- الجمعة ديسمبر 23, 2011 8:25 pm
#45397
تاريخ الدوله الامويه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني واخواتي الاعزاء
سوف ابين من خلال هذا الموضوع تاريخ الدوله الامويه واهم الاحداث فيها
امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم , وتتعرفون على ماقدمه هؤلاء العظماء من بني اميه في خدمه هذا الدين ونشره الى كافه اصقاع الارض من خلال ماتم في عهدهم من الجهاد والفتوحات الاسلاميه الخالده
تاريخ الدوله الامويه:
تنسب الدولة الأموية إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكان سيداً من سادات قريش فى الجاهلية.. وكان بنو أمية من المتأخرين فى دخول الإسلام إذ أسلم أبو سفيان بن حرب عند فتح مكة.
ولكن بعد إسلامهم أبلوا فى خدمة الإسلام بلاءً حسناً وكان لهم دور كبير فى عدد من الأحداث الجسام أذكر منها دورهم البطولى فى حروب الردة، كما ساهم بنو أمية فى نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية.
وقد كانت نشأة الدولة الأموية قصة تاريخية مشهورة إذ كان التمهيد لبدايتها فتنة شديدة قامت بين رابع الخلفاء الراشدين سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه ومعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما حين عارض معاوية خلافة على بن أبى طالب بحجة أن علياً تهاون فى الدفاع عن عثمان بن عفان رضى الله عنه .
وأسفرت هذه الفتنة عن معارك عنيفة بين الجانبين استمرت حتى يوم 17 رمضان سنة 40 هجرية حين قتل أحد الخوارج الخليفة الراشد سيدنا على بن أبى طالب ..
وكان من الممكن أن تستمر هذه المحنة طويلاً لولا أن الحسن بن على الذى بويع بالخلافة بعد أبيه رضى الله عنهما تنازل عنها لمعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما حقناً لدماء المسلمين وتوحيداً لكلمتهم .. وقد كان ذلك فى عام 41 هـ الذى سمى بعام الجماعة.. وهو يعد البدء الحقيقى للدولة الأموية التى بدأت بالتحديد حين أخذت البيعة لمعاوية بن أبى سفيان بالكوفة فى حضور الحسن والحسين رضى الله عنهما يوم 25 ربيع الأول عام 41 هجرياً
منذ ذلك اليوم أخذت شجرة الخلافة الأموية فى النمو والازدهار والتفرع حتى وصل عدد فروعها إلى 14 فرعاً كان أولها:
معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه الذى تولى الخلافة فى 25 ربيع الأول سنة 41هـ (يوليو 661م) وتلاه:
يزيد بن معاوية وقد تولى الخلافة فى رجب سنة 60هـ (ابريل 680م) وتولى الخلافه بعده:
معاوية بن يزيد فى 15 ربيع الأول سنة 64هـ (نوفمبر 683م) ..
وينتمى ثلاثتهم للأسرة السفيانية التى حكمت 24 عاماً بدأت بعام 41هـ وانتهت بعام 64هـ.
وتلتها بعد ذلك الأسرة المروانية التى حكمت 67 عاماً بدأت بعام 64هـ وانتهت بعام 132هـ حين أسدل الستار على الدولة الأموية.
وكان تسلسل الخلفاء فيها كالتالى :
مروان بن الحكم
فى الفترة من 64هـ إلى 65هـ
عبد الملك بن مروان
ولى الخلافة فى 27 رمضان 65هـ (مارس 685م)
الوليد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى 14 شوال 86هـ (أكتوبر 705م)
سليمان بن عبد الملك
ولى الخلافة فى 15 جمادى الآخر 96هـ (فبراير 715م)
عمر بن عبد العزيز
ولى الخلافة فى 10 صفر 99هـ (سبتمبر 717م)
يزيد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى 20 رجب 101هـ (فبراير 720م)
هشام بن عبد الملك
ولى الخلافة فى 26 شعبان 105هـ (يناير 724م)
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى ربيع الثانى 125هـ (فبراير 743م)
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى جمادى الآخر 126هـ (ابريل 744م)
إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى ذى الحجة 126هـ (سبتمبر 744م)
مروان بن محمد بن مروان بن الحكم
ولى الخلافة فى صفر 127هـ (نوفمبر 744م)
وهو آخر خلفاء بنى امية.. فقد انتهت الخلافة الأموية بمقتله فى 27 ذى الحجة 132هـ.
