منتديات الحوار الجامعية السياسية

المنتدى الترفيهي

المشرف: ||نــوف السبهــان||

By عبدالله الخويطر 4
#44987
قال ابن اسحق: هو لقمان بن باعور بن ناصور بن تارخ وهو آزر أبو ابراهيم عليه السلام.

صفاته واخلاقه

كان لقمان عبداً أسود غليظ الشفتين مجدع الأنف مشقق القدمين مصفحهما قصير القامة.

وروى انه قيل له: ما اقبح وجهك يالقمان!..

فقال: أتعيب بهذا على النقش أم على النقاش.

لقد عوضه الله تعالى ما فاته من جمال الخلق وآتاه الحكمة وشرفه بالذكر في كتابه العزيز.وعن جابر قال: ان الله رفع لقمان الحكيم بحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك، فقال: الست عبد بني فلان الذي كنت ترى بالامس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ منك ما أرى؟ قال: قدر الله واداء الامانة، وصدق الحديث، وتركي ما لا يعنيني.

وذكر ابو الدرداء يوماً لقمان الحكيم فقال: ما اوتي من اهل ولا مال ولا حسب ولا خصال. ولكنه كان رجلاً صمصامة مسكيناً طويل التفكير عميق النظر لم ينم نهاراً قط ولم يره احد قط يبزق ولا يتنخع ولا يبول ولا يتغوط ولا يتغسل ولا يعبث ولا يضمك وكان لا يعيد منطقاً نطقه الا ان يقول حكمة يستعيدها إياه احد.

وكان قد تزوج وولد اولاد فماتوا، فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك اوتي ما اوتي.

حرفته

قال خالد بن الربيع: كان لقمان نجاراً، وفي معاني الزجاج كان نجاداً بالدال، وهو الذي ينجد الفرش والوسائد وقال ابن عباس كان راعياً، وقيل كان يحتطب لمولاه كل يوم حزمة.

اول ما ظهر من حكمته

اخرج الحكيم والترمذي في نوادر الاصول عن ابي مسلم الخولاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان لقمان كان عبداً كثير التفكير حسن النظر كثير الصمت، احب الله فأحبه الله، فمن عليه بالحكمة، نودي بالخلافة قبل داود فقيل: له يالقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس؟ قال لقمان: ان اجبرني ربي قبلت، فإني اعلم انه إن فعل ذلك اعانني وعلمني وعصمني.

وان خيرني اخترت العافية، ولم أسأل البلاد. فقالت الملائكة: ولما يالقمان؟ قال: لان الحاكم بأشد المنازل واكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل او يعان. فإن اصاب فالبحرى ان ينجوا وان اخطأ اخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلاً فهو خير من ان يكون شريفاً ضائعاً. ومن يخير الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا، ولا يصيب الآخرة.

فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فأعطي الحكمة، فانتبه وهو يتكلم بها ثم نودي داود بعده بالخلافة فقبلها ولم يشترط ما اشترط لقمان، فوقع في الذي حكاه الله عنه، فصفح الله تعالى عنه وتجاوز، وكان لقمان يؤازره بعلمه وحكمته، فقال داود: طوبى لك يالقمان!. اوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية.