- الأربعاء ديسمبر 21, 2011 2:08 am
#44364
الولايات المكسيكية المتحدة (بالإسبانية: Estados Unidos Mexicanos) [14] وتعرف باسم المكسيك (بالإسبانية: México) [15] هي جمهورية دستورية فيدرالية في أمريكا الشمالية. يحدها من الشمال الولايات المتحدة ومن الجنوب والغرب المحيط الهادئ ومن الجنوب الشرقي كل من غواتيمالا وبليز والبحر الكاريبي ومن الشرق خليج المكسيك.[16] تفوق مساحتها تقريبًا المليوني كيلومتر مربع، [2] وتعد خامس أكبر بلد في الأمريكتين من حيث المساحة الكلية والثالثة عشر من بين الدول المستقلة في العالم. يقدر عدد سكانها بأكثر من 112 مليون نسمة [9] مما يجعلها الحادية عشرة من حيث السكان عالميًا والأكثر اكتظاظًا بالسكان في البلدان الناطقة بالإسبانية. المكسيك عبارة عن اتحاد يضم 31 ولاية ومقاطعة فدرالية وحيدة هي المدينة العاصمة.
نضجت عدة ثقافات وحضارات متقدمة في أمريكا الوسطى ما قبل كولومبوس مثل الأولمك والتولتك والتيوتيهواكان والزابوتيك والمايا والأزتيك قبل أول اتصال مع الأوروبيين. في عام 1521، احتلت إسبانيا الأرض من قاعدتها في مكسيكو (تينوتشتيتلان) وأديرت تابعة للتاج الإسباني باسم إسبانيا الجديدة. أصبحت تلك المستعمرة في نهاية المطاف المكسيك حيث تم الاعتراف باستقلالها في عام 1821. تميزت فترة ما بعد الاستقلال بعدم الاستقرار الاقتصادي والحرب المكسيكية الأمريكية والتنازل عن الأراضي لصالح الولايات المتحدة والحرب الأهلية وإمبراطوريتين ودكتاتورية محلية. قادت الأخيرة إلى الثورة المكسيكية في عام 1910 والتي بلغت ذروتها مع صدور دستور 1917 وظهور النظام السياسي الحالي في البلاد. اتسمت الانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليو 2000 بأنها المرة الأولى التي يفوز بها حزب معارض من الحزب الثوري المؤسسي.
المكسيك واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وتعتبر قوة إقليمية ومتوسطة.[17][18] بالإضافة إلى ذلك، كانت المكسيك أول عضو من أمريكا اللاتينية ينضم لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (منذ عام 1994) وتعد دولة ذات دخل أعلى من المتوسط.[19] تعتبر المكسيك من الدول الصناعية الجديدة [20][21][22][23] وقوة ناشئة.[24] تمتلك الناتج المحلي الإجمالي الاسمي الثالث عشر والحادي عشر من حيث تعادل القدرة الشرائية. يرتبط اقتصادها بقوة بشركائها في اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية وخصوصًا الولايات المتحدة.[25][26] تقع المكسيك خامسة في العالم والأولى في الأمريكتين من حيث عدد مواقع التراث العالمي لليونسكو البالغة 31 موقعًا، [27][28][29] وفي عام 2007 كانت العاشرة من حيث عدد الزوار في العالم مع 21.4 مليون سائح دولي في السنة.[30]
محتويات [أخف]
1 أصل التسمية
2 التاريخ
2.1 الحضارات القديمة
2.2 إسبانيا الجديدة
2.3 الاستقلال
2.4 القرن العشرون حتى الوقت الحاضر
3 الحكومة والسياسة
3.1 العلاقات الخارجية
3.2 القوات المسلحة
3.3 التقسيمات الإدارية
4 الجغرافيا
4.1 المناخ
4.2 التنوع الحيوي
5 الاقتصاد
5.1 السياحة
5.2 الطاقة
5.3 النقل
5.4 الاتصالات
5.5 العلوم والتكنولوجيا
6 الديموغرافيا
6.1 اللغات
6.2 الدين
6.3 المساواة الاجتماعية
6.4 المناطق الحضرية
6.5 الرعاية الصحية
6.6 التعليم
7 تطبيق القانون
7.1 الجريمة
8 الثقافة
8.1 الأدب
8.2 الفنون
8.3 السينما والإعلام
8.4 الموسيقى
8.5 المطبخ
8.6 الرياضة
9 أنظر أيضا
10 المراجع
11 الفهرس
12 وصلات خارجية
[عدل] أصل التسمية
صورة لمكسيكو تينوتشتيتلان من دستور مندوزابعد حصول إسبانيا الجديدة على الاستقلال عن إسبانيا، تقرر أن يسمى البلد الجديد باسم العاصمة مكسيكو سيتي، والتي تأسست في 1524 على أنقاض عاصمة الأزتك القديمة مكسيكو تينوتشتيتلان. يأتي الاسم من لغة الناهواتل ومعناه ليس معروفًا.
أما أناهواك فهو المصطلح الذي استخدمه الأزتيك للإشارة إلى الأراضي التي سيطروا عليها، أي كامل الإمبراطورية بما في ذلك الشعوب الأخرى الخاضعة لهم؛ وذاك كان بين التسميات المقترحة لتسمية الدولة الجديدة قبل الاستقلال، على سبيل المثال مثل كونغرس أناهواك أو كونغرس تشيلبانسينغو.[31]
أطلقت الناهواتل تسمية Mēxihco على قلب إمبراطورية الأزتيك أي وادي المكسيك وسموا شعبها Mexica والأراضي المحيطة بها والتي أصبحت لاحقاً ولاية المكسيك والتي كانت جزءًا من إسبانيا الجديدة قبل الاستقلال. يعتبر عمومًا أن التسمية كانت مكانية للوادي ومن ثم عممت كتسمية قومية لتحالف الأزتيك الثلاثي أو العكس.
أما اللاحقة -co فمن المؤكد غالبًا أنها ظرف مكان في لغة ناهواتل محولة الكلمة إلى اسم مكان. أما أبعد من ذلك فأصل الكلمة غير مؤكد. قيل أنها مشتقة من Mextli أو Mēxihtli وهو اسم سري لإله الحرب هويتزيلوبوتشتلي وراعي الأزتيك وفي تلك الحالة Mēxihco تعني "المكان حيث يعيش هويتزيلوبوشتلي".[32] ثمة فرضية أخرى [33] تشير بأن Mēxihco مشتقة من لفظ منحوت من كلمتي mētztli "قمر" و xīctli "سرة" بلغة الناهواتل. تعني تلك ("مكان في مركز القمر") والتي قد تشير إلى موقع تينوتشتيتلان في منتصف بحيرة تيكسكوكو. كان نظام البحيرات المترابطة والتي كانت تيكسكوكو مركزه على شكل أرنب والذي ربطه سكان أمريكا الوسطى مع القمر. لا تزال فرضية أخرى [33] تشير إلى أنها مشتقة من Mēctli إلهة الماغوي (نبتة من صنف الصبر).
نقل اسم المدينة الدولة إلى الإسبانية بصيغة México حيث لفظ الحرف <x> وفقًا لإسبانية القرون الوسطى حيث ينطق الحرف ب/ʃ/ لثوية احتكاكية لا صوت لها. هذا الصوت وصوت [ʒ] اللثوي الاحتكاكي الصوتي الممثلان بـ <j>، تطور ليصبح [x] حلقية احتكاكية لا صوتية. خلال القرن السادس عشر. أدى ذلك إلى استخدام البديل Méjico في العديد من المنشورات باللغة الإسبانية وعلى الأخص في إسبانيا، بينما فضلت México إملائيًا في المكسيك ومعظم البلدان الأخرى الناطقة بالإسبانية. أكدت الأكاديمية الملكية الإسبانية في السنوات الأخيرة والتي تنظم اللغة الإسبانية أن كلا الخيارين مقبول في اللغة الإسبانية ولكن الإملاء المعياري الموصى به هو México.[34] تلتزم غالبية المنشورات في جميع البلدان الناطقة باللغة الإسبانية الآن بالقاعدة الجديدة، على الرغم من أن الاسم البديل يستخدم في بعض الأحيان. في اللغة الإنجليزية، لا يمثل حرف <x> أيًا من الصوت الأصلي أو الحالي، بل هو لفظ مركب صامت [ks].
