تحليل للأوضــــاع في مصــــر بعـــد الثورة
مرسل: السبت ديسمبر 24, 2011 10:03 am
تحليل للأوضــــاع في مصــــر بعـــد الثورة
ـــ في محاولة لتحليل الأوضاع السياسية في مصر ما بعد الثورة ؛ نود الإفادة بأن قراءتنا لمختلف أنواع الأخبار العلنية ، تشير إلى أن هناك فوضى شبه عارمة تكاد تطال كل شيء في المجتمع المصري ، نتيجة لإنفلات الأمور ، وعدم وجود الجدية لدى قوات " الشرطة " للقيام بدورها لضبط النظام العام ، حيث بات معظم الضباط وأفراد الشرطة يتفادون المصادمات مع بقايا المحتجين ، خشية أن تطالهم أي اتهامات جنائية ، خاصة في خضم المطالبات من قبل الثوار بمحاكمة ضباط الشرطة الذين أطلقوا النار على المحتجين أثناء الأحداث التي شهدتها مصر قبل تنحي الرئيس السابق ، مما أدى إلى قيام من يسمونهم في مصر بـــ " البلطجية " باستغلال الأوضاع ، والنزول جماعات للشوارع والحارات في محاولة منهم لبسط سطوتهم ونفوذهم ، فارضين على الأهالي دفع الأتـــاوات ، ومهددين بالسطو والقتل لكل من لا يمتثل لسلطاتهم . ويمكن القول بأن هيبة الشرطة المصرية هبطت إلى أدنى حدودها ، ولعل ذلك يتضح من خلال تعدي الجماهير الرياضية على أفراد الشرطة في المباريات الرياضية ، والدخول معهم في عراك ، أدمى بعض أفراد الشرطة ، الذين من الواضح أنهم كانوا يتفادون استخدام القوة للرد على تلك الجماهير الغاضبة ؟!
ـــ وتفيد الأنباء المتناقلة بأن الضباط السابقين في ما كان يعرف بجهاز أمن الدولة " صاحب الصيت السيء في مصر " ، والمحسوبين على وزير الداخلية السابق " حبيب العادلي " ، لا يزالون يمارسون نفوذهم على الشارع المصري ، حيث أن هناك من يشتبه في وجود دور لهم في تحريك أولئك " البلطجية " و" المسلجين خطر " في الشارع المصري ، بسبب ارتباط قيادات أولئك المجرمين بهؤلاء الضباط بعلاقات سرية ، حينما كانوا على رأس عملـــــــــــهم في ذلك الجهاز ، وذلك للإيحاء بأن حل ذلك الجهاز و الاستغناء عنهم كان خطأ كبير . وتشير الأنباء إلى أن سيطرة رجال أمن الدولة المصري السابقين اتضحت مؤخرا حين زعم بعضهم أن مصر ستشهد أحداث كبيرة ، ويعتقد أنهم نفذوا تهديداتهم تلك ، إذ حدثت إنفجارات في خط الغاز المصري ، مما يؤكد جديتهم ونفوذهم .
ــ وتضيف المعلومات بأن هناك انتشار غير مسبوق للسلاح الآلي في الشارع المصري ، حيث بات معظم المصريين يمتلكون أسلحة شخصية غير مسجلة ، وهم يحملونها معهم في تجوالهم ليلا ونهارا ، ولا يترددون في إشهارها في وجوه خصومهم لأتفه الأسباب ، كما حدث مع لاعب كرة القدم " عماد متعب " الذي أشهر السلاح في وجه سائق سيارة لمجرد مضايقته لزوجته " يارا " ملكة جمال مصر السابقة ، كما توجد حالات أخرى أدت إلى قيام شبان بعمليات خطف فتيات ، وتصفيات جسدية لأشخاص آخرين . ونوهت المعلومات إلى أنه لولا قيام بعض العقلاء في الشارع المصري بالتدخل في معظم الأحيان لضبط الأمور ومعالجتها بالبساطة المصرية المعهودة ، لتحولت الأمور إلى فوضى عارمة ، خاصة وأن الإنفلات الأمني أصبح يعم كافة المحافظات الرئيسية في مصر .
