- الجمعة ديسمبر 23, 2011 7:54 pm
#45374
خطفت تركيا الأنظار في الآونة الأخيرة بقوة تواجدها في الملفات الإقليمية الأوسطية وكذا تواجدها العالمي, فما هي أهم ملامح ومميزات السياسة الخارجية التركية؟ ، وما هي مصادر القوة التي تعتمد عليها تركيا؟
في محاولة للإجابة على هذه الأسئلة كان هذا اللقاء مع د.كمال حبيب الخبير في الشأن التركي، الذي أكد أن لدى الأتراك سياسة خارجية تعتمد على التخطيط، ولدى الأتراك أيضًا سياسة خارجية يقوم على تنفيذها خبراء على أعلى مستوى.
ولفت إلى أن الأتراك يؤسسون سياستهم الخارجية على أساس المصالح المتبادلة القائمة على فكرة العقلانية والرشد.
نص الحوار:
ـ ما هي أهم ملامح ومميزات السياسة الخارجية التركية؟ وما هي مصادر القوة التي يعتمد عليها الأتراك في صنع سياستهم الخارجية؟
أولا: لدى الأتراك سياسة خارجية تعتمد على التخطيط، ثانيًا: لدى الأتراك أيضًا سياسة خارجية يقوم على تنفيذها خبراء على أعلى مستوى، بالإضافة إلى أن لديهم سياسة خارجية تعبِّر عن مشروع دولة تبحث عن مكانتها في النظام الدولي.
ولا نغفل أيضًا أن لديهم سياسة خارجية لها ملامح إسلامية، تحاول استعادة المكانة التي سلبها العلمانيون من دور تركيا، كما لدى الأتراك فرصة في التعبير عن سياسة دولتهم تمثل في الفراغات التي تركها انهيار النظام العربي، كما أن من أهم ملامح السياسة الخارجية التركية القدرة على المخاطرة في السياسة الخارجية والدخول في مواجهات مع قوى دولية مثل إسرائيل.
فمن الممكن أن نخلص إلى أن الأتراك يؤسسون سياستهم الخارجية على أساس المصالح المتبادلة القائمة على فكرة العقلانية والرشد.
ـ سمعنا عن سياسية "تصفير المشكلات" كملمح رئيس للسياسية الخارجية التركية، إلى أي حد نجحت تركيا في تدشين هذا المبدأ؟
تصفير المشاكل يعني نزع فتيل المشاكل مع دول الجوار؛ وخاصة العراق وسوريا وغيرها من البلدان في العالم العربي، بما في ذلك محاولات جادة مع أرمينيا، وقد استطاعت النجاح فيها إلى حدٍّ كبير، بحيث أن المشاكل مع دول الجوار اختفت، وتقربت تركيا لدول النفط العربية ولأفريقيا، ولديها سياسة مهمة تجاه أفريقيا.
وهي تعمل أيضًا كوسيط موثوق فيه بين الأطراف المختلفة؛ كما حدث في العلاقة بين إسرائيل وسوريا في فترة من الفترات قبل أن توقف تلك الوساطة، فهي نجحت في طرح نفسها كوسيط دولي له علاقة بأطراف مشكلات دولية عديدة، وذلك بسبب تصفير مشكلاتها مع جيرانها ومع الدول التي لها مشاكل معها.
ـ كيف تقيمون سياسية تركيا الخارجية مع إسرائيل؟ وهل هي ناتجة عن أيديولوجية عدائية لإسرائيل أم مبناها على مصلحة تركيا كدولة؟
طبعًا المصالح هي الأساس في بناء السياسات الخارجية؛ ومن ثَم فإن مصلحة تركيا هي التي تجعلها تواجه إسرائيل، لا توجد أيديولجية عداء ولكن هناك مصالح مشتركة، فإسرائيل تمثل عدوانًا على الإنسان في فلسطين.
وحين تكلم أردوغان في دافوس عن ذلك كانت هناك القوة الناعمة التركية ذات الطابع الإنساني، وكان هناك البعد الإسلامي العميق في نفس صناع السياسة التركية، بالإضافة طبعًا إلى العدوان الإسرائيلي على السفينة مرمرة، والحصار على غزة الذي يعد إقلاقًا للضمير التركي والعربي، وهناك بالطبع مشكلة تحالف إسرائيل مع قبرص الجنوبية، وإعادة بناء الحدود البحرية التي تهدد العالم العربي وقبرص الشمالية.