وجدير بالذكر أنه قد نبتت شجرة مباركة بجانب تلك الشجرة الكريمة خلال الفترة من ربيع الثانى عام 64هـ (ديسمبر 783م) إلى جمادى الأول عام 73هـ (أكتوبر 692م) حيث حكم عبد الله بن الزبير بن العوام فى الحجاز واليمن والعراق وخراسان ..
ولا ينتمى عبد الله بن الزبير إلى أى من الأسرتين السفيانية أو المروانية لكنه مع ذلك يعد الخليفة الشرعى خلال تلك السنوات التسعة برغم وجود خلافة مروان بن الحكم ثم عبد الملك بن مروان من الأسرة المروانية .
امتد عمر الدولة الأموية قرابة القرن ، وبالتحديد عاشت الدولة الأموية 91 سنة ما بين سنتى 41هـ و132هـ، وامتازت فترة الخلافة الأموية على قصرها - بالمقارنة بالخلافة العباسية - بوجود مجموعة من الحركات الفكرية والثورية كان أهمها :
الشيعة:
وهم أقدم الحركات الفكرية ظهوراً.. فقد ظهروا بمذهبهم فى آخر عصر عثمان رضى الله عنه.. وهم أصحاب الرأى القائل بأولوية آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم بالخلافة.. وأحق آل البيت فى نظرهم هو على بن أبى طالب كرم الله وجهه.
ولما جاء العصر الأموى ووقعت مظالم على آل البيت وخاصة العلويين رأى الناس فى على وأولاده شهداء هذه المظالم واستغل دعاة المذهب الشيعى هذا فى الدعاية لمذهبهم.
ومع تطور الفكر الشيعى تفرق الشيعة إلى عدة مذاهب وطوائف بعضها معتدل والبعض الآخر تطرف وغالى حتى وصل إلى درجة تأليه على بن أبى طالب رضى الله عنه.
الخوارج:
وقد نشأت حركتهم حين قبل على بن أبى طالب طلب معاوية بن أبى سفيان بالتحكيم فى موقعة صفين حيث قام فريق من جند على وقالوا: إن التحكيم خطأ لأن معناه الشك فيما قمنا بالحرب من أجله.. وطلبوا من الإمام على الإقرار على نفسه بالخطأ بل بالكفر لقبوله التحكيم.. ولما لم يستجب لهم أجمعوا على الخروج من الكوفة إلى قرية تسمى حروراء وسموا حينئذٍ بالحروريه.
وأطلق عليهم البعض اسم الخوارج لأنهم خرجوا على الإمام على وصحبه.
وقد انقسم الخوارج بعد ذلك إلى فرق كثيرة منهم المعتدل ومنهم المغالى، وأعدل طوائفهم وأقربها إلى الإسلام هى الإباضية ولهذا كتب لها البقاء إلى اليوم.. أما باقى الخوارج فقد حاربوا الأمويين والعباسيين إلى منتصف القرن الثالث الهجرى فكانت نهايتهم.
ورغم وجود هذه الحركات وغيرها كالمعتزلة والجبرية والمرجئة لم تنشأ فى فترة الخلافة الأموية دويلات مستقلة مثل التى ظهرت خلال الدولة العباسية ، فقد ظلت الدولة متماسكة رغم اتساعها الذى شهدته طوال فترة حكم خلفائها الأقوياء.
ولقد تعرض تاريخ الدولة الأموية إلى الكثير من الطعن والتشويه من جانب خصومها من العباسيين والشيعة والخوارج ولذلك فهو كما يؤكد أحد المؤرخين المعاصرين (تاريخ يحتاج إلى إنصاف) لأن هذه الخلافة كانت خيراً للمسلمين إذ انتهت بها الفوضى والاقتتال فوجه المسلمون قوتهم إلى الخارج حيث عاد الجهاد وحدثت الفتوحات وتوسعت الدولة الإسلامية فى القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا.
ففى آسيا استطاع المسلمون بقيادة محمد بن القاسم الثقفى فتح بلاد السند ومدينة كابل.. كما استطاع المجاهدون الأبرار بقيادة قتيبة بن مسلم فتح بلاد ما وراء النهر وكل من سمرقند و بخارى و خوارزم و طشقند.
