- الأربعاء ديسمبر 21, 2011 2:19 am
#44398
سيكولوجية الاشاعة..الفلتر الثلاثي
إن ما دعاني لكتابة هذا المقال هو أنني تلقيت رسالة عبر البريد الالكتروني من أحد الأصدقاء كنت قد تلقيته قبل سنوات من الآن وأهملته لسذاجته ولسخف المحتوى الذي يحمله رغم ما ورد به من عبارات تدفع مستقبله لإرساله وإلا يصنف من أعوان الشيطان ويتهم بالزندقة والفسوق.
والحقيقة ان مثل هذه القصص والروايات التي يتناقلها الناس يوميا عبر احاديثهم ورسائلهم الالكترونية لا تخلو من الإثارة والتشويق والثغرات بما يدفع السامع لنقلها لتشكل فيما بعد مادة للحديث والتسلية وفرصة لإختلاق أو فبركة الأحداث والمواقف والأخبار غير الحقيقية على أنها حقيقة صادقة.
إن التفسير النفسي للاشاعة ينطلق من زاويتين تتعلقان بطبيعة شخصية الانسان ومرونته الذهنية، فمن جهة يقوم كثير من الناس المروجين للإشاعة بإكمال الخبرات المعرفية الناقصة في القصص والأحداث التي يسمعونها من خبراتهم الذاتية، فعندما يسمعون خبرا ما وهذا الخبر غير مكتمل يقومون وبشكل غير مقصود احيانا بإغلاق هذه الثغرة المعرفية حتى تستقيم القصة في عقولهم ويتحقق لديهم التوازن المعرفي ويشعرون بمنطقية روايتها فيلجأون إلى تفسير كل ما هو غامض أو مجهول بما يتفق مع خبراتهم الذاتية وينسجم مع طبيعتهم وهواهم ، اما الزاوية الثانية فتتعلق بمستوى التحليل والتمحيص وطبائع بعض الناس الذين يصدقون كل ما يسمعون دون تمحيص أو تدقيق ثم نقله للآخرين بقناعة تامة كما لو كان حقيقة، بل إ بعضهم يقاسم الآخرين على على صحة الخبر وبراءته من التزوير دون أدنى شك ودون أي دليل، وهكذا تكبر القصة بين الناس ككرة ثلجية تتدحرج من أعلى الجبل وتكبر شيئا فشيئا.
إن خطر الإشاعة على المجتمع يكون أكثر خطورة عندما يكون موجها من جهة ما، وتزداد خطورة عندما تجري على يد من نثق بهم ويعتبرهم المجتمع أهل العلم والمعرفة، فهؤلاء أكثر خطراً باعتبارهم أكثر تأثيراً في نفوس الآخرين، ومن هنا لا بد من التريث والانتباه لكل ما نتلقاه، ونلجأ إلى إعمال العقل والتفكير لا أن نكون مجرد أبواق نتلقى ونردد، ونصدّق كل ما هب ودب، وننسى قول الله تعالى: يا ايها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
إن ما دعاني لكتابة هذا المقال هو أنني تلقيت رسالة عبر البريد الالكتروني من أحد الأصدقاء كنت قد تلقيته قبل سنوات من الآن وأهملته لسذاجته ولسخف المحتوى الذي يحمله رغم ما ورد به من عبارات تدفع مستقبله لإرساله وإلا يصنف من أعوان الشيطان ويتهم بالزندقة والفسوق.
والحقيقة ان مثل هذه القصص والروايات التي يتناقلها الناس يوميا عبر احاديثهم ورسائلهم الالكترونية لا تخلو من الإثارة والتشويق والثغرات بما يدفع السامع لنقلها لتشكل فيما بعد مادة للحديث والتسلية وفرصة لإختلاق أو فبركة الأحداث والمواقف والأخبار غير الحقيقية على أنها حقيقة صادقة.
إن التفسير النفسي للاشاعة ينطلق من زاويتين تتعلقان بطبيعة شخصية الانسان ومرونته الذهنية، فمن جهة يقوم كثير من الناس المروجين للإشاعة بإكمال الخبرات المعرفية الناقصة في القصص والأحداث التي يسمعونها من خبراتهم الذاتية، فعندما يسمعون خبرا ما وهذا الخبر غير مكتمل يقومون وبشكل غير مقصود احيانا بإغلاق هذه الثغرة المعرفية حتى تستقيم القصة في عقولهم ويتحقق لديهم التوازن المعرفي ويشعرون بمنطقية روايتها فيلجأون إلى تفسير كل ما هو غامض أو مجهول بما يتفق مع خبراتهم الذاتية وينسجم مع طبيعتهم وهواهم ، اما الزاوية الثانية فتتعلق بمستوى التحليل والتمحيص وطبائع بعض الناس الذين يصدقون كل ما يسمعون دون تمحيص أو تدقيق ثم نقله للآخرين بقناعة تامة كما لو كان حقيقة، بل إ بعضهم يقاسم الآخرين على على صحة الخبر وبراءته من التزوير دون أدنى شك ودون أي دليل، وهكذا تكبر القصة بين الناس ككرة ثلجية تتدحرج من أعلى الجبل وتكبر شيئا فشيئا.
إن خطر الإشاعة على المجتمع يكون أكثر خطورة عندما يكون موجها من جهة ما، وتزداد خطورة عندما تجري على يد من نثق بهم ويعتبرهم المجتمع أهل العلم والمعرفة، فهؤلاء أكثر خطراً باعتبارهم أكثر تأثيراً في نفوس الآخرين، ومن هنا لا بد من التريث والانتباه لكل ما نتلقاه، ونلجأ إلى إعمال العقل والتفكير لا أن نكون مجرد أبواق نتلقى ونردد، ونصدّق كل ما هب ودب، وننسى قول الله تعالى: يا ايها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين