منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#44344
وحينما نتحدث عن الإبداع، فإننا نتحدث عن رحلة شاقه، مليئة بالمصاعب ، محفوفة بالمخاطر، إلا أنها رحلة شيقة ممتعه فيها الكثير من النفع والفائدة. وكذا، فنحن نتحدث عن البوابة الرئيسة للدخول إلى عالم التقدم والرقي. ذلك أن الإبداع هو إحدى العتبات التي يجب علينا تجاوزها نحو عالم متقدم. والإبداع هو نشاط فردي يجدد من خلاله المرء حياته وحياة غيره. وهذا في الغالب أمرٌ مقيد بشروط يؤثر المجتمع عليه تأثيراً بالغاً سلباً أو إيجاباً. حيث أن المجتمع يمثل البيئة المساعدة لإحداث التغييرات التي ينشدها ذلك المبدع أو المخترع. ويحظى موضوع الموهوبين في المملكة العربية السعودية بكثير من الاهتمام الملموس على مستوى الدولة. وقد اتضح ذلك من خلال اهتمامها بالفكرة، حيث أنشئت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، واختارت لها صفوة رجال العلم والفكر والثقافة في البلاد. ومن جانبها، اهتمت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بالبرامج المختلفة التي أعدتها لهذا الغرض. ويرجع هذا الاهتمام المتزايد إلى التطورات الاقتصادية والتنموية التي تشهدها البلاد، وكذلك التقدم العلمي والتكنولوجي المضطرد من جهة أخرى. ولا شك أن الاهتمام بالمخترعين والقدرات الإختراعية له ما يبرره، ذلك أنه أحد أبرز مقومات الحضارة الإنسانية،إذ أن الحضارات وُجدت بالعقول المخترعة. وبقيت صامدة في وجه الأحداث مفتخرة بما تحتويه من مخترعات أبنائها مثل، الحضارة اليونانية، والحضارة الصينية وغيرها من الحضارات. مما يعني أن الأمم ترقى وتزدهر بما لديها من عقول نيرة مخترعة. ومن هنا نجد أن المختصين اليوم يولون اهتماما بالغاً بالمخترعين، ويبذلون جهوداً مضنية للبحث عنهم، ويخصصون لهم الأقسام الخاصة بهذا بغرض لتربيتهم التربية التي تتوافق مع قدراتهم الإختراعية. ولكي تكون حياة المجتمع علمية وعملية متقدمة ومواكبة للأحداث، لا بد وأن تكون قابلة للتجدد وبشكل مستمر. أي حياة مليئة بالإبداع المتسارع. إن حياة الإنسان هي سلسة من الأحداث الإجتماعية النشطة التي تثري وبشكل مستمر الحياة الإنسانية.وهي في الوقت نفسه تحمل حساً تاريخياً هو بمثابة كنز المجتمع الثقافي، كما تحمل مدخرات مستقبلية للأجيال القادمة. فإلى ذلك المحور ننطلق وبالله نستعين، والله الموفق،،، الجزء الأول: الإبداع الإبداع والمجتمع: إن هذه الورقة لن تتناول الجوانب الفنية والتفصيلية لفن الإبداع والمبدعين من منظور تربوي أكاديمي، وإنما ستتناول العملية التغييرية التي سيمر فيها المبدع. فالإنسان المبدع يصارع امواجاً متلاطمة داخل مجتمعه. وبالتالي فإن هذه الورقة سوف تصف كيفية التعامل مع المتغيرات التي سيمر بها، مروراً ببعض الصفات العامة للمبدعين ومعوقات الإبداع ومقوماته. والمتأمل في تعاريف الإبداع الكثيرة، والتي تناولها العلماء والمختصون، يجد أن الإبداع بأبسط وأيسر صوره، هو "العملية التي تؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة، تكون مفيدة ومقبولة اجتماعياً عند التنفيذ" وهناك تعريف شامل للدكتور/ علي الحمادي، أورده ضمن كتابه الأول من سلسلة الإبداع كالتالي "هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله". إذاً الإبداع هو مصنع لكل فكرة جديدة مفيدة عملية، يتم تقديمها للمجتمع، بحيث تكون خارجة عن المألوف. ويظن بعض الناس أن الإنسان يُولد مبدعاً. والحقيقة أن كل إنسان يستطيع أن يبدع ويبتكر ويخترع إلا من لا يرغب في ذلك. فهو (أي الإنسان)، يتأثر تأثراً كبيراً بالبيئة المحيطة التي حوله. والإبداع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبشر. فمتى ما وُجد إبداع وجد بشر، ومتى ما وُجد بشر وُجد إبداع.