- الأربعاء ديسمبر 21, 2011 4:34 am
#44588
الإسكندر المقدوني (356-323* ق. م.)
اسمه باليونانية الكسندروس. كان يتمتع بذكاء خارق وحيوية نادرة. تتلمذ على يد أرسطو عام 343 ق. م. ولكن لم يأخذ عنه أفكاره السياسية. تعلّم فنون الحرب خلال المعارك وأخذ مكان أبيه فيليب الثاني اوليمبياس، عام 336 ق. م. لم يخسر قط معركة خلال إحدى عشرة سنة قتال ضد قوات تفوقه عدداً. خاض عدة معارك منتصراً، ومارس خلال ذلك القسوة والتسامح في آن. وعندما استقر حكمه بدأ يفكر بحملة آسيا التي طالما خطط أبوه لها. انطلق في ربيع 334 ق. م. وغدا سيداً على آسيا الصغرى بعد الإنتصار على أول جيش فارسي. تابع تقدمه وحرر المدن اليونانية من الحكم الفارسي، ملحقاً هزائم ساحقة بخصومه والجيوش الفارسية.
طالب الاسكندر الأكبر الفرس بالخضوع الكامل. وتابع خطته لتطويق شرق البحر الأبيض المتوسط واخضع الساحل السوري كلّه. وبعد احتلال القدس دخل الاسكندر المقدوني الى مصر التي كان الفرس قد اخضعوها لحكمهم منذ عام 343 ق. م. واستطاع الاسكندر اكتساب السكان باحترام معابدهم وطقوسهم الدينية. بنى مدينة الاسكندرية على الطرف الغربي للدلتا. احتل الشاطئ كلّه واجتاز دجلة والفرات، ودارت معركة خيالية في اربيليس أنهت مقاومة الفرس نهائياً. أصعـب ما واجه الاسكندر، كان اخضاع المقاطعات الشرقية نظراً لأن سكانها كانوا من الشعوب الصلبـة الجبلية المحاربة التي دافعت عن أرضهـا. فوسّع حجـم قوته وأدخـل تعديلات على حياته فأصبح الملك الأعلى الذي يجسد نصف الإله. وأحاط نفسه بأسطـورة ذات تقاليد وطقـوس شبه دينية وكان على الجميع أن يركعوا أمامه وإلا أُعدموا. اندلعت ضد الاسكندر انتفاضات كثيرة ولكنها لم تمنعه من متابعة التقدم. فبنى على طريقه مدناً استراتيجية رائعة. وواصل تقدمه وهو يقاتل حتى وصل شواطئ نهر بياس. وعندما أراد التقدم أبعد من ذلك، أوشك جنوده على التمرّد فاضطر الى التوقف وعاد أدراجه حتى وصل الى المحيط الهندي حيث أراد بناء ترسانة بحرية. وبعد مسيرة مضنية في صحارى إيران، وصل الجيش الى سوس في شابط 324 ق. م. حيث أقيمت احتفالات كبيرة بانتهاء الحملة. ولم يوقف الاسكندر المقدوني بعد ذلك نشاطه، فقد أقام بلاطه في بابل وأخذ في تصميم مشروعات جديدة كاحتلال شبه جزيرة العرب، وبناء أسطول... الخ. ولكنه توفي فجأة بالحمى في 13 حزيران (يونيو) 323 ق. م. وهو سيّد العالم الشرقي وعمره 33 عاماً. لم يكتف بالاسكندر باخضاع امبراطورية، بل حاول تنظيمها وإعطاءها بعض الملامح الحضارية. ساد في هذه الامبراطورية مبدأ التعاون بين اليونانيين والشرقيين. وتعتبر سياسة الاسكندر الاقتصادية الخاصة بزيادة المبادلات التجارية، والتثبيت النقدي وتوحيد الانواع المتداولة، واحدة من أهم نجاحاته. وترجع انتصارات الاسكندر المقدوني العسكرية الى كفاءاته القيادية العالية، ومهارة قادته وارتفاع مستوى قطعاته التنظيمي والانضباطي والتسليحي والتكتيكي، بشكل جعلها قادرة على الحركة ودخول المعركة بسرعة والإنتصار على قوات معادية تفوقها عدداً.