تغير الاسم الرسمي للبلاد مع تغير الحكومات. سميت البلاد في مناسبتين (1821-1823 و 1863-1867) بالإمبراطورية المكسيكية. أما الدساتير الاتحادية الثلاثة (1824 و1857 و1917 وهو الدستور الحالي) فاستخدمت الولايات المتحدة المكسيكية [35] أو الولايات المكسيكية المتحدة.[36][37] استخدمت التسمية جمهورية المكسيك في القوانين الدستورية لعام 1836.[38]
[عدل] التاريخ مقال تفصيلي :تاريخ المكسيك[عدل] الحضارات القديمة
موقع تشيتشن إيتزا الأثري، أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة.تظهر أولى البقايا البشرية في المكسيك وهي عبارة عن شرائح من أدوات حجرية عثر عليها قرب بقايا لموقد للنار في وادي المكسيك ويرجعها الكربون المشع إلى 21,000 عامًا قبل الميلاد.[39] قامت الشعوب الأصلية القديمة حوالي 9,000 مضت بزراعة الذرة وشرعت في ثورتها الزراعية مما أدى إلى ظهور حضارات عديدة معقدة. بين 1800 و 300 قبل الميلاد نضجت العديد منها إلى حضارات ما قبل كولومبية متقدمة في أمريكا الوسطى مثل الأولمك والإزابا والتيوتهواكان والمايا والزابوتيك والميكستيك والهواستيك والبوريبيتشا والتوتوناك والتولتك والأزتيك: ميكسيكا والتي ازدهرت منذ ما يقرب من 4000 سنة قبل أول اتصال مع الأوروبيين.
يعزى إلى تلك الحضارات العديد من الاختراعات والتقدم في مجالات مثل الهندسة المعمارية (المعابد الهرمية) والرياضيات والفلك والطب واللاهوت. عرف الأزتيك بممارستهم التضحية البشرية على نطاق واسع.[40] ضمت تيوتيهواكان في أوج نشاطها على بعض أكبر الهياكل الهرمية في الأمريكتين قبل وصول كولومبس وفاق تعداد سكانها 150,000 شخص.[41] تضع تقديرات أعداد السكان قبل الغزو الإسباني بين 6-25 مليون نسمة.[42][43]
في وقت اتصالها بالإسبان، لم تكن تيوتهواكان مأهولة على الرغم من أن موقعها كان معروفًا؛ تمركز سكان إمبراطورية الأزتيك ومن سبقها حول بحيرة تيكسكوكو وأيضًا في وادي المكسيك حيث تأسست مدينة تينوتشتيتلان عام 1325.
[عدل] إسبانيا الجديدة
ميغيل إيدالغو إي كوستيا "والد المكسيك"وصل في أوائل القرن السادس عشر هرنان كورتيس إلى أراضي المكسيك وغزا حضارة الأزتيك.[44] قدم الغزاة الإسبان من غير قصد داء الجدري الذي دمر أمريكا الوسطى في عشرينيات القرن السادس عشر، مما أسفر عن مقتل الملايين من الأزتيك، [45] بما في ذلك الإمبراطور، ويعزى له انتصار هرنان كورتيس على الإمبراطورية. أصبحت المنطقة جزءًا من أراضي الإمبراطورية الإسبانية تحت اسم إسبانيا الجديدة. أعاد كورتيس بناء مكسيكو سيتي في أعقاب سقوط تينوتشتيتلان في 1521. أنشئت العديد من التقاليد والهوية والعمارة المكسيكية خلال الفترة الاستعمارية.
[عدل] الاستقلالفي 16 سبتمبر 1810، أعلن الكاهن ميغيل إيدالغو إي كوستيا الاستقلال عن إسبانيا في بلدة دولوريس الصغيرة في غواناخواتو.[46] شكل إيدالغو أولى الجماعات المسلحة إضافة إلى قائد الجيش الإسباني الاستعماري الكابتن إجناسيو أليندي وقائد الميليشيا خوان ألداما و"لا كوريغيدورا" خوسيفا أورتيز دي دومينغيز. تم القبض على إيدالغو وبعض جنوده وأعدم رميًا بالرصاص في تشيواوا في 31 يوليو 1811. بعد وفاته، انتقلت القيادة إلى الكاهن خوسيه ماريا موريلوس والذي احتل مدن الجنوب الرئيسية.
في 1813 انعقد مؤتمر تشيلبانسينغو، وفي 6 نوفمبر وقع "قانون رسمي لإعلان استقلال أمريكا الشمالية". تم القبض على موريلوس وأعدم في 22 ديسمبر 1815. في السنوات اللاحقة، كان التمرد على وشك الانهيار، ولكن في عام 1820 أرسل الوالي خوان رويز دي أبوداكا جيشًا بقيادة الجنرال أغوستين دي إتوربيدي ضد قوات فيسنتي غيريرو. بدلًا من ذلك، اتصل إيتوربيدي بغيريرو للانضمام إلى قواته وفي عام 1821، وقع ممثلون عن التاج الإسباني وإيتوربيدي "معاهدة قرطبة" و"إعلان استقلال الإمبراطورية المكسيكية" الذي اعترف باستقلال المكسيك بموجب شروط "خطة إغوالا".
الرئيس بينيتو خواريز، قاوم الاحتلال الفرنسي وحل الإمبراطورية وأعاد الجمهورية وأسس فصل الدين عن الدولة.أعلن أغوستين دي إيتوربيدي نفسه على الفور إمبراطور الإمبراطورية المكسيكية الأولى. صعدت ثورة ضده في عام 1823 في الولايات المتحدة المكسيكية. في عام 1824، تم وضع مسودة الدستور الجمهوري من قبل غوادالوبي فيكتوريا والذي أصبح أول رئيس للدولة الوليدة. تميزت العقود الأولى من فترة ما بعد الاستقلال بعدم الاستقرار الاقتصادي، مما أدى إلى حرب المعجنات في 1836 وصراع مستمر بين اللبراليين أنصار حكومة فدرالية والمحافظين أنصار حكومة مركزية.
أقر الجنرال أنطونيو لوبيز دي سانتا أنا - وهو دكتاتور لمرتين ومن أنصار المركزية - سييتي لاييس في عام 1836 وهو تعديل جذري أضفى الطابع المؤسسي على الشكل المركزي للحكومة. عندما علق الجنرال الدستور عام 1824، انتشرت الحرب الأهلية في جميع أنحاء البلاد وأعلنت ثلاث حكومات جديدة استقلالها: جمهورية تكساس وجمهورية ريو غراندي وجمهورية يوكاتان.
نجحت تكساس في تحقيق الاستقلال وضمتها الولايات المتحدة لاحقًا. أدى نزاع حدودي إلى اندلاع الحرب المكسيكية الأمريكية والتي بدأت في 1846 واستمرت لسنتين، أنهتها معاهدة غوادالوبي إيدالغو والتي أجبرت المكسيك على التخلي عن أكثر من نصف أراضيها للولايات المتحدة بما في ذلك ألتا كاليفورنيا ونيو مكسيكو والأجزاء المتنازع عليها من تكساس. نقلت أراض أصغر بكثير في ما هو اليوم جنوب أريزونا وجنوب غرب نيو مكسيكو - صفقة شراء غادسدن - في 1854. كانت حرب الطوائف في يوكاتان وهي انتفاضة لشعب المايا التي بدأت في عام 1847 [47] من أنجح الثورات الحديثة لسكان أمريكا الأصليين. حافظ المتمردون المايا [48] أو كروزوب [49] على جيوب مستقلة نسبيًا حتى ثلاثينيات القرن الماضي.
