- السبت ديسمبر 24, 2011 6:11 pm
#45732
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... مكانة الأخلاق الإسلاميةوالآداب العالية في الإسلام: ولما كان دين الأسلام دين جمع كل خير,فقد كانت الأخلاق الكريمة والآداب الرفيعة لها نصيب كبير في تعاليم الإسلام،وقد وصف الله تعالي نبيه صلي الله عليه وسلم في مقام مدحه والثناء عليه بقولهوإنك لعلي خلق عظيم).وهذا يعني أن الخلق الكريم له مكانة عظيمة في الإسلام , وقد قال صلي الله عليه وسلمبعثت لأتمم صالح الأخلاق),وقال صلي الله عليه وسلم(خياركم أحسنكم أخلاقا)وقال صلي الله عليه وسلم(أثقل شئ في الميزان خلق حسن).وقد جاءت أحاديث كثيرة دعا صلي الله عليه وسلم فيهاأمته إلي حسن الخلق وحثها علي مكارم الأخلاق ومعالي الآدب , وأبي عليها سفاسفها وأراذلها.وقد ذكر الإمام ابن القيم: أن الأداب في الدين الإسلامي ينقسم إلي ثلاثة أنواع: أدب مع الله سبحانه: وهو صيانة معاملته معه أن لا يشوبها نقيصة , وصيانة قلوبه من أن يلتفت إلي غيره ,وصيانةإرادته من أن يتعلق بما يمقته الله عليه. وأدب مع الرسول صلي الله عليه وسلم : والقرآن مملوء به , ورأس الآداب معه كمال التسليم له ,والأنقياد لأمره وتلقي خبره بالقبول والتصديق, ومن الأدب معه أن لايتقدم بين يديه بأمر ولانهي ولاإذن , ولاتصرف , ومن الأدب معه أن لاترفع الأصوات فوق صوته. فإنه سبب لهبوط الأعمال , فما الظن برفع الآراء ونتائج الأفكار علي سننه ... إلي أن قال: وأدب مع الخلق :وهو معاملتهم علي أختلاف مراتبهم بمايليق بهم ,فلكل مرتبة أدب , فمع الوالدين أدب ,ومع العالم أدب ,ومع السلطان أدب يليق به ,ومع الأقران أدب يليق بهم, ومع الأجانب أدب ,والضيف , وهكذا, ولكل حال أدب , الأكل والشرب والركوب والدخول والخروج والنوم والأستماع والسكوت...وأدب المرء عنوانه سعادته وفلاحه, وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره, وقد اهتم الإسلام بتربية الأمة الإسلامية علي الأخلاق الفاضلة والآداب الكريمة شديد الاهتمام , واعتني بهاالقرآن الكريم والسنة النبوية غاية العناية , وخصص جامعو كتب السنة أبوابا وفصولا من كتبهم لبيان تلك الأخلاق والآداب . ومنهم من ألفوا كتبا خاصة لبيان هذه الآداب الإسلامية لأهميتها في حياة المسلم ومن هذه الكتب النافعة المفيدة كتاب ( الأدب المفرد ) لأمير المؤمنين في الحديث أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله( صاحب التاريخ الكبير والجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم المشهور بصحيح البخاري) فقد جمع فيه الفضائل والآداب التي لا يستغني عنها أي بيت ويفتقر إليها كل مسلم في حله وترحاله, في بيته وبين أهله وجيرانه وفي جميع علاقاته العائلية والاجتماعية. ومن شروحات هذا الكتاب, أي الكتب التي شرحت ( كتاب الأدب المفرد ) كتاب رش البرد شرح الأدب المفرد للشيخ الدكتور محمد لقمان السلفي , وكتاب( فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد) للشيخ فضل الله الجيلاني.