صدام الشيعة!
مرسل: الخميس ديسمبر 22, 2011 3:52 pm
طارق الحميد
قارنوا العقلية السياسية التي يدير بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العراق بعقلية جاره بشار الأسد، فستجدون أن لا فرق يذكر، بل وعند مقارنة المالكي بصدام حسين فستجدون أن لا فرق أيضا، عدا عن أن صدام لم يكن يتحدث بلغة طائفية، لكن العقلية واحدة وهي عقلية «أنا ومن بعدي الطوفان»!
فبدلا من أن يسارع المالكي إلى دعوة جميع أطراف العملية السياسية في العراق إلى مؤتمر مصالحة، وحوار وطني حول مستقبل العراق بعد الانسحاب الأميركي، باشر المالكي فورا، وبعد انسحاب آخر جندي أميركي، إلى الانقضاض على منافسيه السياسيين، وخاصة السنة، وبات يطاردهم الواحد تلو الآخر، وبتهم معلبة وجاهزة وهي الإرهاب، والانتماء للبعث الذي يدافع عنه المالكي في سوريا! وعبارة الإرهاب والبعث التي يرددها المالكي مطولا الهدف منها هو ترسيخ أن خصومه السياسيين في العراق ما هم إلا متطرفون سنة، أو فلول لبعث صدام حسين، وهذا غير صحيح إطلاقا.
فالسيد إياد علاوي، مثلا، ليس سنيا، ولا متطرفا، بل إنه تفوق على السيد المالكي في الانتخابات العراقية الأخيرة، ولو بفارق صوت، ورغم ذلك فإن المالكي يقول إن الأغلبية هي التي تحكم، بمعنى أن حكم العراق سيكون للشيعة، وليس لمن يقدم برنامجا انتخابيا يخدم العراق والعراقيين! وعلاوي بالطبع ليس إلا مثالا لخصوم المالكي الذين لم يعرف عنهم تطرف، أو طائفية، أما خصوم المالكي السياسيون الآخرون، وإن كانوا سنة، فلم يعرف عنهم تطرف أو عمالة للخارج، أو تبعية لنظام صدام حسين، وبعضهم عانى منه مثلما عانى آخرون من شيعة العراق، فالفارق بين المالكي وصدام هنا أن صدام كان عادلا في ظلمه!
ولذا، فإن إشكالية ما يفعله السيد نوري المالكي اليوم في العراق هي أنه يهدد العملية السياسية هناك برمتها بالفشل والانهيار. فهل يعقل أن ما يريده المالكي هو إقصاء نصف المجتمع العراقي، أو حكم العراق بنظام طائفي؟ أمر لا يصدق، وكارثة ستكون عواقبها وخيمة على العراق كله. واللافت هنا - ورغم كل ما فعله ويفعله المالكي - أننا نجد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال بعد إعلان سحب قواته من العراق إن أميركا تنسحب بعد أن خلفت نظاما ديمقراطيا في بغداد، وهذا التصريح ليس إلا سقطة مثله مثل تصريح الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن عندما قال على ظهر حاملة الطائرات إن المهمة قد اكتملت في العراق!
الحقائق، وشواهدها على الأرض كثيرة وصارخة، ومنها تصريحات المالكي الأخيرة في مؤتمره الصحافي، أن العراق اليوم مقبل على انهيار العملية السياسية فيه، كما أنه، أي العراق، مقبل على نظام طائفي صرف، مما ينبئ بمخاطر كبيرة، والأمر لا يتعلق بالداخل العراقي وحده، بل حتى بالمنطقة، حيث لا فرق اليوم بين نوري المالكي بتعامله مع الكويت، على خلفية ميناء مبارك، وبين صدام حسين الذي افتعل مثل تلك المشاكل، إلى أن انتهى الأمر به لاحتلال الكويت، وإن كان هناك من فارق يذكر بين المالكي وصدام فهو أن رئيس وزراء العراق اليوم أصبح صدام الشيعة!
