صفحة 1 من 1

عفى الله عما سلف...

مرسل: الأربعاء ديسمبر 21, 2011 6:47 am
بواسطة عبدالله الخويطر 4
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
قال تعالى (فمن عفا واصلح فأجره على الله)
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)


التسامح ونسيان الاساءة مرتبه عظيمه لايصل اليها الى القلة من الناس
فمع خوض غمار الحياة تصادفنا مواقف واساءات واذى من الكثير من الناس سواء بقصد او بدون
قصد بهدف اوبدون هدف.
وقدتكون هذه الاساءة من الاهل والاقارب واحب واغلى البشر.وكثير ماتكون في كل مكان في
الشركة في المؤسسه في البيت في المدرسه في السوق في الشارع ومن الكبار ومن الصغار
و بين الاب وابنائه ,بين المعلم وطلابه, بين الزوجه وزوجها, بين الاصدقاء بين الاحبة او من
اشخاص لانعرفهم ولا تربطنا بهم صلة.
وتختلف هذه الاساءة من شخص لاخر ويختلف حجمها ونوعها سواء كانت فعليه اوقوليه
فالكثيرون قد سرقت اموالهم واناس قتل احبابهم واخرون هتكت اعراضهم والعياذ بالله.
وسمعنا بالذي عفا عن قاتل ابنه دون اخذ دم القاتل ولا دية فما الذي يجبره على فعل هذا؟
وسمعنا بالذي عفا عن من يغتابه ويشتم عرضه ويقول
(اللهم اني وهبت نفسي وعرضي اليك)
فلايخلو يوم ولايتعرض الانسان لمثل هذه المضايقات ولايخلو مكان دون اصابات
فما الحل اذن؟؟
الحل هوان يتذكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال(المؤمن الذي يخالط الناس ويتحمل اذاهم خير من الذي لا يخلطهم ويتحمل اذاهم)
فالتسامح لايعني ان تتنازل عن حق من حقوقك او ان ترضى بالامتهان ولكن يعني الصبر ولين
المعشر وصفاء الخاطر
وان سلامة الصدر من أمراض الغلّ والحقد والحسد، ونيَّة السوء، وسوء الظن، وقصد الإساءة إلى الآخرين ؟؟؟
توصلك باذن الله للجنة
وهل هناك اغلى من الجنة؟
وهل هناك اجمل من بالتسامح؟
تلك الخصلة العظيمة التي يغفل عن معرفة فضلها كثير من المسلمين ويجهلونها مع أنها من أسباب دخول الجنة
واليكم هذه القصه
عن أنس ين مالك رضي الله عنه قال كنا جلوسا يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة" قال فطلع علينا رجل من الأنصار لحيته من وضوئه علق نعليه في يده الشمال فسلم فلما كان من الغد قال عليه الصلاة والسلام مثل ذلك فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي عليه الصلاة والسلام مثل مقالته الأولى فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى فلما قام الرسول عليه الصلاة والسلام تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني حتى تمضي الثلاث قال نعم . قال أنس فكان عبد الله يحدث أنه بات عنده ثلاث ليال لم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار من الليل لا يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أحقر عمله قلت يا عبد الله لو يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث المرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فلم أرك تعمل كثير عمل, فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجذ في نفسي على أحد من المسلمين غشا ولا أحسده على خير أعطاه الله تبارك وتعالى قال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق"
والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الهجر فوق ثلاث
ولنتذكر قوله عليه السلام "تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا"
وقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام ينهى أن يبلغه عن أصحابه ما يسوؤه قال عليه الصلاة والسلام "لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر"
فوالله ان الشيطان ليفرح اذا تباعد المسلمين وانتشر الفراق وقطيعة الرحم .
فالله عز وجل يتوددلنا بالطاعات ونتبغض اليه بالمعاصي وهو الغفور الرحيم لو اتيناه بقراب الارض خطايا لاتاها ايانا مغفره شرط ان لانشرك به
يكفي لو قال المرء سبحان الله وبحمده مائه مره لغفر الله ذنوبه كلها.
فمن فضله ان من عفى عن اخيه عفى الله عنه يوم القيامة