الوضع السياسي في السودان
مرسل: السبت ديسمبر 24, 2011 12:11 am
..
إن الوضع السياسي في السودان لا يمكن فهمه بغير إستصحاب المتغيرات الدولية في القطبية الآحادية وكما ذكرنا في الورقة السياسية السابقة أن الولايات المتحدة عملت على إحتواء نظام الإنقاذ وليس إسقاطه فمن وجهة الولايات المتحدة أن نظام الإنقاذ بعد التخلص من سلبياته أكثر الأنظمة تأهيلاً لتحقيق مبدأ المشاركة الأمريكية في القارة الأفريقية وقد تم ذلك في جلسة للكونجرس الأمريكي بتاريخ 15/5/1997م حددت فيها معالم السياسية الأمريكية في السودان ولذلك جاءت مذكرة التفاهم التي وقعت بين الحكومة والحركة كنتيجة طبيعية لهذا التخطيط إن هذه المذكرة التي وقعت بين الحكومة والحركة تعتبر بداية الشراكة الأمريكية في القارة الأفريقية حيث تبدأ بتفاهم أولي ثنائي ومن ثم يعاد صوغ السودان بأكمله . إن الولايات المتحدة تضع السودان في خطتها هذه كحلقة وصل بين جميع دول المنطقة . وقيمة السودان أنه يمثل مجالاً حيوياً لكل هذه المناطق ومتداخل معها وخصوصاً إن أكبر مشروع نفط سيمر عبر البحر الأحمر من الخليج إلى غرب السودان ثم تشاد ومنها إلى غرب أفريقيا ومنها مباشرة عبر المحيط الأطلنطي إلى الولايات المتحدة ، تكلفة هذا الخط 20 مليار دولار وقد نفذ الشق المتعلق بتشاد ، وينتظر الشق المتعلق بالسودان إتفاقية السلام بين الحكومة والحركة في مقابل هذا يريد السعوديون مدهم بمياه الشرب النقية وهذا ما قاد للتفكير في إنشاء سد الشوك لتوفير المياه النقية إلى بورتسودان ثم إلى جدة هذا المشروع قامت بتصميمه وكالة ناسا الأمريكية بعد أن صورت كل شبر في المنطقة . من هذا الطرح وهذا التخطيط الإستراتيجي الأمريكي للسودان يفهم من هذا لا بد من توقيع إتفاقية سلام في آخر المطاف .
إضافة إلى هذا الجانب للولايات المتحدة اهتمامات أخرى بالسودان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر برزت بوضوح الطموحات التوسعية الأمريكية متخذة الحرب على الإرهاب كذريعة لها وكأنها كانت تنتظر سبباً لذلك والسودان في عرف الولايات المتحدة دولة راعية للإرهاب إذا فالسودان معني بتطبيق سياسية الولايات المتحدة لهذا الجانب وبهذا الخصوص قد كونت الإدارة الأمريكية لجنة عرفت بلجنة التسعة عشر دورها الأساسي دراسة مفهوم الجوانب النفسية للإرهاب الإسلامي وفي حقيقتها لجنة دراسة كيفية تدجين المسلمين وحذت الدراسة من أن انطباع الصورة السالبة عن الولايات المتحدة والعلاقة بينها وبين إسرائيل هو الذي شكل البذرة الأولى للأفعال الإرهابية للعرب خاصة والمسلمون عامة وخلصت اللجنة إلى أن الناحية الأهم في إعادة صياغة الشخصية المسلمة تتمثل في تغيير المناهج التعليمية التي تحض على كراهية اليهود والعالم الغربي تحديداً عبر تدريس مفهوم يدعى الجهاد . وقد نصت الدراسة على أن القضاء على الآثار السلبية النفسية للإرهاب لا بد وأن تبدأ من المراحل الأولى من التعليم الأساسي وإلا فإن الحملة الدولية التي تقودها الآن ضد الإرهاب لن تكون سوى مُسكن وقتي للقضاء على الإرهابيين لمدة 10-15 سنة قادمة ولكن ستظهر حقبة جديدة بعد ذلك يكون فيها الإرهابيين العرب أكثر شراسة وعنفاً من الجيل الحالي واعتبرت أن مصر هي أكبر مصدر لأفكار الإرهابية وتشكيل الخلايا الإرهابية وقد توصلت لجنة التسعة عشر إلى أن القرآن مؤثر رئيسي في تشكيل الشخصية المسلمة وما أسمته بدولة الإرهاب ولكنها اعتبرت أن هنالك صعوبات عملية في مطالبة الحكومات بتغيير القرآن ولكن هناك العديد من المرجعيات الدينية يمكن أن تقوم بتفسير القرآن تفسيراً مختلفاً يساعد على تنفيذ المطالب الأمريكية ووضعت على عاتق مصر والسعودية