منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
By محمد الزامل 5
#45461
كارلوس الثعلب
إلييتش راميريز سانشيز (Ilich Ramírez Sánchez) المشهور بكارلوس، من مواليد 12 أكتوبر 1949 ولد راميريز في اسرة فنزويلية ثرية، ودرس في موسكو قبل ان ينضم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واعتنق إلى الإسلام عام 1975 واطلق عليه لقب الثعلب بعد ان وجد بين امتعته نسخة من كتاب فردريك فورسايت يوم الثعلب.[1] بنى كارلوس الثوري الفنزويلي الذي ذاع صيته في سبعينيات القرن الماضي لنفسه سمعة كبيرة في السبعينيات، وخصوصا عقب العملية التي اختطف فيها وزراء نفط الدول الاعضاء في منظمة اوبك عام 1975 باسم الثورة الفلسطينية. وقد القي القبض على كارلوس منذ عقدين تقريباً في العاصمة السودانية الخرطوم، وهو الآن نزيل احد السجون الفرنسية.
اصبح كارلوس رمزا لمقارعة الامبريالية في السبعينيات والثمانينيات، ولم يزد اسطورته حبه للنساء والمشروب الا مزيدا من الشهرة. ويتميز كارلوس بالغرور فهو يضرب عن الطعام في سجنه ويكتب الرسائل للرئيس الأمريكي أوباما، كما تزوج محاميته وهو في السجن.[2] وارتبط اسمه ببعض الحركات الثورية المسلحة واشتهر بقيامه بالعديد من العمليات المسلحة باسلوب شخصي مميز وهو يقضي وقته في السجن بدراسة الفلسفة ومتابعة الاخبار. وعبر بشكل خاص عن تأييده للمتظاهرين الاوروبيين الذين يحتجون على اجراءات التقشف وجشع الشركات الكبرى.[1] وكان كارلوس حتى نهاية القرن العشرين يعتبر الإرهابي الأول قبل أن ينافسه على اللقب الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وعاش فترة من صباه في لندن، قبل انتقاله إلى لبنان، مدفوعاً بتعاطفه الشديد مع الشعب الفلسطيني وقضيته وانضمامه هناك إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وخلال نشاطه في صفوف الجبهة اطلع كارلوس بمهمات قتالية عدة أشهرها احتجاز وزراء النفط في الدول الأعضاء في منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك) في السبعينات الماضية أثناء اجتماع لهم في فيينا واختطافهم تحت تهديد السلاح ونقلهم إلى الجزائر، علاوة على ارتكاب جرائم قتل أخرى عدة في أماكن مختلفة من العالم ومن ضمنها مجموعة جرائم ارتكبها في فرنسا التي تمكنت شرطتها السرية من إلقاء القبض عليه بالتعاون مع الحكومة السودانية ونقلته إلى فرنسا قبل 17 عاماً، حيث جرت محاكمته بتهمة قتل شرطيين فرنسيين عام 1975 في باريس ويقضي فيها الآن حكمه المؤبد، فيما توجه له الآن تهم جديدة بتنفيذ تفجيرات في فرنسا قتل فيها 11 شخصاً في مطلع الثمانينات الماضية.[3]
نشأته
ولد كارلوس بعائلة فنزويلية ثرية واختلف أباه وأمه على تسميته فبينما أرادت أمه تسميته بإسم يدل على مسيحيته وكاثوليكيته أراد أباه أن يسميه باسم القائد الشيوعي لينين وأدخل لمدرسة كاثوليكية لكنه لم يلبث ثلاث سنين ليعلن نفسه شيوعياً ويتبرأ من الكنيسة والقسس ودبت في عائلته المشاكل حتى انفصل والديه وعمره لم يتعد الثالثة عشر وبعد الطلاق أرسل كارلوس لمدرسة فيرمن تورو - Fermin Toro - التي تعنى بتعليم المبادئ الماركسية لطلابها وكان طلابها من المنظمين للمظاهرات ضد الحكومة الفنزويلية في يناير 1964, سافر لبريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية ولكنه لم يتقنها فحسب بل أتقن أيضاً ست لغات أخرى وهي اللغة الاسبانية - اللغة العربية - اللغة الإيطالية - اللغة الروسية - اللغة الفرنسية - واللغة الأرمنية.[4]
عاش كارلوس صباه في كوبا حيث تعلم أسس العمليات المسلحة وحرب العصابات ثم التحق بجامعة باترليس لومومبا في موسكو التي طرد منها لعدم جديته في الدراسة أثناء دراسته في جامعة باتريس لومومبا في موسكو، تعرف على بوضيا الشاب الثوري الجزائري الذي انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهكذا نشأت علاقة حميمة بين كارلوس وبوضيا وأعجب كارلوس بأفكار وأتجاهات بوضيا وخاصة أنه يشاطره نفس الأفكار والرأي.[4]
انخرط كارلوس في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قسم العمليات الخارجية، وتلقى تدريباته على يد كل من الدكتور جورج حبش ووديع حداد وقد تلقى تدريبات عديدة أخرى قبل ذلك في فنزويلا وكوبا داخل معسكر مانتانزاس - Mantanzas - الذي تعلم فيه أسس التخريب وحروب العصابات تحت إشراف سوفييتي وبمباركة فيديل كاسترو وقيل بالإتحاد السوفييتي بإشراف الكي جي بي وقد سطع نجم كارلوس حيث انه تميز بذكائه وقدرته على التخطيط والتخفي وتغيير ملامحه, أنتقل للعمل في أوروبا ضد الأهداف الاسرائيلية والمنظمات الداعمة لها ولإيمانه العميق في هذه القضية، ولشدة كراهيته وعدائه للصهيونية والإمبريالية الأميريكية، جند كل إمكانياته لضرب القوى الصهيونية وللضغط على بعض الأنظمة العربية التي تطبع مع اسرائيل.[4]

نظرياته
انتقل للعمل في أوروبا ضد الأهداف الصهيونية والمنظمات الداعمة لها لنصرة القضية الفلسطينية ولإيمانه العميق بهذه القضية، ولشدة كراهيته وعدائه للصهيونية الإمبريالية الأمريكية، جند كل إمكانياته لضرب القوى الصهيونية وللضغط على بعض الأنظمة العربية التي تطبع مع إسرائيل. بعد مقتل بوضيا الذي اغتالته مجموعة من الموساد الإسرائيلي شكلت للانتقام من جميع القياديين الثوريين انتقاماً لعملية أيلول الأسود في ميونيخ؛ والدكتور وديع حداد الذي يقال بأنه مات مسموماً أمسك كارلوس بقبضة من حديد بجميع المجموعات الثورية وأدخل أسلوباً جديداً وعناصر جديدة في العمليات، حيث اشتركت معه مجموعات ثورية التي تضم عناصر من الجيش الأحمر الياباني، ومنظمة بادرماينهوف الألمانية، وجيش تحرير الشعب التركي، والألوية الحمراء، والخلايا الثورية، ومنظمة العمل المباشر الفرنسية، بالإضافة إلى أعضاء من الجيش الجمهوري الإيرلندي، ومنظمة إيتا والباسك الانفصالية.
عملياته
نفذ كارلوس عملياته في أكثر من دولة أوروبية، ولكن لم يكن له الفضل في عملية ميونيخ بألمانيا التي خطط من خلالها لاختطاف 11 لاعباً إسرائيلياً في الدورة الأولمبية المقامة هناك في عام 1972 واستبدالهم باسرى فلسطينين حيث ان الفضل في هذة العملية يعود إلى حركة فتح التي قادت النضال الفلسطيني آنذاك ,في فيينا بالنمسا خطط وشارك لعملية الهجوم على مقر اجتماع الأوبك لوزراء البترول عام 1975؛ حيث أذاع بيان (درع الثورة العربية) وهي من أغرب العمليات وأدقها وأكثرها مدعاة للدهشة وعدم التصديق.
كما استولى كارلوس على السفارة الفرنسية في لاهاي بهولندا، مقر محكمة العدل الدولية، واختطف طائرة فرنسية إلى مطار "عنتيبي" بأوغندا في عام 1976، فقد كان على الطائرة شخصيات وسواح إسرائيليون، كما قام باستهداف طائرة العال الإسرائيلية في فرنسا بواسطة قاذف آر.بي.جي وبعد أسبوع واحد قام بعملية جريئة باقتحام نفس المطار مع مجموعته لاستهداف طائرة العال الإسرائيلية وقد كشفت العملية ونجح باحتجاز رهائن ورضخت فرنسا لمطالبه، وقد حاول اغتيال نائب رئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني في لندن، ورئيس شركة محلات ماركس آند سبنسر جوزيف إدوارد ستيف الداعم للحركات الصهيونية، وقام بتفجير عدد كبير من البنوك الصهيونية والممولة للحملة الصهيونية ومحطاتها الإذاعية، وكان لديه قائمة بأسماء الداعمين للحركة الصهيونية أراد تصفيتهم، كما قام بالتحضير لعمليات ضد الإمبريالية والصهيونية ومجموعة الرئيس المصري أنور السادات.
كارلوس الذي وهب حياته في خدمة القضية الفلسطينية ثائراً، مقاتلاً، مناضلاً وقيادياً، يقبع الآن في سجن منفرداً في فرنسا، بعد عملية اختطاف قامت بها أجهزة الاستخبارات الفرنسية بالتعاون مع حكومة السودان تم خطفه من السودان في 14 أغسطس 1994 بعد مطادرة استمرت لأكثر من عقدين من قبل عدة أجهزة استخبارات أوروبية وأمريكية وإسرائيلية.
أمسك كارلوس بقبضة من حديد بجميع المجموعات الثورية حول العالم سواء بالدعم المالي أو التقني أو المعنوي وأدخل أساليب جديدة لم يسبق لأحد فعلها وعمليات فريدة من نوعها واشتركت معه مجموعات ثورية كل من الجيش الجمهوري الإيرلندي – الجيش الأحمر الياباني – منظمة إيتا والباسك الإنفصالية – الألوية الحمراء – منظمة بادرماينهوف الألمانية, وقد نفذ كارلوس أغلب عملياته عن عمر صغير فمثلاً قام بالتخطيط لأول عملياته أيلول الأسود بميونيخ وعمره 23 سنة فقط.[4]
بعض عمليات كارلوس
يوم 6 سبتمبر 1970: أيام بطولات الفلسطينية ليلى خالد كان كارلوس مجرد حارس لأحد المنشآت المستخدمة لتخزين الأسلحة والمتفجرات المستخدمة في اختطاف وتفجير الطائرات الإسرائيلية خاصة تفجير إحداها بمطار داوسن الذي سمي فيما بعد من قبل المقاتلين الفلسطينيين بمهبط الثورة.
