- الأربعاء ديسمبر 21, 2011 5:22 am
#44668
التأمت قمة مجلس التعاون في الرياض، في وقت تمر فيه الأمة العربية والإسلامية بأحرج أوقاتها، وفي ظل أزمات تعصف بأغلب البلدان، خاصة مع تطورات وتداعيات الربيع العربي الذي انعكس تحولات إيجابية في بعض الأقطار، بينما انعكس مشاكل وفوضى وتعثرا سياسيا في أقطار أخرى.
ورافق انعقاد القمة حدث بالغ الأهمية بانعكاساته على الأوضاع العربية، ألا وهو الانسحاب الأمريكي من العراق الذي سيفتح ملفات عديدة داخل العراق وخارجه، والذي قد يشكل مدخلا لتعقيدات كثيرة للعراق بدلا من الانفراجات التي كان البعض يتوقعها.
إن إنهاء وجود الاحتلال الأمريكي للعراق يفرض على دول الخليج العربي واجبات كبيرة تجاه هذا البلد الذي لم يفق شعبه يوما من حرب إلا ووقع في حرب أخرى، ومنذ عقود ثلاثة، حيث إن المتربصين بالعراق من بعض دول جوار ينتظرون هذه اللحظة لينقضوا على مسك زمام أموره بما يخدم مصالحهم. وهنا لا بد لدول الخليج العربي أن يكون لها الدور الفعال باستيعاب العراق وشعبه قبل أن يغرق في أمواج التجاذبات السياسية، هذا العراق الذي يمكن اعتباره من أقرب الدول العربية جغرافيا وحضاريا إلى طبيعة الدول الخليجية المحيطة به، والمحتاج إلى رعاية عربية تعيده إلى أحضان أمته، وتنقذه من براثن احتلالات أخرى أبسطها السيطرة على قراره السياسي، أو دفعه إلى تحالفات إقليمية قد لا تكون الأنسب له من ناحية التاريخ والدور الذي اضطلع به طوال الحقبة التي سبقت سقوط نظامه واحتلاله.
إن التعقيدات التي تحيط بالمنطقة العربية، وسخونة الأوضاع في بعضها، وخطورة الأوضاع في بعضها الآخر، حيث يصعب التكهن بمستقبل الامة العربية بأكملها إذا ما استمر تعنت بعض الانظمة وتمسكها بنهج الاستفراد، يفرض على مجلس التعاون اتخاذ مواقف حازمة باتجاه إعادة التوازن والاسقرار إلى المنطقة، وإعادة وحدة الموقف والقرار العربي الذي بات يشكل المخرج الوحيد من أتون التفكك والتشرذم والانقسام الذي إذا ما فتحت أبوابه سيحرق المنطقة بأسرها وسيغير معالمها التاريخية والجغرافية .
كما أن القمة الخليجية أمام ربيع عربي لم يكتمل، تتخبط شعوبه ما بين صراع القوى السياسية والتدخلات الخارجية. وهنا يكمن دور القمة التي ستعمل على إحداث التوازن المفقود، للبوصلة العربية، حتى يأتي هذا الربيع بنتائج مثمرة، لا أن يعود بنا إلى خريف يسقط الأوراق من دون أن تزهر من جديد. إن قمة الرياض ستفرض رؤية مستقبلية تحفظ أمن المنطقة بأسرها وتجنبها مخاطر حقيقية تهدد وجود بعض أقطارها.
إنها لحظات حاسمة في تاريخ الأمة العربية، وموقع الدول الخليجية وعلى رأسهم المملكة موقع حساس وقادر على التأثير، ومطلوب توظيفه بكل قوة قبل أن يستغل آخرون غيابا لا يتناسب اليوم مع حساسية المرحلة. والانسحاب الأمريكي من العراق، كما الربيع العربي غير المكتمل، ليسا سوى دافعين رئيسيين لبذل المزيد من الجهود من طرف دول مجلس التعاون، التي وحدها تستطيع إعادة التوازن السياسي للمنطقة، بعيدا عن التشنج والمخاطرات والمغامرة بمصير امة بأكملها.
