- الأربعاء نوفمبر 26, 2008 11:09 pm
#8433
كان عصر ابن خلدون كما حكم هو عليه عصر انحطاط, فكان هذا العصر علي الصعيد المعرفي عصر النقل والسطو في المشرق والمعرب, لذلك كان ابن خلدون مثل مؤرخي عصره حين سطا علي رسائل إخوان الصفا. بل زادهم دهاء وحيل علي التمويه, بحيث ظلت أسطورته أكثر من سبعة قرون من الزمان دون أن تكتشف.
ولد ابن خلدون عام 732هـ, وكانت حياة ابن خلدون سلسلة من التآمر والمحن وذلك بسبب طموحاته السياسية التي جعلت منه ميكا فيلليا, وحملت شخصيته بعدا فطريا موروثا عن أسرته التي غادرت حضرموت إلي الأندلس وبلاد المغرب من اجل طموحات سياسية.
فقد عاشت تلك الأسرة زمنا في اشبيلية وشاركت في الفتن والمكائد في أواخر عصر الإمارة وحازت نفوذا ثم انتقلت إلي المغرب بعد انكشاف مكائدها وتنقلت ما بين سبته وافريقية ويكفي أن نقول أن جد ابن خلدون –حسب قول ابن خلدون نفسه- لما أعييته حجج إلي بيت الله الحرام "مظهرا توبته". ومع ذلك لم تكن توبته نصوحا؛ فعاود الكيد والتآمر؛ وكان مصيره الخنق في محبسه. ولحق به ابنه محمد بسبب الطاعون الأمر الذي أثر في نفسية ابن خلدون, كما فقد ابن خلدون احد أخوته من جراء مكائد دبرها ابن خلدون وفر هاربا تاركا أخاه.
لذلك لم يخطئ إيف لاكوست حين قال :"كان تاريخ أسرة ابن خلدون هو تاريخ عدم استقرار. كان تاريخ اضطراب مرتبط بالطموحات السياسية وتحقيق المكاسب عن طريق ارتباط بالحكام والمشاركة في الفتن".
لقد ورث ابن خلون الطموحات ذاتها والأساليب بعينها فقضي عمره متنقلا بين المغرب والأندلس بحثا عن المجد والسلطة والثراء فلكم اشترك في المؤامرات والفتن ونجح في إسقاط أمراء وسلاطين وتنصيب آخرين.
ولقد نجح كثيرا في تولي المناصب السلطانية العليا. كما فقدها بسبب عدم قناعته بها, إذ كان يطمع في "الإمارة" أو "الحجابة" التي كان متوليها هو الذي يمسك بزمام السلطة. من أجل ذلك سجن ابن خلدون ثلاث مرات وبالدهاء والحيلة استطاع أن يفلت من القتل عدة مرات.
ولما أخفق في تحقيق طموحاته بالمغرب الإسلامي, رحل إلي المشرق ونجح في كسب ود بعض سلاطين المماليك؛ فتولي التدريس بالأزهر, ويبدوا أنه استطال علي فقهاء مصر فكادوا له فعزل من منصب رئاسة قضاء المالكية. ولكنه بفضل دهائه سترد المنصب ليعزل في النهاية.
وقصة ابن خلدون مع تيمور لنك مصداق انتهازيته إذ عقد العزم علي لقائه, فأعمل الحيلة وتدلي بحبل من قلعة دمشق حتى وجد نفسه في حضرة تيمور لنك الذي أعجب بذكائه وقدم له هدية جزاء لما قدم له ابن خلدون من معلومات عن مصر وبلا المغرب.
من خلال هذا العرض السريع نستخلص أهم العوامل التي أثرت في ابن خلدون:
أولا: اشتغاله بالسياسة في زهرة شبابه وحتى أواخر عمره, لم يساعده علي التفرغ للعلم طوال هذه الرحلة الطويلة.
ثانيا: كان هذا الطموح السياسي خلال عصر الانحطاط قاد ابن خلدون إلي اختيار السلاح المناسب وهو سلاح الانتهازية والوصولية حتى لو اقتضي الحال الاتصال بالملوك والسلاطين والغزاة والمعتدين.
ثالثا: أن حياة ابن خلدون الحافلة بالتوتر والإحباط وعدم الاستقرار أثرت في مزاجه سلبيا, إذ أصيب بأزمات نفسية وعقلية نتيجة النجاحات والإخفاقات المتتالية والمستمرة.
رابعا: إن ما حل بأسرته من قبل مولده وفي أثناء حياته من اضطهاد وما تعرض له من سجن واسر, واقترابه كثيرا من شفا الموت؛ كل ذلك أفضي في النهاية إلي تخليق شخصية غير سوية ما كانت تتوزع أحيانا عن المباهاة بالوقاحة.