فبراير 1970: الملك حسين ملك الأردن يأمر الفلسطينيين المقيمين بالأردن تسليم أسلحتهم وحصول اشتباكات بين الجيش الأردني والفلسطينيين وقد شارك كارلوس بالقتال مع الفصائل الفلسطينية ومنها اكتسب كارلوس شهرته بكونه مقاتلاً جريئاً هادئاً قوي القلب.
فبراير ومايو عام 1972: حدوث ثلاث عمليات فريدة من نوعها بدون اشتراك كارلوس بها وإن كان قد ساهم بفكرة اختطاف الرياضيين بميونخ والعمليات الثلاث هي:
اختطاف مقاتلين تابعين لوديع حداد لطائرة وتوجيههم لها إلى عدن أحد المسافرين هو جوزيف كندي ابن روبرت كينيدي وقد تم اطلاق سراح الرهائن بعد المفاوضات التي تم على إثرها دفع فدية مقدارها خمسة ملايين دولار أميركي.
إرسال وديع حداد لثلاثة مقاتلين تابعين للجيش الأحمر الياباني لتنفيذ عملية داخل مطار تل أبيب باستخدام الرشاشات والقنابل وقتل على إثر هذه العملية 23 مسافراً وجرح 76 آخرون.
اختطاف رياضيين اسرائيليين في ميونخ بألمانيا على يد جماعة أيلول الأسود وقيام معركة بالأسلحة الرشاشة إثر محاولة القناصة الإلمان إرداء المقاتلين الفلسطينيين في طريقهم للطائرة المجهزة للهروب بالرهائن مما أدى لمقتل تسعة رياضيين إسرائيليين وخمسة مقاتلين فلسطينيين وقد غضب كارلوس بشدة لإقصائه من هذه العمليات المؤثرة والشديدة التأثير .
28 يونيو 1973: إغتيال بوضيا بتفخيخ وتفجير سيارته على يد فريق اغتيال اسرائيلي مدعو بغضب الله وقد أعقب ذلك طلب كارلوس من الجبهة الشعبية أن يعين في باريس كبديل لبوضيا لكن طلبه رفض وتم تعيين شخص آخر ميشيل مخربل لكن ذلك لم يحبط كارلوس فأراد الانتقام لصديق عمره بو ضيا بضرب الأهداف اليهودية في أرجاء أوروبا كافة.
يوم الأحد بديسمبر من عام 1973: في مثل هذا اليوم في ضاحية غنية بلندن فتح أحد الخدم الباب في أحد البيوت الغنية والفاخرة وفوجئ الخادم بشاب أسمر حاملاً لبندقية يطلب منه الذهاب به لسيده جوزيف سييف أحد أكثر رجال الأعمال اليهود المؤثرين في لندن ورئيس سلسلة متاجر ماركس اند سبنسر والأكثر من ذلك أنه رئيس فخري للإتحاد الصهيوني البريطاني - وهي منظمة لها دور فعال بإرسال ملايين الباوندات للمنظمات الإسرائيلية - أذعن الخادم لطلب الشاب بعد أن وجه البندقية لظهر الخادم وجعل يمشي وراءه ولكن حدث تشويش لأن زوجة جوزيف سييف لاحظت ما حصل واتصلت بالشرطة لكن لم يسعف جوزيف إتصال زوجته بالشرطة فقد أطلق كارلوس عليه من مسدس آلي عدة طلقات مزقت وجهه من على بعد أمتار وسق جوزيف فتقدم كارلوس وهدف على رأسه لكن حصل انسداد بالمسدس وتحت سماع كارلوس لصوت سيارات الشرطة اضطر للهرب وبشكل مثير للعجب نجا جوزف من الموت ليذكر للمحققين مواصفات الشخص الذي أصبح أسطورة ولقد استطاع كارلوس الهروب من يد الشرطة وهذا ما ساهم بنجاحة فلو ألقي القبض عليه لما ظهر ابن آوى كارلوس ولم يكن أحد ليعرفه صورة جوزف سييف.
يونيو سنة 1975: إلقاء القبض على ميشيل مخربل من قبل الاستخبارات اللبنانية وبمعاونة الاستخبارات الفرنسية واعتر ميشيل بأنه تابع لجورج حبش وتحدث عن عمليات وخطط قام بها المدعو "Nourredine" وتحدث عن عبقريته وذكائه لكن ما لم يدر بخلد المحققين أن هذا الشخص هو نفسة كارلوس وقد تم إكتشاف أن مخربل كان عميلاً مزدوجاً للموساد ساهمت معلوماته بمقتل بو ضيا.
