الخليج وعروبة واعية
تركي عبدالله السديري
في امتداد المساحات العربية من أقصى الشرق حتى أقصى الغرب لا يوجد تماثل متقارب وله قابلية طبيعية مرنة المداخل والتوافق مثلما هي الحال في المساحة الخليجية لخلق وجود عربي لا يتم ترابطه بتوافق مواقف أو ضرورات سياسية عربية، وغالباً ما تكون نتائج هذا الدافع مؤقتة ومعرضة للانفصال.. أما بالنسبة لعموم الإطار العام للوجود الخليجي فإن تلاقي كثير من مبررات المصالح المتنوعة من شأنها أن توجد توثيق وجود مساحي متكامل الوصول إلى تعدد مبررات أن يكون وجوداً تتلاقى فيه مجموعة من المبررات سكانياً واقتصادياً وجغرافياً وكفاءة أمن مشتركة، أي أن التلاقي الخليجي في واقع وجود عسكري وأمني وسياسي واقتصادي إنما هو بمبررات ودوافع مشتركة حيث إن كل دولة خليجية من مصلحتها أن تنطلق مؤكدات التقارب والتماثل كي تصل به إلى وجود إرادة واحدة ومساعي تقدم واحدة..
إذا كانت مظاهر الأمن السائدة في الماضي وتلاحق التطورات الاقتصادية وبروز كفاءة التميز السياحي بحيث لم تنشط آنذاك مطالبات بضرورة الوصول إلى تقارب أكثر فمرت الثلاثون عاماً بمنجزات فردية لكنها تقريباً موجودة في كل دولة.. أما الآن ونحن نعيش عصراً مختلفاً تماماً عما كانت عليه الأوضاع سابقاً وأصبحت التهديدات والتدخلات واقعاً ملموساً وجدنا مخاطره قد تجاوزت الخليج إلى لبنان وسوريا وكبحت مصر محاولة وصول إليها وبقي العراق متذبذب الهوية، وواضح أن من أبرز مخاطر هذا الامتداد لم يكن إلا محاصرة الازدهار الخليجي ومحاولة إعادته إلى قرى مستغلة بواسطة قدرات غير عربية..
إيران أول الاتهامات.. يطمئننا كثيراً أنه ليست هناك أي مبررات للتباعد الخليجي وإنما هناك مبررات تقارب مضاعفة بل ومصالح رئيسية تكفل لكل دولة خليجية وجودها وامتيازاتها ولكن عليها أن تكون عضوية فاعلة في تلاقي قدرات الأمن والدفاع والاقتصاد والعلوم مع بعضها عبر خطط تنفيذ وممارسة في إطار واحد..
لقاء «الرياض» في ندوة الثلاثاء المنشورة في عدد اليوم أعطانا اطمئناناً كثيراً يؤكد أن القادة الخليجيين على مستوى مشرف موضوعياً وقيادياً.. بل أوضح معالي الأمين العام.. صاحب الكفاءة المتميزة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزملاؤه بأن هناك منجزات ايجابية تتوالى توجهاً نحو الصدارة، وأن القيادات الخليجية وضعت أسساً ليست بالجديدة كي يأخذ التقارب منذ زمن بعيد الوصول بالجميع إلى كيان قدرات جهود واحدة..
واضح أننا في الصحافة كنا نحلم بميلاد واقع عربي مليء بكل قدرات الاستمرارية والتفوق.. وحوار الندوة أكد وجود واقع تتوالى منجزاته وإيجابياته في مسار عروبة خليجية واعية..