الاستشراق
مرسل: الأربعاء ديسمبر 21, 2011 12:45 am
الاستشراق :عند النظر إلى لفظة ( استشراق) نجد أنها مصوغة على وزن استفعال، ومشتقة من مادة ( ش ر ق )، "وقد أضيف إليها الألف والسين والتاء لتعني طلب الشيء فيصبح المعنى: طلب لغات الشرق وعلومه وأديانه. أو التعرف إلى العالم الشرقي من خلال الدراسات اللغوية والدينية والتاريخية والاجتماعية وغيرها ([1]) ومع لم نجد لها في القواميس العربية القديمة ذكراً أو تعريفاً، ولعل السبب في ذلك راجع إلى تأخر حدوثها
مفهوم الاستشراق:
الاستشراق :عند النظر إلى لفظة ( استشراق) نجد أنها مصوغة على وزن استفعال، ومشتقة من مادة ( ش ر ق )، "وقد أضيف إليها الألف والسين والتاء لتعني طلب الشيء فيصبح المعنى: طلب لغات الشرق وعلومه وأديانه. أو التعرف إلى العالم الشرقي من خلال الدراسات اللغوية والدينية والتاريخية والاجتماعية وغيرها (<!--[if !supportFootnotes]-->[1]<!--[endif]-->) ومع لم نجد لها في القواميس العربية القديمة ذكراً أو تعريفاً، ولعل السبب في ذلك راجع إلى تأخر حدوثها .
وأمام هذه النقطة نجد لزاماً علينا أن نعرف ( الشرق) حيث جاء في لسان العرب :
شرق : "شرقت الشمس تشرق شروقا وشرقاً : طلعت، واسم الموضع : المشرق ... والتشريق : الأخذ في ناحية المشرق، يقال : شتان بين مشرّق ومغرّب(<!--[if !supportFootnotes]-->[2]<!--[endif]-->)، وشرقوا ذهبوا إلى الشرق، وكل ما طلع من المشرق فقد شرق، وفي الحديث : " ...فلا تسقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا " (<!--[if !supportFootnotes]-->[3]<!--[endif]-->) .
والسؤال الذي يطرح نفسه : من هو الشرقي ؟ ومن هم أهل الشرق ؟ ذلك أن "مفهوم هذه الكلمة يتغير تبعاً لاختلاف المكان .. فالشرق يختلف بالنسبة للياباني أو العربي أو الألماني أو الانجليزي أو الأمريكي " (<!--[if !supportFootnotes]-->[4]<!--[endif]-->) .
يقول المستشرق (رودي بارت)(<!--[if !supportFootnotes]-->[5]<!--[endif]-->) : الظاهر أن اسم الشرق، تعرض لتغير في معناه، فالشرق بالقياس إلينا نحن الألمان يعني العالم السلافي، العالم الواقع خلف الستار الحديدي، وهذه النقطة يختص بها الاستشراق، فمكانه جغرافياً من الناحية الجنوبية بالقياس إلينا"(<!--[if !supportFootnotes]-->[6]<!--[endif]-->).
ويقول المستشرق ( فلاديمير بارتولد )(<!--[if !supportFootnotes]-->[7]<!--[endif]-->): "وليس استعمال كلمة الشرق في تاريخ الحضارة متفقاً مع معناها الجغرافي اتفاقاً تاماً، فإن بلدان الشرق الأدنى المتحضرة كان يجب تسميتها في روسيا بالجنوب، وكذلك أفريقيا الشمالية التي تعد جزءً من الشرق الإسلامي جنوبية بالنسبة إلى أوربا، وابتدأ استعمال كلمة الشرق بمعنى البلاد المتحضرة مقابلاً للغرب في عصر الإمبراطورية الرومانية".(<!--[if !supportFootnotes]-->[8]<!--[endif]-->)
ومما سبق يتضح لنا أن مصطلح المستشرق لا يقصد به القادم من الشرق وإن كان "هذا المعنى صحيح إلى حد كبير لولا أن أحد الأساتذة الكرام بحث في أصل الكلمة في معاجم اللغات الأوروبية وهي Orientalism فوجد أنها لا تعني الشرق الفلكي أو الجغرافي كما يقولون ولكن لها أصول أخرى تعني التعلم والمعرفة والتنوير، وأن الشرق الذي تبدأ منه الشمس حركتها إنما هو منبع الرسالات السماوية ولذلك كان على الغرب أن يسعى إلى العلم والمعرفة والنور. ولدينا دليل آخر على أن الاستشراق آت من كلمة التعلم والتفهيم والتدريب أن السنة الأولى في الجامعات أو الأسابيع الأولى للموظف الجديد في وظيفته تسمى تدريب أو تعليم (Orientation) (<!--[if !supportFootnotes]-->[9]<!--[endif]-->) .
أما تعريف الاستشراق فقد تنوعت التعاريف بتنوع مشارب المتصدين له ونذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر:
<!--[if !supportLists]-->• <!--[endif]-->الاستشراق : " استشرق طلب علوم أهل الشرق ولغاتهم، مولدة عصرية، يقال لمن يعنى بذلك من الافرنج "(<!--[if !supportFootnotes]-->[10]<!--[endif]-->) .