ديسمبر سنة 1975: حدثت في هذه السنة أحد أجرأ العمليات التي قام بها كارلوس حيث قام بجمع فرقة من المقاتلين والذهاب لفيينا قاموا بإختطاف وزراء النفط المجتمعين باجتماع الأوبك وتم الدخول للمقر أثناء انعقاد الاجتماع وتم الهجوم برشاشات إم-16 و سكوربيون والمتفجرات البلاستيكية وتم إختطاف الوزراء بعد قتل الحرس الشخصي وكل من أظهر المقاومة وحدثت في داخل القاعة محادثة بين شخص مقنع والشيخ أحمد عبده يماني وزير النفط السعودي وسرعان ما اكتشف الشيخ أحمد عبده يماني أن محدثه هو كارلوس ثم نادى كارلوس بالجميع أنه لن يقتلهم إن تعاونوا معه ثم أصدر كارلوس خطابه المعروف ببيان درع الثورة العربية وطلب كارلوس عدداً من الباصات المليئة بالوقود والمغطاة بالكامل وركب المختطفون مع خاطفيهم الباصات وانطلقوا للمطار حيث أتت بعد المفاوضات المضنية طائرة لنقل الرهائن وعند الوصول للمطار تم إطلاق سراح بعض الرهائن وتم وضع الرهائن الباقين على متن طائرة تابعة للخطوط النمساوية وتمت أمام الكاميرات مصافحة شهيرة بين كارلوس وأحد الناشطين السابقين النازيين المنضوين فيما مضى لشبيبة هتلر وفي الطائرة تم تفخيخ جميع المقاعد لمنع أي محاولات للمقاومة من قبل الرهائن, وتمت نقاشات بين الرهائن وكارلوس وخاصة من قبل أحمد يماني الذي كان يحاول النقاش مع كارلوس لإطلاق سراح الرهائن وتم هبوط الطائرة بالجزائر وتم استقبال كارلوس الذي خرج منزوع السلاح واستقبله وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وتمت تعبئة الطائرة بالوقود مرة أخرى والإنتقال لليبيا التي رفضت المساعدة إلا بإطلاق سراح الرهائن الليبيين أولاً وتم إطلاق الرهائن الليبيين وتم رفض العرض الذي قدمه كارلوس للملكة العربية السعودية لإطلاق الرهائن السعوديين وتم منع الطائرة من الهبوط بتونس مما أجبر الطائرة للعودة للجزائر مرة أخرى واجتمع كارلوس مع رفاقه إجتمع بزملائه. يماني راقب بينما الإرهابيون تكلموا في الجزء الآخر مِن الطائرة لكن كان فقط قادر على التحقيق بأنهم كانوا يتجادلون بشأن شيء.
بينما عاد كارلوس للكلام مع الوزراء، هم كانوا يتسائلون إذا هم كانوا على وشك أَن يموتوا. بدلاً من ذلك كارلوس أعلمهم بأنه: قررنا أخيراً أَن نطلق سراحك في منتصفِ النهار وبذلك قرار حياتك خارج نطاق الخطر جداً, عندها يماني سأل لماذا هم لا يمكن أن يطلقوا سراح في وقت سابق وخرج كارلوس لمقابلة الجزائريين مرة أخرى وعاد بعد ساعتين وأخبر يماني وأموزيقار - الوزير الإيراني - أترك الطائرة الآن وأنت ستتلوه للخارج في خمس دقائق. وتم إطلاق سراح الوزراء الباقين واستلم كارلوس جراء ذلك مبلغاً قدر بين 20 - 50 مليون دولار, وبعد عملية الأوبك الخطيرة قام كارلوس بالإقامة بالجزائر بفيلا فاخرة منحت له من قبل هواري بومدين رئيس الجزائر وتم رفض عدة طلبات من دول أوروبية لتسليمه وبعدها بفترة قام كارلوس بزيارة ليبيا واستقبله العقيد معمر القذافي شخصياً واكتشف فيما بعد أن القذافي من الممولين لعمليات كارلوس وفيما بعد سافر كارلوس لعدن باليمن لإجتماع الجبهة الشعبية حينها استفرد به حداد وأخبره بأنه لم ينفذ شروط العملية بالأوبك والتي تقتضي قتل جميع الرهائن وأنه لهذا السبب مطرود.
عام 1976 :قامت القوات الإسرائيلية الخاصة بعملية عنتيبي بأوغندا لفك أسر الرهائن المختطفين بطائرة الخطوط الفرنسية والتي انتشرت الأقاويل عن كون كارلوس من المختطفين لكن عند تحرير الرهائن لم يكن كارلوس من الخاطفين.
سبتمبر عام 1976: تم إلقاء القبض على كارلوس ببلغراد يوغسلافيا ولكن الرئيس الجنرال تيتو أمر بإطلاق سراحه بعد أربعة أيام من القبض عليه وهم بالسفر إلى دمشق وفي دمشق حصلت بعض الصعوبات لمنعه من السفر لكن تم السماح له بالسفر لبغداد بالعراق حيث أقام لثلاثة أسابيع وأمن له الحرس والسيارات لنقله وانتقل بعد ذلك لليمن حيث أقام في قصر دفع نفقته معمر القذافي وأمن له الحرسة .
مارس 1978: موت وديع حداد باللوكيميا والبعض ادعى أنه سمم من قبل المخابرات العراقية مما جعل كارلوس المسيطر على الجماعات المسلحة بالشرق الأوسط وجعله تحت الطلب من قبل الحكومات لتصفية وترويع أعدائهم ومعارضيهم وقام كارلوس بجمع المقاتلين لمنظمته الخاصة من لبنان وسوريا وألمانيا وفلسطين وسويسرا وبينما هو كذلك شكلت الاستخبارات الفرنسية بمساعدة الموساد الإسرائيلي فرقة هدفها تصفية كارلوس والقضاء على القيادات الرئيسية بمنظمته.