ـ علاقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي لم تراوح مكانها منذ سنوات، هل يمكن أن نسمي ذلك فشلاً للسياسة الخارجية التركية في هذا المنحى على وجه التحديد؟
لا يعد ذلك فشلا للسياسة الخارجية التركية؛ لأن الأتراك بنوا سياستهم على عدم الرهان على الاتحاد الأوروبي، وإنما الرهان على العمق الاستراتيجي في العالم العربي وأفريقيا ودول الجوار ودول العالم الإسلامي.
ـ وجدنا اهتمامًا لافتًا من أردوجان لزيارة دول الربيع العربي (مصر وتونس وليبيا)، ما هي أهداف السياسة الخارجية التركية من ذلك؟
طبعًا المبادرة لدى السياسة الخارجية التركية وقدرتها على الفعل السريع والتواجد حيث يجب أن تكون، وبالطبع هي تبحث عن علاقات جيدة مع دول هذه الثورات، وبالطبع هذا جزء من بناء الصورة الخارجية لتركيا.
ـ كيف تقيمون الموقف التركي من أحداث سوريا وعدم اتخاذها موقفًا قويًّا حتى اللحظة الراهنة؟
الموقف التركي من أحداث سوريا يعد ضاغطًا علي النظام السوري، ولكنه ليس بالقوة التي يفترض أن تكون تجاه نظام قمعي يقتل شعبه عبر آلة أمنية جهنمية لا تعرف الرحمة، ولكن ما يبدو لي هو أن تركيا لا تريد أن تتحرك وحدها في مواجهة النظام السوري.
ـ البعض يرى أن تركيا تسعى لزعامة شرق أوسطية جديدة بديلا عن الشرق الأوسط الجديد الذي طرحته أمريكا من قبل، فما تقييمكم لهذا الرأي؟
لا أرى ذلك، فتركيا هي أحد اللاعبين في المنطقة، ولكنها لن تكون بديلا عن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تتزعمه أمريكا والغرب، فالناتو حاضر في ليبيا، وفي العراق القوات الأمريكية، وفي جيبوتي قواعد أمريكية، وفي جنوب الصحراء قوات أمريكية، تركيا هي أحد اللاعبين الكبار في المنطقة.
في محاولة للإجابة على هذه الأسئلة كان هذا اللقاء مع د.كمال حبيب الخبير في الشأن التركي، الذي أكد أن لدى الأتراك سياسة خارجية تعتمد على التخطيط، ولدى الأتراك أيضًا سياسة خارجية يقوم على تنفيذها خبراء على أعلى مستوى.
ولفت إلى أن الأتراك يؤسسون سياستهم الخارجية على أساس المصالح المتبادلة القائمة على فكرة العقلانية والرشد.
نص الحوار:
ـ ما هي أهم ملامح ومميزات السياسة الخارجية التركية؟ وما هي مصادر القوة التي يعتمد عليها الأتراك في صنع سياستهم الخارجية؟
أولا: لدى الأتراك سياسة خارجية تعتمد على التخطيط، ثانيًا: لدى الأتراك أيضًا سياسة خارجية يقوم على تنفيذها خبراء على أعلى مستوى، بالإضافة إلى أن لديهم سياسة خارجية تعبِّر عن مشروع دولة تبحث عن مكانتها في النظام الدولي.
ولا نغفل أيضًا أن لديهم سياسة خارجية لها ملامح إسلامية، تحاول استعادة المكانة التي سلبها العلمانيون من دور تركيا، كما لدى الأتراك فرصة في التعبير عن سياسة دولتهم تمثل في الفراغات التي تركها انهيار النظام العربي، كما أن من أهم ملامح السياسة الخارجية التركية القدرة على المخاطرة في السياسة الخارجية والدخول في مواجهات مع قوى دولية مثل إسرائيل.
فمن الممكن أن نخلص إلى أن الأتراك يؤسسون سياستهم الخارجية على أساس المصالح المتبادلة القائمة على فكرة العقلانية والرشد.
