منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By خالد حمزي 1
#44246
كاتب سعودي: القول بأن المرأة لدينا تعيش مكرَّمة معزَّزة تحايل على الواقع


يتساءل الكاتب الصحفي يوسف المحيميد في صحيفة "الجزيرة" عن مصير أربعة ملايين عانس في المملكة، معتبراً أن ترك هذا الجيش من البنات بلا عمل ولا زواج، إهدار لحقوقهن، والقول بأن المرأة لدينا تعيش مكرَّمة معزَّزة ومصونة، هو تحايل على الواقع، ففي مقاله "أين يذهب جيش البنات؟" يقول: "هل يُعقل أن في السعودية أربعة ملايين عانس، أي أن عدد البنات المتأخرات لدينا عن الزواج يعادل مجموع سكان قطر والبحرين والإمارات، ومن بينهن مليون ونصف المليون فتاة تجاوزت سن الثلاثين دون زواج، بل يقول المؤشر إننا الدولة الأعلى خليجياً في حالات الطلاق، ولا يخفى عليكم أرقام معدلات البطالة، التي تتضاعف لدى النساء"، ويمضي الكاتب متسائلاً: "إذا كان عدد من هن فوق الثلاثين يبلغ مليوناً ونصف مليون فتاة، فهل نصفهن مثلاً ممن هن فوق 35 سنة؟ بمعنى أنهن خارج موافقة برنامج حافز؟ ماذا سيكون مصيرهن إذن، وهن بلا دراسة، حيث الطبيعي أنهن قد أنهين دراستهن الجامعية، وهن بلا وظيفة، لأن بطالة النساء لدينا تشارف الـ 40 %، وهن بلا زواج أيضاً وبلا أسرة، بسبب تزايد أرقام العوانس في المملكة، ماذا تفعل في نظركم امرأة تجاوزت الثلاثين وهي بلا دراسة ولا عمل ولا زواج؟ أسألكم بالله ماذا ستفعل؟"، ويحذر الكاتب بقوله: "ما يحدث يقول إننا نسير نحو الكارثة، وإذا لم يتم تجديد دماء وزارات الدولة ومؤسساتها، تلك الجهات المسؤولة عن أموال الدولة ومواردها وتعليمها وصحتها، فإن الأمور ستزداد سوءاً، ونكتشف أننا أصبحنا في قلب أزمة مالية واجتماعية وسياسية لم نضع لها اعتباراً، ولم نستعد لها، أستطيع القول بأن الشجاعة تأتي عادةً ممن لا يملك شيئاً، بحيث يخشى أن يخسره، وهذا هو الثابت في التاريخ، فالذي لا يخاف شيئاً هو الذي لا يملك شيئاً كي يحافظ عليه، ولا ننسى أن النساء حين يفيض بهن الكيل سيفعلن ما لم نتوقّعه، وعلينا أن نوجد خطة إستراتيجية لانتشالهن من الأزمة الخانقة"، ويضيف الكاتب: "من يقول إن المرأة لدينا تعيش مكرَّمة معزَّزة ومصونة، هو ممن يتحايل على الواقع، فالتكريم والعزة هو منحها الثقة، منحها الحقوق كاملة، منحها فرص العمل، فهي على خلاف الرجل لا يحق لها التقدّم إلى عدد كبير من الوظائف بحجة الاختلاط، وهي لا يحق لها التقدّم إلى بنك الصندوق العقاري إلا بشروط مقنّنة، إما مطلقة أو أرملة، وهي التي لا تفتح نشاطاً تجارياً إلا في ظلال الرجل"، وينهي الكاتب بقوله: "هل بعد كل هذه العوائق العظيمة، تبقى أربعة ملايين فتاة عانس، خلف الجدران يحسبن أيامهن الباقية، ويحلمن بأي شيء يعيد إليهن بعض الأمل، بعد الله سبحانه؟".