صفحة 1 من 1

قاده عسكريون غيرو وجهه العالم

مرسل: الأربعاء ديسمبر 21, 2011 4:39 am
بواسطة عيدفلاح القحطاني١
جنكيزخان الفاتح المغولي (1162-(1227

جنكيزخان مؤسس الدولة المغولية، نال شهرة واسعة كأحد أبرز القادة العسكريين قاطبة. ولد جنكيزخـان على ضفاف نهر أونـون بين قبائـل المغول في عائلة قوية النفوذ، وحمل اسم تيموجين. في الثالثـة عشـرة من عمره قُتل والـده في صراع قبلي ونُفيت العائلة خارج القبيـلة. وازداد الأمر سوءاً حين عاودت إحدى القبائل هجومها فأسرت تيموجين وأحاطت عنقه بحبل غليظ لمنعه من الهرب، إلا أن الشاب المراهق تمكن من تحرير نفسه ليشتهر بين أبناء جيله بالمقاتل الشجاع. منذ مطلع شبابه، عمل تيموجين على جمع القبائل المغولية معتمداً الحروب والزواج والوعود بالمغانم، ومع بلوغه الخامسة والعشرين كان قد وحّد جميع القبائل المغولية تحت راية واحدة، وفي العام 1206 شرع بفتوحاته الكبيرة بعد أن أعلن نفسه "جنكيزخان" أي الإمبراطور. أنشأ جنكيزخان جيشاً قوياً ونظّمه على التدرج العشري، فكانت وحدة الميدان تتألف من عشرة آلاف فارس، والوحدة التكتية قوامها ألف فارس. وهناك الكوكبة وعديدها مئة محارب، ثم الجماعة وقوامها عشرة محاربين. وكانت جميع هذه الوحدات معززة بالخيول والأسلحة الفردية. اعتمد جنكيزخان في إنشاء جيشه مذهب الشعب المسلّح فسبق بذلك أوروبا ستة قرون، كما اعتمد خطة الحرب الصاعقة ليسبق بذلك الألمان بثمانية قرون. بالإضافة الى جيشه الجبار، كان للفاتح المغولي حرسه الإمبراطـــوري المؤلف من احتياطه العام. كما أوجد مصلحة عامة للاستخبارات، وأنشأ طابوراً خامساً في الدول المجاورة، معتمداً في ذلك على الهدايا والوعود والزواج. في العام 1211 شن جنكيزخان حملته الكبيرة على الصين، فأسقط أسوار بكين العظيمة، ثم تابع زحفه حتى كوريا. وفي العام 1218 قام بغزو تركستان الشرقية مدمراً بذلك امبراطورية "قره خيتاي". أما حملته الكبيرة فكانت على امبراطورية الخوازميين التي كانت حدودها تمتد حتى نهر الهندوس والمحيط الهندي وبحر الخزر وبلاد ما بين النهرين، فاجتاحها بعد حروب طويلة وعنيفة فقد فيها أكثر من نصف رجاله.

في العام 1227 مات جنيكزخان بعد أن حقق بفضل أساليبه العسكرية الذكية أوسع امبراطورية عرفها العالم، اذ امتدت فتوحاته في اقل من ثلاثين عاماً من المحيط الهادئ الى نهر الدنييستر، ومن سيبيريا حتى سهول الهند. أما الصين ودوقيات أوروبا، فقد أرغم حكامها على دفع الضرائب له، حتى أن البابا ولويس التاسع الفرنسي أرسلا اليه البعثات الديبلوماسية لاسترضائه. بنى جنكيزخان امبراطوريته على أسس دينية تقر بإله واحد، وأبقى تسلسل الطبقات حيث كان في القمة عائلة جنكيزخان التي تستولي بنفسها على البلاد المحتلة، تليها طبقة النبلاء، فطبقة الرجال الأحرار أو المحاربين، ثم طبقة العبيد وهم من غير المغول. كما أبقى على التنظيم العشائري، لكنه كان يحتفظ لنفسه بصلاحية تنظيم العلاقات بين الطبقات والعشائر وتحديدها.

سيمون بوليفار (1783-1830)

قائد ثوري وسياسي من فنزويلا تدين له جمهوريات في أميركا اللاتينية باستقلالها عن الحكم الاسباني. ولد سيمون بوليفار في كاراكاس في 24 تموز 1783. تأثر خلال دراسته بالفلسفة ودرس بشكل خاص جان جاك روسو الذي ترك أثراً عميقاً في شخصيته. سافر بوليفار في مطلع شبابه الى فرنسا حيث التقى بالعالم الألماني اسكندر هومبولت الذي نقل له اعتقاده بأن المستعمرات الاسبانية في حالة استعداد للتحرر، فراقت الفكرة لبوليفار وأخذ يمعن النظر في تحرير بلاده.