هنيبعل (247 ق. م.- * 183 ق. م.)
هنيبعل، القائد القرطاجي العظيم، و˜أب الستراتيجية العسكريةŒ، اشتهر بخططه الحربية المبتكرة، وبرز بشكل خاص حين قاد جيشه عبر جبال الألب في معركة ضد روما تعتبر من أبرز الأعمال البطولية في التاريخ العسكري القديم. ولد هنيبعـل في مدينة قرطاجة (التونسية) حوالى سنة 247ق. م. تتلمذ على يد والده هميلقار برقه الذي كان من القادة العسكريين. وقد رافقه في سن المراهقة الى اسبانيا اثناء الحرب القرطاجية الأولى على الامبراطورية الرومانية. ولما انتهت الحرب بالفشل، اقسم هنيبعل لوالده بالانتقام وتكريس حياته لمحاربة روما والتغلّب عليها.
في العام 221 ق. م. تمكن هنيبعل من الإيفاء بقسمه بعد أن استلم، وهو في منتصف العشرينات، قيادة القوات القرطاجية المتواجدة في شبه الجزيرة القوقازية، وقد استطاع خلال سنتين اخضاع اسبانيا بمجملها، خارقاً المعاهدات المعقودة مع روما، ما حدا بالاخيرة الى مطالبة قرطاجة بتسليمها اياه، وعندما رفضت المدينة طلبها، اعلنت الحرب ضدها سنة 218. ق. م. فبدأت بذلك الحرب القرطاجية الثانية. لم يضيّع هنيبعل الوقت بانتظار ان تقوم روما بالخطوة الاولى في المعركة، وإنما جهّـز جيشه وانطـلق في ايلول من العام 219 ق. م. على رأس خمسين ألف جندي وأربعين من الفيلـة لاجتياز جبال الألب. وبالرغم من خسارة عدد من رجاله بسبب سوء المناخ ومهاجمة القبائل العدائية، تمكن هنيبعل من التغلب على الرومان في معركتين واحتلال شمالي إيطاليا.
واصل القائد القرطاجي زحفه جنوباً فتغلب عام 217 على الحاكم الروماني غايوس غلامينوس على بحيرة تراسيمانو، وبعد عام واحد هاجم الرومان على نهر اوفيدوس حيث تغلّب عليهم وكبّدهم خسارة ما يزيد عن خمسين ألف جندي. أراد هنيبعل مواصلة زحفه باتجاه روما ونابلس، إلا أن قرطاجة لم تمده بالتعزيزات اللازمة. فلجأ الى طلب المساعدة من أخيه هاسدروبال وهو احد القادة العسكريين في اسبانيا، إلا ان روما كانت اسرع في الوصول اليه فقتلته وارسلت رأسه الى هنيبعل علامة للنصر.
لم يوقف هنيبعل القتال ضد روما حتى العام 204ق. م. حين هاجم الروماني سكيبو افريقانوس قرطاجة، فاضطر القائد القرطاجي الى العودة ومواجهته، لكن الروماني هزمه في معركة زاما في 21 آذار من العام نفسه.
في العام 201 ق. م. وقعت قرطاجة وروما معاهدة سلام، وطالبت الاخيرة بنفي هنيبعل فاستجيب طلبها وتم ارساله الى سوريا حيث حاول القيام بانقلاب ضد الرومان فلم يفلح.