تطور أراضي المكسيك.دفع عدم الرضا على عودة سانتا آنا إلى السلطة إلى "خطة أيوتلا" الليبرالية وبدء عصر الإصلاحات حيث تمت صياغة دستور جديد في عام 1857 أسس لدولة علمانية وحكومة فيدرالية وحريات عدة. رفض المحافظون الاعتراف به وبدأت حرب الإصلاح 1858 وكان لكلا الفريقين حكوماتهم. انتهت الحرب في عام 1861 بانتصار الليبراليين بقيادة بينيتو خواريز وهو من السكان الأصليين للبلاد. في ستينيات القرن التاسع عشر، خضعت المكسيك لاحتلال عسكري من قبل فرنسا والتي أنشأت الإمبراطورية المكسيكية الثانية تحت حكم الأرشيدوق الهابسبورغي فرديناند ماكسيمليان من النمسا بدعم من رجال الدين الكاثوليك والمحافظين والذي بدل انتماءه لاحقًا وانضم إلى الليبراليين. استسلم ماكسيميليان وحوكم في 14 يونيو وأعدم في 19 يونيو 1867.
حكم بورفيريو دياز - وهو جنرال جمهوري خلال التدخل الفرنسي - المكسيك في الفترة من 1876-1880 ثم من 1884-1911 في خمسة انتخابات متتالية وهي الفترة المعروفة باسم بورفيرياتو والتي تميزت بإنجازات اقتصادية ملحوظة واستثمارات في مجالات الفنون والعلوم ولكن أيضًا بعدم المساواة الاقتصادية والقمع السياسي.
[عدل] القرن العشرون حتى الوقت الحاضر
فينوستيانو كارانزا أحد قادة الثورة المكسيكية ومؤيد لدستور 1917أثار احتمال تزوير الانتخابات التي أدت إلى إعادة انتخاب دياز مرة خامسة ثورة مكسيكية عام 1910 قادها بداية فرانسيسكو الأول ماديرو.
استقال دياز من منصبه في عام 1911 وانتخب ماديرو رئيسًا لكن أطيح به وقتل في انقلاب عسكري بعد عامين من تدبير الجنرال المحافظ فيكتوريانو أويرتا. أعاد ذاك الحدث إشعال الحرب الأهلية التي شكلت شخصيات مثل فرانسيسكو فيلا وإيمليانو زاباتا الذين شكلوا قواتهم الخاصة. تمكنت قوة ثالثة وهي الجيش الدستوري بقيادة فينوستيانو كارانزا من وضع نهاية للحرب، وعدل دستور 1857 بشكل جذري ليشمل العديد من البنى الاجتماعية ومطالب الثوار في ما كان يسمى في نهاية المطاف بدستور عام 1917. يقدر عدد ضحايا الحرب بنحو 900,000 من السكان عام 1910 البالغ عددهم 15 مليون نسمة.[50][51]
اغتيل كارانزا في عام 1920 ليخلفه بطل ثوري آخر هو ألفارو أوبريغون والذي خلفه بدوره بلوتاركو إلياس كاليس. أعيد انتخاب أوبريغون في عام 1928 ولكنه اغتيل قبل توليه للسلطة. في عام 1929، أسس كاليس الحزب الثوري الوطني وأعاد تسميته لاحقًا بالحزب الثوري المؤسسي وباشر حقبة عرفت باسم ماكسيماتو والتي انتهت بانتخاب لازارو كارديناس الذي نفذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والأهم تأميم صناعة النفط إلى شركة بيميكس في 18 مارس 1938، ولكنها أثارت أزمة دبلوماسية مع البلدان التي فقد مواطنوها أعمالهم بسبب سياسات كارديناس الراديكالية.
بين عامي 1940 و1980، شهدت المكسيك نموًا اقتصاديًا ضخمًا يسميه بعض المؤرخين "المعجزة المكسيكية".[52] على الرغم من أن الاقتصاد مستمر في الازدهار، لا تزال اللامساواة الاجتماعية عاملًا من عوامل السخط. علاوة على ذلك، أصبح حكم الحزب الثوري المؤسسي شموليًا وقمعيًا في بعض الأحيان [53] (مذبحة تلاتيلولكو عام 1968 [54] والتي أودت بحياة حوالي 30-800 من المحتجين).[55]
عقب إدارة لويس اتشيفيريا إصلاحات انتخابية وارتفاع أسعار النفط، [56][57] بينما أدى سوء إدارة هذه الإيرادات إلى التضخم وتفاقم أزمة عام 1982. في تلك السنة انخفضت أسعار النفط وارتفعت أسعار الفائدة وعجزت الحكومة عن سداد ديونها. لجأ الرئيس ميغيل دي لا مدريد إلى تخفيض قيمة العملة مما أثار التضخم.
حفل توقيع نافتا في أكتوبر 1992.ظهرت أولى التصدعات في موقف الحزب الثوري المؤسسي الاحتكاري في عقد 1980، حيث انتخب إرنستو روفو أبيل كحاكم لولاية باخا كاليفورنيا. في عام 1988، منعت لجنة تزوير الانتخابات المرشح اليساري كواتيموك كارديناس من الفوز في الانتخابات الرئاسية الوطنية، وأعطت كارلوس ساليناس دي غورتاري رئاسة الجمهورية مما أدى إلى احتجاجات ضخمة في مكسيكو سيتي.[58]
شرع ساليناس في برنامج إصلاحات ليبرالية جديدة حددت سعر الصرف وسيطرت على التضخم وتوجها بتوقيع اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية والذي دخل حيز التنفيذ في 1 يناير 1994. في اليوم نفسه، بدأ جيش زاباتيستا للتحرير الوطني تمردًا مسلحًا دام أسبوعين ضد الحكومة الاتحادية واستمر كحركة معارضة غير عنيفة ضد الليبرالية الجديدة والعولمة.
في ديسمبر 1994، بعد شهر من خلافة إرنستو زيديلو لساليناس، انهار الاقتصاد المكسيكي مما دفع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لإصدار حزم إنقاذ سريعة والقيام بإصلاحات اقتصادية كلية كبيرة من طرف الرئيس زيديللو فتعافى الاقتصاد بسرعة وبلغت لنمو ذروته بنسبة 7% تقريبًا بحلول نهاية عام 1999.[59]
في عام 2000 وبعد 71 عامًا خسر الحزب الثوري المؤسسي الانتخابات الرئاسية أمام فيسينتي فوكس من حزب العمل الوطني المعارض. في الانتخابات الرئاسية لعام 2006، أعلن فيليبي كالديرون فائزًا من حزب العمل بهامش ضيق للغاية على السياسي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور من حزب الثورة الديمقراطية. اعترض لوبيز أوبرادور مع ذلك على الانتخابات وتعهد بإنشاء "حكومة بديلة".[60]
[عدل] الحكومة والسياسة
القصر الوطني، المقعد الرمزي للرئيس والحكومة
الرئيس فيليبي كالديرون
الكونغرس المكسيكيالولايات المكسيكية المتحدة هي اتحاد ذو حكومة تمثيلية وديمقراطية وجمهورية مبنية على أساس نظام رئاسي وفقًا لدستور عام 1917. يحدد الدستور ثلاثة مستويات من الحكومة: الاتحاد الفدرالي وحكومات الولايات والحكومات المحلية. وفقًا للدستور، يجب أن يكون نظام الحكم في جميع الولايات المكونة للاتحاد جمهوريًا ويتألف من ثلاثة فروع: السلطة التنفيذية والتي يمثلها الحاكم ومجلس الوزراء المعين، والسلطة التشريعية مكونة من كونغرس من غرفة واحدة والسلطة القضائية والتي تشمل محكمة العدل العليا. كما تمتلك تلك الولايات قوانينها المدنية والقضائية الخاصة.