في العام 1807، عاد بوليفار الى فنزويلا حيث اشترك في اجتماعات وطنية عدة للتآمر على السلطات الاسبانية التي كانت تحكم بلاده. واستطاع في 19 نيسان 1810 الإطاحة بالحاكم الاسباني فنسينت دي امبران وإقامة حكم عسكري.

في العام 1811 أعلن المجلس الوطني استقلال فنزويلا فانخرط بوليفار في الجيش تحت قيادة فرانسيسكو ميراندا وأصبح عقيداً ثم عميداً. إلا أن اسبانيا لم تعتبر نفسها مهزومة فقامت بهجوم مضاد على فنزويلا مما دفع ميراندا الى توقيع الهدنة معها عام 1812، وغادر بوليفار الى كارتاجينا في غرناطة الجديدة التي اصبحت في ما بعد كولومبيا. ومن هناك أكد أن انقسام شعب فنزويلا هو الذي أعادها الى العبودية، فتجاوب معه شعب غرناطة وتم تعيينه قائداً لحملة هدفها تحرير فنزويلا. في العام 1813 اشتبك مع الاسبان في ست معارك ودخل منتصراً الى كاراكاس بصفته منقذاً للبلاد. وحصل من جراء ذلك على لقب "المحرر" واستولى على الحكم، إلا أنه أسس حكماً ديكتاتورياً قوياً وأنزل أحكاماً قاسية بمعارضيه ما أدى الى اندلاع حرب أهلية، فاستغلت اسبانيا الوضع واعادت احتلال كاراكاس، في حين غادر بوليفار فنزويلا والتجأ الى كارتاجينا.

واصل بوليفار ثورته وأقام اتصالات مع ثوار السهول الذين انضموا اليه، وفي ربيع 1819 قاد حملة لضرب القوات الاسبانية في غرناطة الجديدة. ويعتبر هذا الهجوم من أكثر الحملات جرأة في تاريخ الحملات العسكرية إذ قام به جيش صغير (2500 رجل) سلكوا طريقاً صغيراً في جو ممطر، وقطعوا بحيرات وجبالاً، كان الاسبان يعتبرون المرور فيها متعذراً وحتى مستحيلاً.

بعد استسلام القوات الملكية لبوليفار، تم اعلان جمهورية كولومبيا الكبرى وانتخابه رئيساً ودكتاتوراً عسكرياً. لكن هذه الدولة الفدرالية التي ضمت فنزويلا وكيتو (الاكوادور) وغرناطة الجديدة، كانت حبراً على ورق، لأن فنزويلا وكيتو كانتا لا تزالان تحت سيطرة اسبانيا. وشعر بوليفار ان الثورة في اميركا الجنوبية اصبحت حتمية، فعاد لمجابهة القوات الملكية وحرر كاراكاس في حزيران 1821، والاكوادور في ايار 1822. وبذلك تم تحرير جمهورية كولومبيا بأسرها. ولم يبق بأيدي المستعمرين سوى البيرو التي تمكن بوليفار من تحريرها في كانون الأول 1924 باستثناء القسم الأعلى منها الذي حرره مساعده بعد عام فقط. واتخذت هذه المنطقة اسم بوليفيا تيمناً ببوليفار.

في العام 1826 اقام القائد المنتصر حلفاً يضم دول اميركا الاسبانية. ووُقعت اثر ذلك معاهدات بين كولومبيا والبيرو واميركا الوسطى والمكسيك التي اتخذت قراراً في ما بينها بإنشاء جيش واسطول مشتركين، وتعهدت بأن تحل جميع مشاكلها بالتحكيم.

في مطلع العام 1827، دبّ الخلاف بين غرناطة الجديدة وفنزويلا فأصلح بوليفار الوضع، إلا أن الأخيرة ما لبثت ان انفصلت عن كولومبيا في شتاء 1829، فأصيب بوليفار باليأس وغادر البلاد بناءً على دعوة أحد الإسبان المعجبين به.

ومن المفارقات العجيبة أن ينهي حياته في بيت اسباني في كانون الثاني عام 1830. يعتبر بوليفار من اشهر رجالات أميركا الجنوبية السياسيين والثوريين العسكريين في القرن التاسع عشر، إن لم يكن اشهرهم على الاطلاق.