- الجمعة ديسمبر 23, 2011 12:50 pm
#45295
على قمة جبل أجياد وفي ذلك المنزل والذي لا زالت جدارنه تتوشح الصبغه البيضاء منذ انطلاق فكرة الملك خالد رحمه الله حين أمر بطلاء جميع البيوت في مكة المكرمة باللون الأبيض ليتسنى له تسمية مكة المكرمة بـ مكة البيضاء ! جرى هذا الحديث :
معتصم : أنا أعلم يا أخي مصطفى أنه من حقك أن تقول أي شيء وفي أي شيء ولكن أنا ضد اعتناقك وتمسكك بما تقول ! حيث أن أغلب ما تأتي به ماهو إلا مخالف لما قد تعلمنا وتربينا عليه.. وأنا لا أعلم من أين تستمد أفكارك ومعرفتك .. فلو كانت شيئاً واضحاً لتهافت عليها الناس .
مصطفى : عفواً أخي لماذا تفصل بين القول والفعل.. أنت تقول بأنك تحترم ما أقول وفي المقابل لا تحترم ما أفعل ، أويعقل أن يفعل الإنسان خلاف قوله؟ هنا دائرة النفاق وأنا بمشيئة الله بعيدٌ عن ذلك ، كل ما احتاجه منك يا عزيزي لكي أكون على بينة هو: هل أن اعتراضك على أفكاري يكمن في مجانبتها للصواب ؟ أم لأنها فقط خالفت ما اعتدنا عليه؟
معتصم : هاه هاه هاه.. لا يهم يا أخي المفكر فبطبيعة الحال وخذها قاعدة أن كل ما خالف المعتاد فهو مرفوض ومن الآكد أنه خطأ ، بغض النظر عن أن المخالف لا يريد من مخالفته إلا الشهرة ألم تسمع بالمقولة (خالف تعرف) ولا داعي لأن تقحمني معك في حوار عقيم جرياً على العادة واسمح لي أن أقول ..بلغ السيل الزبى .. ويجب أن أخبر أبي بوضعك لمحاولة تدارك ما يمكننا ان نتداركة.
يبتسم مصطفى ويمضي أخاه في طريقه لإبلاغ أبيه ، ويبدأ فصلٌ من ممارسة الوصاية القاسية على مصطفى من ذويه تخللتها العديد من المناحرات إلى أن وصل الحال بمصطفى أن يشعر بالغربة الفكرية داخل أجواءه العائلية.
سؤال : كم لدينا من مصطفى ؟
مشكلتنا هي الخلط في مفاهيمنا مع كل من خالفنا فعندما يأتي أي شخص بشيءٍ جديد قد يصل أنه يمس بعض ما نسميه نحن بالثوابت فنقوم بتصنيفه على أساس أنه ملحد أو ليبرالي أو علماني أو زنديق.
فلو نظرنا لكتب التاريخ نجد أن الكثير ممن اُرتكز على بعض النصوص في كتبهم قد تمت إدانتهم بشدة بالرغم من عدم فهمنا وإحاطتنا لماهيّة ماقد كُتب.
ولنا في من تم الصاق تهمة الإلحاد بهم أفضل مثال ومنهم قصة قاتل فرج فودة .. عندما سأل القاضي قاتل فرج فودة :
القاضي : لمذا اغتلت فرج فودة؟
القاتل : لأنه كافر!
القاضي : ومن أي كتبه علمت بانه كافر ؟
القاتل : انا لم اقرأ كتبه!
القاضي : كيف ؟!
القاتل : أنا لا اقرأ ولا أكتب (أمي) !
وهكذا جرى الحال بأن شخص ما يفتي بردة وإلحاد شخص آخر وبدون أي مبرر مقنع وحتى لو كان هذا السبب مقنع ، فهو مقنع بالنسبة إليهم كما حصل مع الغزالي بشهادتة في قضية فرج فودة.
وفي الشطر الآخر تأتي الليبرالية وبعيداً عن معناها السياسي والمتعارف عليه فالليبرالية بحد ذاتها هي من أحد أهم الركائز الأساسية في منهج الله عز وجل،
فمعنى كلمة ليبرالي هي حرية ، والحرية في ديننا الحنيف هي حرية إرادة فقط . فـ الله تعالى جعل للإنسان حرية الإرادة ، إذاً هو حرٌ فيما يختار في حياتة وهذه هي حكمة الإبتلاء في الحياة الدنيا، ولكن يجب أن نعلم بأن هذه الإرادة مسلوبة المشيئة فلا مشيئة إلا بعد مشيئة الخالق تبارك وتعالى.
* لك أن تريد أي شيء في الحياة ولتحقيق ذلك لا تتم مشيئتك وأخذك بالأسباب إلا بعد مشيئة الله عز وجل وتسخير هذه الأسباب لك.
وعلى ذلك أنا مع أن يكون الإنسان حر في تفكيره ولكن بعيداً عن ما قد تم تلفيقة بالليبرالية وأنها حرية بحته يجد فيها الإنسان ما يفرغ فيه ملذاته وشهواته وفي المقابل أنا ضد التصنيف والتكفير وسلب حريات الآخرين لأننا لا نغفل أن من حكمة الله عز وجل هي اختلاف البشر في إيمانهم فلو شاء الله لجعل كل من في الارض مؤمنين ونحن منهين عن تزكية أنفسنا وتصنيف الآخرين فما بالكم بتزكية غيرنا أو تصنيفهم ؟.