يناير من عام 1982: استهدف كارلوس بمساعدة مجموعة سويسرية متطرفة مفاعلاً نووياً قيد الإنشاء بفرنسا وذلك بإطلاق خمسة قذائف آر بي جي على غلاف المفاعل لكنه لم يسبب ضرراً يذكر.
فبراير من عام 1982: تم إلقاء القبض على رجل وامرأة مع سيارة مليئة بالمتفجرات والأسلحة والجوازات المزورة بفرنسا وعند التحقيق اعترفوا بأنهم مرسلون من طرف كارلوس لتفجير مقر مجلة الوطن العربي نشرت مواضيع ضد النظام السوري وأن سوريا طلبت من كارلوس تفجير مقر المجلة وقد هدد كارلوس بالانتقام إن لم يطلق سراحهما.
15 مارس 1982: حصلت اعمال إنتقامية من فرنسا لرفضها اطلاق سراح القبوض عليهم اثر محاولة تفجير المجلة فتم تفجير المركز الثقافي الفرنسي بباريس وبعد أربعة أيام من ذلك تم تفجيرقطار أوروبا السريع الذي يصل بين باريس و تولوز وقد اكتشف فيما بعد أن الناشط السياسي الشاب جاك شيراك - في ذلك الوقت - كان سيستقل القطار لكنه غير الخطة بسبب مشاغله .
5 إبريل 1982: قامت جماعة الجيش الأحمر الياباني بالتهديد بعمليات انتقام مماثلة لما حصل بفرنسا إن لم يطق سراح المقبوض عليهم بفرنسا وقد تم تنفيذ التهديد بقتل العامل بالسفارة الفرنسية ببيروت المدعو كافالو ضرباً بالرصاص.
21 إبريل 1982 :انفجار قنبلة خارج مقر السفارة الفرنسية بفيينا وفي اليوم التالي تم تفجير مركز طباعة لمجلة الوطن العربي بسيارة مفخخة وتم أيضاً بعد أسابيع لاحقة إطلاق النار وتفجير حديقة السفارة الفرنسية ببيروت وتمت أعمال انتقامية أخرى لكن من قبل مجموعة أبو نضال في الحي اليهودي بباريس حيث تم استهداف مطعم جو جولدبيرغ وقد تمت كل هذه الأعمال تحت ناظري الاستخبارات الفرنسية التي بدأت تحكم خيوط الخطة.
في ديسمبر من عام 1982: تم تقديم قائمة الأسماء المراد القضاء عليها للرئيس الفرنسي ميتران وتمت الموافقة عليها وقد ضمت القائمة كارلوس وأبو نضال وقد تمت محاولة لإغتيال كارلوس بدمشق سوريا وكان القتلة متنكرين بزي سياح لكن العملية فشلت لأن المخبر كان مجرد مرتزق بالمعلومات الكاذبة وطلبت الحكومة الفرنسية من سوريا عدم دعم العمليات التي يقوم بها كارلوس بفرنسا ووافقت سوريا على ذلك مما أجل العمليات لمدة سنة ولكنه لم يوقفها.
25 أغسطس من عام 1983: تم تفجير القنصلية والمركز الثقافي الفرنسي ببرلين وقد ظهرت بصمة كارلوس على هذه العملية.
31 ديسمبر 1983: تم تفجير قطارين فرنسيين مما أدى لمقتل العشرات وأرسل كارلوس بياناً لثلاثة وكالات أنباء يخبرهم بأنه المسؤول عن العمليات وأنها جاءت كانتقام لقصف فرنسا مركز تدريب له بلبنان وقد حصل بعد ذلك تفجير بالمركز الثقافي الفرنسي بطرابلس ولم يتبناه أحد لكنه نسب ضمنياً لكارلوس وفي تلك الفترة بدأت الضغوط الأوروبية على الدول الأوروبية الشرقية لإيقاف إيوائها لابن آوى وبدأت الدول الداعمة له بتركه وقطع الموارد المالية المرسلة له بانتظام وبدأ بعض المؤيدين بشدة له مثل معمر القذافي بتجاهله وبعد عدة محاولات بدول متعددة تم السماح له بالعيش بسوريا بهوية رجل أعمال مكسيكي.
اغسطس 1990: ظهور اشاعات بأن صدام حسين استأجر كارلوس للقيام بتدريب كتائب من الجيش على عمليات التخريب لمقاومة قوات التحالف إثر غزوه للكويت لكن مالم يعرف أن سوريا منعت كارلوس من العمل للعراق بأوامر من حافظ الأسد شخصيا.
سبتمبر 1991: تم طرد كارلوس من سوريا وذهب لليبيا التي لم تستقبله بالحفاوة المعهودة مما حداه للعودة لسوريا ومنها إلى لبنان ومن ثم تسلل من سوريا إلى الأردن واكتشفته الأردن وسمحت له بالبقاء عدة أشهر وفيها أعلن إسلامه وعاش سنتين بالأردن ومن ثم ذهب إلى السودان بعد تعهد الزعيم حسن الترابي له بأنه سيقدم له الحماية وقد تم له ذلك واستقر بالخرطوم.