يتألف الكونغرس الاتحادي من مجلسين هما مجلس الشيوخ ومجلس النواب. من صلاحيات الكونغرس إقرار القوانين الفدرالية وإعلان الحرب وفرض الضرائب وإقرار الميزانية الوطنية والمعاهدات الدولية والتصديق على التعيينات الدبلوماسية.[61] تنتخب مقاعد المجالس التشريعية الاتحادية وفي الولايات عن طريق نظام التصويت الموازي والذي يضمن التعددية والتمثيل النسبي.[62] يتكون مجلس نواب الكونغرس الاتحادي من 300 نائب ينتخبون بالأغلبية و200 عن طريق التمثيل النسبي وفقًا للقوائم الحزبية المغلقة [63] والتي تقسم البلاد إلى 5 دوائر انتخابية.[64] يضم مجلس الشيوخ ما مجموعه 128 عضوًا: 64 عضوًا اثنان من كل ولاية وآخران لمنطقة العاصمة الاتحادية ينتخبون عادة بالأغلبية كزوجين سوية بينما يعين 32 عضوًا مخصصين لأولى الأقليات أو الوصيف الأول في الانتخابات (واحد لكل ولاية وآخر لمنطقة العاصمة الاتحادية) و 32 عن طريق التمثيل النسبي بالقوائم الحزبية المغلقة والتي تقسم البلاد إلى دائرة انتخابية واحدة.[63]
يقود السلطة التنفيذية رئيس الولايات المكسيكية المتحدة وهو رئيس الدولة والحكومة، فضلًا عن كونه القائد العام للقوات المسلحة المكسيكية. كما يعين مجلس الوزراء وضباطًا آخرين. الرئيس هو المسؤول عن تنفيذ وتطبيق القانون ويملك سلطة الاعتراض على مشاريع القوانين.[65]
أما الفرع القضائي للحكومة فهي محكمة العدل العليا والتي تضم أحد عشر قاضيًا يعينهم رئيس الجمهورية بموافقة من مجلس الشيوخ والذين يفسرون القوانين والقضايا على مستوى الكفاءات الاتحادية. من المؤسسات القضائية الأخرى المحكمة الانتخابية والجماعية والمحاكم الوحدوية والمقاطعات ومجلس القضاء الاتحادي.[66]
هيمنت ثلاثة أحزاب تاريخيًا على السياسة المكسيكية: حزب العمل الوطني وهو حزب يميني محافظ تأسس عام 1939 وينتمي إلى منظومة الحزب الديمقراطي المسيحي في أمريكا.[67] الحزب الثوري المؤسسي، وهو حزب من يسار الوسط وعضو في الاشتراكية الدولية [68] تأسس عام 1929 لتوحيد جميع قوى وفصائل الثورة المكسيكية وهيمن تقريبًا على السياسة المكسيكية منذ ذلك الحين. حزب الثورة الديمقراطية وهو حزب يساري [69] تأسس عام 1989 كخلف لائتلاف من الاشتراكيين والأحزاب الليبرالية.
[عدل] العلاقات الخارجية
رئيس الوزراء هاربر والرئيسان أوباما وكالديرون في قمة زعماء أمريكا الشمالية 2009 في غوادالاخارا.يوجه رئيس المكسيك العلاقات الخارجية للبلاد [70] بينما تديرها وزارة الخارجية.[71] تذكر مبادئ السياسات الخارجية دستوريًا في المادة 89 في البند 10، والتي تشمل: احترام القانون الدولي والمساواة القانونية بين الدول وسيادتها واستقلالها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والحل السلمي للنزاعات، وتعزيز الأمن الجماعي من خلال المشاركة النشطة في المنظمات الدولية.[70] منذ ثلاثينيات القرن الماضي وعقيدة استرادا تعمل كمتمم حاسم لهذه المبادئ.[72]
فيليبي كالديرون مع قادة دول أخرى في اجتماع مجموعة الخمس في برلين.المكسيك هي إحدى الأعضاء المؤسسين لعدة منظمات دولية وأبرزها الأمم المتحدة [73] ومنظمة البلدان الأمريكية [74] ومنظمة الدول الأيبيرية الأمريكية [75] والأوبانال [76] ومجموعة ريو، [77] كما ساهمت المكسيك في عام 2008 بأكثر من 40 مليون دولار للميزانية العادية للأمم المتحدة.[78] بالإضافة إلى ذلك، فإن المكسيك هي الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية العضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية منذ انضمامها في عام 1994 على الرغم من أن تشيلي في طور الحصول على العضوية الكاملة.[79][80] تعتبر المكسيك قوة إقليمية [81][82] وبالتالي هي عضو في المجموعات الاقتصادية الكبرى مثل مجموعة ثمانية زائد خمسة ومجموعة العشرين. بالإضافة إلى ذلك ومنذ التسعينات سعت المكسيك إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأساليب عمله [83] بدعم من كندا وإيطاليا وباكستان وتسع دول أخرى تشكل مجموعة غير رسمية تعرف بنادي القهوة.[84]
بعد حرب الاستقلال، تركزت علاقات المكسيك في المقام الأول مع الولايات المتحدة جارتها الشمالية وهي أكبر شريك تجاري، [85] وأكثر اللاعبين نفوذًا في نصف الكرة الغربي والشؤون العالمية.[86] دعمت المكسيك الحكومة الكوبية منذ إنشائها في أوائل الستينات، [87] والثورة الساندينية في نيكاراغوا خلال أواخر السبعينات [88] والجماعات الثورية اليسارية في السلفادور خلال الثمانينيات.[89] يولي الرئيس فيليبي كالديرون أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي اهتمامًا أكبر.[90]
[عدل] القوات المسلحة
القوات الخاصة المكسيكية.
طرادات حربية من طراز دورانغو تابعة للبحرية المكسيكيةالقوات المسلحة المكسيكية فرعان: الجيش المكسيكي (الذي يضم سلاح الجو المكسيكي) والبحرية المكسيكية. تمتلك القوات المسلحة المكسيكية بنية تحتية هامة بما في ذلك مرافق للتصميم والبحوث والتجارب على الأسلحة والسيارات والطائرات والسفن البحرية وأنظمة الدفاع والإلكترونيات [91][92] والصناعة التحويلية ومراكز عسكرية لبناء مثل هذه النظم وبحرية متطورة وترسانات بناء السفن التي تبني السفن الحربية الثقيلة وتكنولوجيا الصواريخ المتقدمة.[93]
في السنوات الأخيرة، تحسنت تقنيات التدريب في المكسيك والقيادة العسكرية وهياكل المعلومات واتخذت خطوات لتصبح أكثر اعتمادًا على الذات في تزويد قواتها العسكرية من خلال تصميم وكذلك تصنيع أسلحتها الخاصة [94] إضافة إلى الصواريخ [92] والطائرات [95] والمركبات والأسلحة الثقيلة والإلكترونيات [91] ونظم الدفاع [91] والمدرعات الثقيلة والمعدات الصناعية العسكرية والسفن الحربية الثقيلة.[96] منذ التسعينات ومع تصاعد دور الجيش في الحرب على المخدرات، ازدادت الحاجة للحصول على منصات المراقبة المحمولة جوًا، والطائرات والمروحيات والتقنيات الرقمية الحربية [91] ومعدات حرب المدن والنقل السريع للقوات.[97]
تمتلك المكسيك قدرات صنع الأسلحة النووية، ولكنها تغاضت عن هذا الاحتمال في معاهدة تلاتيلولكو في عام 1968 حيث تعهدت باستخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.[98] في عام 1970 كرر المعهد الوطني المكسيكي لبحوث الأسلحة النووية بنجاح اليورانيوم المستخدم في تصنيع أسلحة نووية [99] ولكن في أبريل 2010، وافقت المكسيك على تسليم اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية إلى الولايات المتحدة.[100][101]
تاريخيًا، ظلت المكسيك محايدة في الصراعات الدولية [102] باستثناء الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، اقترحت بعض الأحزاب السياسية في السنوات الأخيرة تعديل الدستور من أجل السماح للقوات المسلحة المكسيكية في المشاركة في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو لتقديم مساعدة عسكرية للدول التي تطلبها رسميًا.[
نضجت عدة ثقافات وحضارات متقدمة في أمريكا الوسطى ما قبل كولومبوس مثل الأولمك والتولتك والتيوتيهواكان والزابوتيك والمايا والأزتيك قبل أول اتصال مع الأوروبيين. في عام 1521، احتلت إسبانيا الأرض من قاعدتها في مكسيكو (تينوتشتيتلان) وأديرت تابعة للتاج الإسباني باسم إسبانيا الجديدة. أصبحت تلك المستعمرة في نهاية المطاف المكسيك حيث تم الاعتراف باستقلالها في عام 1821. تميزت فترة ما بعد الاستقلال بعدم الاستقرار الاقتصادي والحرب المكسيكية الأمريكية والتنازل عن الأراضي لصالح الولايات المتحدة والحرب الأهلية وإمبراطوريتين ودكتاتورية محلية. قادت الأخيرة إلى الثورة المكسيكية في عام 1910 والتي بلغت ذروتها مع صدور دستور 1917 وظهور النظام السياسي الحالي في البلاد. اتسمت الانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليو 2000 بأنها المرة الأولى التي يفوز بها حزب معارض من الحزب الثوري المؤسسي.