وليس هذا فقط بل لقد وصل قتيبة بن مسلم بجيوشه إلى الصين وتصالح مع ملكها على أن يدفع له الجزية.
وفى أوروبا وصلت جيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد إلى إسبانيا واستطاعت فى معركة وادى لكة فتح الأندلس و قرطبة.
ثم فتح المسلمون أشبيلية بقيادة موسى بن نصير.
ولم تتوقف الفتوحات فى أوروبا حتى بعد معركة بلاط الشهداء التى استشهد فيها قائدها عبد الرحمن الغافقى بل عاد المسلمون مرة أخرى واستولوا على الكثير من المقاطعات فى فرنسا وحتى سويسرا.
أما أفريقيا فقد استمرت الفتوحات فيها امداً طويلاً بقيادة عقبة بن نافع حتى أتم الله عليه وعلى المسلمين فتح شمال أفريقيا كله حين وصل إلى ساحل المحيط الأطلسى غربا.
ومن أشهر المعارك التى قادها فى فتوحاته معركة ممس وكانت فى مدينة القيروان.
ومن أروع ما ميز هذه الفتوحات أنها كانت إسلامية الروح بمعنى أنها لم تكن ابداً غزواً من أجل الحصول على أرض وملك وإنما كانت دعوة خير وسلام لكل البشر فى البلاد المفتوحة فالإسلام رسالة إنسانية عالمية تكوينها الأساسى الوحدانية المطلقة فى العقيدة ثم الاستقامة كسلوك.. والذى حدث فى كثير من الأحيان أن الله شرح صدور أهالى البلاد المفتوحة للإسلام حين بهرتهم فيه الأخلاق الحربية و المساواة العنصرية، وفى الأحيان القليلة النادرة شملهم التسامح الدينى حين قبلوا دفع الجزية فعاشوا فى ظل القيم الإسلامية الرفيعة التى تقبلها الفطرة السليمة، فمن ذا الذى يرفض الوعى بالزمن أو يكره الرفق بالحيوان.
ومن الجدير بالذكر أن إنجازات المسلمين فى الدولة الأموية لم تكن فقط عسكرية حربية فالإسلام دين شامل يدعو للعمل فى كل المجالات وإن كان الجهاد هو أشرف الأعمال وأزكاها فإن للعلم أيضا مكانة راقية ودرجة سامية بين الأعمال.
ولهذا اهتم المسلمون عموماً والأمويون خصوصاً بالعلوم وانتشرت مراكز الحياة العلمية فى مكة والمدينة والبصرة والكوفة ودمشق والأسكندرية والفسطاط وكثير من المدن فى العصر الأموى فمثلا فى مكة والمدينة برزت علوم القرآن ومنها علم النحو الذى وضع قواعده أبو الأسود الدؤلى ثم سار على دربه فى البصرة كل من يحيى بن يعمر النحوى والخليل بن أحمد الفراهيدى، وكان تدوين الحديث الشريف على أيدى علماء شرفاء مثل مالك بن انس ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهرى الذين أخذوا الأحاديث عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة وغيرهم من الصحابة الأجلاء ورواة الحديث الثقات.
وتناول الكثير من العلماء الأمويين آيات القرآن الكريم بالتفسير واشتهر منهم عبد الله بن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد بن جبير وعكرمة بن عبد الله وطاووس بن كيسان وعطاء بن أبى رباح ومحمد بن كعب القرظى وتبعهم عامر الشعبى والحسن البصرى وقتادة السدوسى وسفيان بن عيينة.
واهتم الأمويون أيضاً بالعلوم الدنيوية فقام علم التاريخ على يد وهب بن منبه وعروة بن الزبير بن العوام ومحمد بن شهاب الزهرى وغيرهم .
ونشأت الكيمياء بمفهومها العلمى والتطبيقى البعيد عن الخرافات والسحر.. وكان الدور الأكبر فى ذلك للأمير الأموى خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان وبرزت من المدن فى علم الكيمياء الإسكندرية وجنديسابور.
وإضافة لذلك نمت الترجمة فى دمشق والإسكندرية واشتهر من المترجمين المسلمين فى ذلك العصر حسان بن أبى سنان الذى كان يكتب بالعربية والفارسية والسريانية.