أغسطس 1994: تم الضغط على السودان لتسليم كارلوس بعد أن توصلت الاستخبارات الفرنسية والمصرية أنه بالخرطوم ولكن الترابي رفض تسليمه لأنه بطل للمقاومة الفلسطينية فما كان للإستخبارات الفرنسية سوى عرض فيديوات لحفلات كارلوس المليئة بالخمور والنساء مما أدى لرضوخ الترابي وقبوله بتسليم كارلوس وفي يوم 13 أغسطس تم إختطاف كارلوس من بيته بالخرطوم من قبل رجال المخابرات الفرنسية وتم نقله لفرنسا والتأكد من هويته وبصمات أصابعه.
23 ديسمبر 1997: تم الحكم على كارلوس بالسجن المؤبد وكانت سخرية القدر بسبب الغاء حكم الاعدام قبل سنوات قليلة فقط .
السجن
حكمت محكمة فرنسية بالسجن المؤبد على كارلوس بعد أن أدانته بالمسؤولية عن أربع هجمات أوقعت ضحايا في فرنسا في الثمانينيات. ويمضي كارلوس حاليا حكما في سجن فرنسي بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل 3 اشخاص بينهم شرطيان في باريس عام 1975. وانكر كارلوس وجود أي دور له في الهجمات بالقنابل في فرنسا في عامي 1982 و1983 التي اودت بحياة 11 شخصا. واكد محاموه طيلة فترة المحاكمة على عدم وجود ادلة تدينه، وطالبوا بتبرئته. وكان اكتشاف دليل جديد قاد الى محاكمته بالمسؤولية عن هذه الهجمات في باريس ومرسيليا والتي اوقعت قرابة 150 جريحا الى جانب القتلى. وقد القت قوة فرنسية خاصة القبض على كارلوس البالغ من العمر 62 عاما في السودان عام 1994. وكان قد اشتهر عالميا بوصفه العقل المدبر لعدد من الهجمات التفجيرية القاتلة وعمليات الاغتيال واختطاف رهائن.
وبرأت المحكمة الالمانية كريستا فروليتش التي حوكمت بتهمة المشاركة في احد هذه الهجمات، وحكمت بالسجن المؤبد غيابيا على اثنين من المتهمين هما الالماني يوهانس وينريتش المسجون في المانيا، والفلسطيني الهارب علي كمال العيسوي. واعتبرت النيابة ان كارلوس يمثل خطرا مطلقا ومستمرا لدعم طلبها تشديد الحراسة عليه. واثناء المحاكمة وصف كارلوس نفسه بأنه مقاتل وثوري محترف. وقال شهادته التي سمعت في جلسة مغلقة استمرت خمس ساعات الخميس انا ارشيف حي ومعظم الناس من مجايلي قد رحلوا. وقرا كارلوس نصا في تذّكر الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي عرف بتمويل العديد من الهجمات ضد الغرب.
وكان أول التفجيرات في مارس عام 1982 في قطار بين باريس وتولوز اسفر عن مقتل 5 اشخاص وجرح 28 اخرين. وتلاه هجوم آخر بعد شهر بسيارة مفخخة استهدف صحيفة معارضة لسوريا في باريس قتل فيه احد المارة وجرح 60 شخصا. ووقع الهجومان الآخران في احتفالات اعياد الميلاد والسنة الجديدة في عام 1983، الاول بتفجير قنبلة في عربة قطار سريع بين مارسيليا وباريس أدى الى مقتل 3 اشخاص وجرح 13 اخرين، والثاني بتفجير قنبلة في محطة قطارات مارسيليا أودت بحياة شخصين.[1] إلى هذه اللحظة يقطن كارلوس تحت المراقبة والحراسة المشددة بسجن لو سانتي ويسمح له تحت شروط عسيرة مقابلة أهله ومشاهدة التلفاز وأسطورة ابن آوى أصبح السجين 872686 / إكس, وقد اعلنت زوجته فيما بعد ان كل اعمال كارلوس كانت لخدمة القضية الفلسطينية وانه أعلن اسلامة باليمن عام 1975.
المحكمة
بدأت في باريس محاكمة الفنزويلي كارلوس يوم الاثنين في 15 ديسمر 2011 في قضية 4 اعتداءات وقعت في فرنسا واسفرت عن سقوط 11 قتيلا ونحو 150 جريحا قبل 30 عاما. واجاب كارلوس رئيس محكمة الجنايات الخاصة في باريس اوليفييه ليران الذي بدأ الجلسة بسؤاله عن هويته: انا ثوري محترف. وتبنى كارلوس في مقابلة اجرتها معه الصحيفة الفنزويلية ايل ناثيونال في اكتوبر 2011 للمرة الاولى اكثر من 100 عملية اسفرت عن سقوط بين 1500 و 2000 قتيل.[3] مثل كارلوس امام محكمة مختصة بالنظر في قضايا الارهاب في باريس بتهمة الضلوع في اربعة تفجيرات وقعت في فرنسا في الثمانينيات راح ضحيتها 11 شخصا بتهمة الضلوع في سلسلة من التفجيرات عام 1980. ويقضي كارلوس حكما بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل رجلي شرطة فرنسيين.
