منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#45883
المخزون والاحتياجات النفطية الأمريكية:
يبلغ حجم الإنتاج الأمريكي من النفط الخام وسوائل الغاز نحو 5,7 ملايين برميل يومياً (م ب ي). وهو ما يشكل نحو 9,8 % من الإنتاج العالمي، كما تبلغ الاحتياطيات الأمريكية المؤكدة من النفط نحو 30,4 مليار برميل بنسبة تبلغ 2,9 % من الاحتياطي العالمي. وتستهلك الولايات المتحدة ربع الإنتاج العالمي للنفط تستورد نصفه، ومن المتوقع أن يزداد الطلب الأمريكي على النفط إلى نحو 27،31 (م ب ي) ونحو 29،17 (م ب ي) عام 2025 بزيادة سنوية تبلغ 1,7 % في المتوسط. ولذا فإن الولايات المتحدة ستضطر إلى تأمين أكثر من ثلثي احتياجاتها، وتحديداً 68% منها، بحلول عام 2025 وذلك مقارنة بـ 55% عام 2001 و42% عام 1990، وذلك وفق بيانات إدارة الطاقة الأمريكية.([19])
والمواطن الأمريكي يختلف في استهلاكه للطاقة عن غيره. فالمستهلك في اليابان يصرف نصف ما يصرفه الأمريكي في ذات القطاع وذات الحاجة وهذا يشرح الحاجة الأمريكية الملحة للطاقة. كما أن المستهلك الأمريكي لم يهتم للبدائل، فالسيارات تستهلك 14 مليون برميل يومياً وقود، وهذا رقم كبير جداً.([20])
ويرى العديد من الخبراء أن نسبة الاعتماد الأمريكي على الخارج في تلبية احتياجاته النفطية لا تمثل مشكلة وليس لها تأثير في أمن الطاقة الأمريكي ما دامت هذه المصادر آمنة ومستقرة، ولكن يحدث العكس عندما تزداد المخاطر من عدم استقرار مصادر النفط الخارجية، وهو ما قد يؤثر في الأوضاع الاقتصادية الأمريكية بشكل عام. ويمكن قياس مدى أمن المصادر الخارجية بالنسبة للولايات المتحدة من جراء معرفة أوضاع أكبر خمسة مصدرين لمعرفة قدرة الولايات المتحدة على تحصين نفسها وقت انقطاع الإمدادات. وبالنظر للوضع الآن نلاحظ أن الولايات المتحدة تمتلك حصانة جيدة في مواجهة أي أزمة طاقة، وتثبت الخبرة التاريخية أن مرونة الولايات المتحدة في تأمين مصادر وارداتها النفطية قد ارتفعت من 62 % عام 2001، كي تصل إلى نحو 76% عام 2002.([21])
ويرى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر أن هناك احتمالات ومخاطر لصدامات عسكرية ومنافسات عنيفة على الموارد. وفقاً لذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعيد ترتيب مناطق مختلفة من العالم وهيكلتها على قاعدة "تدفق إمدادات النفط والغاز" وذلك باستخدام آلتها العسكرية، خاصة أن الإنفاق العسكري الأمريكي هو الأول في العالم، بالإضافة للنصيب الأعظم للولايات المتحدة من التجارة الدولية، مما أعطاها الثقة والقدرة على ممارسة الخيارات العسكرية بيسر في إدارتها لسياستها الكونية.([22]) هذا الدور الأمريكي الحالي أدخلها في طور استعماري جديد غيرت بسببه اسم العدو الذي تحاربه ليصبح "الإرهاب". ومن المثير أن خريطة الإرهاب والدول المارقة هي ذات الخريطة الرئيسة للمناطق الحيوية للنفط والغاز، سواء في الشرق الأوسط أو أوراسيا أو القرن الإفريقي.([23])
وقد حددت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قائمة التهديدات للمصالح الأمريكية في مجال الطاقة منذ خمسة عشر عاماً وهي:
1- الدول أو الجماعات التي تمتلك أسلحة كيميائية.
2- الدول أو الجماعات التي تمتلك أسلحة بيولوجية.
3- الدول المارقة التي تمتلك أسلحة ذرية أو في سبيلها لذلك.
4- محاور الشر التي تعتمد على وسائل الإرهاب والتخريب واختطاف الطائرات.
5- الإرهاب السيبيري.