ـــ على صعيد آخر ، تبين أن هناك مجاميع بين المصريين لا يزالون مؤيدين للنظام السابق ، وقد اتضح ذلك من خلال عدة مواقع إليكترونية ظهرت مؤخرا في الشبكة العالمية للمعلومات ، تمجد النظام السابق وتتمنى عودته للحكم ، كما اتضح من خلال توافد مجاميع أخرى إلى ميدان التحرير للتصدي للثوار في كل جمعة ومضايقتهم ، ورفع شعارات تؤيد النظام السابق . ويعتقد بعض المصريين أن الأعضاء السابقين في الحزب الوطني الحاكم ، ورجال الأعمال المتنفذين ، وأعضاء " المحليات " في الحارات المصرية ، إضافة إلى قيادات أمن الدولة السابقين ، والشبكات المرتبطة بهم ، هم الذين يشكلون الخطر على الثورة المصرية ، واصفين إياهم بأنهم يقومون بثورة مضادة ، بهدف استعادة مكانتهم وهيبتهم التي أسقطتها الثورة نظريا ، تحسبا لخوض الانتخابات القادمة ، والتي من غير المستبعد أن يحققوا فيها مكاسب سياسية بسبب القوة المالية لمعظمـــهم ، وقدرتهم التنظيمية والمعنوية للتأثير على من يصفونهم بــ " الغلابـــة " أي " الفقراء " في المجتمع المصري .
ـــ واستطردت الأنباء بأن معظم أبناء المجتمع المصري قد تأثروا كثيرا من عدم استقرار الأوضاع في البلاد ، وخاصة " سائقي سيارات الأجرة والحناتير والعاملين في المطاعم والفنادق وأصحاب الشقق المفروشة ، الذين كانوا يعتمدون في دخلهم اليومي على السياحة العربية والأجنبية ، حيث لوحظ انخفاض عدد السياح العرب والأجانب بشكل كبير جدا عن السابق ، مما بات يهدد الأمن الإجتماعي المتردي أصلا بشكل خطير . هذا ، وتضيف المعلومات بأنه في الوقت الذي كان فيه المصريون يثنون على إنجازات الثورة إلا أن عدد منهم بدأوا يتبرمون منها ، وأبدوا تشاؤما بمستقبل بلادهم لافتين النظر إلى أن كافة السيناريوهات باتت مفتوحة في مصر ، خاصة بعد دخول " الأخوان المسلمون " في الحياة السياسية بشكل وثوب جديد ، واستعدادهم للحوار مع أمريكا ، فيما لا يزال قادة الثوار يعتقدون بأن الأوضاع في طريقها إلى التصحيح . وبين هؤلاء يقف المجلس العسكري المصري ، مهددا ومتوعدا كل من يخرج عن النظام أو يحاول العبث بالأمن ، بالعقوبات الشديدة ، مما زاد من شدة الإحتقان بين الثوار الذين يرفضون هذه اللغة ، ويصفونها بأنها شبيهة للغة النظام السابق . وبين الجميع يقف المراقبون يتفرجون على تردي الأحوال ، مطالبين الجميع بمعالجة الأمور بحكمة وصبر وهدوء ، ومناشدين المصريين أن " يلتموا " معا ، لنبذ خلافاتهم جانبا والإنتباه لشؤون حياتهم اليومية ، والتفرغ لإعادة بناء البلاد . اللهم أحفظ مصر وأهل مصر ، وجميع بلداننا العربية من كل شر ومكروه . ونجنا من هذه المخاطر التي ينادي بها البعض دون الانتباه لعواقبها ، متناسين أنه من السهل إثارة المشاكل ، ولكن من الصعوبة إنهاؤها . اللهم آمين ، ودمتم وبلادنا عمان وقيادتها ومواطنيها في عز وتمكين دائما .