تنفيذ هذا الدور باعتبارهما صاحبتي التأثير الأكبر في العالم الإسلامي وأكدت الدراسة على أننا لم نستطيع أن نغير من فحوى القرآن ولكن علينا التدخل لإفراغه من مضمونه وحددت الدراسة جملة توصيات طلبت من الإدارة وضعها موضع التنفيذ أبرزها إلزام المراجع الدينية وأصحاب المسئولية الدينية على التركيز على الفروع المتعلقة بالطقوس الدينية والعبادات وحصر الدين في العلاقة بين الفرد وإلهه والعمل على إبعاد المسلمين عن أي دور حضاري أو سياسي أو نضالي . وأوصت الدراسة بالتدرج في تغيير المناهج من المراحل الابتدائية وحتى الجامعية مركزة على تغيير محتوى المادة الدينية لتسمى بالثقافة الدينية وتقصد إلى إعطاء صورة إيجابية عن الفضائل الدينية الأساسية للأديان الثلاث وأن يشمل التغيير منهج اللغة العربية خاصة المطالعة والنصوص التي يلاحظ أنها تحض على كراهية الآخرين وتصور المسلم بصورة المقاتل الشرس وتحض الأطفال على تذكر تاريخهم الدموي في الحروب ضد الآخرين واقترحت الدراسة أن يتم التركيز على دراسة الطبيعة وحب الوطن وأوصت الدراسة بترسيخ النمط الاستهلاكي الأمريكي وإعطاء أفضلية للنماذج العربية والإسلامية التي تحاكيه . وكذلك طالبت الدراسة بضرورة الاعتماد على فكرة التأويل واستحداث لغة دينية جديدة في كل مبادئ وأساسيات الدين الإسلامي في التعامل مع العالم الغربي خاصة الولايات المتحدة .
ورغم أن هذه الدراسة صودق عليها من قبل الرئيس الأمريكي قبل فترة إلا أنه أُجل إبلاغ الدول المعنية عنها لما بعد احتلال العراق لتجد نفسها مرغمة عليها وبالفعل وبعد الطريقة المذلة التي عامل بها الأمريكيون الرئيس العراقي صدام حسين أبلغ الحكام بالقرارات الأمريكية ليكون رد الفعل بعد أقل من أسبوعين عبر قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي انتهت إلى قرارين رئيسين الأول فيهما التوصية بتطوير وتغيير المناهج التعليمية والثاني إدانة الإرهاب
إن الوضع السياسي في السودان لا يمكن فهمه بغير إستصحاب المتغيرات الدولية في القطبية الآحادية وكما ذكرنا في الورقة السياسية السابقة أن الولايات المتحدة عملت على إحتواء نظام الإنقاذ وليس إسقاطه فمن وجهة الولايات المتحدة أن نظام الإنقاذ بعد التخلص من سلبياته أكثر الأنظمة تأهيلاً لتحقيق مبدأ المشاركة الأمريكية في القارة الأفريقية وقد تم ذلك في جلسة للكونجرس الأمريكي بتاريخ 15/5/1997م حددت فيها معالم السياسية الأمريكية في السودان ولذلك جاءت مذكرة التفاهم التي وقعت بين الحكومة والحركة كنتيجة طبيعية لهذا التخطيط إن هذه المذكرة التي وقعت بين الحكومة والحركة تعتبر بداية الشراكة الأمريكية في القارة الأفريقية حيث تبدأ بتفاهم أولي ثنائي ومن ثم يعاد صوغ السودان بأكمله . إن الولايات المتحدة تضع السودان في خطتها هذه كحلقة وصل بين جميع دول المنطقة . وقيمة السودان أنه يمثل مجالاً حيوياً لكل هذه المناطق ومتداخل معها وخصوصاً إن أكبر مشروع نفط سيمر عبر البحر الأحمر من الخليج إلى غرب السودان ثم تشاد ومنها إلى غرب أفريقيا ومنها مباشرة عبر المحيط الأطلنطي إلى الولايات المتحدة ، تكلفة هذا الخط 20 مليار دولار وقد نفذ الشق المتعلق بتشاد ، وينتظر الشق المتعلق بالسودان إتفاقية السلام بين الحكومة والحركة في مقابل هذا يريد السعوديون مدهم بمياه الشرب النقية وهذا ما قاد للتفكير في إنشاء سد الشوك لتوفير المياه النقية إلى بورتسودان ثم إلى جدة هذا المشروع قامت بتصميمه وكالة ناسا الأمريكية بعد أن صورت كل شبر في المنطقة . من هذا الطرح وهذا التخطيط الإستراتيجي الأمريكي للسودان يفهم من هذا لا بد من توقيع إتفاقية سلام في آخر المطاف .