وقد يواجه كارلوس حكما جديدا بالسجن المؤبد في حال ادانته. ويقول الادعاء الفرنسي إن التفجيرات التي استهدفت قطارات ومحطات قطار وسيارات في فرنسا عامي 1982 و1983 كانت ردا من كارلوس على اعتقال الشرطة لاثنين من رفاقه. وأن السلطات عثرت على بصمات كارلوس على رسالة تهديد تسلمها وزير الداخلية الفرنسي طالبت باطلاق سراح المعتقلين. ولكن محامي كارلوس يقول إن الرسالة ليس لها وجود اصلاً، وان المحاكمة عبارة عن مهزلة لانها مبنية على ادلة مشكوك فيها جاءت بها اجهزة المخابرات الفرنسية.[
وصف الفنزويلي كارلوس نفسه بأنه ثوري محترف في اليوم الأول من محاكمته التي بدأت في باريس، نافيا ضلوعه في تفجيرات وقعت بين 1982 و1983 في فرنسا وقتلت 11. وكان كارلوس قال لصحيفة أل ناسيونال الفنزويلية قبيل المحاكمة إنه وراء أكثر من مائة هجوم وقع القرن الماضي، قتل فيها بين 1500 وألفي شخص، لكن ضحاياها المدنيين كانوا قليلين جدا. وقبل ذلك بشهر قال كارلوس لإذاعة فرنسية إنه ما زال يشعر بأنه مولع بالنضال. وينفي كارلوس ضلوعه في تفجيرات سنتي 1982 و1983 التي جرح فيها أيضا 150 شخصا. وحكم على كارلوس قبل 14 عاما بالسجن المؤبد في فرنسا بعد أن أدانته محكمة جنايات عادية بقتل مدني وشرطيين في 1975، لكنه يمثل هذه المرة أمام محكمة مختصة في شؤون الإرهاب. وينفي كارلوس التهمة التي أدين بها في 1997، ويصف الملف الذي بنيت على أساسه بالملفق. وتحظى محاكمة كارلوس - الذي مثل أمام القضاة مرتديا سروال جينز وسترة زرقاء وبدا منشرحا - بتغطية إعلامية واسعة، بالنظر إلى أنه أحد رموز حرب الجواسيس والاستخبارات في القرن الماضي.[
وكارلوس محبوس في فرنسا منذ نحو 20 عاماً حيث يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في قضية منفصلة تتعلق بقتل ضابطي شرطة ومرشد في باريس عام 1975. وبعد الحكم على سانشيز بالسجن مدى الحياة مرة أخرى، قالت محكمة الإرهاب الخاصة التي تتألف من سبعة قضاة في باريس إنه ينبغي أن يقضي 18 عاما في السجن كحد أدنى. وقد يؤجل هذا الحكم الموعد الذي يمكن فيه لسانشيز أن يتقدم بطلب للحصول على إفراج مشروط والمقرر حاليا عام 2012. وسانشيز متهم بتدبير أربع هجمات منفصلة في فرنسا على قطارين ومحطة قطارات وشارع في باريس أودت بحياة 11 شخصا وأصابت قرابة 200 آخرين. وقال ممثلو الادعاء إن التفجيرات كانت ردا على اعتقال الشرطة لاثنين من أفراد عصابته بينهما حبيبته، وقالوا إنه لا يزال يشكل خطرا على الناس.
رد كارلوس
ونفى كارلوس أي تورط له في التفجيرات الأربعة عامي 1982 و1983 على أحد شوارع باريس وقطارين ومحطة قطارات في مرسيليا. وتطرق في خطابه أمام المحكمة لمجموعة متنوعة من الموضوعات من حياة السجن إلى الإستراتيجية الصهيونية وجوازات السفر السوفياتية والدولة الفرنسية ومخدر الحشيش وحتى عقوبة الإعدام. وانهار سانشيز وارتعش صوته القوي في نهاية كلمته عندما قرأ ما قال إنه آخر وصية للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وقرأ من النص قائلا "سأواصل النضال" قبل أن يصمت محاولا التغلب على مشاعره، ورفع نحو عشرة شبان في قاعة المحكمة قبضات أيديهم في الهواء وهم يهتفون تشجيعا له. وقال كارلوس - الذي اعتنق الإسلام وهو في السجن - "السلام عليكم" قبل أن يلوح بقبضته في الهواء للحشد.