جبل السوادي " تحليل حصري للحارة " ، مسقط 13 يوليو 2011م
ـــ في محاولة لتحليل الأوضاع السياسية في مصر ما بعد الثورة ؛ نود الإفادة بأن قراءتنا لمختلف أنواع الأخبار العلنية ، تشير إلى أن هناك فوضى شبه عارمة تكاد تطال كل شيء في المجتمع المصري ، نتيجة لإنفلات الأمور ، وعدم وجود الجدية لدى قوات " الشرطة " للقيام بدورها لضبط النظام العام ، حيث بات معظم الضباط وأفراد الشرطة يتفادون المصادمات مع بقايا المحتجين ، خشية أن تطالهم أي اتهامات جنائية ، خاصة في خضم المطالبات من قبل الثوار بمحاكمة ضباط الشرطة الذين أطلقوا النار على المحتجين أثناء الأحداث التي شهدتها مصر قبل تنحي الرئيس السابق ، مما أدى إلى قيام من يسمونهم في مصر بـــ " البلطجية " باستغلال الأوضاع ، والنزول جماعات للشوارع والحارات في محاولة منهم لبسط سطوتهم ونفوذهم ، فارضين على الأهالي دفع الأتـــاوات ، ومهددين بالسطو والقتل لكل من لا يمتثل لسلطاتهم . ويمكن القول بأن هيبة الشرطة المصرية هبطت إلى أدنى حدودها ، ولعل ذلك يتضح من خلال تعدي الجماهير الرياضية على أفراد الشرطة في المباريات الرياضية ، والدخول معهم في عراك ، أدمى بعض أفراد الشرطة ، الذين من الواضح أنهم كانوا يتفادون استخدام القوة للرد على تلك الجماهير الغاضبة ؟!
ـــ وتفيد الأنباء المتناقلة بأن الضباط السابقين في ما كان يعرف بجهاز أمن الدولة " صاحب الصيت السيء في مصر " ، والمحسوبين على وزير الداخلية السابق " حبيب العادلي " ، لا يزالون يمارسون نفوذهم على الشارع المصري ، حيث أن هناك من يشتبه في وجود دور لهم في تحريك أولئك " البلطجية " و" المسلجين خطر " في الشارع المصري ، بسبب ارتباط قيادات أولئك المجرمين بهؤلاء الضباط بعلاقات سرية ، حينما كانوا على رأس عملـــــــــــهم في ذلك الجهاز ، وذلك للإيحاء بأن حل ذلك الجهاز و الاستغناء عنهم كان خطأ كبير . وتشير الأنباء إلى أن سيطرة رجال أمن الدولة المصري السابقين اتضحت مؤخرا حين زعم بعضهم أن مصر ستشهد أحداث كبيرة ، ويعتقد أنهم نفذوا تهديداتهم تلك ، إذ حدثت إنفجارات في خط الغاز المصري ، مما يؤكد جديتهم ونفوذهم .
ــ وتضيف المعلومات بأن هناك انتشار غير مسبوق للسلاح الآلي في الشارع المصري ، حيث بات معظم المصريين يمتلكون أسلحة شخصية غير مسجلة ، وهم يحملونها معهم في تجوالهم ليلا ونهارا ، ولا يترددون في إشهارها في وجوه خصومهم لأتفه الأسباب ، كما حدث مع لاعب كرة القدم " عماد متعب " الذي أشهر السلاح في وجه سائق سيارة لمجرد مضايقته لزوجته " يارا " ملكة جمال مصر السابقة ، كما توجد حالات أخرى أدت إلى قيام شبان بعمليات خطف فتيات ، وتصفيات جسدية لأشخاص آخرين . ونوهت المعلومات إلى أنه لولا قيام بعض العقلاء في الشارع المصري بالتدخل في معظم الأحيان لضبط الأمور ومعالجتها بالبساطة المصرية المعهودة ، لتحولت الأمور إلى فوضى عارمة ، خاصة وأن الإنفلات الأمني أصبح يعم كافة المحافظات الرئيسية في مصر .