قارنوا العقلية السياسية التي يدير بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العراق بعقلية جاره بشار الأسد، فستجدون أن لا فرق يذكر، بل وعند مقارنة المالكي بصدام حسين فستجدون أن لا فرق أيضا، عدا عن أن صدام لم يكن يتحدث بلغة طائفية، لكن العقلية واحدة وهي عقلية «أنا ومن بعدي الطوفان»!
فبدلا من أن يسارع المالكي إلى دعوة جميع أطراف العملية السياسية في العراق إلى مؤتمر مصالحة، وحوار وطني حول مستقبل العراق بعد الانسحاب الأميركي، باشر المالكي فورا، وبعد انسحاب آخر جندي أميركي، إلى الانقضاض على منافسيه السياسيين، وخاصة السنة، وبات يطاردهم الواحد تلو الآخر، وبتهم معلبة وجاهزة وهي الإرهاب، والانتماء للبعث الذي يدافع عنه المالكي في سوريا! وعبارة الإرهاب والبعث التي يرددها المالكي مطولا الهدف منها هو ترسيخ أن خصومه السياسيين في العراق ما هم إلا متطرفون سنة، أو فلول لبعث صدام حسين، وهذا غير صحيح إطلاقا.
فالسيد إياد علاوي، مثلا، ليس سنيا، ولا متطرفا، بل إنه تفوق على السيد المالكي في الانتخابات العراقية الأخيرة، ولو بفارق صوت، ورغم ذلك فإن المالكي يقول إن الأغلبية هي التي تحكم، بمعنى أن حكم العراق سيكون للشيعة، وليس لمن يقدم برنامجا انتخابيا يخدم العراق والعراقيين! وعلاوي بالطبع ليس إلا مثالا لخصوم المالكي الذين لم يعرف عنهم تطرف، أو طائفية، أما خصوم المالكي السياسيون الآخرون، وإن كانوا سنة، فلم يعرف عنهم تطرف أو عمالة للخارج، أو تبعية لنظام صدام حسين، وبعضهم عانى منه مثلما عانى آخرون من شيعة العراق، فالفارق بين المالكي وصدام هنا أن صدام كان عادلا في ظلمه!
ولذا، فإن إشكالية ما يفعله السيد نوري المالكي اليوم في العراق هي أنه يهدد العملية السياسية هناك برمتها بالفشل والانهيار. فهل يعقل أن ما يريده المالكي هو إقصاء نصف المجتمع العراقي، أو حكم العراق بنظام طائفي؟ أمر لا يصدق، وكارثة ستكون عواقبها وخيمة على العراق كله. واللافت هنا - ورغم كل ما فعله ويفعله المالكي - أننا نجد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال بعد إعلان سحب قواته من العراق إن أميركا تنسحب بعد أن خلفت نظاما ديمقراطيا في بغداد، وهذا التصريح ليس إلا سقطة مثله مثل تصريح الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن عندما قال على ظهر حاملة الطائرات إن المهمة قد اكتملت في العراق!
الحقائق، وشواهدها على الأرض كثيرة وصارخة، ومنها تصريحات المالكي الأخيرة في مؤتمره الصحافي، أن العراق اليوم مقبل على انهيار العملية السياسية فيه، كما أنه، أي العراق، مقبل على نظام طائفي صرف، مما ينبئ بمخاطر كبيرة، والأمر لا يتعلق بالداخل العراقي وحده، بل حتى بالمنطقة، حيث لا فرق اليوم بين نوري المالكي بتعامله مع الكويت، على خلفية ميناء مبارك، وبين صدام حسين الذي افتعل مثل تلك المشاكل، إلى أن انتهى الأمر به لاحتلال الكويت، وإن كان هناك من فارق يذكر بين المالكي وصدام فهو أن رئيس وزراء العراق اليوم أصبح صدام الشيعة!