المكسيك واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وتعتبر قوة إقليمية ومتوسطة.[17][18] بالإضافة إلى ذلك، كانت المكسيك أول عضو من أمريكا اللاتينية ينضم لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (منذ عام 1994) وتعد دولة ذات دخل أعلى من المتوسط.[19] تعتبر المكسيك من الدول الصناعية الجديدة [20][21][22][23] وقوة ناشئة.[24] تمتلك الناتج المحلي الإجمالي الاسمي الثالث عشر والحادي عشر من حيث تعادل القدرة الشرائية. يرتبط اقتصادها بقوة بشركائها في اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية وخصوصًا الولايات المتحدة.[25][26] تقع المكسيك خامسة في العالم والأولى في الأمريكتين من حيث عدد مواقع التراث العالمي لليونسكو البالغة 31 موقعًا، [27][28][29] وفي عام 2007 كانت العاشرة من حيث عدد الزوار في العالم مع 21.4 مليون سائح دولي في السنة.[30]
محتويات [أخف]
1 أصل التسمية
2 التاريخ
2.1 الحضارات القديمة
2.2 إسبانيا الجديدة
2.3 الاستقلال
2.4 القرن العشرون حتى الوقت الحاضر
3 الحكومة والسياسة
3.1 العلاقات الخارجية
3.2 القوات المسلحة
3.3 التقسيمات الإدارية
4 الجغرافيا
4.1 المناخ
4.2 التنوع الحيوي
5 الاقتصاد
5.1 السياحة
5.2 الطاقة
5.3 النقل
5.4 الاتصالات
5.5 العلوم والتكنولوجيا
6 الديموغرافيا
6.1 اللغات
6.2 الدين
6.3 المساواة الاجتماعية
6.4 المناطق الحضرية
6.5 الرعاية الصحية
6.6 التعليم
7 تطبيق القانون
7.1 الجريمة
8 الثقافة
8.1 الأدب
8.2 الفنون
8.3 السينما والإعلام
8.4 الموسيقى
8.5 المطبخ
8.6 الرياضة
9 أنظر أيضا
10 المراجع
11 الفهرس
12 وصلات خارجية
[عدل] أصل التسمية
صورة لمكسيكو تينوتشتيتلان من دستور مندوزابعد حصول إسبانيا الجديدة على الاستقلال عن إسبانيا، تقرر أن يسمى البلد الجديد باسم العاصمة مكسيكو سيتي، والتي تأسست في 1524 على أنقاض عاصمة الأزتك القديمة مكسيكو تينوتشتيتلان. يأتي الاسم من لغة الناهواتل ومعناه ليس معروفًا.
أما أناهواك فهو المصطلح الذي استخدمه الأزتيك للإشارة إلى الأراضي التي سيطروا عليها، أي كامل الإمبراطورية بما في ذلك الشعوب الأخرى الخاضعة لهم؛ وذاك كان بين التسميات المقترحة لتسمية الدولة الجديدة قبل الاستقلال، على سبيل المثال مثل كونغرس أناهواك أو كونغرس تشيلبانسينغو.[31]
أطلقت الناهواتل تسمية Mēxihco على قلب إمبراطورية الأزتيك أي وادي المكسيك وسموا شعبها Mexica والأراضي المحيطة بها والتي أصبحت لاحقاً ولاية المكسيك والتي كانت جزءًا من إسبانيا الجديدة قبل الاستقلال. يعتبر عمومًا أن التسمية كانت مكانية للوادي ومن ثم عممت كتسمية قومية لتحالف الأزتيك الثلاثي أو العكس.
أما اللاحقة -co فمن المؤكد غالبًا أنها ظرف مكان في لغة ناهواتل محولة الكلمة إلى اسم مكان. أما أبعد من ذلك فأصل الكلمة غير مؤكد. قيل أنها مشتقة من Mextli أو Mēxihtli وهو اسم سري لإله الحرب هويتزيلوبوتشتلي وراعي الأزتيك وفي تلك الحالة Mēxihco تعني "المكان حيث يعيش هويتزيلوبوشتلي".[32] ثمة فرضية أخرى [33] تشير بأن Mēxihco مشتقة من لفظ منحوت من كلمتي mētztli "قمر" و xīctli "سرة" بلغة الناهواتل. تعني تلك ("مكان في مركز القمر") والتي قد تشير إلى موقع تينوتشتيتلان في منتصف بحيرة تيكسكوكو. كان نظام البحيرات المترابطة والتي كانت تيكسكوكو مركزه على شكل أرنب والذي ربطه سكان أمريكا الوسطى مع القمر. لا تزال فرضية أخرى [33] تشير إلى أنها مشتقة من Mēctli إلهة الماغوي (نبتة من صنف الصبر).
نقل اسم المدينة الدولة إلى الإسبانية بصيغة México حيث لفظ الحرف <x> وفقًا لإسبانية القرون الوسطى حيث ينطق الحرف ب/ʃ/ لثوية احتكاكية لا صوت لها. هذا الصوت وصوت [ʒ] اللثوي الاحتكاكي الصوتي الممثلان بـ <j>، تطور ليصبح [x] حلقية احتكاكية لا صوتية. خلال القرن السادس عشر. أدى ذلك إلى استخدام البديل Méjico في العديد من المنشورات باللغة الإسبانية وعلى الأخص في إسبانيا، بينما فضلت México إملائيًا في المكسيك ومعظم البلدان الأخرى الناطقة بالإسبانية. أكدت الأكاديمية الملكية الإسبانية في السنوات الأخيرة والتي تنظم اللغة الإسبانية أن كلا الخيارين مقبول في اللغة الإسبانية ولكن الإملاء المعياري الموصى به هو México.[34] تلتزم غالبية المنشورات في جميع البلدان الناطقة باللغة الإسبانية الآن بالقاعدة الجديدة، على الرغم من أن الاسم البديل يستخدم في بعض الأحيان. في اللغة الإنجليزية، لا يمثل حرف <x> أيًا من الصوت الأصلي أو الحالي، بل هو لفظ مركب صامت [ks].
