الملك عبدالله..في فرح الناس بما كان وفيما حدث
الملك عبدالله..في فرح الناس بما كان وفيما حدث
تركي عبدالله السديري
القوة البانية.. لا تأتي بها جرأة ساعد أو وسيلة إذلال.. ولكن تأتي بها قوة عقل وجزالة فكر.. بالتأكيد يزدحم العالم العربي.. في معظمه.. داخل متاهاته بحثاً عن أفضلية غاية اجتماعية أو اقتصادية أو تقنية، وقبل كل ذلك رعاية ملايينه في وحدة أسرة وهو ما لم يتحقق له.. لذا كان من الطبيعي أن تكون أكثر من قوة في الصدام هي المغلق أمامه مسار التطور ثم بالتالي وجود حرب الشارع.. والشواهد تعلن ذاتها فيما نقرأه ونسمعه من أخبار..
الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. الرجل التاريخي بكل ما تعنيه هذه الصفة.. لم يكن رجل مفاجآت يواجه بها أزمات حتى لو تكون المفاجآت مجرد بريق آمال غير مقصودة أو غير ممكنة مثلما هو حال تصرفات الكثير من زعماء العالم الثالث لكنه رجل.. تاريخي.. أخذ يد مواطنيه من مختلف الفئات وواصل بهم تدرج خطوات التطوير بسرعة مذهلة ثم بعد سنوات ليست بالطويلة أدرك المواطن انه لم يعد يرافق قائده خلف غايات سهلة.. ولكنه أصبح مطلوباً منه كمواطن أن يكون إيجابي الكفاءة والقدرة كي يصل معه إلى بسط آفاق تطور الأجيال القادمة..
قوة العقل.. ونزاهة العاطفة.. عند رجل لم يدخل نجومية التاريخ وحده ولكنه تصدر بمواطنيه كفاءة مجتمعه بين المجتمعات الأخرى..
شيء غريب جداً.. في توافقه.. وليس في حدوثه.. قبل ظهر أمس الأحد كانت المدن السعودية ولمدة خمسة أيام تملأ الميادين وتتحد في لغة فرح واحدة وتتجانس في مشاعر حب واحدة بأكثر جداً جداً عما كان يحدث كل عام..
هناك مبررات موضوعية لعل أولها إدراك المواطن عملياً وواقعياً باختلاف مكانة حضوره الدولي بين شعوب العالم الثالث وأيضاً ادراكه العملي والواقعي لوضوح مسارات التحاقه قريباً بالعالم الأول.. ثم ثانيها وهو بساطة وضوح الفروق بين مجتمعه الأمني والمعيشي والتقدمي علمياً وتعليمياً وصناعياً واقتصادياً عن كثير من الشعوب العربية الأخرى التي اتجهت إلى الميادين والشوارع تمارس أو تتفرج على صراع الرغبات.. صراع السلطات.. صراع حصار الانفصال ضد ما هو مفتوح من فرص تطور دولية..
كمواطن أسعدني جداً أن مواطننا وعملياً وعبر مناسبة تاريخية قد انفرد في عام الصراعات العربية بوضوح ايجابيات ما هو فيه من عدل وتقدم..
عندما تحدث رجلنا التاريخي العظيم عبدالله بن عبدالعزيز خيل لي كما لو كان الناس في كثافة أفراحهم وتعددها مدة الأيام الماضية كما لو كانوا يؤدون مظاهر ترحيب متألق الفرح بما وصل إلى المرأة من موضوعية إنصاف تأخذها نحو مجلس الشورى ونحو انتخابات المجالس البلدية.. أي نحو عضوية اجتماعية متكاملة التماثل مع الرجل.. خيل لي بسبب كثافة مظاهر الفرح وكأنها في موعد مع خطاب اليوم.