ـ سمعنا عن سياسية "تصفير المشكلات" كملمح رئيس للسياسية الخارجية التركية، إلى أي حد نجحت تركيا في تدشين هذا المبدأ؟
تصفير المشاكل يعني نزع فتيل المشاكل مع دول الجوار؛ وخاصة العراق وسوريا وغيرها من البلدان في العالم العربي، بما في ذلك محاولات جادة مع أرمينيا، وقد استطاعت النجاح فيها إلى حدٍّ كبير، بحيث أن المشاكل مع دول الجوار اختفت، وتقربت تركيا لدول النفط العربية ولأفريقيا، ولديها سياسة مهمة تجاه أفريقيا.
وهي تعمل أيضًا كوسيط موثوق فيه بين الأطراف المختلفة؛ كما حدث في العلاقة بين إسرائيل وسوريا في فترة من الفترات قبل أن توقف تلك الوساطة، فهي نجحت في طرح نفسها كوسيط دولي له علاقة بأطراف مشكلات دولية عديدة، وذلك بسبب تصفير مشكلاتها مع جيرانها ومع الدول التي لها مشاكل معها.
ـ كيف تقيمون سياسية تركيا الخارجية مع إسرائيل؟ وهل هي ناتجة عن أيديولوجية عدائية لإسرائيل أم مبناها على مصلحة تركيا كدولة؟
طبعًا المصالح هي الأساس في بناء السياسات الخارجية؛ ومن ثَم فإن مصلحة تركيا هي التي تجعلها تواجه إسرائيل، لا توجد أيديولجية عداء ولكن هناك مصالح مشتركة، فإسرائيل تمثل عدوانًا على الإنسان في فلسطين.
وحين تكلم أردوغان في دافوس عن ذلك كانت هناك القوة الناعمة التركية ذات الطابع الإنساني، وكان هناك البعد الإسلامي العميق في نفس صناع السياسة التركية، بالإضافة طبعًا إلى العدوان الإسرائيلي على السفينة مرمرة، والحصار على غزة الذي يعد إقلاقًا للضمير التركي والعربي، وهناك بالطبع مشكلة تحالف إسرائيل مع قبرص الجنوبية، وإعادة بناء الحدود البحرية التي تهدد العالم العربي وقبرص الشمالية.
ـ علاقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي لم تراوح مكانها منذ سنوات، هل يمكن أن نسمي ذلك فشلاً للسياسة الخارجية التركية في هذا المنحى على وجه التحديد؟
لا يعد ذلك فشلا للسياسة الخارجية التركية؛ لأن الأتراك بنوا سياستهم على عدم الرهان على الاتحاد الأوروبي، وإنما الرهان على العمق الاستراتيجي في العالم العربي وأفريقيا ودول الجوار ودول العالم الإسلامي.
ـ وجدنا اهتمامًا لافتًا من أردوجان لزيارة دول الربيع العربي (مصر وتونس وليبيا)، ما هي أهداف السياسة الخارجية التركية من ذلك؟
طبعًا المبادرة لدى السياسة الخارجية التركية وقدرتها على الفعل السريع والتواجد حيث يجب أن تكون، وبالطبع هي تبحث عن علاقات جيدة مع دول هذه الثورات، وبالطبع هذا جزء من بناء الصورة الخارجية لتركيا.
ـ كيف تقيمون الموقف التركي من أحداث سوريا وعدم اتخاذها موقفًا قويًّا حتى اللحظة الراهنة؟
الموقف التركي من أحداث سوريا يعد ضاغطًا علي النظام السوري، ولكنه ليس بالقوة التي يفترض أن تكون تجاه نظام قمعي يقتل شعبه عبر آلة أمنية جهنمية لا تعرف الرحمة، ولكن ما يبدو لي هو أن تركيا لا تريد أن تتحرك وحدها في مواجهة النظام السوري.
ـ البعض يرى أن تركيا تسعى لزعامة شرق أوسطية جديدة بديلا عن الشرق الأوسط الجديد الذي طرحته أمريكا من قبل، فما تقييمكم لهذا الرأي؟
لا أرى ذلك، فتركيا هي أحد اللاعبين في المنطقة، ولكنها لن تكون بديلا عن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تتزعمه أمريكا والغرب، فالناتو حاضر في ليبيا، وفي العراق القوات الأمريكية، وفي جيبوتي قواعد أمريكية، وفي جنوب الصحراء قوات أمريكية، تركيا هي أحد اللاعبين الكبار في المنطقة.