تغير الاسم الرسمي للبلاد مع تغير الحكومات. سميت البلاد في مناسبتين (1821-1823 و 1863-1867) بالإمبراطورية المكسيكية. أما الدساتير الاتحادية الثلاثة (1824 و1857 و1917 وهو الدستور الحالي) فاستخدمت الولايات المتحدة المكسيكية [35] أو الولايات المكسيكية المتحدة.[36][37] استخدمت التسمية جمهورية المكسيك في القوانين الدستورية لعام 1836.[38]
[عدل] التاريخ مقال تفصيلي :تاريخ المكسيك[عدل] الحضارات القديمة
موقع تشيتشن إيتزا الأثري، أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة.تظهر أولى البقايا البشرية في المكسيك وهي عبارة عن شرائح من أدوات حجرية عثر عليها قرب بقايا لموقد للنار في وادي المكسيك ويرجعها الكربون المشع إلى 21,000 عامًا قبل الميلاد.[39] قامت الشعوب الأصلية القديمة حوالي 9,000 مضت بزراعة الذرة وشرعت في ثورتها الزراعية مما أدى إلى ظهور حضارات عديدة معقدة. بين 1800 و 300 قبل الميلاد نضجت العديد منها إلى حضارات ما قبل كولومبية متقدمة في أمريكا الوسطى مثل الأولمك والإزابا والتيوتهواكان والمايا والزابوتيك والميكستيك والهواستيك والبوريبيتشا والتوتوناك والتولتك والأزتيك: ميكسيكا والتي ازدهرت منذ ما يقرب من 4000 سنة قبل أول اتصال مع الأوروبيين.
يعزى إلى تلك الحضارات العديد من الاختراعات والتقدم في مجالات مثل الهندسة المعمارية (المعابد الهرمية) والرياضيات والفلك والطب واللاهوت. عرف الأزتيك بممارستهم التضحية البشرية على نطاق واسع.[40] ضمت تيوتيهواكان في أوج نشاطها على بعض أكبر الهياكل الهرمية في الأمريكتين قبل وصول كولومبس وفاق تعداد سكانها 150,000 شخص.[41] تضع تقديرات أعداد السكان قبل الغزو الإسباني بين 6-25 مليون نسمة.[42][43]
في وقت اتصالها بالإسبان، لم تكن تيوتهواكان مأهولة على الرغم من أن موقعها كان معروفًا؛ تمركز سكان إمبراطورية الأزتيك ومن سبقها حول بحيرة تيكسكوكو وأيضًا في وادي المكسيك حيث تأسست مدينة تينوتشتيتلان عام 1325.
[عدل] إسبانيا الجديدة
ميغيل إيدالغو إي كوستيا "والد المكسيك"وصل في أوائل القرن السادس عشر هرنان كورتيس إلى أراضي المكسيك وغزا حضارة الأزتيك.[44] قدم الغزاة الإسبان من غير قصد داء الجدري الذي دمر أمريكا الوسطى في عشرينيات القرن السادس عشر، مما أسفر عن مقتل الملايين من الأزتيك، [45] بما في ذلك الإمبراطور، ويعزى له انتصار هرنان كورتيس على الإمبراطورية. أصبحت المنطقة جزءًا من أراضي الإمبراطورية الإسبانية تحت اسم إسبانيا الجديدة. أعاد كورتيس بناء مكسيكو سيتي في أعقاب سقوط تينوتشتيتلان في 1521. أنشئت العديد من التقاليد والهوية والعمارة المكسيكية خلال الفترة الاستعمارية.
[عدل] الاستقلالفي 16 سبتمبر 1810، أعلن الكاهن ميغيل إيدالغو إي كوستيا الاستقلال عن إسبانيا في بلدة دولوريس الصغيرة في غواناخواتو.[46] شكل إيدالغو أولى الجماعات المسلحة إضافة إلى قائد الجيش الإسباني الاستعماري الكابتن إجناسيو أليندي وقائد الميليشيا خوان ألداما و"لا كوريغيدورا" خوسيفا أورتيز دي دومينغيز. تم القبض على إيدالغو وبعض جنوده وأعدم رميًا بالرصاص في تشيواوا في 31 يوليو 1811. بعد وفاته، انتقلت القيادة إلى الكاهن خوسيه ماريا موريلوس والذي احتل مدن الجنوب الرئيسية.
في 1813 انعقد مؤتمر تشيلبانسينغو، وفي 6 نوفمبر وقع "قانون رسمي لإعلان استقلال أمريكا الشمالية". تم القبض على موريلوس وأعدم في 22 ديسمبر 1815. في السنوات اللاحقة، كان التمرد على وشك الانهيار، ولكن في عام 1820 أرسل الوالي خوان رويز دي أبوداكا جيشًا بقيادة الجنرال أغوستين دي إتوربيدي ضد قوات فيسنتي غيريرو. بدلًا من ذلك، اتصل إيتوربيدي بغيريرو للانضمام إلى قواته وفي عام 1821، وقع ممثلون عن التاج الإسباني وإيتوربيدي "معاهدة قرطبة" و"إعلان استقلال الإمبراطورية المكسيكية" الذي اعترف باستقلال المكسيك بموجب شروط "خطة إغوالا".
الرئيس بينيتو خواريز، قاوم الاحتلال الفرنسي وحل الإمبراطورية وأعاد الجمهورية وأسس فصل الدين عن الدولة.أعلن أغوستين دي إيتوربيدي نفسه على الفور إمبراطور الإمبراطورية المكسيكية الأولى. صعدت ثورة ضده في عام 1823 في الولايات المتحدة المكسيكية. في عام 1824، تم وضع مسودة الدستور الجمهوري من قبل غوادالوبي فيكتوريا والذي أصبح أول رئيس للدولة الوليدة. تميزت العقود الأولى من فترة ما بعد الاستقلال بعدم الاستقرار الاقتصادي، مما أدى إلى حرب المعجنات في 1836 وصراع مستمر بين اللبراليين أنصار حكومة فدرالية والمحافظين أنصار حكومة مركزية.
أقر الجنرال أنطونيو لوبيز دي سانتا أنا - وهو دكتاتور لمرتين ومن أنصار المركزية - سييتي لاييس في عام 1836 وهو تعديل جذري أضفى الطابع المؤسسي على الشكل المركزي للحكومة. عندما علق الجنرال الدستور عام 1824، انتشرت الحرب الأهلية في جميع أنحاء البلاد وأعلنت ثلاث حكومات جديدة استقلالها: جمهورية تكساس وجمهورية ريو غراندي وجمهورية يوكاتان.
نجحت تكساس في تحقيق الاستقلال وضمتها الولايات المتحدة لاحقًا. أدى نزاع حدودي إلى اندلاع الحرب المكسيكية الأمريكية والتي بدأت في 1846 واستمرت لسنتين، أنهتها معاهدة غوادالوبي إيدالغو والتي أجبرت المكسيك على التخلي عن أكثر من نصف أراضيها للولايات المتحدة بما في ذلك ألتا كاليفورنيا ونيو مكسيكو والأجزاء المتنازع عليها من تكساس. نقلت أراض أصغر بكثير في ما هو اليوم جنوب أريزونا وجنوب غرب نيو مكسيكو - صفقة شراء غادسدن - في 1854. كانت حرب الطوائف في يوكاتان وهي انتفاضة لشعب المايا التي بدأت في عام 1847 [47] من أنجح الثورات الحديثة لسكان أمريكا الأصليين. حافظ المتمردون المايا [48] أو كروزوب [49] على جيوب مستقلة نسبيًا حتى ثلاثينيات القرن الماضي.