في العام 183 ق. م. انتحر هنيبعل بواسطة السم اثر سعي روما لأسره بعد حربه الطويلة ضدها التي استمرت خمسة عشر عاماً. الجدير ذكره أنه بالرغم من كره الرومـان لهنيبعل، فإنهم احترموا فيه ذكاءه ومهارتـه في القتال وقيادته الحكيمة، وقد جـاء في كتابات رومانية أن هنيبعل كان قائـداً باسلاً، شارك رجاله الصعوبات والمخاطر، ولم يكن يطلب من الآخرين أن يقوموا بعمل لم يكن ليقم به بنفسه
اسمه باليونانية الكسندروس. كان يتمتع بذكاء خارق وحيوية نادرة. تتلمذ على يد أرسطو عام 343 ق. م. ولكن لم يأخذ عنه أفكاره السياسية. تعلّم فنون الحرب خلال المعارك وأخذ مكان أبيه فيليب الثاني اوليمبياس، عام 336 ق. م. لم يخسر قط معركة خلال إحدى عشرة سنة قتال ضد قوات تفوقه عدداً. خاض عدة معارك منتصراً، ومارس خلال ذلك القسوة والتسامح في آن. وعندما استقر حكمه بدأ يفكر بحملة آسيا التي طالما خطط أبوه لها. انطلق في ربيع 334 ق. م. وغدا سيداً على آسيا الصغرى بعد الإنتصار على أول جيش فارسي. تابع تقدمه وحرر المدن اليونانية من الحكم الفارسي، ملحقاً هزائم ساحقة بخصومه والجيوش الفارسية.
طالب الاسكندر الأكبر الفرس بالخضوع الكامل. وتابع خطته لتطويق شرق البحر الأبيض المتوسط واخضع الساحل السوري كلّه. وبعد احتلال القدس دخل الاسكندر المقدوني الى مصر التي كان الفرس قد اخضعوها لحكمهم منذ عام 343 ق. م. واستطاع الاسكندر اكتساب السكان باحترام معابدهم وطقوسهم الدينية. بنى مدينة الاسكندرية على الطرف الغربي للدلتا. احتل الشاطئ كلّه واجتاز دجلة والفرات، ودارت معركة خيالية في اربيليس أنهت مقاومة الفرس نهائياً. أصعـب ما واجه الاسكندر، كان اخضاع المقاطعات الشرقية نظراً لأن سكانها كانوا من الشعوب الصلبـة الجبلية المحاربة التي دافعت عن أرضهـا. فوسّع حجـم قوته وأدخـل تعديلات على حياته فأصبح الملك الأعلى الذي يجسد نصف الإله. وأحاط نفسه بأسطـورة ذات تقاليد وطقـوس شبه دينية وكان على الجميع أن يركعوا أمامه وإلا أُعدموا. اندلعت ضد الاسكندر انتفاضات كثيرة ولكنها لم تمنعه من متابعة التقدم. فبنى على طريقه مدناً استراتيجية رائعة. وواصل تقدمه وهو يقاتل حتى وصل شواطئ نهر بياس. وعندما أراد التقدم أبعد من ذلك، أوشك جنوده على التمرّد فاضطر الى التوقف وعاد أدراجه حتى وصل الى المحيط الهندي حيث أراد بناء ترسانة بحرية. وبعد مسيرة مضنية في صحارى إيران، وصل الجيش الى سوس في شابط 324 ق. م. حيث أقيمت احتفالات كبيرة بانتهاء الحملة. ولم يوقف الاسكندر المقدوني بعد ذلك نشاطه، فقد أقام بلاطه في بابل وأخذ في تصميم مشروعات جديدة كاحتلال شبه جزيرة العرب، وبناء أسطول... الخ. ولكنه توفي فجأة بالحمى في 13 حزيران (يونيو) 323 ق. م. وهو سيّد العالم الشرقي وعمره 33 عاماً. لم يكتف بالاسكندر باخضاع امبراطورية، بل حاول تنظيمها وإعطاءها بعض الملامح الحضارية. ساد في هذه الامبراطورية مبدأ التعاون بين اليونانيين والشرقيين. وتعتبر سياسة الاسكندر الاقتصادية الخاصة بزيادة المبادلات التجارية، والتثبيت النقدي وتوحيد الانواع المتداولة، واحدة من أهم نجاحاته. وترجع انتصارات الاسكندر المقدوني العسكرية الى كفاءاته القيادية العالية، ومهارة قادته وارتفاع مستوى قطعاته التنظيمي والانضباطي والتسليحي والتكتيكي، بشكل جعلها قادرة على الحركة ودخول المعركة بسرعة والإنتصار على قوات معادية تفوقها عدداً.