وعموماً كان النظام التعليمى فى العصر الأموى منحصراً فى حلقات المساجد التى اشتهرت منها حلقات كل من عبد الله بن عباس فى مكة وربيعة الرأى فى المدينة والحسن البصرى فى البصرة
ولأن اهتمامات الأمويين كانت متنوعة فقد كان طبيعيا أن تنشأ مؤسسات جديدة وصناعات مبتكره لخدمة هذه الاهتمامات فكان الجهاد مثلا يتطلب اهتماماً خاصاً بالجيش وصناعة السفن وكانت العلوم تتطلب أن تتطور صناعة الورق، ومن أجل استتباب الأمن الداخلى اهتم الأمويون بالشرطة، ولنشر العدل وحفظ الحقوق كانت الحسبة ونشأ ديوان النظر فى المظالم وهو أحد الدواوين الكثيرة التى أنشأها الأمويون ومنها ديوان البريد وديوان الخاتم وديوان الخراج وديوان الطرز، وكان السبق للأمويين فى تعريب معظم هذه الدواوين بعد أن كانت تكتب باليونانية والفارسية والقبطية وغيرها، ومن أهم إنجازات الأمويين فى مجال الاقتصاد تعريب السكة الذى كان فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان.
ولم ينس الأمويون الفن.. فالله جميل يحب الجمال.
ولهذا فإن الزائر لأى مدينة نشأت أو كانت قائمة فى العصر الأموى يستطيع أن يلمس الطراز الأموى فى الفن الإسلامى فى كل مكان ابتداءً من معمار المساجد مروراً ببوابات المدينة وانتهاءً بالبساتين والمنتزهات .. وتشهد الرها و حلب على كل هذا الجمال والفن ..
وغير الرها وحلب هناك العديد من المدن التى تحوى فنوناً أموية بديعة وآثاراً إسلامية رائعة .. فالزائر مثلاً لمدينة القدس سينبهر بالفسيفساء الجميلة التى تزين قبة الصخرة وكذلك الأخشاب المزخرفة التى نراها فى المسجد الأقصى وتبدو فى أروع صورها فى جامع الزيتونة الذى أنشأه حسان بن النعمان فى تونس.
أما الجامع الأموى فى دمشق ففيه أجمل نماذج لفنى التصوير المعمارى والعقود المعمارية، وفى دمشق أيضاً نرى الزخارف الحجرية التى تميز قصر المشتى.
ونذكر من أجمل الآثار الباقية شاهدة على الفن الأموى المسجد الكبير بالقيروان الذى تعتبر مئذنته خير نموذج لمعمار المآذن فى شمال أفريقيا.
وكذلك جامع عمرو بن العاص فى الفسطاط.. ويجب ألا ننسى قصير عمرة الذى أنشأه الوليد بن عبد الملك، وقصر خربة المفجر الذى يبعد حوالى ثمانين كيلو متراً شمال شرقى مدينة الخليل.
هذا ومن الفنون التى اهتم بها الأمويون ككل العرب فن الشعر وقد برز من الشعراء فى العصر الأموى قطرى بن الفجاءة وحماد الراوية وجرير.
وختاماً لم يعثر المؤرخون على قطع معدنية كثيرة يمكن نسبتها إلى فنون المعادن فى العصر الأموى
وبعد.. فقد رأيتم الآن كيف أن العصر الأموى كان عصراً زاهراً ثرياً تركت ذكرياته بصمة قوية فى تاريخ الأمة الإسلامية العريق.
ولم يتبق من فصول الرواية إلا أن أحدثكم عن أبطالها الشرفاء الذين خطُّوا حروفاً من نور على صفحة الإسلام الناصعة.
فقد عاش وأثر فى الدولة الأموية كثيرون كانوا وسيظلون إلى الأبد شموساً تضئ لنا ولأجيال بعدنا درب الحياة، وتمنحنا جميعاً أمثلة رائدة فى الإيمان الحقيقى الذى وقر فى القلب وصدَّقه العمل. ولأن شخصيات الدولة الأموية كثيرة، والحديث عنها طويل فقد قررت أن أترك لكم أوراقى كلها تتجولون عبر سطورها وتنتقلون بين بساتينها داعياً الله عز وجل أن تستمتعوا معى بالعبرة والفكرة والذكرى الطيبة العطرة.