وفي الختام أحببت بأن لا أطيل عليكم وأن أضع هذا التساؤل:
متى سنودع المقولة التالية ؟!
* إن لم تكن معي فأنت ضدي
معتصم : أنا أعلم يا أخي مصطفى أنه من حقك أن تقول أي شيء وفي أي شيء ولكن أنا ضد اعتناقك وتمسكك بما تقول ! حيث أن أغلب ما تأتي به ماهو إلا مخالف لما قد تعلمنا وتربينا عليه.. وأنا لا أعلم من أين تستمد أفكارك ومعرفتك .. فلو كانت شيئاً واضحاً لتهافت عليها الناس .
مصطفى : عفواً أخي لماذا تفصل بين القول والفعل.. أنت تقول بأنك تحترم ما أقول وفي المقابل لا تحترم ما أفعل ، أويعقل أن يفعل الإنسان خلاف قوله؟ هنا دائرة النفاق وأنا بمشيئة الله بعيدٌ عن ذلك ، كل ما احتاجه منك يا عزيزي لكي أكون على بينة هو: هل أن اعتراضك على أفكاري يكمن في مجانبتها للصواب ؟ أم لأنها فقط خالفت ما اعتدنا عليه؟
معتصم : هاه هاه هاه.. لا يهم يا أخي المفكر فبطبيعة الحال وخذها قاعدة أن كل ما خالف المعتاد فهو مرفوض ومن الآكد أنه خطأ ، بغض النظر عن أن المخالف لا يريد من مخالفته إلا الشهرة ألم تسمع بالمقولة (خالف تعرف) ولا داعي لأن تقحمني معك في حوار عقيم جرياً على العادة واسمح لي أن أقول ..بلغ السيل الزبى .. ويجب أن أخبر أبي بوضعك لمحاولة تدارك ما يمكننا ان نتداركة.
يبتسم مصطفى ويمضي أخاه في طريقه لإبلاغ أبيه ، ويبدأ فصلٌ من ممارسة الوصاية القاسية على مصطفى من ذويه تخللتها العديد من المناحرات إلى أن وصل الحال بمصطفى أن يشعر بالغربة الفكرية داخل أجواءه العائلية.
سؤال : كم لدينا من مصطفى ؟
مشكلتنا هي الخلط في مفاهيمنا مع كل من خالفنا فعندما يأتي أي شخص بشيءٍ جديد قد يصل أنه يمس بعض ما نسميه نحن بالثوابت فنقوم بتصنيفه على أساس أنه ملحد أو ليبرالي أو علماني أو زنديق.
فلو نظرنا لكتب التاريخ نجد أن الكثير ممن اُرتكز على بعض النصوص في كتبهم قد تمت إدانتهم بشدة بالرغم من عدم فهمنا وإحاطتنا لماهيّة ماقد كُتب.
ولنا في من تم الصاق تهمة الإلحاد بهم أفضل مثال ومنهم قصة قاتل فرج فودة .. عندما سأل القاضي قاتل فرج فودة :
القاضي : لمذا اغتلت فرج فودة؟
القاتل : لأنه كافر!
القاضي : ومن أي كتبه علمت بانه كافر ؟
القاتل : انا لم اقرأ كتبه!
القاضي : كيف ؟!
القاتل : أنا لا اقرأ ولا أكتب (أمي) !
وهكذا جرى الحال بأن شخص ما يفتي بردة وإلحاد شخص آخر وبدون أي مبرر مقنع وحتى لو كان هذا السبب مقنع ، فهو مقنع بالنسبة إليهم كما حصل مع الغزالي بشهادتة في قضية فرج فودة.
وفي الشطر الآخر تأتي الليبرالية وبعيداً عن معناها السياسي والمتعارف عليه فالليبرالية بحد ذاتها هي من أحد أهم الركائز الأساسية في منهج الله عز وجل،
فمعنى كلمة ليبرالي هي حرية ، والحرية في ديننا الحنيف هي حرية إرادة فقط . فـ الله تعالى جعل للإنسان حرية الإرادة ، إذاً هو حرٌ فيما يختار في حياتة وهذه هي حكمة الإبتلاء في الحياة الدنيا، ولكن يجب أن نعلم بأن هذه الإرادة مسلوبة المشيئة فلا مشيئة إلا بعد مشيئة الخالق تبارك وتعالى.
* لك أن تريد أي شيء في الحياة ولتحقيق ذلك لا تتم مشيئتك وأخذك بالأسباب إلا بعد مشيئة الله عز وجل وتسخير هذه الأسباب لك.
وعلى ذلك أنا مع أن يكون الإنسان حر في تفكيره ولكن بعيداً عن ما قد تم تلفيقة بالليبرالية وأنها حرية بحته يجد فيها الإنسان ما يفرغ فيه ملذاته وشهواته وفي المقابل أنا ضد التصنيف والتكفير وسلب حريات الآخرين لأننا لا نغفل أن من حكمة الله عز وجل هي اختلاف البشر في إيمانهم فلو شاء الله لجعل كل من في الارض مؤمنين ونحن منهين عن تزكية أنفسنا وتصنيف الآخرين فما بالكم بتزكية غيرنا أو تصنيفهم ؟.
وفي الختام أحببت بأن لا أطيل عليكم وأن أضع هذا التساؤل:
متى سنودع المقولة التالية ؟!
* إن لم تكن معي فأنت ضدي