ويتهمه معارضوه بأنه قاتل مأجور، وتتهمه جماعة أخرى كانت تؤيده في السابق وتحولت للشهادة ضده بأنه قاتل بدم بارد، لكن كارلوس قدم نفسه في اليوم الأول من المحاكمة على أنه "ثوري بحكم المهنة". ويرى سانشيز نفسه كبش فداء، وتساءل "لماذا لم يتم اعتقال أي شخص في فرنسا في هذه الهجمات". ويقول هو ومحاموه إن الأدلة في القضية تستند إلى شهود غير موثوق بهم ونسخ من وثائق أرشيف المخابرات في أوروبا الشرقية. لكن ممثلي الادعاء قالوا إن كارلوس لا يزال يشكل خطرا على الناس، وطالبوا بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة مرة أخرى، وأن يقضي منها 18 عاما في السجن كحد أدنى. وفي وقت سابق الخميس تحدث كارلوس إلى المحكمة على مدى خمس ساعات، واصفا نفسه بأنه الشهيد الحي دفاعا عن براءته. وقال للمحكمة رافعا صوته "أنا في السجن مدان في قضية اتخذ فيها قرار مسبق". وخلال الحرب الباردة حصل كارلوس على دعم من الاتحاد السوفياتي ودول بالشرق الأوسط، وشن هجمات في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من عقدين قبل اعتقاله في السودان عام 1994
وأعلن فلاديمير راميرز سانشيز شقيق كارلوس أن الجانب الثوري في شخصية كارلوس ما زال حياً وينبض بالحياة، وذلك قبيل بدء المحاكمة الجديدة لكارلوس في باريس بتهم جديدة في المحاكم الفرنسية من المتوقع إذا تمت إدانته بها أن تبقيه في السجن حتى مماته. وقال فلاديمير في حديث نادر أدلى به لصحيفة الغارديان، أن الوقت الذي أمضاه كارلوس في السجن ساعد على ترسيخ إيمان شقيقي بمعتقداته. وكان كارلوس ذاته، الذي اعتنق الإسلام داخل السجن، صرح أخيراً من سجنه لإذاعة أوروبا - 1 أنه سيحارب بشدة ضد التهم الموجهة إليه وقال: "إنني ما زلت عقلياً في وضع قتالي. وأضاف: أول شيء سأفعله إذا خرجت من السجن بإذن الله سأبدأ حياتي بالذهاب إلى شهر العسل الذي تأخر موعده أكثر من عشرة أعوام". ووفقاً لمصادر قضائية فرنسية من المنتظر أن تستغرق محاكمة كارلوس الجديدة نحو 6 أسابيع.[
غيابيا
ويحاكم مع كارلوس غيابيا ثلاثة من أعضاء مجموعته بينهم مساعده يوهانس فاينريخ المحكوم عليه بالمؤبد في بلده ألمانيا، وألمانية اسمها كريستا مارجو فروليخ تعيش حرة طليقة ولا يتوقع أن تسلمها برلين، إضافة إلى شخص اسمه علي كمال العيساوي لا يعرف مكان وجوده. وحسب الادعاء فكارلوس العقل المدبر لهجمات 1982 و1983 وبصماته على رسالة تهديد أرسلها إلى وزير الداخلية الفرنسي حينها ليضغط من أجل الإفراج عن رفيقيه ماغدالينا كوب - التي تزوجها لاحقا - وبرونو بيغيه. ويتوقع أن تستمر محاكمة كارلوس حتى منتصف الشهر المقبل، ويمثل فيها للإدلاء بشهادتهم نحو عشرين شخصا، بينهم أقارب ضحايا وخبراء وشركاء سابقون له. ويدافع عن كارلوس فريق من المحامين بينهم زوجته إيزابيل كوتون بايري التي تزوجها في السجن قبل عشر سنوات.
وينتقد محامو كارلوس قضاء فرنسا لأنه أهمل دراسة فرضيات أخرى, ويشككون في صحة وثائق استخبارية لدول كانت في حلف وارسو، سمح كشفها بعد 1989 باستئناف التحقيق في الهجمات المنسوبة إلى المتهم، كما يدينون عزل موكلهم عشرة أيام لإجرائه مقابلة صحفية. ويواجه كارلوس إن أدين عقوبة قصوى هي السجن مدى الحياة. وبين أبرز الهجمات التي نفذها كارلوس هجوم استهدف اجتماعا لأوبك في فيينا في 1975، واحتجز فيه 11 وزيرا من الكارتل النفطي. واعتقلت الاستخبارات الفرنسية كارلوس في السودان في 1994 حيث لجأ إليه بعد مغادرته سوريا في 1991 في عملية يصفها محاموه بأنها اختطاف.
حياته الشخصية
اعتنق كارلوس الإسلام في السجن وتزوج على سنة الله ورسوله داخل السجن في البداية من رفيقة دربه ماجدلينا كوب، لكنه طلقها وتزوج عام 2001 ثانية من محاميته الفرنسية إيزابيل كوتانت بيفر. فضلاً إلى أنه مفلس تماماً ولولا أن زوجته إيزابيل تترافع عنه مجاناً لما وجد أحداً مستعداً للدفاع عنه. وكانت أحلام بالخروج من السجن راودت كارلوس في السنوات الأخيرة عقب تصريح أطلقه الرئيس الفيزويلي هوغو شافيز امتدحه فيه كمقاتل من أجل الحرية بقوله: «إنني أدافع عنه. لست مهتماً بما يقال عني غداً في أوروبا. لكن وفقاً لفلاديمير فإن شافيز أهمل الطلبات المتكررة التي وجهها فلاديمير - شقيق كارلوس - له من أجل تقديم المساعدة القانونية لكارلوس.[
قالوا عنه
ويقول الخبراء إن كارلوس واساليبه التي كان يتبعها من مخلفات الماضي.
• يقول فرانسو برنار هويغه، خبير شؤون الارهاب في معهد العلاقات الخارجية والاستراتيجية بباريس، إن كارلوس كان رمزا للارهاب اليساري الدولي. فكان يناضل في سبيل القضية الفلسطينية يوما وفي اليوم الثاني يقوم بزرع المتفجرات في قطارات بفرنسا. كان نجما بشكل من الاشكال.
• يقول جون فولان الذي كتب سيرة كارلوس إن الارهاب قد تطور الى درجة بحيث اصبح كارلوس اليوم صوتا وحيدا في صحراء قاحلة، صوت من الماضي.
• اما الخبير هويغه، فيقول: إن امثال كارلوس يبدون كالديناصورات، وانا انظر اليه كرفات تاريخية.
• وقال المحامي في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: لم يكن كارلوس ملاكا بأي حال من الاحوال، فهو يصور نفسه بوصفه قائدا في حرب عصابات وزعيما سياسيا ثوريا، وهذه عباراته وليست عباراتي.