعل النووي فوقع الطرفان إتفاقية قدر ثمنها بمبلغ 800مليون دولار , و دور روسيا هو تزويد المنشأة بالوقود النووي و نقل المخلفات النووية , إلا أنه لم يبدأ تشغيل المنشأة النووية رغم الإعلان عن تشغيلها يتم بإستمرار , و ما نلاحظه أن السبب في عدم تشغيلها هو الضغوطات الأمريكية الأروبية على روسيا .
فانشغال العالم بقضايا أخرى ,عملت إيران على تطوير برنامج نووي سري , حيث إستيقطبت العديد من العلماء و الفنيين من دول الإتحاد السوفياتي السابق ,هذا في بداية التسعينيات و عملت على تطوير قدرات و تدريب و تأهيل كثير من العلماء الإيرانيين كي تصبح عضو في النادي النووي .
لكن الأزمة النووية الإيرانية بدأت جديا في صيف 2002 , عند إكتشاف موقعين قيد البناء , منشأة لتخصيب اليورانيوم في تاتز , و موقع لإنتاج الماء الثقيل في اراك من طرف جماعة المعارضة الإيرانية .
فالتخلف إيران عن إعلان عدد كبير من النشاطات و عمليات الإستيراد التي تقوم بها يدل على نيتها في تطوير الأسلحة النووية , و هذا ما تراه كل من أروبا و أمريكا .
فقامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتكثيف المفتشين الدوليين للتأكد من إدعاءات الولايات المتحدة الإمريكية و أروبا , و عند تزايد الضغط على طهران إضطرت في ديسمبر 2003 للتوقيع على إتفاقية حظر إنتشار السلاح النووي (البروتوكول الإضافي) مما يمد الحق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارات دورية مفاجئة للمنشأت النووية الإيرانية و كانت معظم التقارير تثبث أن إيران ملتزمة ببنود إتفاقية حضر الإنتشار النووي , إلا أنه ثم العثور على أجهزة تظهر أن عليها مواد نووية مشعة , هذا ما زاد الشكوك في تطوير إيران برنامج نووي للحصول على سلاح نووي و كانت تصريحات طهران بأن هذه الأجهزة إستوردتها على هذه الحالة , لكن هذا الرد لم يقنع لا الوكالة الدولية ولا الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأروبية , فتم إتفاق بإجراء مفاوضات بين إيران و الدول الأروبية لمناقشة الملف النووي الإيراني و التأكد أنه لأغرض سلمية لا عسكرية .
و ثم تشكيل ترويكا غربية من الدول الأروبية ( بريطانيا و فرنسا و ألمانيا ) لأجراء حوار مع إيران و إقناعها بوقف برنامجها النووي الذي يظهر أنه أنه وصل إلى مرحلة متطورة حيث بإمكانه إنتاج سلاح نووي لكن هذه المفاوضات لم تصل إلى حل نهائي .
و مع تفاقم و تزايد الضغوطات الدولية على إيران حاولت إقناع المجتمع الدولي بنواياها السلمية , فقام المفتشون الدولين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بوضع الأختام و نصب كمرات مراقبة في المنشأة النووية الإيرانية , و استمرت المفاوضات الدبلوماسية , لكنبمجيء حكومة أحمدي نجاد التي إنتخبها الشعب بلأغلبية الساحقة في 2005 و تمكن المحافظون من الإحكام على الحكم , أعلنت إيران فك الإختام و إزالة كامرات المراقبة حيث استأنفت عمليات التخصيب النووي , هذا ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأروبية يقدمون طلبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن .
ورفع الملف إلى نيويورك , لكن الموفق الروسي و الصيني لم يكن في الحسبان فقد كان معارض لحق مجلس الأمن الدولي في النظر للملف النووي الإيراني و أنه إختصاص الوكالة الدولية للطاقة الذرية , كما إعترضتا على مشروع فرنسا و بريطانيا , و قد إعتبر المراقبون أن هذا الموقف نصر و نجاح لأيران . و ضمن هذه الأحداث أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن إنضمام إيران إلى النادى النووي إثر نجاحها في تخصيب اليورانيوم و الوصول إلى نسبة 4.8 أي بفارق بسيط من نسبة إنتاج السلاح النووي , و أكد أنه لن يتجاوزه لأن غرضه سلمي فحسب و هذا كان بمثابة حرب نفسية بين الطرفين . كذالك قام الرئيس الإيراني بإرسال رسالة إلأى الرئيس الأمريكي عبر السفارة السويسرية , و هي أول رسالة مند قيام الثورة الإسلامية و قطع العلاقة بين البلدين , و قد تضمنت الرسالة الدعوة للحوار بين البلدين دون الإشلرة للملف النووي .
وكان أمام إيران مقترحان للخروج من الأزمة
1المقترح الأول إجراء عمليات التخصيب في الأراضي الروسية .
2 المقترح الثاني إستعداد الدول الأروبية إعطاء إيران مفاعل نووي مدني يعمل بالماء الخفيف إضافة إلى حزمة من الحوافز الإقتصادية و التجارية و السياسية و الأمنية .
و أعلنت إيران أنها ستدرس هذه المقترحات , و قد أشادت بالمقترح الأخير الذي قدمته الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن و ألمانيا و كان الرد إيجابي على إقتراح الدول الست الذي يحضى بتأييد روسيا و الصين اللتان تعتبرهما إيران رهانا في مواجهتها مع الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأروبية .
و بمتابعة الملف النووي نلاحظ أنه بدأت تظهر بوادر الإنفراج و الإتفاق رغم أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين توحي بأن إيران ليست على إستعداد للتنازل عن تطوير برنامجها النووي و التأكيد على إستمرارية في عمليات تخصيب اليورانيوم كي تصل للوقود النووي من أجل تشغيل مفاعلاتها النووية لتوليد الطاقة و إقناع العالم أن غرضها سلني بحث لا لأنتاج السلاح النووي و قد هددت إيران سابقا أنه إذا إستمر الضغط عليها تضطر إلى الإنسحاب من المعاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية .
فرغم إسهام الولايات المتحدة الأمريكية في إنشاء المحطات النووية الإيرانية الأولى هذا في عهد الشاه , و إدراكها أنه يمكن التحول إلى أغراض عسكرية و هذا كي تجعله قوة في المنطقة ضد الإتحاد السوفياتي , إلا أنها الان تعمل على محاربة إيران , و تعمل جاهدة على دعم إسرائيل في هذا المجال , فهي متخوفة من إنتشاره عند العرب لأنه سيكون خطر على إسرائيل في المستقبل .
فقد أصبح الملف النووي الورقة الإيراني الورقة السياسية التي تستخدمها القوى الأخرى في العلم للتفاوض مع الأمريكيين أو الإيرانيين أو العرب لتحقيق مصالحهم السياسية و الإقتصادية .
إذن فالولايات المتحدة الإمريكية متخوفة من إنتشار السلاح النووي عن طريق إيران للعرب , أي أن العرب أصبحوا في قلب اللعبة السياسية .