ـــ على صعيد آخر ، تبين أن هناك مجاميع بين المصريين لا يزالون مؤيدين للنظام السابق ، وقد اتضح ذلك من خلال عدة مواقع إليكترونية ظهرت مؤخرا في الشبكة العالمية للمعلومات ، تمجد النظام السابق وتتمنى عودته للحكم ، كما اتضح من خلال توافد مجاميع أخرى إلى ميدان التحرير للتصدي للثوار في كل جمعة ومضايقتهم ، ورفع شعارات تؤيد النظام السابق . ويعتقد بعض المصريين أن الأعضاء السابقين في الحزب الوطني الحاكم ، ورجال الأعمال المتنفذين ، وأعضاء " المحليات " في الحارات المصرية ، إضافة إلى قيادات أمن الدولة السابقين ، والشبكات المرتبطة بهم ، هم الذين يشكلون الخطر على الثورة المصرية ، واصفين إياهم بأنهم يقومون بثورة مضادة ، بهدف استعادة مكانتهم وهيبتهم التي أسقطتها الثورة نظريا ، تحسبا لخوض الانتخابات القادمة ، والتي من غير المستبعد أن يحققوا فيها مكاسب سياسية بسبب القوة المالية لمعظمـــهم ، وقدرتهم التنظيمية والمعنوية للتأثير على من يصفونهم بــ " الغلابـــة " أي " الفقراء " في المجتمع المصري .
ـــ واستطردت الأنباء بأن معظم أبناء المجتمع المصري قد تأثروا كثيرا من عدم استقرار الأوضاع في البلاد ، وخاصة " سائقي سيارات الأجرة والحناتير والعاملين في المطاعم والفنادق وأصحاب الشقق المفروشة ، الذين كانوا يعتمدون في دخلهم اليومي على السياحة العربية والأجنبية ، حيث لوحظ انخفاض عدد السياح العرب والأجانب بشكل كبير جدا عن السابق ، مما بات يهدد الأمن الإجتماعي المتردي أصلا بشكل خطير . هذا ، وتضيف المعلومات بأنه في الوقت الذي كان فيه المصريون يثنون على إنجازات الثورة إلا أن عدد منهم بدأوا يتبرمون منها ، وأبدوا تشاؤما بمستقبل بلادهم لافتين النظر إلى أن كافة السيناريوهات باتت مفتوحة في مصر ، خاصة بعد دخول " الأخوان المسلمون " في الحياة السياسية بشكل وثوب جديد ، واستعدادهم للحوار مع أمريكا ، فيما لا يزال قادة الثوار يعتقدون بأن الأوضاع في طريقها إلى التصحيح . وبين هؤلاء يقف المجلس العسكري المصري ، مهددا ومتوعدا كل من يخرج عن النظام أو يحاول العبث بالأمن ، بالعقوبات الشديدة ، مما زاد من شدة الإحتقان بين الثوار الذين يرفضون هذه اللغة ، ويصفونها بأنها شبيهة للغة النظام السابق . وبين الجميع يقف المراقبون يتفرجون على تردي الأحوال ، مطالبين الجميع بمعالجة الأمور بحكمة وصبر وهدوء ، ومناشدين المصريين أن " يلتموا " معا ، لنبذ خلافاتهم جانبا والإنتباه لشؤون حياتهم اليومية ، والتفرغ لإعادة بناء البلاد . اللهم أحفظ مصر وأهل مصر ، وجميع بلداننا العربية من كل شر ومكروه . ونجنا من هذه المخاطر التي ينادي بها البعض دون الانتباه لعواقبها ، متناسين أنه من السهل إثارة المشاكل ، ولكن من الصعوبة إنهاؤها . اللهم آمين ، ودمتم وبلادنا عمان وقيادتها ومواطنيها في عز وتمكين دائما .
جبل السوادي " تحليل حصري للحارة " ، مسقط 13 يوليو 2011م