تطور أراضي المكسيك.دفع عدم الرضا على عودة سانتا آنا إلى السلطة إلى "خطة أيوتلا" الليبرالية وبدء عصر الإصلاحات حيث تمت صياغة دستور جديد في عام 1857 أسس لدولة علمانية وحكومة فيدرالية وحريات عدة. رفض المحافظون الاعتراف به وبدأت حرب الإصلاح 1858 وكان لكلا الفريقين حكوماتهم. انتهت الحرب في عام 1861 بانتصار الليبراليين بقيادة بينيتو خواريز وهو من السكان الأصليين للبلاد. في ستينيات القرن التاسع عشر، خضعت المكسيك لاحتلال عسكري من قبل فرنسا والتي أنشأت الإمبراطورية المكسيكية الثانية تحت حكم الأرشيدوق الهابسبورغي فرديناند ماكسيمليان من النمسا بدعم من رجال الدين الكاثوليك والمحافظين والذي بدل انتماءه لاحقًا وانضم إلى الليبراليين. استسلم ماكسيميليان وحوكم في 14 يونيو وأعدم في 19 يونيو 1867.
حكم بورفيريو دياز - وهو جنرال جمهوري خلال التدخل الفرنسي - المكسيك في الفترة من 1876-1880 ثم من 1884-1911 في خمسة انتخابات متتالية وهي الفترة المعروفة باسم بورفيرياتو والتي تميزت بإنجازات اقتصادية ملحوظة واستثمارات في مجالات الفنون والعلوم ولكن أيضًا بعدم المساواة الاقتصادية والقمع السياسي.
[عدل] القرن العشرون حتى الوقت الحاضر
فينوستيانو كارانزا أحد قادة الثورة المكسيكية ومؤيد لدستور 1917أثار احتمال تزوير الانتخابات التي أدت إلى إعادة انتخاب دياز مرة خامسة ثورة مكسيكية عام 1910 قادها بداية فرانسيسكو الأول ماديرو.
استقال دياز من منصبه في عام 1911 وانتخب ماديرو رئيسًا لكن أطيح به وقتل في انقلاب عسكري بعد عامين من تدبير الجنرال المحافظ فيكتوريانو أويرتا. أعاد ذاك الحدث إشعال الحرب الأهلية التي شكلت شخصيات مثل فرانسيسكو فيلا وإيمليانو زاباتا الذين شكلوا قواتهم الخاصة. تمكنت قوة ثالثة وهي الجيش الدستوري بقيادة فينوستيانو كارانزا من وضع نهاية للحرب، وعدل دستور 1857 بشكل جذري ليشمل العديد من البنى الاجتماعية ومطالب الثوار في ما كان يسمى في نهاية المطاف بدستور عام 1917. يقدر عدد ضحايا الحرب بنحو 900,000 من السكان عام 1910 البالغ عددهم 15 مليون نسمة.[50][51]
اغتيل كارانزا في عام 1920 ليخلفه بطل ثوري آخر هو ألفارو أوبريغون والذي خلفه بدوره بلوتاركو إلياس كاليس. أعيد انتخاب أوبريغون في عام 1928 ولكنه اغتيل قبل توليه للسلطة. في عام 1929، أسس كاليس الحزب الثوري الوطني وأعاد تسميته لاحقًا بالحزب الثوري المؤسسي وباشر حقبة عرفت باسم ماكسيماتو والتي انتهت بانتخاب لازارو كارديناس الذي نفذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والأهم تأميم صناعة النفط إلى شركة بيميكس في 18 مارس 1938، ولكنها أثارت أزمة دبلوماسية مع البلدان التي فقد مواطنوها أعمالهم بسبب سياسات كارديناس الراديكالية.
بين عامي 1940 و1980، شهدت المكسيك نموًا اقتصاديًا ضخمًا يسميه بعض المؤرخين "المعجزة المكسيكية".[52] على الرغم من أن الاقتصاد مستمر في الازدهار، لا تزال اللامساواة الاجتماعية عاملًا من عوامل السخط. علاوة على ذلك، أصبح حكم الحزب الثوري المؤسسي شموليًا وقمعيًا في بعض الأحيان [53] (مذبحة تلاتيلولكو عام 1968 [54] والتي أودت بحياة حوالي 30-800 من المحتجين).[55]
عقب إدارة لويس اتشيفيريا إصلاحات انتخابية وارتفاع أسعار النفط، [56][57] بينما أدى سوء إدارة هذه الإيرادات إلى التضخم وتفاقم أزمة عام 1982. في تلك السنة انخفضت أسعار النفط وارتفعت أسعار الفائدة وعجزت الحكومة عن سداد ديونها. لجأ الرئيس ميغيل دي لا مدريد إلى تخفيض قيمة العملة مما أثار التضخم.
حفل توقيع نافتا في أكتوبر 1992.ظهرت أولى التصدعات في موقف الحزب الثوري المؤسسي الاحتكاري في عقد 1980، حيث انتخب إرنستو روفو أبيل كحاكم لولاية باخا كاليفورنيا. في عام 1988، منعت لجنة تزوير الانتخابات المرشح اليساري كواتيموك كارديناس من الفوز في الانتخابات الرئاسية الوطنية، وأعطت كارلوس ساليناس دي غورتاري رئاسة الجمهورية مما أدى إلى احتجاجات ضخمة في مكسيكو سيتي.[58]
شرع ساليناس في برنامج إصلاحات ليبرالية جديدة حددت سعر الصرف وسيطرت على التضخم وتوجها بتوقيع اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية والذي دخل حيز التنفيذ في 1 يناير 1994. في اليوم نفسه، بدأ جيش زاباتيستا للتحرير الوطني تمردًا مسلحًا دام أسبوعين ضد الحكومة الاتحادية واستمر كحركة معارضة غير عنيفة ضد الليبرالية الجديدة والعولمة.
في ديسمبر 1994، بعد شهر من خلافة إرنستو زيديلو لساليناس، انهار الاقتصاد المكسيكي مما دفع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لإصدار حزم إنقاذ سريعة والقيام بإصلاحات اقتصادية كلية كبيرة من طرف الرئيس زيديللو فتعافى الاقتصاد بسرعة وبلغت لنمو ذروته بنسبة 7% تقريبًا بحلول نهاية عام 1999.[59]
في عام 2000 وبعد 71 عامًا خسر الحزب الثوري المؤسسي الانتخابات الرئاسية أمام فيسينتي فوكس من حزب العمل الوطني المعارض. في الانتخابات الرئاسية لعام 2006، أعلن فيليبي كالديرون فائزًا من حزب العمل بهامش ضيق للغاية على السياسي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور من حزب الثورة الديمقراطية. اعترض لوبيز أوبرادور مع ذلك على الانتخابات وتعهد بإنشاء "حكومة بديلة".[60]
[عدل] الحكومة والسياسة
القصر الوطني، المقعد الرمزي للرئيس والحكومة
الرئيس فيليبي كالديرون
الكونغرس المكسيكيالولايات المكسيكية المتحدة هي اتحاد ذو حكومة تمثيلية وديمقراطية وجمهورية مبنية على أساس نظام رئاسي وفقًا لدستور عام 1917. يحدد الدستور ثلاثة مستويات من الحكومة: الاتحاد الفدرالي وحكومات الولايات والحكومات المحلية. وفقًا للدستور، يجب أن يكون نظام الحكم في جميع الولايات المكونة للاتحاد جمهوريًا ويتألف من ثلاثة فروع: السلطة التنفيذية والتي يمثلها الحاكم ومجلس الوزراء المعين، والسلطة التشريعية مكونة من كونغرس من غرفة واحدة والسلطة القضائية والتي تشمل محكمة العدل العليا. كما تمتلك تلك الولايات قوانينها المدنية والقضائية الخاصة.