<!--[if !supportLists]-->• <!--[endif]-->هو " أسلوب من الفكر قائم على تمييز وجودي (انطلوجي)، ومعرفي (ابستمولوجي) بين الشرق والغرب ... والاستشراق : نمط من السلطة الفكرية على الشرق داخل الثقافة الغربية، ويبنغي أن تكون هذه السلطة إلى حد كبير موضوع أي وصفٍ للاستشراق، حتى اسم الاستشراق نفسه يوحي بأسلوب من المعرفة الخابرة "(<!--[if !supportFootnotes]-->[11]<!--[endif]-->) .
"وهذا التعريف لا يركز على محتوى الاستشراق ونفوذه وسلطته ووظيفته، والحقيقة أن الاستشراق يجب أن ينظر إليه في شموليته كمستودع للمعرفة الشرقية، ومصدر لهذه المعرفة، يعود إليها المتخصصون وغيرهم في الغرب والشرق " (<!--[if !supportFootnotes]-->[12]<!--[endif]-->) .
وعرفه آخرون بأنه: "ذلك التيار الفكري الذي تمثل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، والتي شملت حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته، ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن العالم الإسلامي، معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع بينهما"(<!--[if !supportFootnotes]-->[13]<!--[endif]-->).
ويرى البعض أن الاستشراق: "مفهوم غير واضح المعالم لدى المفكرين العرب والمسلمين، وتعتمد قوة الحديث عنه على منطلقات المتحدث، ونجد أن المنطلقات متعددة، ومتفاوتة، فهناك من ينظر إلى الاستشراق نظرة الإعجاب التي تصل أحيانا إلى الانبهار، وهناك النظرة الرافضة لكل ما يأتي عن الاستشراق مهما اصطبغ بالصبغة العلمية إلى درجة التشكيك في اهتداء من اهتدى .. وهناك النظرة التي لم تنبهر ولم ترفض وأخضعت نتاج الاستشراق لأحكام علمية خالصة فرفضت وقبلت"(<!--[if !supportFootnotes]-->[14]<!--[endif]-->) .
وتبعاً لاختلاف نظرة المفكرين والمثقفين للاستشراق فقد اختلف في تعريفه كما سبق .
أما التعريف المختار فهو :
الاستشراق: دراسات أكاديمية يقوم بها علماء غير مسلمين للإسلام والمسلمين من شتى الجوانب عقيدة وشريعة وثقافة وحضارة وتاريخ نظم وثروات وإمكانات، سواء أكانت هذه الشعوب تقطن شرق البحر الأبيض أم الجانب الجنوبي منه، وسواء أكانت لغة هذه الشعوب العربية أم غير العربية كالتركية والفارسية والأوردية وغيرها من اللغات، لأهداف متنوعة ومقاصد مختلفة
مفهوم الاستشراق:
الاستشراق :عند النظر إلى لفظة ( استشراق) نجد أنها مصوغة على وزن استفعال، ومشتقة من مادة ( ش ر ق )، "وقد أضيف إليها الألف والسين والتاء لتعني طلب الشيء فيصبح المعنى: طلب لغات الشرق وعلومه وأديانه. أو التعرف إلى العالم الشرقي من خلال الدراسات اللغوية والدينية والتاريخية والاجتماعية وغيرها (<!--[if !supportFootnotes]-->[1]<!--[endif]-->) ومع لم نجد لها في القواميس العربية القديمة ذكراً أو تعريفاً، ولعل السبب في ذلك راجع إلى تأخر حدوثها .
وأمام هذه النقطة نجد لزاماً علينا أن نعرف ( الشرق) حيث جاء في لسان العرب :
شرق : "شرقت الشمس تشرق شروقا وشرقاً : طلعت، واسم الموضع : المشرق ... والتشريق : الأخذ في ناحية المشرق، يقال : شتان بين مشرّق ومغرّب(<!--[if !supportFootnotes]-->[2]<!--[endif]-->)، وشرقوا ذهبوا إلى الشرق، وكل ما طلع من المشرق فقد شرق، وفي الحديث : " ...فلا تسقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا " (<!--[if !supportFootnotes]-->[3]<!--[endif]-->) .
والسؤال الذي يطرح نفسه : من هو الشرقي ؟ ومن هم أهل الشرق ؟ ذلك أن "مفهوم هذه الكلمة يتغير تبعاً لاختلاف المكان .. فالشرق يختلف بالنسبة للياباني أو العربي أو الألماني أو الانجليزي أو الأمريكي " (<!--[if !supportFootnotes]-->[4]<!--[endif]-->) .
يقول المستشرق (رودي بارت)(<!--[if !supportFootnotes]-->[5]<!--[endif]-->) : الظاهر أن اسم الشرق، تعرض لتغير في معناه، فالشرق بالقياس إلينا نحن الألمان يعني العالم السلافي، العالم الواقع خلف الستار الحديدي، وهذه النقطة يختص بها الاستشراق، فمكانه جغرافياً من الناحية الجنوبية بالقياس إلينا"(<!--[if !supportFootnotes]-->[6]<!--[endif]-->).
ويقول المستشرق ( فلاديمير بارتولد )(<!--[if !supportFootnotes]-->[7]<!--[endif]-->): "وليس استعمال كلمة الشرق في تاريخ الحضارة متفقاً مع معناها الجغرافي اتفاقاً تاماً، فإن بلدان الشرق الأدنى المتحضرة كان يجب تسميتها في روسيا بالجنوب، وكذلك أفريقيا الشمالية التي تعد جزءً من الشرق الإسلامي جنوبية بالنسبة إلى أوربا، وابتدأ استعمال كلمة الشرق بمعنى البلاد المتحضرة مقابلاً للغرب في عصر الإمبراطورية الرومانية".(<!--[if !supportFootnotes]-->[8]<!--[endif]-->)
ومما سبق يتضح لنا أن مصطلح المستشرق لا يقصد به القادم من الشرق وإن كان "هذا المعنى صحيح إلى حد كبير لولا أن أحد الأساتذة الكرام بحث في أصل الكلمة في معاجم اللغات الأوروبية وهي Orientalism فوجد أنها لا تعني الشرق الفلكي أو الجغرافي كما يقولون ولكن لها أصول أخرى تعني التعلم والمعرفة والتنوير، وأن الشرق الذي تبدأ منه الشمس حركتها إنما هو منبع الرسالات السماوية ولذلك كان على الغرب أن يسعى إلى العلم والمعرفة والنور. ولدينا دليل آخر على أن الاستشراق آت من كلمة التعلم والتفهيم والتدريب أن السنة الأولى في الجامعات أو الأسابيع الأولى للموظف الجديد في وظيفته تسمى تدريب أو تعليم (Orientation) (<!--[if !supportFootnotes]-->[9]<!--[endif]-->) .
أما تعريف الاستشراق فقد تنوعت التعاريف بتنوع مشارب المتصدين له ونذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر:
<!--[if !supportLists]-->• <!--[endif]-->الاستشراق : " استشرق طلب علوم أهل الشرق ولغاتهم، مولدة عصرية، يقال لمن يعنى بذلك من الافرنج "(<!--[if !supportFootnotes]-->[10]<!--[endif]-->) .
<!--[if !supportLists]-->• <!--[endif]-->هو " أسلوب من الفكر قائم على تمييز وجودي (انطلوجي)، ومعرفي (ابستمولوجي) بين الشرق والغرب ... والاستشراق : نمط من السلطة الفكرية على الشرق داخل الثقافة الغربية، ويبنغي أن تكون هذه السلطة إلى حد كبير موضوع أي وصفٍ للاستشراق، حتى اسم الاستشراق نفسه يوحي بأسلوب من المعرفة الخابرة "(<!--[if !supportFootnotes]-->[11]<!--[endif]-->) .
"وهذا التعريف لا يركز على محتوى الاستشراق ونفوذه وسلطته ووظيفته، والحقيقة أن الاستشراق يجب أن ينظر إليه في شموليته كمستودع للمعرفة الشرقية، ومصدر لهذه المعرفة، يعود إليها المتخصصون وغيرهم في الغرب والشرق " (<!--[if !supportFootnotes]-->[12]<!--[endif]-->) .
وعرفه آخرون بأنه: "ذلك التيار الفكري الذي تمثل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، والتي شملت حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته، ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن العالم الإسلامي، معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع بينهما"(<!--[if !supportFootnotes]-->[13]<!--[endif]-->).
ويرى البعض أن الاستشراق: "مفهوم غير واضح المعالم لدى المفكرين العرب والمسلمين، وتعتمد قوة الحديث عنه على منطلقات المتحدث، ونجد أن المنطلقات متعددة، ومتفاوتة، فهناك من ينظر إلى الاستشراق نظرة الإعجاب التي تصل أحيانا إلى الانبهار، وهناك النظرة الرافضة لكل ما يأتي عن الاستشراق مهما اصطبغ بالصبغة العلمية إلى درجة التشكيك في اهتداء من اهتدى .. وهناك النظرة التي لم تنبهر ولم ترفض وأخضعت نتاج الاستشراق لأحكام علمية خالصة فرفضت وقبلت"(<!--[if !supportFootnotes]-->[14]<!--[endif]-->) .
وتبعاً لاختلاف نظرة المفكرين والمثقفين للاستشراق فقد اختلف في تعريفه كما سبق .
أما التعريف المختار فهو :
الاستشراق: دراسات أكاديمية يقوم بها علماء غير مسلمين للإسلام والمسلمين من شتى الجوانب عقيدة وشريعة وثقافة وحضارة وتاريخ نظم وثروات وإمكانات، سواء أكانت هذه الشعوب تقطن شرق البحر الأبيض أم الجانب الجنوبي منه، وسواء أكانت لغة هذه الشعوب العربية أم غير العربية كالتركية والفارسية والأوردية وغيرها من اللغات، لأهداف متنوعة ومقاصد مختلفة