منقول عن موقع الاسلام اون لاين
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني واخواتي الاعزاء
سوف ابين من خلال هذا الموضوع تاريخ الدوله الامويه واهم الاحداث فيها
امل ان تحوز على رضاكم واستحسانكم , وتتعرفون على ماقدمه هؤلاء العظماء من بني اميه في خدمه هذا الدين ونشره الى كافه اصقاع الارض من خلال ماتم في عهدهم من الجهاد والفتوحات الاسلاميه الخالده
تاريخ الدوله الامويه:
تنسب الدولة الأموية إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكان سيداً من سادات قريش فى الجاهلية.. وكان بنو أمية من المتأخرين فى دخول الإسلام إذ أسلم أبو سفيان بن حرب عند فتح مكة.
ولكن بعد إسلامهم أبلوا فى خدمة الإسلام بلاءً حسناً وكان لهم دور كبير فى عدد من الأحداث الجسام أذكر منها دورهم البطولى فى حروب الردة، كما ساهم بنو أمية فى نشر الإسلام خارج الجزيرة العربية.
وقد كانت نشأة الدولة الأموية قصة تاريخية مشهورة إذ كان التمهيد لبدايتها فتنة شديدة قامت بين رابع الخلفاء الراشدين سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه ومعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما حين عارض معاوية خلافة على بن أبى طالب بحجة أن علياً تهاون فى الدفاع عن عثمان بن عفان رضى الله عنه .
وأسفرت هذه الفتنة عن معارك عنيفة بين الجانبين استمرت حتى يوم 17 رمضان سنة 40 هجرية حين قتل أحد الخوارج الخليفة الراشد سيدنا على بن أبى طالب ..
وكان من الممكن أن تستمر هذه المحنة طويلاً لولا أن الحسن بن على الذى بويع بالخلافة بعد أبيه رضى الله عنهما تنازل عنها لمعاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما حقناً لدماء المسلمين وتوحيداً لكلمتهم .. وقد كان ذلك فى عام 41 هـ الذى سمى بعام الجماعة.. وهو يعد البدء الحقيقى للدولة الأموية التى بدأت بالتحديد حين أخذت البيعة لمعاوية بن أبى سفيان بالكوفة فى حضور الحسن والحسين رضى الله عنهما يوم 25 ربيع الأول عام 41 هجرياً
منذ ذلك اليوم أخذت شجرة الخلافة الأموية فى النمو والازدهار والتفرع حتى وصل عدد فروعها إلى 14 فرعاً كان أولها:
معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه الذى تولى الخلافة فى 25 ربيع الأول سنة 41هـ (يوليو 661م) وتلاه:
يزيد بن معاوية وقد تولى الخلافة فى رجب سنة 60هـ (ابريل 680م) وتولى الخلافه بعده:
معاوية بن يزيد فى 15 ربيع الأول سنة 64هـ (نوفمبر 683م) ..
وينتمى ثلاثتهم للأسرة السفيانية التى حكمت 24 عاماً بدأت بعام 41هـ وانتهت بعام 64هـ.
وتلتها بعد ذلك الأسرة المروانية التى حكمت 67 عاماً بدأت بعام 64هـ وانتهت بعام 132هـ حين أسدل الستار على الدولة الأموية.
وكان تسلسل الخلفاء فيها كالتالى :
مروان بن الحكم
فى الفترة من 64هـ إلى 65هـ
عبد الملك بن مروان
ولى الخلافة فى 27 رمضان 65هـ (مارس 685م)
الوليد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى 14 شوال 86هـ (أكتوبر 705م)
سليمان بن عبد الملك
ولى الخلافة فى 15 جمادى الآخر 96هـ (فبراير 715م)
عمر بن عبد العزيز
ولى الخلافة فى 10 صفر 99هـ (سبتمبر 717م)
يزيد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى 20 رجب 101هـ (فبراير 720م)
هشام بن عبد الملك
ولى الخلافة فى 26 شعبان 105هـ (يناير 724م)
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى ربيع الثانى 125هـ (فبراير 743م)
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى جمادى الآخر 126هـ (ابريل 744م)
إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك
ولى الخلافة فى ذى الحجة 126هـ (سبتمبر 744م)
مروان بن محمد بن مروان بن الحكم
ولى الخلافة فى صفر 127هـ (نوفمبر 744م)
وهو آخر خلفاء بنى امية.. فقد انتهت الخلافة الأموية بمقتله فى 27 ذى الحجة 132هـ.