يتألف الكونغرس الاتحادي من مجلسين هما مجلس الشيوخ ومجلس النواب. من صلاحيات الكونغرس إقرار القوانين الفدرالية وإعلان الحرب وفرض الضرائب وإقرار الميزانية الوطنية والمعاهدات الدولية والتصديق على التعيينات الدبلوماسية.[61] تنتخب مقاعد المجالس التشريعية الاتحادية وفي الولايات عن طريق نظام التصويت الموازي والذي يضمن التعددية والتمثيل النسبي.[62] يتكون مجلس نواب الكونغرس الاتحادي من 300 نائب ينتخبون بالأغلبية و200 عن طريق التمثيل النسبي وفقًا للقوائم الحزبية المغلقة [63] والتي تقسم البلاد إلى 5 دوائر انتخابية.[64] يضم مجلس الشيوخ ما مجموعه 128 عضوًا: 64 عضوًا اثنان من كل ولاية وآخران لمنطقة العاصمة الاتحادية ينتخبون عادة بالأغلبية كزوجين سوية بينما يعين 32 عضوًا مخصصين لأولى الأقليات أو الوصيف الأول في الانتخابات (واحد لكل ولاية وآخر لمنطقة العاصمة الاتحادية) و 32 عن طريق التمثيل النسبي بالقوائم الحزبية المغلقة والتي تقسم البلاد إلى دائرة انتخابية واحدة.[63]
يقود السلطة التنفيذية رئيس الولايات المكسيكية المتحدة وهو رئيس الدولة والحكومة، فضلًا عن كونه القائد العام للقوات المسلحة المكسيكية. كما يعين مجلس الوزراء وضباطًا آخرين. الرئيس هو المسؤول عن تنفيذ وتطبيق القانون ويملك سلطة الاعتراض على مشاريع القوانين.[65]
أما الفرع القضائي للحكومة فهي محكمة العدل العليا والتي تضم أحد عشر قاضيًا يعينهم رئيس الجمهورية بموافقة من مجلس الشيوخ والذين يفسرون القوانين والقضايا على مستوى الكفاءات الاتحادية. من المؤسسات القضائية الأخرى المحكمة الانتخابية والجماعية والمحاكم الوحدوية والمقاطعات ومجلس القضاء الاتحادي.[66]
هيمنت ثلاثة أحزاب تاريخيًا على السياسة المكسيكية: حزب العمل الوطني وهو حزب يميني محافظ تأسس عام 1939 وينتمي إلى منظومة الحزب الديمقراطي المسيحي في أمريكا.[67] الحزب الثوري المؤسسي، وهو حزب من يسار الوسط وعضو في الاشتراكية الدولية [68] تأسس عام 1929 لتوحيد جميع قوى وفصائل الثورة المكسيكية وهيمن تقريبًا على السياسة المكسيكية منذ ذلك الحين. حزب الثورة الديمقراطية وهو حزب يساري [69] تأسس عام 1989 كخلف لائتلاف من الاشتراكيين والأحزاب الليبرالية.
[عدل] العلاقات الخارجية
رئيس الوزراء هاربر والرئيسان أوباما وكالديرون في قمة زعماء أمريكا الشمالية 2009 في غوادالاخارا.يوجه رئيس المكسيك العلاقات الخارجية للبلاد [70] بينما تديرها وزارة الخارجية.[71] تذكر مبادئ السياسات الخارجية دستوريًا في المادة 89 في البند 10، والتي تشمل: احترام القانون الدولي والمساواة القانونية بين الدول وسيادتها واستقلالها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والحل السلمي للنزاعات، وتعزيز الأمن الجماعي من خلال المشاركة النشطة في المنظمات الدولية.[70] منذ ثلاثينيات القرن الماضي وعقيدة استرادا تعمل كمتمم حاسم لهذه المبادئ.[72]
فيليبي كالديرون مع قادة دول أخرى في اجتماع مجموعة الخمس في برلين.المكسيك هي إحدى الأعضاء المؤسسين لعدة منظمات دولية وأبرزها الأمم المتحدة [73] ومنظمة البلدان الأمريكية [74] ومنظمة الدول الأيبيرية الأمريكية [75] والأوبانال [76] ومجموعة ريو، [77] كما ساهمت المكسيك في عام 2008 بأكثر من 40 مليون دولار للميزانية العادية للأمم المتحدة.[78] بالإضافة إلى ذلك، فإن المكسيك هي الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية العضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية منذ انضمامها في عام 1994 على الرغم من أن تشيلي في طور الحصول على العضوية الكاملة.[79][80] تعتبر المكسيك قوة إقليمية [81][82] وبالتالي هي عضو في المجموعات الاقتصادية الكبرى مثل مجموعة ثمانية زائد خمسة ومجموعة العشرين. بالإضافة إلى ذلك ومنذ التسعينات سعت المكسيك إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأساليب عمله [83] بدعم من كندا وإيطاليا وباكستان وتسع دول أخرى تشكل مجموعة غير رسمية تعرف بنادي القهوة.[84]
بعد حرب الاستقلال، تركزت علاقات المكسيك في المقام الأول مع الولايات المتحدة جارتها الشمالية وهي أكبر شريك تجاري، [85] وأكثر اللاعبين نفوذًا في نصف الكرة الغربي والشؤون العالمية.[86] دعمت المكسيك الحكومة الكوبية منذ إنشائها في أوائل الستينات، [87] والثورة الساندينية في نيكاراغوا خلال أواخر السبعينات [88] والجماعات الثورية اليسارية في السلفادور خلال الثمانينيات.[89] يولي الرئيس فيليبي كالديرون أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي اهتمامًا أكبر.[90]
[عدل] القوات المسلحة
القوات الخاصة المكسيكية.
طرادات حربية من طراز دورانغو تابعة للبحرية المكسيكيةالقوات المسلحة المكسيكية فرعان: الجيش المكسيكي (الذي يضم سلاح الجو المكسيكي) والبحرية المكسيكية. تمتلك القوات المسلحة المكسيكية بنية تحتية هامة بما في ذلك مرافق للتصميم والبحوث والتجارب على الأسلحة والسيارات والطائرات والسفن البحرية وأنظمة الدفاع والإلكترونيات [91][92] والصناعة التحويلية ومراكز عسكرية لبناء مثل هذه النظم وبحرية متطورة وترسانات بناء السفن التي تبني السفن الحربية الثقيلة وتكنولوجيا الصواريخ المتقدمة.[93]
في السنوات الأخيرة، تحسنت تقنيات التدريب في المكسيك والقيادة العسكرية وهياكل المعلومات واتخذت خطوات لتصبح أكثر اعتمادًا على الذات في تزويد قواتها العسكرية من خلال تصميم وكذلك تصنيع أسلحتها الخاصة [94] إضافة إلى الصواريخ [92] والطائرات [95] والمركبات والأسلحة الثقيلة والإلكترونيات [91] ونظم الدفاع [91] والمدرعات الثقيلة والمعدات الصناعية العسكرية والسفن الحربية الثقيلة.[96] منذ التسعينات ومع تصاعد دور الجيش في الحرب على المخدرات، ازدادت الحاجة للحصول على منصات المراقبة المحمولة جوًا، والطائرات والمروحيات والتقنيات الرقمية الحربية [91] ومعدات حرب المدن والنقل السريع للقوات.[97]
تمتلك المكسيك قدرات صنع الأسلحة النووية، ولكنها تغاضت عن هذا الاحتمال في معاهدة تلاتيلولكو في عام 1968 حيث تعهدت باستخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.[98] في عام 1970 كرر المعهد الوطني المكسيكي لبحوث الأسلحة النووية بنجاح اليورانيوم المستخدم في تصنيع أسلحة نووية [99] ولكن في أبريل 2010، وافقت المكسيك على تسليم اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية إلى الولايات المتحدة.[100][101]
تاريخيًا، ظلت المكسيك محايدة في الصراعات الدولية [102] باستثناء الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، اقترحت بعض الأحزاب السياسية في السنوات الأخيرة تعديل الدستور من أجل السماح للقوات المسلحة المكسيكية في المشاركة في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو لتقديم مساعدة عسكرية للدول التي تطلبها رسميًا.[