هنيبعل (247 ق. م.- * 183 ق. م.)
هنيبعل، القائد القرطاجي العظيم، و˜أب الستراتيجية العسكريةŒ، اشتهر بخططه الحربية المبتكرة، وبرز بشكل خاص حين قاد جيشه عبر جبال الألب في معركة ضد روما تعتبر من أبرز الأعمال البطولية في التاريخ العسكري القديم. ولد هنيبعـل في مدينة قرطاجة (التونسية) حوالى سنة 247ق. م. تتلمذ على يد والده هميلقار برقه الذي كان من القادة العسكريين. وقد رافقه في سن المراهقة الى اسبانيا اثناء الحرب القرطاجية الأولى على الامبراطورية الرومانية. ولما انتهت الحرب بالفشل، اقسم هنيبعل لوالده بالانتقام وتكريس حياته لمحاربة روما والتغلّب عليها.
في العام 221 ق. م. تمكن هنيبعل من الإيفاء بقسمه بعد أن استلم، وهو في منتصف العشرينات، قيادة القوات القرطاجية المتواجدة في شبه الجزيرة القوقازية، وقد استطاع خلال سنتين اخضاع اسبانيا بمجملها، خارقاً المعاهدات المعقودة مع روما، ما حدا بالاخيرة الى مطالبة قرطاجة بتسليمها اياه، وعندما رفضت المدينة طلبها، اعلنت الحرب ضدها سنة 218. ق. م. فبدأت بذلك الحرب القرطاجية الثانية. لم يضيّع هنيبعل الوقت بانتظار ان تقوم روما بالخطوة الاولى في المعركة، وإنما جهّـز جيشه وانطـلق في ايلول من العام 219 ق. م. على رأس خمسين ألف جندي وأربعين من الفيلـة لاجتياز جبال الألب. وبالرغم من خسارة عدد من رجاله بسبب سوء المناخ ومهاجمة القبائل العدائية، تمكن هنيبعل من التغلب على الرومان في معركتين واحتلال شمالي إيطاليا.
واصل القائد القرطاجي زحفه جنوباً فتغلب عام 217 على الحاكم الروماني غايوس غلامينوس على بحيرة تراسيمانو، وبعد عام واحد هاجم الرومان على نهر اوفيدوس حيث تغلّب عليهم وكبّدهم خسارة ما يزيد عن خمسين ألف جندي. أراد هنيبعل مواصلة زحفه باتجاه روما ونابلس، إلا أن قرطاجة لم تمده بالتعزيزات اللازمة. فلجأ الى طلب المساعدة من أخيه هاسدروبال وهو احد القادة العسكريين في اسبانيا، إلا ان روما كانت اسرع في الوصول اليه فقتلته وارسلت رأسه الى هنيبعل علامة للنصر.
لم يوقف هنيبعل القتال ضد روما حتى العام 204ق. م. حين هاجم الروماني سكيبو افريقانوس قرطاجة، فاضطر القائد القرطاجي الى العودة ومواجهته، لكن الروماني هزمه في معركة زاما في 21 آذار من العام نفسه.
في العام 201 ق. م. وقعت قرطاجة وروما معاهدة سلام، وطالبت الاخيرة بنفي هنيبعل فاستجيب طلبها وتم ارساله الى سوريا حيث حاول القيام بانقلاب ضد الرومان فلم يفلح.
في العام 183 ق. م. انتحر هنيبعل بواسطة السم اثر سعي روما لأسره بعد حربه الطويلة ضدها التي استمرت خمسة عشر عاماً. الجدير ذكره أنه بالرغم من كره الرومـان لهنيبعل، فإنهم احترموا فيه ذكاءه ومهارتـه في القتال وقيادته الحكيمة، وقد جـاء في كتابات رومانية أن هنيبعل كان قائـداً باسلاً، شارك رجاله الصعوبات والمخاطر، ولم يكن يطلب من الآخرين أن يقوموا بعمل لم يكن ليقم به بنفسه