خامسا: أن الفشل السياسي جعله يهرب إلي مجال العلم لا عن رغبة بل كمهرب ومحاولة لتحقيق شهرة علمية بعد إخفاقه في طموحاته.
ولد ابن خلدون عام 732هـ, وكانت حياة ابن خلدون سلسلة من التآمر والمحن وذلك بسبب طموحاته السياسية التي جعلت منه ميكا فيلليا, وحملت شخصيته بعدا فطريا موروثا عن أسرته التي غادرت حضرموت إلي الأندلس وبلاد المغرب من اجل طموحات سياسية.
فقد عاشت تلك الأسرة زمنا في اشبيلية وشاركت في الفتن والمكائد في أواخر عصر الإمارة وحازت نفوذا ثم انتقلت إلي المغرب بعد انكشاف مكائدها وتنقلت ما بين سبته وافريقية ويكفي أن نقول أن جد ابن خلدون –حسب قول ابن خلدون نفسه- لما أعييته حجج إلي بيت الله الحرام "مظهرا توبته". ومع ذلك لم تكن توبته نصوحا؛ فعاود الكيد والتآمر؛ وكان مصيره الخنق في محبسه. ولحق به ابنه محمد بسبب الطاعون الأمر الذي أثر في نفسية ابن خلدون, كما فقد ابن خلدون احد أخوته من جراء مكائد دبرها ابن خلدون وفر هاربا تاركا أخاه.
لذلك لم يخطئ إيف لاكوست حين قال :"كان تاريخ أسرة ابن خلدون هو تاريخ عدم استقرار. كان تاريخ اضطراب مرتبط بالطموحات السياسية وتحقيق المكاسب عن طريق ارتباط بالحكام والمشاركة في الفتن".
لقد ورث ابن خلون الطموحات ذاتها والأساليب بعينها فقضي عمره متنقلا بين المغرب والأندلس بحثا عن المجد والسلطة والثراء فلكم اشترك في المؤامرات والفتن ونجح في إسقاط أمراء وسلاطين وتنصيب آخرين.
ولقد نجح كثيرا في تولي المناصب السلطانية العليا. كما فقدها بسبب عدم قناعته بها, إذ كان يطمع في "الإمارة" أو "الحجابة" التي كان متوليها هو الذي يمسك بزمام السلطة. من أجل ذلك سجن ابن خلدون ثلاث مرات وبالدهاء والحيلة استطاع أن يفلت من القتل عدة مرات.
ولما أخفق في تحقيق طموحاته بالمغرب الإسلامي, رحل إلي المشرق ونجح في كسب ود بعض سلاطين المماليك؛ فتولي التدريس بالأزهر, ويبدوا أنه استطال علي فقهاء مصر فكادوا له فعزل من منصب رئاسة قضاء المالكية. ولكنه بفضل دهائه سترد المنصب ليعزل في النهاية.
وقصة ابن خلدون مع تيمور لنك مصداق انتهازيته إذ عقد العزم علي لقائه, فأعمل الحيلة وتدلي بحبل من قلعة دمشق حتى وجد نفسه في حضرة تيمور لنك الذي أعجب بذكائه وقدم له هدية جزاء لما قدم له ابن خلدون من معلومات عن مصر وبلا المغرب.
من خلال هذا العرض السريع نستخلص أهم العوامل التي أثرت في ابن خلدون:
أولا: اشتغاله بالسياسة في زهرة شبابه وحتى أواخر عمره, لم يساعده علي التفرغ للعلم طوال هذه الرحلة الطويلة.
ثانيا: كان هذا الطموح السياسي خلال عصر الانحطاط قاد ابن خلدون إلي اختيار السلاح المناسب وهو سلاح الانتهازية والوصولية حتى لو اقتضي الحال الاتصال بالملوك والسلاطين والغزاة والمعتدين.
ثالثا: أن حياة ابن خلدون الحافلة بالتوتر والإحباط وعدم الاستقرار أثرت في مزاجه سلبيا, إذ أصيب بأزمات نفسية وعقلية نتيجة النجاحات والإخفاقات المتتالية والمستمرة.
رابعا: إن ما حل بأسرته من قبل مولده وفي أثناء حياته من اضطهاد وما تعرض له من سجن واسر, واقترابه كثيرا من شفا الموت؛ كل ذلك أفضي في النهاية إلي تخليق شخصية غير سوية ما كانت تتوزع أحيانا عن المباهاة بالوقاحة.
خامسا: أن الفشل السياسي جعله يهرب إلي مجال العلم لا عن رغبة بل كمهرب ومحاولة لتحقيق شهرة علمية بعد إخفاقه في طموحاته.