صفحة 1 من 1

النظام السوري بديلا عن الصهاينه

مرسل: الجمعة ديسمبر 23, 2011 3:57 pm
بواسطة عبدالاله العبيلان 5
النظام السوري بديلاً عن الصهاينة


إن المتتبع لجرائم النصيرية عبر التاريخ، يجد أنها تعيد نفسها بصورة تكشف الكثير من الحقائق، ففي عصرنا الحديث شهد العالم أكبر مجزرة في حماة 1982م كما وصفتها وسائل الإعلام العالمية، والتي بلغ عدد ضحاياها - على أقل تقدير - أربعين ألف قتيل، وخمسة عشر ألف مفقود، ويستمر المسلسل اليوم في سوريا بما نشهده من امتداد لتلك الحقبة السوداء.

تشير آخر التقارير التي أعدها نشطاء سوريون أن عدد الشهداء المدنيين وصل إلى 1270 شخصًا!

وذكرت "لجان التنسيق المحلية في سورية" على صفحتها على الفيسبوك أن النظام السوري قتل 72 طفلاً بالرصاص، أو جراء التعذيب منذ منتصف آذار/ مارس الماضي.

فالنظام السوري اليوم لا يفرق بين كبير وصغير، رجل أو طفل، ينتقم من الجميع انتقامًا وحشياً بصورة سرية لا يصل لوسائل الإعلام منها إلا النزر اليسير مما يلتقط عبر كاميرات الهواتف.

شاهد العالم ما فعلته الحكومة وزبانيتها بالطفلة مجد إبراهيم، على سبيل المثال، وبالشاب حمزة الخطيب 13 سنة ورفيقه ثامر الشرعي، الذين استشهدا إثر تعذيب وحشي من عصابات الأسد وغيرهم من الأطفال، وتلك الإبادة الجماعية للمعتصمين، وغيرها من المقاطع المروعة والتي تمتلئ بها مواقع الإنترنت، والمحزنة التي بثتها وتبثها قناة الجزيرة.

كل هذا لأن الشعب يطالب بحقه المشروع في الحرية؛ بعد سلسلة من محاولات الإصلاح التي تقابل بالقمع والتعتيم والاستمرار في تهميش حقوق الناس، الذي يراه النظام نوعًا من الواجب المقدس، وهو الاستخفاف بالناس ومطالبهم والذي ظهر للعلن اليوم.
وهنا أتذكر سؤال الدكتور أرحيل غرايبة الذي يقول:

"من أعطى الحق لهؤلاء الزعماء أن يورثوا السلطة لأبنائهم؟! ومن أعطاهم الحق في مصادرة حق الملايين بالانتخابات والاختيار؟ ومن أعطاهم الحق بتحويل الأوطان إلى مزارع خاصة، يتصرفون فيها كما يشاؤون، ويفعلون ما يحلو لهم، بلا مراقبة ولا محاسبة ولا شريك؟ ومن أعطاهم الحق بالاستيلاء على جهد العاملين والمكدين والفلاحين والتجار ومقاسمتهم لقمة العيش بلا مسوغ ولا شرعية؟".

والكثير يفترض أن لإيران وفرعه حزب الله دورًا في هذه العمليات القمعية، من ذلك ما كشفته صحيفة "ديلي تلغراف" 5 حزيران: أن تقارير الاستخبارات البريطانية كشفت بأن إيران تساعد النظام السوري على قمع الاحتجاجات.

ونظرياً فما نشاهده من تصريحات تدلي بها إيران كتلك التي جاءت في المؤتمر الصحفي الأسبوعي لوزارة الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء 12 / 4 / 2011 م تشير إلى تلك المساندة، حيث اعتبرت إيران أن المظاهرات المناهضة للحكومة في سوريا تجيء في إطار مؤامرة غربية لزعزعة حكومة تؤيد المقاومة، ويفيد التقرير بأن موقفها هذا على عكس مواقفها من الانتفاضات في مناطق أخرى من العالم العربي.

ولو افترضنا أن إيران تدعم سوريا مادياً ومعنوياً على هذا الجرم المشهود، فمصلحتها تكمن في أبرز نقطتين:

أولاهما: ثأر عقائدي تاريخي في الانتقام من الأمويين المعروف في كتبهم.

وثانيهما: تحقيق الحلم الأكبر والمتمثل في نشر الامتداد الصفوي! والتي بدأتها فعلياً بالبحرين، مستغلة الفرصة، ولكنها باءت بالفشل!.

فلا غرابة من محاولتها الجاهدة الآن لإثبات نفسها، وفرض أسلوبها القمعي، أو التحريضي، مع نظيرتها الحكومة الشيعية المغالية في سوريا، والتي تبادلها الولاء؛ بسبب اعترافها بحكومتها عام 1974!.

فلولا إيران والدعم الحالي فربما ولت الحكومة مع بداية الثورة السورية؛ فهي تعرف قدرها المتمثل في كونها أقلية مبعثرة، لا يقويها سوى الدعم الإيراني.

والخلاصة كما عبر عنها الشيرازي في مقدمة بيانه التاريخي 11 / 12 / 1392هـ: إن (العلويين) و(الشيعة) كلمتان مترادفتان مثل كلمتي (الإمامية) و(الجعفرية)، فكل شيعي هو علوي العقيدة، وكل علوي هو شيعي المذهب.

إن ما يهمنا في هذه اللعبة القذرة - على افتراض صحتها أو عدمها - هو المواطن السوري، وما يتعرض له من انتهاكات تقض المضاجع، تحاكي - وربما تفوق - جرائم الصهاينة في الشعب الفلسطيني الأعزل!.

والواقع في سوريا اليوم نشاهده بكل ألم، فلا حكومات تستنكر، ولا ضمير عالمي يتحرك، وكل الخطوات في هذا الاتجاه مطأطأة الرأس في الحفر، خجل النعام من الأسد ولو كان مريضًا، أو وغدًا، أو مسخًا.

فلك الله يا سوريا، وكفى بربكم نصيرًا، استمروا في صمودكم ودفاعكم عن حقوقكم المشروعة والمسلوبة، ووحدوا صفوفكم، واصبروا ورابطوا، والله غالب على أمره.

*تركيا سجلت موقفاً ( إسلامياً ، إنسانياً ، شجاعاً ، تاريخياً تشكر عليه ، رغم المخاطر وتهديد الاغتيال الذي تعرض له رئيسها أردوغان ) .