إضافة إلى هذا الجانب للولايات المتحدة اهتمامات أخرى بالسودان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر برزت بوضوح الطموحات التوسعية الأمريكية متخذة الحرب على الإرهاب كذريعة لها وكأنها كانت تنتظر سبباً لذلك والسودان في عرف الولايات المتحدة دولة راعية للإرهاب إذا فالسودان معني بتطبيق سياسية الولايات المتحدة لهذا الجانب وبهذا الخصوص قد كونت الإدارة الأمريكية لجنة عرفت بلجنة التسعة عشر دورها الأساسي دراسة مفهوم الجوانب النفسية للإرهاب الإسلامي وفي حقيقتها لجنة دراسة كيفية تدجين المسلمين وحذت الدراسة من أن انطباع الصورة السالبة عن الولايات المتحدة والعلاقة بينها وبين إسرائيل هو الذي شكل البذرة الأولى للأفعال الإرهابية للعرب خاصة والمسلمون عامة وخلصت اللجنة إلى أن الناحية الأهم في إعادة صياغة الشخصية المسلمة تتمثل في تغيير المناهج التعليمية التي تحض على كراهية اليهود والعالم الغربي تحديداً عبر تدريس مفهوم يدعى الجهاد . وقد نصت الدراسة على أن القضاء على الآثار السلبية النفسية للإرهاب لا بد وأن تبدأ من المراحل الأولى من التعليم الأساسي وإلا فإن الحملة الدولية التي تقودها الآن ضد الإرهاب لن تكون سوى مُسكن وقتي للقضاء على الإرهابيين لمدة 10-15 سنة قادمة ولكن ستظهر حقبة جديدة بعد ذلك يكون فيها الإرهابيين العرب أكثر شراسة وعنفاً من الجيل الحالي واعتبرت أن مصر هي أكبر مصدر لأفكار الإرهابية وتشكيل الخلايا الإرهابية وقد توصلت لجنة التسعة عشر إلى أن القرآن مؤثر رئيسي في تشكيل الشخصية المسلمة وما أسمته بدولة الإرهاب ولكنها اعتبرت أن هنالك صعوبات عملية في مطالبة الحكومات بتغيير القرآن ولكن هناك العديد من المرجعيات الدينية يمكن أن تقوم بتفسير القرآن تفسيراً مختلفاً يساعد على تنفيذ المطالب الأمريكية ووضعت على عاتق مصر والسعودية تنفيذ هذا الدور باعتبارهما صاحبتي التأثير الأكبر في العالم الإسلامي وأكدت الدراسة على أننا لم نستطيع أن نغير من فحوى القرآن ولكن علينا التدخل لإفراغه من مضمونه وحددت الدراسة جملة توصيات طلبت من الإدارة وضعها موضع التنفيذ أبرزها إلزام المراجع الدينية وأصحاب المسئولية الدينية على التركيز على الفروع المتعلقة بالطقوس الدينية والعبادات وحصر الدين في العلاقة بين الفرد وإلهه والعمل على إبعاد المسلمين عن أي دور حضاري أو سياسي أو نضالي . وأوصت الدراسة بالتدرج في تغيير المناهج من المراحل الابتدائية وحتى الجامعية مركزة على تغيير محتوى المادة الدينية لتسمى بالثقافة الدينية وتقصد إلى إعطاء صورة إيجابية عن الفضائل الدينية الأساسية للأديان الثلاث وأن يشمل التغيير منهج اللغة العربية خاصة المطالعة والنصوص التي يلاحظ أنها تحض على كراهية الآخرين وتصور المسلم بصورة المقاتل الشرس وتحض الأطفال على تذكر تاريخهم الدموي في الحروب ضد الآخرين واقترحت الدراسة أن يتم التركيز على دراسة الطبيعة وحب الوطن وأوصت الدراسة بترسيخ النمط الاستهلاكي الأمريكي وإعطاء أفضلية للنماذج العربية والإسلامية التي تحاكيه . وكذلك طالبت الدراسة بضرورة الاعتماد على فكرة التأويل واستحداث لغة دينية جديدة في كل مبادئ وأساسيات الدين الإسلامي في التعامل مع العالم الغربي خاصة الولايات المتحدة .
ورغم أن هذه الدراسة صودق عليها من قبل الرئيس الأمريكي قبل فترة إلا أنه أُجل إبلاغ الدول المعنية عنها لما بعد احتلال العراق لتجد نفسها مرغمة عليها وبالفعل وبعد الطريقة المذلة التي عامل بها الأمريكيون الرئيس العراقي صدام حسين أبلغ الحكام بالقرارات الأمريكية ليكون رد الفعل بعد أقل من أسبوعين عبر قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي انتهت إلى قرارين رئيسين الأول فيهما التوصية بتطوير وتغيير المناهج التعليمية والثاني إدانة الإرهاب