رياض سهيل
________
محمد ابراهيم
ورافق انعقاد القمة حدث بالغ الأهمية بانعكاساته على الأوضاع العربية، ألا وهو الانسحاب الأمريكي من العراق الذي سيفتح ملفات عديدة داخل العراق وخارجه، والذي قد يشكل مدخلا لتعقيدات كثيرة للعراق بدلا من الانفراجات التي كان البعض يتوقعها.
إن إنهاء وجود الاحتلال الأمريكي للعراق يفرض على دول الخليج العربي واجبات كبيرة تجاه هذا البلد الذي لم يفق شعبه يوما من حرب إلا ووقع في حرب أخرى، ومنذ عقود ثلاثة، حيث إن المتربصين بالعراق من بعض دول جوار ينتظرون هذه اللحظة لينقضوا على مسك زمام أموره بما يخدم مصالحهم. وهنا لا بد لدول الخليج العربي أن يكون لها الدور الفعال باستيعاب العراق وشعبه قبل أن يغرق في أمواج التجاذبات السياسية، هذا العراق الذي يمكن اعتباره من أقرب الدول العربية جغرافيا وحضاريا إلى طبيعة الدول الخليجية المحيطة به، والمحتاج إلى رعاية عربية تعيده إلى أحضان أمته، وتنقذه من براثن احتلالات أخرى أبسطها السيطرة على قراره السياسي، أو دفعه إلى تحالفات إقليمية قد لا تكون الأنسب له من ناحية التاريخ والدور الذي اضطلع به طوال الحقبة التي سبقت سقوط نظامه واحتلاله.
إن التعقيدات التي تحيط بالمنطقة العربية، وسخونة الأوضاع في بعضها، وخطورة الأوضاع في بعضها الآخر، حيث يصعب التكهن بمستقبل الامة العربية بأكملها إذا ما استمر تعنت بعض الانظمة وتمسكها بنهج الاستفراد، يفرض على مجلس التعاون اتخاذ مواقف حازمة باتجاه إعادة التوازن والاسقرار إلى المنطقة، وإعادة وحدة الموقف والقرار العربي الذي بات يشكل المخرج الوحيد من أتون التفكك والتشرذم والانقسام الذي إذا ما فتحت أبوابه سيحرق المنطقة بأسرها وسيغير معالمها التاريخية والجغرافية .
كما أن القمة الخليجية أمام ربيع عربي لم يكتمل، تتخبط شعوبه ما بين صراع القوى السياسية والتدخلات الخارجية. وهنا يكمن دور القمة التي ستعمل على إحداث التوازن المفقود، للبوصلة العربية، حتى يأتي هذا الربيع بنتائج مثمرة، لا أن يعود بنا إلى خريف يسقط الأوراق من دون أن تزهر من جديد. إن قمة الرياض ستفرض رؤية مستقبلية تحفظ أمن المنطقة بأسرها وتجنبها مخاطر حقيقية تهدد وجود بعض أقطارها.
إنها لحظات حاسمة في تاريخ الأمة العربية، وموقع الدول الخليجية وعلى رأسهم المملكة موقع حساس وقادر على التأثير، ومطلوب توظيفه بكل قوة قبل أن يستغل آخرون غيابا لا يتناسب اليوم مع حساسية المرحلة. والانسحاب الأمريكي من العراق، كما الربيع العربي غير المكتمل، ليسا سوى دافعين رئيسيين لبذل المزيد من الجهود من طرف دول مجلس التعاون، التي وحدها تستطيع إعادة التوازن السياسي للمنطقة، بعيدا عن التشنج والمخاطرات والمغامرة بمصير امة بأكملها.
رياض سهيل
________
محمد ابراهيم