وجدير بالذكر أنه قد نبتت شجرة مباركة بجانب تلك الشجرة الكريمة خلال الفترة من ربيع الثانى عام 64هـ (ديسمبر 783م) إلى جمادى الأول عام 73هـ (أكتوبر 692م) حيث حكم عبد الله بن الزبير بن العوام فى الحجاز واليمن والعراق وخراسان ..
ولا ينتمى عبد الله بن الزبير إلى أى من الأسرتين السفيانية أو المروانية لكنه مع ذلك يعد الخليفة الشرعى خلال تلك السنوات التسعة برغم وجود خلافة مروان بن الحكم ثم عبد الملك بن مروان من الأسرة المروانية .
امتد عمر الدولة الأموية قرابة القرن ، وبالتحديد عاشت الدولة الأموية 91 سنة ما بين سنتى 41هـ و132هـ، وامتازت فترة الخلافة الأموية على قصرها - بالمقارنة بالخلافة العباسية - بوجود مجموعة من الحركات الفكرية والثورية كان أهمها :
الشيعة:
وهم أقدم الحركات الفكرية ظهوراً.. فقد ظهروا بمذهبهم فى آخر عصر عثمان رضى الله عنه.. وهم أصحاب الرأى القائل بأولوية آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم بالخلافة.. وأحق آل البيت فى نظرهم هو على بن أبى طالب كرم الله وجهه.
ولما جاء العصر الأموى ووقعت مظالم على آل البيت وخاصة العلويين رأى الناس فى على وأولاده شهداء هذه المظالم واستغل دعاة المذهب الشيعى هذا فى الدعاية لمذهبهم.
ومع تطور الفكر الشيعى تفرق الشيعة إلى عدة مذاهب وطوائف بعضها معتدل والبعض الآخر تطرف وغالى حتى وصل إلى درجة تأليه على بن أبى طالب رضى الله عنه.
الخوارج:
وقد نشأت حركتهم حين قبل على بن أبى طالب طلب معاوية بن أبى سفيان بالتحكيم فى موقعة صفين حيث قام فريق من جند على وقالوا: إن التحكيم خطأ لأن معناه الشك فيما قمنا بالحرب من أجله.. وطلبوا من الإمام على الإقرار على نفسه بالخطأ بل بالكفر لقبوله التحكيم.. ولما لم يستجب لهم أجمعوا على الخروج من الكوفة إلى قرية تسمى حروراء وسموا حينئذٍ بالحروريه.
وأطلق عليهم البعض اسم الخوارج لأنهم خرجوا على الإمام على وصحبه.
وقد انقسم الخوارج بعد ذلك إلى فرق كثيرة منهم المعتدل ومنهم المغالى، وأعدل طوائفهم وأقربها إلى الإسلام هى الإباضية ولهذا كتب لها البقاء إلى اليوم.. أما باقى الخوارج فقد حاربوا الأمويين والعباسيين إلى منتصف القرن الثالث الهجرى فكانت نهايتهم.
ورغم وجود هذه الحركات وغيرها كالمعتزلة والجبرية والمرجئة لم تنشأ فى فترة الخلافة الأموية دويلات مستقلة مثل التى ظهرت خلال الدولة العباسية ، فقد ظلت الدولة متماسكة رغم اتساعها الذى شهدته طوال فترة حكم خلفائها الأقوياء.
ولقد تعرض تاريخ الدولة الأموية إلى الكثير من الطعن والتشويه من جانب خصومها من العباسيين والشيعة والخوارج ولذلك فهو كما يؤكد أحد المؤرخين المعاصرين (تاريخ يحتاج إلى إنصاف) لأن هذه الخلافة كانت خيراً للمسلمين إذ انتهت بها الفوضى والاقتتال فوجه المسلمون قوتهم إلى الخارج حيث عاد الجهاد وحدثت الفتوحات وتوسعت الدولة الإسلامية فى القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا.
ففى آسيا استطاع المسلمون بقيادة محمد بن القاسم الثقفى فتح بلاد السند ومدينة كابل.. كما استطاع المجاهدون الأبرار بقيادة قتيبة بن مسلم فتح بلاد ما وراء النهر وكل من سمرقند و بخارى و خوارزم و طشقند.
وليس هذا فقط بل لقد وصل قتيبة بن مسلم بجيوشه إلى الصين وتصالح مع ملكها على أن يدفع له الجزية.
وفى أوروبا وصلت جيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد إلى إسبانيا واستطاعت فى معركة وادى لكة فتح الأندلس و قرطبة.
ثم فتح المسلمون أشبيلية بقيادة موسى بن نصير.
ولم تتوقف الفتوحات فى أوروبا حتى بعد معركة بلاط الشهداء التى استشهد فيها قائدها عبد الرحمن الغافقى بل عاد المسلمون مرة أخرى واستولوا على الكثير من المقاطعات فى فرنسا وحتى سويسرا.
أما أفريقيا فقد استمرت الفتوحات فيها امداً طويلاً بقيادة عقبة بن نافع حتى أتم الله عليه وعلى المسلمين فتح شمال أفريقيا كله حين وصل إلى ساحل المحيط الأطلسى غربا.
ومن أشهر المعارك التى قادها فى فتوحاته معركة ممس وكانت فى مدينة القيروان.
ومن أروع ما ميز هذه الفتوحات أنها كانت إسلامية الروح بمعنى أنها لم تكن ابداً غزواً من أجل الحصول على أرض وملك وإنما كانت دعوة خير وسلام لكل البشر فى البلاد المفتوحة فالإسلام رسالة إنسانية عالمية تكوينها الأساسى الوحدانية المطلقة فى العقيدة ثم الاستقامة كسلوك.. والذى حدث فى كثير من الأحيان أن الله شرح صدور أهالى البلاد المفتوحة للإسلام حين بهرتهم فيه الأخلاق الحربية و المساواة العنصرية، وفى الأحيان القليلة النادرة شملهم التسامح الدينى حين قبلوا دفع الجزية فعاشوا فى ظل القيم الإسلامية الرفيعة التى تقبلها الفطرة السليمة، فمن ذا الذى يرفض الوعى بالزمن أو يكره الرفق بالحيوان.
ومن الجدير بالذكر أن إنجازات المسلمين فى الدولة الأموية لم تكن فقط عسكرية حربية فالإسلام دين شامل يدعو للعمل فى كل المجالات وإن كان الجهاد هو أشرف الأعمال وأزكاها فإن للعلم أيضا مكانة راقية ودرجة سامية بين الأعمال.
ولهذا اهتم المسلمون عموماً والأمويون خصوصاً بالعلوم وانتشرت مراكز الحياة العلمية فى مكة والمدينة والبصرة والكوفة ودمشق والأسكندرية والفسطاط وكثير من المدن فى العصر الأموى فمثلا فى مكة والمدينة برزت علوم القرآن ومنها علم النحو الذى وضع قواعده أبو الأسود الدؤلى ثم سار على دربه فى البصرة كل من يحيى بن يعمر النحوى والخليل بن أحمد الفراهيدى، وكان تدوين الحديث الشريف على أيدى علماء شرفاء مثل مالك بن انس ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهرى الذين أخذوا الأحاديث عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة وغيرهم من الصحابة الأجلاء ورواة الحديث الثقات.
وتناول الكثير من العلماء الأمويين آيات القرآن الكريم بالتفسير واشتهر منهم عبد الله بن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد بن جبير وعكرمة بن عبد الله وطاووس بن كيسان وعطاء بن أبى رباح ومحمد بن كعب القرظى وتبعهم عامر الشعبى والحسن البصرى وقتادة السدوسى وسفيان بن عيينة.
واهتم الأمويون أيضاً بالعلوم الدنيوية فقام علم التاريخ على يد وهب بن منبه وعروة بن الزبير بن العوام ومحمد بن شهاب الزهرى وغيرهم .
ونشأت الكيمياء بمفهومها العلمى والتطبيقى البعيد عن الخرافات والسحر.. وكان الدور الأكبر فى ذلك للأمير الأموى خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان وبرزت من المدن فى علم الكيمياء الإسكندرية وجنديسابور.
وإضافة لذلك نمت الترجمة فى دمشق والإسكندرية واشتهر من المترجمين المسلمين فى ذلك العصر حسان بن أبى سنان الذى كان يكتب بالعربية والفارسية والسريانية.
وعموماً كان النظام التعليمى فى العصر الأموى منحصراً فى حلقات المساجد التى اشتهرت منها حلقات كل من عبد الله بن عباس فى مكة وربيعة الرأى فى المدينة والحسن البصرى فى البصرة
ولأن اهتمامات الأمويين كانت متنوعة فقد كان طبيعيا أن تنشأ مؤسسات جديدة وصناعات مبتكره لخدمة هذه الاهتمامات فكان الجهاد مثلا يتطلب اهتماماً خاصاً بالجيش وصناعة السفن وكانت العلوم تتطلب أن تتطور صناعة الورق، ومن أجل استتباب الأمن الداخلى اهتم الأمويون بالشرطة، ولنشر العدل وحفظ الحقوق كانت الحسبة ونشأ ديوان النظر فى المظالم وهو أحد الدواوين الكثيرة التى أنشأها الأمويون ومنها ديوان البريد وديوان الخاتم وديوان الخراج وديوان الطرز، وكان السبق للأمويين فى تعريب معظم هذه الدواوين بعد أن كانت تكتب باليونانية والفارسية والقبطية وغيرها، ومن أهم إنجازات الأمويين فى مجال الاقتصاد تعريب السكة الذى كان فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان.
ولم ينس الأمويون الفن.. فالله جميل يحب الجمال.
ولهذا فإن الزائر لأى مدينة نشأت أو كانت قائمة فى العصر الأموى يستطيع أن يلمس الطراز الأموى فى الفن الإسلامى فى كل مكان ابتداءً من معمار المساجد مروراً ببوابات المدينة وانتهاءً بالبساتين والمنتزهات .. وتشهد الرها و حلب على كل هذا الجمال والفن ..
وغير الرها وحلب هناك العديد من المدن التى تحوى فنوناً أموية بديعة وآثاراً إسلامية رائعة .. فالزائر مثلاً لمدينة القدس سينبهر بالفسيفساء الجميلة التى تزين قبة الصخرة وكذلك الأخشاب المزخرفة التى نراها فى المسجد الأقصى وتبدو فى أروع صورها فى جامع الزيتونة الذى أنشأه حسان بن النعمان فى تونس.
أما الجامع الأموى فى دمشق ففيه أجمل نماذج لفنى التصوير المعمارى والعقود المعمارية، وفى دمشق أيضاً نرى الزخارف الحجرية التى تميز قصر المشتى.
ونذكر من أجمل الآثار الباقية شاهدة على الفن الأموى المسجد الكبير بالقيروان الذى تعتبر مئذنته خير نموذج لمعمار المآذن فى شمال أفريقيا.
وكذلك جامع عمرو بن العاص فى الفسطاط.. ويجب ألا ننسى قصير عمرة الذى أنشأه الوليد بن عبد الملك، وقصر خربة المفجر الذى يبعد حوالى ثمانين كيلو متراً شمال شرقى مدينة الخليل.
هذا ومن الفنون التى اهتم بها الأمويون ككل العرب فن الشعر وقد برز من الشعراء فى العصر الأموى قطرى بن الفجاءة وحماد الراوية وجرير.
وختاماً لم يعثر المؤرخون على قطع معدنية كثيرة يمكن نسبتها إلى فنون المعادن فى العصر الأموى
وبعد.. فقد رأيتم الآن كيف أن العصر الأموى كان عصراً زاهراً ثرياً تركت ذكرياته بصمة قوية فى تاريخ الأمة الإسلامية العريق.
ولم يتبق من فصول الرواية إلا أن أحدثكم عن أبطالها الشرفاء الذين خطُّوا حروفاً من نور على صفحة الإسلام الناصعة.
فقد عاش وأثر فى الدولة الأموية كثيرون كانوا وسيظلون إلى الأبد شموساً تضئ لنا ولأجيال بعدنا درب الحياة، وتمنحنا جميعاً أمثلة رائدة فى الإيمان الحقيقى الذى وقر فى القلب وصدَّقه العمل. ولأن شخصيات الدولة الأموية كثيرة، والحديث عنها طويل فقد قررت أن أترك لكم أوراقى كلها تتجولون عبر سطورها وتنتقلون بين بساتينها داعياً الله عز وجل أن تستمتعوا معى بالعبرة والفكرة والذكرى الطيبة العطرة.
منقول عن موقع الاسلام اون لاين